قدمت الممثلة الأمريكية آمبر هيرد نموذجًا يصعب تكراره في صراعها بالمحكمة مع طليقها الممثل الأمريكي جوني ديب..
أخطأت آمبر 12 خطأ يفعل بعضًا منها الكثيرون -من الجنسين- ومن كل الأعمار بمختلف العالم..
أولها وأكثرها شيوعًا؛ من يحبني سيتحملني، وهو خطأ كارثي بكل ما تعنيه الكلمة؛ فهل من الذكاء "تخيل" أن من يحبنا سيتحمل مضايقاتنا له دائمًا وأبدًا، ولن "يختنق" ويهرب أو يرد بالأسوأ، وأين "العدل" في عقاب من يحبنا "بإنهاكه" بما لا يحب؟!
الخطأ الثاني أن من يحبنا سيحب عيوبنا!! ولا نعرف من أول من قال هذا الخطأ "البشع" في العلاقات؛ فالعيوب هي شيء "يزعج" الآخرين؛ كالعصبية الزائدة وسرعة الغضب والعناد والبخل والعدوانية والكلام المسيء وتوجيه الإهانات و..و..و..، فهل يوجد "عاقل" بالكون يمكن أن يحب هذه الصفات أو ما يماثلها؟ بالطبع لا يوجد..
يمكنه "فقط" تحمل بعض هذه العيوب إن كانت طارئة وليست عادة وبشرط أن يعتذر عنها من "يقترفها" ولا يكررها؛ ما عدا ذلك فمن "يتوهم" أنه سيجد من يحب عيوبه فسيطول انتظاره "ونتحداه" إن قبل هو بالعيوب من شريكه في الحياة أو من زملاء العمل..
الخطأ الثالث عندما راهنت آمبر أن جوني "لن" يضيق بها وبحدتها وبسوء تصرفاتها وكما تحملها "سابقًا" فسيواصل تحملها "لحبه" لها؛ لأنه لن يستطيع العيش بعيدًا عنها؛ وتجاهلت -كما يفعل الكثيرون- أن الحب له رصيد يجب مراقبته؛ فلا يتم السحب منه دون الإضافة وإلا فوجئ صاحبه بالإفلاس، وهو ما حدث مع آمبر التي فوجئت بإصرار جوني على الطلاق..
الخطأ الرابع هو العناد والإصرار على التمادي في الأخطاء، وقادها ذلك للخطأ الرابع وهو توهم "سهولة" خداع الناس بالاعتماد على "كتيبة" العلاقات العامة التي استأجرتها لتحسين صورتها وفشلت، فمهما بلغت براعتهم فلن يستطيعوا ترويج الكذب.
الخطأ السادس الاعتماد على التأثير على الناس المبالغة بالانفعال وهي تحكي عن معاناتها ومحاولات استدرار عطف المحكمة؛ فمن يفعل ذلك يحصل على بعض التعاطف لبعض الوقت، ولكنه سيخسر لاحقًا؛ فالناس لا يمكن خداعهم طويلا، وسيضيقون بالتباكي وسيبحثون عما "يؤكد" الشكاوى أو البكاء، وعندما لا يجدونه سيردون "بالأسوأ" وهو ما فات آمبر؛ فليس بالبكاء يتم ربح القضايا بل بالأدلة والبراهين، وهو ما عجزت عن فعله وفعله جوني.
الخطأ السابع وهو من أهم أسباب الفشل في الحياة وفي كل العلاقات وليس في الزواج فقط؛ وهو عدم رؤية الواقع كما هو؛ فمن المضحك أن آمبر ذهبت لآخر جلسة وهي بتسريحة كالملائكة؛ وكأن ذلك سيزيل كل "الأكاذيب" التي قالتها في الجلسات السابقة، وبعد الحكم شبهت الحكم بأنه "نكسة" للمرأة!! وكأن ما اقترفته من تعمد للكذب وافتراء وتشويه لسمعة طليقها يمثل المرأة "السوية"، وقد أشار الحكم إلى تعمدها للخبث الأسود!! فعن أي نكسة للمرأة تتحدث!!
الخطأ الثامن كان من الواضح "تدخلها" في عمل المحامين ومسئولي العلاقات العامة لديها؛ ومن ذلك اتهام جوني بالنرجسية؛ لأنه كان يرسم أحيانا في الجلسات الطويلة التي كانت تستمر لساعات فمن المستحيل أن يقول ذلك محامٍ "محترف"؛ وقد رفضت القاضية هذا السؤال.
الخطأ التاسع "الإلحاح" في ترديد الكذب وتتوهم أنه سيصبح حقيقة، والمؤكد أن من يستمع للأكاذيب "سيضيق" بالكاذب ولو بعد حين.
الخطأ العاشر أنها تعتقد أن الحياة ستسير وفقًا "لرغباتها" وحدها؛ فقد طلبت وأصرت على عدم إذاعة الجلسات وتم رفض طلبها، ثم عندما رأت أن الأمور لا تسير في صالحها طلبت التوقف عن نظر القضية، وتم رفض طلبها؛ وكان من الذكاء أن تفكر جيدًا قبل اللجوء للتقاضي، وألا تسمح "للغل" وللرغبة في إيذاء جوني لتطليقها بالسيطرة عليها؛ فقد خسرت 20 مليون دولار بسبب قيامها بتشويه سمعة جوني لقيام بعض الشركات بفسخ عقود أجرتها معها، كما خسر جوني 60 مليون دولار لنفس السبب.
الخطأ الحادي عشر وهو الأهم والأخطر والذي يتغافل عنه الكثيرون -من الجنسين- وبكل الأعمار أيضًا؛ ويتلخص في الاستمرار بالضغط على من نحب؛ شركاء الحياة أو الأصدقاء أو زملاء العمل وغيرهم؛ فسيحولهم لخصوم ولو بعد حين؛ فلن يتحمل أحد في الكون مواصلة الضغط عليه وما يتبعه من خسائر تؤذيه نفسيًا وماديًا وصحيًا؛ وسيقوم "بطرد" من يؤذيه ويسارع باقتلاع "جذوره" من حياته لينجو بنفسه بعيدًا عن العلاقات المسمومة التي تنهك وتسلب الحياة، وتحرم من "يتورط" فيها من حقوقه المشروعة في البهجة وتحقيق أحلامه والسلام النفسي وهو ما فعله جوني ديب عندما قرر الخلاص من آمبر، وبعد الحكم سألوه: هل تكرهها، رد: لا؛ فالكراهية شعور ولا أكن لها أي شعور..
وهي مرحلة طبيعية يمر بها من "يختار" النجاة من "توابع" تجربة عاطفية مؤلمة، وهذا أذكى من الاحتفاظ بالمرارة، والسماح لمن تسبب له في الأذى بمواصلة إيذائه؛ فالكراهية "نار" تحرق صاحبها؛ وهو ما فعلته آمبر "بنفسها"؛ فسمحت للكراهية والرغبة في الانتقام من جوني بالسيطرة على حياتها لسنوات بعد الطلاق؛ واسترد جوني حياته كما قال بعد الحكم، وتعاطف معه الملايين في العالم وطالب الكثيرون شركات الإنتاج السينمائي بإعادة جوني للأفلام التي أبعدوه عنها بسبب آمبر، بينما ساءت حياة آمبر وتشوهت سمعتها كثيرًا، وصدق القائل: "إذا سعيت للانتقام؛ فاحفر قبرين أولهما لنفسك، وكان هذا الخطأ الثاني عشر.