وَما كُنتُ راض مِن زَمانى بِما تَرى
وَلَكِنَّنى راض بِما حَكَمَ الدَهرُ
فَإن كانَت الأيّامُ خانَت عُهودَنا
فَإِنى بها راض وَلَكِنَّها قَهرُ
«الإمام الشافعى»
دعا السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي الى حوار وطنى شامل فى حفل إفطار الأسرة المصرية فى رمضان الماضى.. هذه الدعوة التى لاقت قبولا كبيرا لدى مختلف أطياف الشعب المصرى خاصة بعد أن أوضح السيد الرئيس فى أكثر من لقاء بعد ذلك أن الهدف من الحوار هو الحفاظ على المكتسبات التى حققتها الدولة المصرية وتحقيق مستقبل أفضل لأبناء الشعب المصرى، خاصة مع ما تواجهه مصر من تحديات على أكثر من مستوى، تحديات تنموية داخلية، وتحديات خارجية عالمية فرضت على العالم أجمع.
والتعاونيات المصرية بما تملكه من إمكانيات وطاقات وخبرات على كل المستويات، تستطيع ان تلعب دورا كبيرا وهاما فى مواجهة هذه التحديات، وان تقدم دورا فى تحقيق العدالة الاجتماعية، وآخر فى زيادة معدلات الإنتاج، وثالثا فى الحفاظ على مستويات الأسعار ومكافحة الغلاء..
ولم لا.. والبنيان التعاونى المصرى بناء ضخم يبدأ من قمته فى الاتحاد العام للتعاونيات، وهو المظلة الشرعية التى تضم بين جنباتها الاتحادات النوعية، وهى الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى والاتحاد التعاونى الإنتاجى المركزى والاتحاد التعاونى الإسكانى المركزى والاتحاد التعاونى للثروة المائية والاتحاد التعاونى الاستهلاكى المركزى، فضلا عن المعاهد العليا التعاونية بما تضمه من خبراء فى التعاونيات ومنظماتها..
وهذا التنوع التعاونى فى مختلف المجالات من زراعة الى إنتاج وإسكان وتعاونيات استهلاكية توفر السلع والخدمات، وتعاونيات إنتاجية للبناء والتشييد ونقل الركاب، وتعاونيات اسكانية يمكن ان تساهم فى توفير وحدات إسكان اجتماعى لأعضائها وغيرها من التعاونيات المتداخلة فى مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المصرى.
ويكفى أن نعرف ان حجم اعمال التعاونيات يتجاوز الـ 100 مليار جنيه ويتجاوز عدد أعضاء التعاونيات الـ 18 مليون تعاونى على مستوى الجمهورية.
وكل فرع من فروع التعاونيات يستطيع أن يساهم بفاعلية فى النشاط الاقتصادى التابع له، فالتعاونيات الزراعية مثلا تلعب دورا هاما ومؤثرا فى تحقيق الأهداف الإستراتيجية للتنمية الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ومثلها التعاونيات الاستهلاكية تقدم دورا فى توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة للمستهلك المصرى، والتعاونيات الإنتاجية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى لها دور ملحوظ فى نشاط الجمعيات الحرفية والأثاث والحاسب الآلى والنقل وغيرها، وتعاونيات الإسكان توفر لأعضائها وحدات سكنية بأسعار معقولة وغيرها..
وبالفعل كان الاتحاد العام للتعاونيات قد تقدم بإستراتيجية محددة المعالم للحركة التعاونية وقدراتها على المساهمة فى خدمة الاقتصاد والتنمية المجتمعية بناء على طلب مباشر من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتم تقديمها للسيد رئيس الوزراء.. وبها التحديات التى تواجه التعاونيات ككل وآليات حل هذه التحديات للوصول بإمكانيات القطاع الى اقصى قدرة فى خدمة الوطن..
وها هى فرصة أخرى جديدة امام التعاونيات وهى الحوار الوطنى الذى دعا اليه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأعتقد ان الاتحاد العام للتعاونيات برئاسة الدكتور أحمد عبد الظاهر عثمان بما يملكه من حس سياسى وخبرات عريضة لن يتأخر فى أن تكون مساهمة الحركة التعاونية فى الحوار الوطنى مساهمة واضحة ومسموعة..
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها وقائدها.