Close ad

من كورونا إلى جدري القرود.. مسلسل الفيروسات عرض مستمر

31-5-2022 | 20:58
من كورونا إلى جدري القرود مسلسل الفيروسات عرض مستمرجدرى القرود
هبة عادل
الأهرام العربي نقلاً عن

‪‎لا يوجد علاج فاعل وآمن لجدرى القرود لكن يتم استعمال اللقاح التقليدى وبعض الأدوية المضادة للفيروسات

موضوعات مقترحة

بعد أن كدنا نتصور أن فيروس كورونا على وشك الانتهاء، لكن هذا التصور ذهب أدراج الرياح، فقد ظهر فيروس جدرى القرود، كأننا على أعتاب تفشى وباء جديد، وليظل مسلسل انتشار الفيروسات مستمرا، وحالة الرعب مستمرة، وراءها مستفيدون من انتشار هذه الأوبئة.

وسط ذلك كله يبدو الوضع وكأن هناك مؤامرة على سكان هذا الكوكب، حيث لا نعرف ما الذى يلوح فى الأفق من فيروسات قادمة. جدير بالذكر أنه فى فترة الثمانينيات تحدث العالم الراحل الدكتور مصطفى محمود فى برنامجه الشهير وقتها "العلم والإيمان" وتنبأ بظهور هذه الفيروسات، وقال إنها نوع من حروب الأجيال القادمة!

"إذا انتشر فيروس قاتل فى العالم، وأغلقت الدول حدودها، وانعزلت خوفا من الموت المتنقل، فستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين، فئة تمتلك أدوات المعرفة، تعمل ليلا ونهارا لاكتشاف العلاج، والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم، وقتها ستفهم المجتمعات، أن العلم ليس أداة للترفيه، بل وسيلة للنجاة.

هذا ما قاله الدكتور مصطفى محمود وقتها فى هذه الحلقة التى خصصها عن الفيروسات. ولم يكن يدرى المفكر الدكتور مصطفى محمود، أن كلماته التى قالها من قبل عن مواجهة الفيروسات، سوف تتحول إلى واقع يعيشه العالم أجمع، فالعالم الآن أصبح يتجه إلى العزلة، والدول أصبحت تنغلق على نفسها خوفا من انتشار الفيروس.

كما تحدث عن الميكروبات والفيروسات التى لا يستطيع الإنسان رؤيتها بالعين المجردة، وكيف نتعامل معها. وقال: إن الفيروس كائن عجيب وهو الذى يقع على الحد الفاصل بين مملكة الموت ومملكة الحياة، نصف حى ونصف ميت مثل «دراكولا»، فهو يموت فى النهار، لكن فى الليل يقوم من فراشه.

كانت كل من إسبانيا والبرتغال قد فاجأتا وصدمتا العالم بالإعلان عن تسجيل إصابات مؤكدة، وأخرى يشتبه بإصابتها بفيروس جدرى القرود. وفى نفس الوقت، أكدت السلطات الأسترالية أنها رصدت حالة يشتبه فى إصابتها بمرض جدرى القرود، لمسافر عائد من إحدى الدول الأوروبية، كذلك تم الإعلان عن أول إصابة فى إسرائيل.

كما أعلنت أيضاً وكالة الأمن الصحى فى المملكة المتحدة، عن حالات جديدة، تم اكتشافها فى لندن وشمال شرق إنجلترا.. وأيضاً العديد من دول العالم تسجيل إصابات عديدة بمرض جدرى القرود، حيث سجلت كندا أول حالتى إصابة بالمرض لدى البشر. كما  سجلت الولايات المتحدة الأمريكية كذلك أول إصابة بجدرى القرود، حيث أعلنت وزارة الصحة فى ولاية ماساتشوستس عن إصابة شخص قادم من كندا بالمرض.

‪‎ويوضح دكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الإعلامى لوزارة الصحة، عن الإجراءات التى يمكن من خلالها ‪‎الوقاية من الإصابة بمرض جدرى القرود،  فإن الوزارة تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائى العالمى، وتحذر من لمس الحيوانات المريضة، أو التى تم العثور عليها ميتة بأماكن وجود المرض. ‪‎وأكد عبد الغفار أنه لا توجد حالات مشتبه فيها فى مصر حتى الآن أو مصابة بالمرض.

وللوقاية يجب عزل المرضى المصابين بمرض جدرى القرود عن الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، وممارسة قواعد النظافة الجيدة بعد ملامسة البشر أو الحيوانات المصابين، مثل غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، أو استعمال المعقمات الكحولية، واستعمال معدات الوقاية الشخصية عند الاعتناء بالأشخاص المصابين بالمرض.

وحتى الآن لا يوجد علاج فاعل وآمن لمرض جدرى القرود، إلا أنه تم استعمال لقاح الجدرى، وبعض الأدوية المضادة للفيروسات. وقد يكون من الصعب تشخيص مرض جدرى القرود، بسبب التشابه الكبير بينه وبين مرض الجدرى، إلا أن التشخيص يتم عن طريق إجراء فحص جسدى من طبيب مختص، بالإضافة إلى إجراء بعض الفحوصات والتحاليل المخبرية للتحقق من نوع الفيروس المسبب للمرض، فقد تم توفير لقاح الجدرى الذى يساعد فى التقليل من خطر الإصابة بمرض جدرى القرود.

كما يجب تجنب ملامسة الحيوانات التى قد تحمل فيروس جدرى القرود، والتى تتضمن الحيوانات المريضة، أو الحيوانات التى عثر عليها ميتة فى مناطق ينتشر فيها الفيروس، وتجنب ملامسة أى مادة تلامست مع الحيوانات المريضة، مثل الفراش أو الملابس وغيرها..

وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الأعراض يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة، ويمكن أن تشمل آفات قد تكون شديدة الحكة أو مؤلمة.

ويعتبر مرض جدرى القرود من الفيروسات النادرة التى تصيب الإنسان نتيجة العدوى المباشرة مع الشخص المصاب، وهو مرض يشبه مرض الجدرى الشهير.. وتطور مرض جدرى القرود نتيجة الإصابة بفيروس جدرى القرود، وهو فيروس ينتمى إلى عائلة الفيروسات الجدرية، ولا يعرف المصدر الطبيعى لفيروس جدرى القرود حتى الآن ، إلا أنه يعتقد أن أنواعا من القوارض الإفريقية تلعب دورا فى نقل هذا الفيروس.

وتم اكتشاف مرض جدرى القرود لأول مرة فى عام 1958، نتيجة حدوث تفشى لمرض يشبه الجدرى بين مجموعة من القرود المخصصة لإجراء الأبحاث العلمية، ونتيجة لذلك أطلق على هذا المرض جدرى القرود، بينما تم تشخيص أول حالة إصابة بهذا المرض بين البشر فى عام 1970 فى جمهورية الكونغو.

وهناك أنواع من مرض جدرى القرود وينتشر بشكل أساسى فى دول وسط وغرب إفريقيا، حيث تم تسجيل الإصابة بهذا المرض خارج قارة إفريقيا ثلاث مرات فقط.. ويمكن أن ينتقل عن طريق التلامس والتعرض للقطرات عبر الزفير. وتشير الدراسات أيضا، إلى أن نسبة الوفاة المرتبطة بالإصابة بمرض جدرى القرود، فى مناطق وسط وغرب إفريقيا، ضمن الأشخاص الذين لا يتمتعون برعاية طبية جيدة، قد تصل إلى 10%.

وفى 2003 تم الإبلاغ عن وجود حالات مؤكدة من البشر مصابة بجدرى القرود فى المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، وهى أولى الحالات التى تم تسجيلها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الإفريقية، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

وفى 2005، تفشى جدرى القرود بولاية الوحدة بالسودان، كما تم تسجيل حالات متفرقة فى أجزاء أخرى من إفريقيا وفى 2009 أقيمت حملة توعية فى أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدرى القرود، حيث تم اكتشاف 26 حالة إصابة بالمرض ووفاة شخصين آخرين.

وتتراوح فترة حضانة جدرى القرود، التى يقصد بها الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور أعراضها، من 6 أيام إلى 16 يومًا، كما يمكن أن تتراوح كذلك من 5 أيام إلى 21 يومًا. وينتقل المرض فى البداية عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.

ونعود إلى ما سبق وقاله العالم الدكتور مصطفى محمود، إن مادة الفيروس هى مادة من الجينات الوراثية، ولها صفة الأمر على جميع المكونات الخلوية، لأن مادة الجينات الوراثية هى المادة المختصة بنسخ الصفات الوراثية، وورقة العمل التى بناء عليه تصنع جميع البروتينات اللازمة لنمو الخلية، وطبيعى أن كل خلية لها ورقة عمل خاصة بها. وأنه عندما يحقن الفيروس مادته فى الخلية يحدث حالة خلط، لأنه لأول مرة تجد الخلية نفسها أمام ورقة عمل، ليست ورقتها، ولفترة تبدأ الخلية تطبع نسخ من هذه الفورمة الجديدة.

 بمعنى أن الفيروس يسخر الخلية فى أن تطبع منه عددا كبيرا من النسخ تصل لـ 100 ألف فيروس إلى أن تنفجر الخلية، وتعزو خلايا أخرى. كما أن الفيروس لا يوجد لديه معمل ليتكاثر، ولكنه يتسلل للخلية ليتكاثر بداخلها، ووسيلة للتكاثر.

 وتكون سببًا فى الأمراض الخطيرة مثل الأورام والسرطان وشلل الأطفال والتهاب الغدة والمخ والإنفلونزا، وقال: السؤال هنا ألا توجد مقاومة؟ المقاومة تحدث من عند المداخل مثل الفم والعين، تذهب بها إلى المعدة، التى توجد بها ماء نار تقتل جميع الفيروسات، كما يوجد حالة طرد للخارج، فيطرد إلى خارج عن طريق الكحة والبلغم، وإذا دخل الميكروب من الجرح، فيدخل الفيروس إلى الغدد الليمفاوية وهى تحمل ترسانة من الأسلحة، التى تصنع أجسامًا مضادة، وإذا هزم الميكروب الجسم فلابد أن يتم مساعدة بالعلاج، لكن فى العادة 99% يهزم الميكروب.

وأكد الدكتور مصطفى محمود، أن الفيروس مشكلته كبيرة وليس ميكروبًا عاديًا، لأنه كل مرة يغير فى خلقته، وبالتالى يدخل إلى الجسم، وتجعل مقاومته صعبة، كما أن الفيروس عبارة عن ورقة عمل تشبه ورقة عمل داخل الخلايا، ويعمل عملية تدليس ليدخل الخلية، وميكروب الإنفلونزا يخرج فى كل موسم بشكل جديد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: