أكد عدد من مواطني أسوان أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد الحوار الوطني بين مختلف قوی وفئات الشعب المصري تؤكد أن الجمهورية الجديدة التي يترقبها العالم سوف ترتكز علی ركائز مهمة تستهدف صالح الوطن الذي كثيرا ما توجع من آلام التهميش وإعلاء الصوت الواحد وهو الذي لم يكن يصب في صالحه علی الإطلاق.
موضوعات مقترحة
وأعرب المواطنون والقيادات التي التقت معهم «بوابة الأهرام» لاستطلاع رأيهم ومطالبهم بشأن الحوار الوطني عن أملهم في أن يتوصل الحوار الذي دعا إليه الرئيس لحلول فعلية وواقعية، وأن يكون ثمار ذلك بالفعل أفعال لا مجرد توصيات، خاصة وأن هناك متطلبات واحتياجات يفتقرها المواطن في عدة مجالات منها الصحة والتعليم وانفلات الأسعار عالميا.
تبني ابداعات الشباب .. ودعم مراكز البحوث العلمية
قال الدكتور أيمن عثمان رئيس جامعة أسوان لـ "بوابة الأهرام" إن دعوة الرئيس قد جاءت في التوقيت المناسب الذي يتطلع فيه شعب مصر إلی المزيد من التنمية، خاصة في ظل المبادرات الإنسانية والاجتماعية والصحية التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة وأثمرت عن نتائج مذهلة، وأضاف بأن مصر تسير بخطی ثابتة للوصول الى أهداف التنمية المستدامة 2030، وهو ما يتطلب مشاركة كافة فئات المجتمع من أحزاب ونشطاء وعلماء في الحوار.
وتناول رئيس جامعة أسوان أهمية دور شباب الجامعات ومشاركتهم والعمل علی تبني مواهبهم وتنمية قدراتهم العلمية والبحثية الإبداعية من أجل خلق أجيال جديدة من العلماء والمبدعين والباحثين، وذلك للعمل علی إعلاء رفعة شأن الوطن في مختلف المجالات، خاصة في ظل اهتمام القيادة السياسية بالشباب وتمكينهم من المناصب القيادية، بالإضافة إلی تأهيلهم لسوق العمل، الأمر الذي يتطلب طرح تفعيل الاستفادة من طاقات الشباب في المشروعات القومية الكبري التي تشهدها مصر عامة والجنوب خاصة، وطالب رئيس جامعة أسوان بتواصل تشجيع ودعم مراكز البحوث العلمية والعلماء الذين هم ركيزة التنمية والتقدم، حيث شهدت المجالات العلمية والتعليم الجامعي وما قبل الجامعي اهتماما كبيرا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مراكز لوجستية في إفريقيا لتنمية الصادرات
قالت النائبة الدكتورة نيفين حمدي عضو مجلس النواب لـ"بوابة الأهرام" إنها ستشارك في الحوار الوطني بكل تأكيد، حيث تتبنى طرح تنمية الصادرات إلی الدول الإفريقية، بما سيحقق المستهدف منه بنحو 40 مليار دولار علی الأقل سنويا، وأضافت النائبة قائلة: إن ذلك يتطلب إنشاء مراكز لوجستية مصرية في قلب الدول الإفريقية الشقيقة في ظل إهتمام الأشقاء بالمنتج المصري، موضحة أن أسوان تعد بوابة الجنوب نحو القارة السمراء، لذا فإن هذه المراكز ستعد ركيزة أساسية في عرض المنتجات وقياس جودتها والوقوف علی متطلبات هذه الدول.
وأضافت النائبة البرلمانية بأن الطرح الثاني الذي ستطرحه في الحوار الوطني المرتقب هو التوسع في إنشاء فروع جديدة للبنوك المصرية داخل الدول الإفريقية من أجل تقديم المزيد من التسهيلات.
التوسع في الصناعة .. وحل مشاكل العمالة المؤقتة
أكد هلال الدندراوي رئيس اتحاد العمال بأسوان والنائب الأسبق بمجلس الشعب أهمية الحوار الوطني بمشاركة كافة فئات المجتمع بطوائفه وتياراته السياسية، وقال إن جميع الذين سيشاركون في الحوار مصريون كل حلمهم أن يكون الوطن متسعا للجميع سياسيا واجتماعيا وثقافيا بما يتماشى مع الفكر الراقي للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وجه الدعوة لهذا الحوار دون إقصاء لأي مصري.
وطالب رئيس اتحاد العمال بضرورة طرح ورقة عمل تتناول مستقبل الصناعة والعمالة غير المنتظمة ومشاكل المؤقتين "وعمال اليومية"، حيث أن التوسع في إقامة المنشآت الصناعية من الممكن أن يستوعب الآلاف من من الشباب المتعطش للمشاركة في بناء الحمهورية الجديدة التي ستقوم علی مبادئ ثورة 30 يونيو وأهمها الحرية والمشاركة الوطنية الجادة والعدالة الاجتماعية.
وطالب الدندراوي بضرورة إحياء مشروع وادي غرب كوم أمبو الزراعي الذي توقف بسبب أحداث يناير 2011، وكذا التوسع الزراعي في مناطق وأراضي غرب المحافظة المتسعة، خاصة في ظل ما يتم حاليا من محاور للربط بين شرق النيل وغربه مثل محوري كلابشة ودراو وكوبري خزان أسوان البديل، كما طالب بأن تكون هناك مناطق صناعية كبری تقوم علی صناعة حقيقية منتجة منها المنطقة الفوسفاتية بشمال إدفو، فأسوان ومنذ إنشاء مصنع كيما والفيروسليكون لم تشهد إقامة أي مصانع جديدة، رغم توافر الطاقة الشمسية النظيفة في بنبان غرب دراو.
إعادة هيكلة التعليم .. وإلغاء بعض الكليات غير المفيدة
تحدث الدكتور صلاح مندور مدير التعليم العام ومسئول تنمية وتطوير التعليم الفني "تيفيت" سابقا عن التعليم باعتباره قاطرة التنمية في جميع المجالات قائلا: إن التعليم بشكل عام في حاجة لإعادة الهيكلة من جديد حتى يفرز أجيالا تستطيع مجاراة سرعة التطوير التكنولوجي الرهيب الذي يشهده العالم، الأمر الذي يتطلب طرحه بشكل موسع في الحوار الوطني بمشاركة الخبراء المتخصصين.
وأشار مندور إلی ضرورة مراجعة استمرار الدراسة في بعض الكليات الجامعية التي تقوم بتخريج الآلاف من الخريجين بلا جدوى تذكر ، مما يزيد من معدلات البطالة بشكل مخيف في أسوان، في الوقت الذي يجب التوسع في إنشاء كليات تختص بدراسة الذكاء الاصطناعي علي سبيل المثال، قائلا: "لابد من الاهتمام بتطوير التعليم الفني الذي يعد نقطة الانطلاق نحو النهضة الصناعية العملاقة المنتظرة علی غرار الدول الأوريية الصناعية التي نهضت من خلال التعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتيح توفير فرص العمل للشباب، وطالب بأن يتناول الحوار الوطني مناقشات جادة تدور حول إنشاء المصانع التكميلية في الجنوب، للاستفادة من مشروعي توشكي والعوينات، بخلاف الثروات التعدينية والمحجرية التي تمتلكها أسوان حول بحيرة ناصر، مما سيرفع من المردود الاقتصادي للمنتج المصري وتنمية الصادرات إلی الدول الإفريقية وكافة أنحاء العالم .
المرأة .. والحوار الوطني
وأشارت زينب عبد المنعم الراوي من مؤسسة "أم حبيبة " إلی ضرورة المشاركة القوية للشباب والمرأة في الحوار الوطني، خاصة في ظل المكتسبات التي حققتها المرأة في عهد الرئيس السيسي، وطالبت بضرورة مضاعفة برامج الحماية الاجتماعية لفئات الشعب الأكثر احتياجا في ظل حالة الغلاء التي يشهدها العالم ومصر، فرغم ما يقرره الرئيس في كل عام، إلا أن هناك معاناة حقيقية من ضعف الأجور والمعاشات التي لاتكاد تكفي، وطالبت بالمزيد من المكتسبات في قانون الأحوال الشخصية لإنقاذ المرأة من العذاب الذي تواجهه للحصول علی حقوقها عند قوع الانفصال.
وأعرب أحمد ياسين أخصائي اجتماعي بمستشفى أسوان الجامعي عن أمله في سرعة الانتهاء من أعمال تطوير المستشفيات والوحدات الصحية لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظة أسوان، حيث تدخل المحافظة المنظومة في مرحلتها الأولی، مما سيخفف كثيرا من الضغوط على المستشفی الجامعي، وطالب ياسين بضرورة التفكير في عودة المجالس المحلية من جديد بعدما تركت فراغا كبيرا في العمل السياسي والتصدي للشائعات ومواجهة التحديات وتلبية احتياجات المواطنين، بالإضافة إلی حل المشكلات التي تزعج الأجهزة في القری والمراكز.
زينب الراوي د.صلاح مندور أحمد ياسين النائبة نيفين حمدى د .أيمن عثمان