Close ad

سد النهضة.. أفعال أحادية لا تتوقف.. ومدير المشروع يعترف بوجود أضرار على دول المصب

29-5-2022 | 15:26
سد النهضة أفعال أحادية لا تتوقف ومدير المشروع يعترف بوجود أضرار على دول المصبسد النهضة
أحمد سمير

"خلال عملية الملء سيكون هناك تأثير (على دول المصب) ولكنه تأثير بسيط"، بهذه العبارة أجاب "كيفلي هورو"، المدير العام لمشروع سد  النهضة على سؤال، حول شكوى دول المصب من عدم تنسيق إثيوبيا مع مصر والسودان، خلال عمليات الملء الأول والثاني.

موضوعات مقترحة

وذكر "هورو" خلال المقابلة التليفزيونية التي أجرتها معه قناة العربية الحدث، وبثتها أمس الأول، "لا نستطيع إنكار وجود أضرار جانبية ولكنه ليس بالضرر الحقيقي.. وسيكون ذلك خلال فترات الملء.. وفيما عدا ذلك وخلال فترات التشغيل ما سيدخل (من المياه) سيكون ذاته ما سيخرج".

إثيوبيا تخدع المجتمع الدولي

إجابات المدير العام لمشروع السد الإثيوبي، تكشف بجلاء خداع الحكومة الإثيوبية -ولا نتجاوز إذا قلنا كذبها- حيث أكدت الحكومة الإثيوبية في أكثر من مناسبة، على لسان رئيس حكومتها آبي أحمد، وعلى لسان سابقه هالي مريام ديسالين، وعلى لسان وزيرها السابق للري والطاقة سيلشي بيكلي، أن السد لن يسبب ضررا لدول المصب.

التأثيرات البسيطة تتحول إلى كوارث

ولتوضيح "التأثير البسيط" لعملية الملء على دول المصب -بحسب تعبير مدير مشروع سد النهضة- فقد أدت البيانات المغلوطة التي أعلنت عنها إثيوبيا لدول المصب، ودون تنسيق، في تعرض السودان إلى انقطاع خدمات مياه الشرب عن المواطنين لأيام عدة، خلال عام 2020، مع بدء الملء الأول للسد الإثيوبي، حيث أسفر أحد أفعالها الأحادية عن خروج عدد من محطات المياه عن الخدمة.

وفي ذات العام (2020)، وتحديدا في أغسطس، قررت إثيوبيا وبفعل أحادي "ثانٍ" فتح بوابات التصريف دون تنسيق أيضا مع دولتي المصب، حيث تزامن فتح هذه البوابات مع موجة أمطار شديدة تعرض لها السودان، وأسفر ذلك -وقتها- عن انهيار منازل ومقار في السودان، ومقتل العشرات من المواطنين، ونزوح أخرين.

وفي فعل أحادٍ "ثالث"، فتحت إثيوبيا البوابات السفلية لسد النهضة، بعد إتمام الملء الأول، وأسفر ذلك عن تصريف كميات كبيرة من الطمي، أدت إلى عكارة مياه الشرب في السدود السودانية، وتحديدا سد الروصيرص.

ملء سد النهضة خلال سنوات محددة.. ليس صحيحًا

وحول تصريح مدير مشروع سد النهضة بالاتفاق على الملء خلال فترة زمنية تتراوح بين 5 و7 سنوات، أكد مصدر فني مُطلع على سير المفاوضات لـ"بوابة الأهرام"، أن مصر لم تتفق على ملء السد الإثيوبي في عدد سنوات محددة.

وأوضح أن الطرح المصري طوال فترة التفاوض، يؤكد أن يكون ملء سد النهضة على "مراحل" وليس خلال "عدد سنوات محددة"، وأن تعتمد كل مرحلة للملء على الظروف الهيدرولوجية القائمة للنيل الأزرق، سواء كان (فيضان مرتفع - جفاف - جفاف ممتد)، ولذا فأي حديث عن عدد سنوات لملء سد النهضة، فهو غير صحيح.

الملء الثالث لسد النهضة.. بات وشيكا

ووفق متابعات عدد من المختصين، تسير إثيوبيا نحو تعلية الممر الأوسط لسد النهضة، بما يعني التخطيط، لزيادة سعة تخزين بحيرة سد النهضة، بكمية أخرى من المياه، خلال موسم الفيضان المقبل الذي يبدأ في شهر يونيو من كل عام.

وتستهدف إثيوبيا أن تصل بالمخزون الحالي من المياه، والذي يصل إلى نحو 8 مليارات متر مكعب، إلى 18.5 مليار متر مكعب، خلال الملء الثالث، أي بزيادة قدرها 10.5 مليار م3.

إلا أن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، أكد أن التخزين الفعلي للملء الثالث يتوقف على مدى التعلية التي تستطيع إثيوبيا الوصول إليها حتى موعد وصول الفيضان.

وأشار شراقي -عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- إلى أن التخبط الأثيوبى ينعكس على إدارة السدود فى السودان، لافتا إلى تعرض السودان لنقص مياه النيل الأزرق أثناء التخزين الأول -خلال عام 2020- نتيجة إعلان إثيوبيا أنها تستهدف ملء 18.5 مليار م3، وهذا لم يحدث.

وأضاف، أن أثيوبيا فى عام 2020 استهدفت تخزين 18.5 مليار م3، ولم تستطع احتجاز سوى خمسة مليارات فقط، وفى العام التالي وخلال الملء الثاني في عام 2021 استهدفت الوصول إلى 13.5 مليار م3، ولكنها لم تستطع احتجاز سوى 3 مليارات م3 فقط، ليتوقف إجمالي تخزينها عند نحو 8 مليارات م3.

الملء الثالث لسد النهضة وتأثيره

الدكتور محمد نصرالدين علام، وزير الري الأسبق، يرى أن التعلية الحالية للسد الإثيوبي ستكون محدودة، وكذلك التخزين أيضا سيكون محدودا.

وأرجع علام رأيه، بمحدودية التعلية ومن ثم التخزين؛ إلى الوضع الاقتصادى الصعب عالميا، وشديد السوء فى إثيوبيا، غير موجات المجاعة وسوء الأحوال بعد الحرب الأهلية الطاحنة في إثيوبيا.

الملء الثالث.. تصرف جديد على قائمة أفعال إثيوبيا الأحادية

واستعدت إثيوبيا لبدء للملء الثالث، خلال موسم الفيضان المقبل، حيث قررت بفعل أحادي "رابع" فتح بوابتي التصريف على الجهة الغربية لجسم السد الإثيوبي منتصف مارس الماضي.

ويعمل هذا الإجراء على خفض منسوب المياه أمام السد، بما يسمح بتجفيف الممر الأوسط؛ لبدء تعلية هذا الممر، لزيادة السعة التخزينية لبحيرة السد.

وكانت إثيوبيا قد أعلنت في ٢٠ فبراير الماضي (2022) عن توليد الكهرباء من أحد توربينين، وضعا على مستوى منخفض لتوليد الكهرباء، في الجهة الشرقية لجسم سد النهضة.

التوربينان هما المسئولان عن التوليد المبكر للكهرباء، الذي كان مخططا له نهاية عام 2014، ثم كان مقررا التوليد عقب اكتمال الملء الأول منذ عامين، في موسم فيضان عام 2020، وهو ما لم يحدث إلا في ٢٠ فبراير ٢٠٢٢، ومن توربين واحد فقط.

وكانت إثيوبيا قد خفضت أعداد توربينات توليد الكهرباء، من 16 في بداية الإنشاءات، إلى 13 توربين فقط، في الربع الأول من عام 2020، مخطط أن تنتج 5150 ميجاوات عند تشغيل كامل توربينات سد النهضة.

11 عامًا من التفاوض حول سد النهضة.. دون جدوى

وتتفاوض كل من مصر والسودان وإثيوبيا، للوصول إلى اتفاق قانوني عادل وملزم، حول ملء وتشغيل سد النهضة، على مدار 11 عامًا.

واقتربت الدول الثلاث من توقيع اتفاق، خلال مفاوضات تحت رعاية وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي، في نهاية فبراير 2020، إلا أن الوفد الإثيوبي انسحب من التفاوض يوم توقيع الاتفاقية، ولم يحضر إلى واشنطن، بادعاء الحاجة إلى مزيد من المشاورات الوطنية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة