راديو الاهرام

تصفية "نفسية'.. وقتل "معنوي"!

31-5-2022 | 15:31
الأهرام المسائي نقلاً عن

التصفية الجسدية هي أقدم الطرق للخلاص من العدو، وهي الطريقه التي تحسم أي صراع حسما سريعًا بإنهاء حياة أحد طرفي المعادلة!

عبر التاريخ كانت التصفية الجسدية حلا في عصور الظلام، لكنها استمرت حتى العصور الحديثة ويومنا هذا.

أخطر أنواع التصفية الجسدية، هي التي تتم تحت رداء الدين، مستغلة الفهم الخاطئ أو عدم إدراك البعض لصحيح الدين.

في تاريخ مصر الحديث كانت التصفية الجسدية حلا في بعض الأحيان، وعرفت جرائم الاغتيال السياسي طريقها إلى مصر، واتخذت جماعة الإخوان الإرهابية مبدأ التصفية الجسدية في الخلاص من أعدائها أو كل من يعارض فكرها الفاشي. لم يسلم منها أحد. الكل كان في دائره القتل من الوزير وحتى الغفير.

استهدفت الجماعه الرموز والشخصيات حتى رأس الحكم لم يسلم، فقد طالت رصاصات الغدر أحمد ماهر والنقراشي ثم امتدت بعد عقود طويلة لتطال الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات، وهو يحتفل بذكرى النصر العظيم بين رجاله.

وكما كانت التصفية الجسدية حلا سريعا، ظهرت إلى جوارها "التصفية النفسية" لتكون حلا طويل الأمد، قد يمتد لسنوات في التنفيذ، لكنه يكون اكثر ألما وأكثر إرهابا في التاثير على المجاميع.

مصطلح "القتل المعنوي" أصبح من أكثر المصطلحات تداولا بعد تعدد عمليات الاغتيال المعنوي للأشخاص وتهديد حياتهم لابتزازهم.

ربما يجد القتل بالشائعات وترويج الأكاذيب مساحات على الأرض في العمل العام، لكن الأمر اختلف تماما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أو مجتمعات "النيوميديا" عموما، فهناك حملات ممهجة، تقوم بها جماعات لقتل وتشويه المؤثرين في مجتمعاتهم من الأبطال والنجوم وقادة الفكر.

خلال سنوات قليلة مضت وظفت جماعه الإخوان الإرهابية، كل إمكاناتها للاغتيال المعنوي للأفراد بعد أن كانت التصفية الجسدية، هي سمة من أهم سماتها عبر التاريخ، واتجهت بكل ما أتيح لها من إمكانات إلى تأسيس منصات هدفها التشكيك والترويج للأكاذيب مستخدمة أنصاف الموهوبين وبقايا الإعلام العربي، الذين هم بحاجة إلى علاج نفسي من الأساس!

استهدفت هذه المنصات كل ما هو جميل. وربما كان الهدف في الأساس سياسي بالدرجة الأولى واحتل موقع الصدارة في التنفيذ، وخاصة في استهداف المعسكر المؤيد للدولة المصرية بعد ثوره 30 يونيو المجيدة.

كان طبيعي أن يتضاعف التمويل بعد نقل المعارك من على أرض الواقع إلى الواقع الافتراضي، فهي المساحة التي لا زالت قائمة بعد المطاردات على الأرض.

وعليه فقد ظهرت "مهن فنية" متخصصة في القتل المعنوي باستخدام الصور والفيديو والجرافيك المعدل لتزييف أي حقيقة واختلاق أحداث لم تحدث من الأصل، وتقديمها إلى المتلقي على أنها وقائع حقيقية..

هؤلاء القتلة يعيشون بيننا للأسف.. وجرائمهم في القتل المعنوي ما زالت مستمرة.

[email protected]

 
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
شريف عارف يكتب: روح لا تنام.. وبطولات لا تموت

بعد ساعات قليلة، من عبور قواتنا المسلحة للمانع المائي لقناة السويس في حرب أكتوبر المجيدة، كتب الأديب الكبير توفيق الحكيم في صحيفة الأهرام يقول: عبرنا

شريف عارف يكتب: مائة عام من "العبث"

قد يكون مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة، قد ساهم في عملية توثيق جرائم جماعة الإخوان خلال الألفية الثالثة، لكنه لم يغير شيئاً - في وجهة نظري- تجاه الحكم الذي أصدره الشعب المصري في 30 يونيو 2013

شريف عارف يكتب: عام "الحماقات" !

ربما طرحت حلقات مسلسل الاختيار 3 مزيداً من التساؤلات حول جماعة الإخوان وعلاقتها بالفكرة الوطنية عموماً، إلا أنها دفعت بالسؤال الأكبر والأهم، وهو هل الإخوان فصيل وطني فعلاً