د. طارق سليمان: مشروع البتلو وفر 6-7 أضعاف كمية اللحم التى كنا نحصل عليها من ذبح الماشية الصغيرة
موضوعات مقترحة
شهد العامان الماضيان أزمة عالمية فى توفير الأمن الغذائى بسبب جائحة كورونا التى لم تترك دولة بالعالم دون خسائر ووفيات بعشرات ومئات الآلاف. تلتها الأزمة الأوكرانية التى وجهت ضربة قوية إلى سلاسل الإمداد وهددت الأمن الغذائى العالمي، لذلك التقينا بالدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الإنتاج الحيوانى والسمكى و الداجنى بوزارة الزراعة لسؤاله عن جهود الدولة لعبور هذه الفترة وتأمين اللحوم الحمراء للمواطنين.
كيف كان إنتاج اللحوم قبل مشروع البتلو ؟
كانت هناك مشكلة كبرى فما ينتج عن رأس الماشية من لحوم حيث ونتيجة لذبح رؤوس الماشية الصغيرة كانت فقط تصفى حوالى 30 كيلو جراما على الاكثر، وبقرارات وزارة الزراعة بمنع ذبح البتلو والتسمين الى 400 كيلو جرام على الاقل فهنا تزايدت نسبة التصافى وأصبحت كمية اللحوم المتحصل عليها من نفس الرأس فى حدود 250 كيلو جراما.
وهل كان منع ذبح الرؤوس الصغيرة بداية النجاح ؟
طبعاً فمن هنا بدأت التنمية الرأسية لثرواتنا الحيوانية والحصول على حوالى 6-7 أضعاف كمية اللحوم اللى كان من الممكن أن أحصل عليها من نفس الرأس لو ذبحتها بتلو صغيره.
ولماذا كان الفلاح يضحى بهذه الأرباح ؟
كان الفلاح أو صغار المربين يذبحون الحيوانات فى الأوزان والأعمار الصغيرة لأنه محتاج إما ثمن الرأس أو اموال كى يغذيها.
وهل حل المشروع هذه الإشكالية؟
نعم، فهنا كان المشروع القومى للبتلو يغطى تكاليف شراء الرأس وأيضاً تغذيتها من خلال البنك الزراعى المصرى بفائده بسيطه متناقصه ٥% لمده سنه.
وما الذى تحقق على مستوى الإنتاج ؟
بدأنا المشروع فى منتصف عام 2017 فقط بـ 100 مليون جنيه وهذا المبلغ تزايد حتى وصلنا اليوم بحمد الله إلى تقديم قروض بـ 6 مليارات و600 مليون جنيه استفاد منها أكثر من 40 ألف من صغار المربين وشباب الخريجين والسيدات لتربية وتسمين ما يزيد عن 445 ألف رأس من الماشية ضمن مبادرة الرئيس السيسى حياة كريمة للنهوض وتنمية الريف المصرى.
وهل وفرتم رؤوس ماشية مستوردة عالية الإنتاج ؟
لقد انبثق من المشروع القومى للبتلو المحلى عقد بروتوكول رباعى تم تفعيله فى يناير 2020 ما بين وزارتى الزراعة والتموين وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والبنك الزراعى المصرى وأيضاً بروتوكول آخر تم توقيعه بين وزارة الزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية والبنك الزراعى المصرى فى أكتوبر 2020 بهدف توفير وتدبير عجول مستوردة سريعة النمو ذات أصول وراثية أفضل ومعدلات نمو أعلى بحيث يتم استيرادها عبر جهاز مشروعات الخدمة الوطنية طبقاً لكافة ضوابط واشتراطات الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
وهل الرؤوس التى استوردها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية جاءت بأسعار مرتفعه ؟
نعرف أن هذا الجهاز لا يهدف أبداً إلى الربح لكنه شريك أساسى مع وزارة الزراعة فى توفير وتدبير الأمن الغذائى للشعب المصرى الكريم.
هل يمكن أننا نعيش حالة استقرار بهذا الجانب من الأمن الغذائى ؟
من الواضح أننا نسير بخطى سليمه والحمد لله نحو تقليص الفارق بين انتاج مصر المحلى من اللحوم الحمراء والاستهلاك ووضح هذا الاتجاه منذ مطلع 2020.
وكان أولى الملفات التى عمل عليها وزير الزراعة ونائب الوزير للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة هو الحصر الدقيق للثروة الحيوانية على مستوى الجمهورية وبالفعل تم الحصر الدقيق وأصبح لدينا خريطة لثرواتنا الحيوانية على مستوى الجمهورية من قرية لقرية ومركز لمركز وعلى مستوى المحافظات وهذا ما ساعد على اتخاذ القرارات السليمة وفقا لقواعد البيانات الواقعية فى الوقت المناسب.
وماذا بشأن تراخيص المعالف ؟
هناك تبسيطات وتيسيرات وجه بها وزير الزراعة فهو أيضاً رئيس مجلس إدارة المشروع القومى للبتلو أن لا نلزم الإخوة المربين المتقدمين للقروض بتقديم رخص تشغيل لمشروعاتهم وحظائرهم أو تقديم تصريح مزاولة النشاط ولكن نكتفى بإجراء معاينة ثلاثية من قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة والهيئة العامة للخدمات البيطرية والبنك الزراعى المصرى أو من يمثلنا بالمحافظات للتوثق والتأكد من وجود مكان للتربية والتسمين. فهدفنا ليس الربح بل دعم المربين وتشجيع مشاريعهم لتحقيق التنمية المستدامة.
هل هناك مشكلات لدى المستفيدين من القروض ؟
نسبة سداد القروض تقترب من 100% ومعنى هذا أن المربين والمستفيدين لديهم وعى تم عبر المشروع ونجحنا فى توجيههم للاستفادة بالقروض التى حصلوا عليها لمشاريع التربية وفيما خصص من أجله وليس أى اتجاه أخر وأيضا نجاح عمليات الرقابة والمتابعه التى قامت بها وزارة الزراعة.
فالوزارة متمثلة فى قطاع الإنتاج الحيوانى والسمكى والداجنى والهيئة العامة للخدمات البيطرية تحرص على متابعة المستفيدين للوقوف على مراحل المشروع التى تمت والتواصل لبحث أى مشكلة تواجههم والعمل لحلها ميدانياً على أرض الواقع سواء أكانت مشكلات صحية أو بيطرية أو غذائية أو ماليه وتذليلها وحلها بسهوله بشكل علمى تطبيقى.
وهل واجهت لجان المتابعة أى مشكلات ؟
لجان المتابعة ليس هدفها التربص بالمخالفات بل تهدف بشكل أساسى لدعم المربين والمستفيدين بشكل علمى تطبيقى سليم لتحقيق الربح والهدف التنموى المطلوب من المشروع.
هل حقق المشروع ما تم التوقع منه ؟
نحن فى القطاع توقعنا فى مطلع 2020 وبعدما توافر لنا الحصر والبيانات أن تمثل الخطوات التى أجريناها فى تحقيق 52% من احتياجاتنا وعلينا استيراد 48% من الخارج سواء لحوم حمراء أو رؤوس ماشية حية كى تغطى الفجوة.
لكن بنهاية العام وجدنا أن إنتاجنا من اللحوم الحمراء وصل لـ 58 % من احتياجاتنا وبالتالى انخفضت فاتورة وارداتنا من الخارج الى 42% بدلاً من 48% رغم ما شهده هذا العام الصعب من تفشى جائحة كورونا وما صاحبها من أزمه عالمية فى توفير البروتين الحيوانى بمصادره المتعددة والمتنوعه.
لكننا بحمد الله لم نشهد عجزاً فى توفير البروتين الحيوانى وكان هناك استقرار فى أسعاره وهذا يدل على الملحمة الوطنية التى سطرها مربو ومنتجو الثروة الحيوانية المصريين فى تحديهم لكورونا ولم يكتفوا بالمحافظة على إنتاجيتهم بل زادوها.
الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الإنتاج الحيوانى والسمكى والداجنى بوزارة الزراعة يتحدث للزميل تا