Close ad

ذكريات مأساة هيلزبره عادت لتطارد مشجعي ليفربول خلال محنتهم في باريس

30-5-2022 | 22:36
ذكريات مأساة هيلزبره عادت لتطارد مشجعي ليفربول خلال محنتهم في باريسذكريات مأساة هيلزبره
الألمانية

خشي مشجعو ليفربول من تكرار كارثة ملعب هيلزبره خلال محنتهم المرعبة السبت خارج أسوار "ستاد دو فرانس" في ضواحي باريس، بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين في ممرات ضيقة وقنابل الغاز المسيل للدموع تنهال عليهم خلال محاولتهم دخول الملعب لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا الذي حسمه ريال مدريد الإسباني 1-صفر وتوج باللقب الرابع عشر في تاريخه.

موضوعات مقترحة

حاولت السلطات الفرنسية تبرير الفوضى التي أدت الى تأخر موعد انطلاق المباراة لـ36 دقيقة، بوجود تذاكر مزيفة بحوزة قسم من مشجعي ليفربول.

لكن مشجعي النادي الإنجليزي رفضوا التبريرات الفرنسية وأثاروا شكوكاً حول قدرة فرنسا على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى القادمة مثل كأس العالم للروغبي والألعاب الأولمبية.

وشدد مشجعو ليفربول الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس، على أن سبب الفوضى كان عدم وجود لافتات حول الملعب ترشدهم الى البوابات الصحيحة.

كما لام مشجعو ليفربول المعنيين الفرنسيين على عدم تحققهم من التذاكر من خلال نقاط تدقيق في محيط الملعب، ما تسبب بانضمام العديد من الشبان المحليين الى صفوف الانتظار مع الآلاف من مشجعي ليفربول لمحاولة دخول الملعب عن طريق الغش، وفق ما أفاد شهود عيان.

هذا النوع من المشاهد أعادك حقاً إلى ذلك اليوم

وأثارت مزاعم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بأن عمل الشرطة "أنقذ الأرواح" غضب قاعدة جماهيرية كان عليها الكفاح من أجل تحقيق العدالة في قضية مأساة ملعب هيلزبره عام 1989 والتي ذهب ضحيتها 97 مشجعاً من ليفربول بسبب التدافع خلال مباراة في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس انكلترا ضد نوتنغهام فورست.

وقال إيان بيرن، النائب عن ليفربول لوكالة فرانس برس، أن ما حصل في باريس السبت "أعادك الى هيلزبره... هذا النوع من المشاهد أعادك حقاً الى ذلك اليوم".

ورأى أن ما حصل "كان افتقاراً كاملاً للقيادة أو الإدارة، كان مروعاً. بالنسبة لنهائي دوري أبطال أوروبا، الحدث الأهم في كرة القدم الأوروبية، أن يتم تنظيمه بهذه الطريقة، أن تدار الجماهير بهذه الطريقة، كان خاطئاً جداً. كان أمراً لا يُغتفر".

في بادئ الأمر، برر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) تأخير انطلاق المباراة بـ"الوصول المتأخر للمشجعين" الى الملعب.

لكن عشرات الآلاف كانوا يقفون في طوابير لساعات خارج الملعب بسبب الاختناقات التي سببتها الشرطة عند مداخل "استاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني شمال باريس.

وقال جو بلوت، رئيس مجموعة المشجعين "سبيريت أوف شانكلي"، إنها "لم تكن مشكلة مشجعين، لقد كانت مشكلة تنظيمية. هذا ملعب لم يعد مناسباً للغرض (الأحداث الكبرى)".

كما تم استهداف المشجعين من قبل اللصوص والنشالين عند الاقتراب والخروج من الملعب.

تعرض الناس للسرقة والضرب

وأفاد رئيس بلدية منطقة مدينة ليفربول ستيف روثرام أنه تعرض لسرقة هاتفه وأشياء أخرى كانت في حوزته، فيما قال المشجع ويلي ميلر "كانت فوضى عارمة. كان من الممكن أن يُصاب الناس بجروح خطيرة أو حتى الموت".

كما قارن المشاهد بما حصل في هيلزبره، موضحاً "في جميع أنحاء الملعب، كانت هناك مجموعات من السكان المحليين، مسلحين بالسكاكين، يبحثون عن المتاعب. تعرض الناس للسرقة، سُرِقَت ساعاتهم، سُرِقَت أموالهم، تعرض الناس للضرب".

وتابع "الآن، تخرج الحكومة الفرنسية لتقول إن ذلك خطأ جماهير ليفربول. كيف ذلك؟".

كما بات الاتحاد الأوروبي (ويفا) في مرمى النيران من المشجعين بسبب سوء التنظيم على الرغم من التكاليف الباهظة التي تكبدتها الجماهير لشراء التذاكر والسفر الى باريس.

وبسبب البُعد الذي أخذته الأحداث والضغط الإنكليزي بالذات، قرر "ويفا" مساء الإثنين أن يفتح "تحقيقاً مستقلاً للتدقيق في عملية صنع القرار والمسؤوليات وسلوكيات جميع الأطراف المشاركة في المباراة النهائية".

وكشف أنه عهد بالتحقيق الى شخصية مستقلة هو الوزير البرتغالي السابق للتعليم والشباب والرياضة تياغو برانداو رودريغيز، وذلك بعدما قرر قبلها التعويض على 2700 شخص من حاملي التذاكر الذين لم يتمكنوا من الوصول الى الملعب وفق ما أعلنت وزيرة الرياضة الفرنسية اميلي أوديا-كاستيرا.

لكن بالنسبة لجون جيبونز، العامل في التدوين الصوتي الترفيهي الخاص بليفربول "أنفيلد راب"، فما يريده هو "أن نرى بعض المساءلة"، منتقداً الفرنسيين لأنهم "سريعون جداً في توجيه الاتهامات اليك".

ودعا ليفربول على الفور الى إجراء تحقيق مستقل في الإخفاقات الأمنية وطلب من المشجعين تقديم أدلة على سوء الإدارة التشغيلية في الملعب المضيف.

وكشف بيرن أنه ضغط على شخصيات بارزة في الحكومة البريطانية للمطالبة بإجابات من نظرائهم الفرنسيين، موضحاً "لديك بعض الأحداث الكبرى القادمة مثل كأس العالم للروغبي والألعاب الأولمبية في نفس الملعب. إذا لم يتعلموا الدروس، فكيف يمكنهم التأكد من عدم تعرض أي مشجع رياضي لما تعرضنا له السبت؟".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة