منذ أن سمع الجمهور صوتها وهي تغني فنا ظن كثيرون أنه سيظل مقصورا على النخبة، وجمهور كبير يقبل على حفلاتها بالقاهرة أو الإسكندرية، هى الميزو سوبرانو فرح الديباني، واحدة من أهم الأصوات المصرية التى لمعت في الخارج، وتغني النشيد الوطني الفرنسي أمام الرئيس مانويل ماكرون في حفل تنصيبه رئيسا لفرنسا.
فرح الديباني كرمها الرئيس السيسي في منتدى شباب العالم (2019)، وجائزة أوبرا باريس للغناء الأوبرالي لأفضل شابة فى العام نفسه، كما منحتها وزارة الثقافة الفرنسية وسام الفنون والآداب الفرنسي برتبة فارس، فى مقر السفارة بالقاهرة، وحصلت على الجائزة الثالثة في مسابقة جوليو بيروتي الدولية للغناء عام 2013 ولقب أفضل موهبة أوبرالية شابة في مجلة «أوبرنفلت» وجائزة مهرجان كامروبر شلوس رانسبرج، وجائزة «مؤسسة فاجنر».
عن الفن الأوبرالي، وماذا قال لها ماكرون ومشاركتها فى الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس اليونسكو وغنائها «وحياة قلبي وأفراحه» لعبدالحليم حافظ، وأهمية تأليف أوبرا مصرية، ورأيها في مسلسلات رمضان، ومشروعاتها المقبلة تتحدث فرح فى حوار خاص.. إليكم التفاصيل.
- إحياء مغنية أوبرا مصرية لحفل مهم وغناؤها النشيد الوطني (المارسايز) فى حفل تنصيب رئيس فرنسا ماكرون..حدث لا يتكرر كثيرا صفي لنا كيف تم ترشيحك؟
قبل الحفل بيوم، فوجئت باتصال من فريق إعداد حفل تنصيب الرئيس إيمانويل ماكرون فى حال فوزه بالرئاسة، وأن أغني النشيد الوطني الفرنسي، وبعد فوزه تم بالفعل التواصل والاستعداد للحفل، مشاعر مختلفة، وحالة من السعادة لا توصف، وحتى هذه اللحظة غير قادرة على وصفها فى كلمات لأنها لم تكن متوقعة، كان لدي إحساس لم أشعر به من قبل رهبة وخوف وسعادة، يمكن القول إنها مشاعر مختلطة، ولم أكن ساعتها أعي حجم وأهمية وضخامة الحدث كما رأيته على المسرح، ذهبت في البداية للغناء لكننى وجدت نفسي فى حدث كبير.
- ماذا قال لك الرئيس ماكرون بعد أدائك النشيد الوطني الفرنسي وانتهاء الحفل؟
شكرني هو وزوجته على أنني قبلت المهمة وأننى استقطعت من وقتي للمشاركة في الحفل، وأنه وزوجته سعيدان، ومقدران أنني وافقت على الحضور، وقال إنه سبق أن حضر لي حفلا بمعهد العالم العربي في يوليو الماضي، وكان سعيدا وقال إنه يتذكر صوتي جيدا، ولم ينسه، وقال: «صوتك حرك داخلنا أحاسيس جميلة».
- تقديمك حفلات عالمية أمام جمهور متنوع الجنسيات واللغات مسؤولية كبيرة..كيف تتعاملين معها؟ هل تبحثين عن أفكار جديدة لتطوير الفن الأوبرالى مثلا؟
كبرت وبداخلي ثقافات متعددة، ولغات مختلفة، سواء الألمانية أو الثقافة المصرية الفرنسية بسبب الموسيقى والأغاني التى تعلمتها، أو اليونانية لأن جدة والدي يونانية، فالموضوع بالنسبة إلي تلقائي، لا أسعى إليه، فهو طبيعي، أعمل وأطور نفسي، كل هذا ساعدني على أن أتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي، ودائما ما أبحث عن أفكار جديدة مبتكرة أقدم بها فن الأوبرا لكن بشكل حديث، ولا أحاول تقديمه كفن قديم فن يحبه الناس فى هذا العصر، من خلال أدائي، وطريقة إلقائى.
- كيف واجهت فترات عزل كورونا التي أثرت في العالم؟
قدمت حفلات أون لاين، وكانت مهمة، لأنها أسهمت في جذب جيل جديد إلى الفن الأوبرالي، جيل من الشباب، وصغار السن، أصبحوا مهتمين بهذا الفن، وهنا يرجع الفضل إلى السوشيال ميديا التى كشفت عن أجيال وجمهور مختلف، وهو ما يؤكد أن فن الأوبرا يمكن الترويج له من خلال وسائل تواصل حديثة مثل السوشيال ميديا.
- حفل يحضره رئيس فرنسا يأتى بعد حفل في معهد العالم العربى بباريس وجائزة اليونسكو ووسام فارس يضعنا أمام سؤال: كيف يمكن أن نستغل عالميتك فى الترويج للفن المصرى؟
أنا بطبيعتي في كل الحفلات العالمية، حتى التى قدمتها أخيرا، أحرص على تقديم فن مصري، ففي حفل اليونسكو غنيت للعندليب عبدالحليم حافظ (وحياة قلبي وافراحه)، أغنية مصرية يعرفها جمهور العالم العربي، ويعشقها،غنيت أمام ماكرون فى حفل معهد العالم العربي بباريس أغنية داليدا (حلوة يا بلدي)، أغنية مصرية لمغنية مصرية المولد والنشأة، والأغنية قدمتها إلى مصر، هذا جزء من دعم الفن المصري، وأغني لعبدالحليم وفيروز، وأسمهان، وأحاول أن أعرف الجمهور الأجنبي بالفن المصري وبخاصة الأغنيات التي قد لا يعرفها الكثيرون فى الخارج.
- هل يضايقك أن الشباب العربى معظمه لا يهتم بالفنون الراقية.. وكيف نقربه من هذا الفن؟
لا يضايقنى هذا الأمر، منذ البداية أعرف أن فن الأوبرا فن نخبوي، حتى فى الخارج، ليس كل الناس يحبون الأوبرا فى الغرب، لكن ما لمسته أخيرا أن شبابا كثيرين فى العالم العربي يسمعون الفن الأوبرالي، وأسعد بمتابعتهم لهذا الفن الراقي، من خلال السوشيال ميديا، وجيلنا أصبح قريبا منهم، ساعد هذا الجيل فى نشر الفن الأوبرالي، ومن خبرتي لمست أن الشباب يسمع ويهتم بالأوبرا من خلال حفلاتي التي أقدمها في القاهرة والإسكندرية، إضافة إلى الكبار المهتمين بالأوبرا.
- تأليف أوبرا عربية.. مهمة كيف تتحقق كانت لنا محاولات سابقة لتأليف أوبرات عربية؟
لم نقدم أوبرات عربية بالمعنى الكامل، ترجمنا أوبرات إلى العربية وكانت ناجحة، وتأليف أوبرا عربية ليس بالأمر الصعب، فهي أمنية أتمناها وياليت يتم تنفيذها في مصر كأوبرا مصرية خالصة.
- هل تفكرين فى غناء عربي لمقدمات مسلسلات؟
لا أفكر في غناء تترات مسلسلات، فلم يعرض علىَّ هذا اللون من الغناء.
- وهل شاهدت مسلسلات رمضان.. وما رأيك فيها؟
شاهدت بعض مسلسلات رمضان، وحريصة كل عام على متابعة الدراما في رمضان، وشاهدت مسلسل (فاتن أمل حربي) وأعجبتني الفكرة، والتمثيل، و(راجعين يا هوى)، و(الاختيار 3)، و(سوتس بالعربي)، فأنا محبة للدراما والسينما المصرية منذ صغري، وعاشقة لجيل الأبيض والأسود، لا أبالغ عندما أقول إننى مدمنة أفلام قديمة، أحب اللغة المصرية، ولذلك أتمنى أن يتم تأليف أوبرا مصرية وأن تكون باللغة واللهجة المصرية، وليس بالعربي فقط.
- وما مشروعاتك المقبلة؟
كثيرة منها ما قدمته يوم الثلاثاء حيث غنيت باليونانية لأول مرة بتوزيع أوركسترا كامل، فى الاحتفال بمرور عشرين عاما على افتتاح مكتبة الإسكندرية، وأسافر بعدها إلى باريس لاستلام جائزة من مؤسسة كبيرة فى فرنسا، وحفل آخر في يونيه وسأقدم حفلا كاملا لداليدا فى باريس، ثم حفلا في برلين لإحدى شركات البيانو، مع عازف بيانو مشهور.