فاكهه الخوخ يقبل عليها المستهلك؛ لأنها من الفواكه الصيفية المحببة لدى كثيرين، لما لها من فوائد صحية متعددة فضلًا عن مذاقها الرائع؛ لكن يشتكي البعض من الإصابة بالإسهال بعد تناول الخوخ، فما سبب ذلك.
موضوعات مقترحة
الألوان والهرمونات والمبيدات تصيب بالإسهال
يقول الدكتور قدري وشاحي أستاذ المبيدات بزراعة عين شمس إن الإصابه بالإسهال بعد تناول الخوخ لدى البعض ليس مرتبطًا بالمبيدات بشكل كبير؛ لكن القصة أن في بعض الأحيان يتم رش بعض المواد التي تسمى منظمات النمو أو الهرمونات بهدف زيادة حجم المحصول.
ويلاحظ المستهلك ذلك بعد شراء الخوخ وتركه يومًا في البيت؛ حيث يجد أنه يحدث له انتفاخ في الحجم ويصبح له شكل البلونة وارتخاء في القشرة الخارجية للخوخ؛ وفي بعض الأحيان يتم وضع مواد ملونة فهي التي تسبب الإسهال في بعض الأحيان.
الاكتفاء بغسل الفاكهة بالماء الجارية وليس نقعها
يضيف الدكتور وشاحي عند غسل الفاكهة لا يفضل نقعها، ولكن يجب أن نكتفي بغسلها بمياه جارية مع إضافة نسبة ضئيلة من الصابون نقطة أو نقطتين إلى المياه الجارية بدون نقع الفاكهة أو الخضر لأن المبيدات عند غسل الخوخ بمياه جارية فهي تعمل على إزالة 95%؛ وذلك في حاله إن كانت المبيدات موجودة من الأساس؛ حيث إن المبيدات ليست السبب الوحيد في الإصابة بالإسهال.
علما بان نقع الخضر والفاكهة في بعض الأحيان يساعد على تسريب المبيدات أو غيرها إلى داخل الثمرة لكن يكفي غسلها بالمياه الجارية بدون نقع.
اشتري الخوخ الناشف
في نفس السياق أشار أستاذ المبيدات إلى أن الإسهال أيضًا قد يحدث نتيجة وجود الهرمونات داخل الثمرة؛ إذا كانت مرشوشة علمًا بأن كثيرًا من المزارعين لا تستخدم الرش؛ لذلك يفضل شراء الخوخ الناشف؛ سواء كان حجمه صغيرًا أو متوسط الحجم أو الكبير، مع الابتعاد عن الخوخ كبير الحجم غير الطبيعي؛ لأنها تكون معاملة بأحد منظمات النمو، وهي مادة كيماوية؛ أي هرمونات نباتية، وهي هرمونات ليست ضارة.
ويقول أحمد صابر أستاذ التغذية العلاجية، يعتبر الخوخ من الفواكه الغنية بالألياف التي تعمل كملين؛ لذلك الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالإسهال، لكن البسيط وليس المرضي، ويحدث الإسهال المرضي عند تناول الخوخ المرشوش بالمبيدات، كما يسبب ارتباك ومغص المعدة، ويمكن أن يدخل المصاب على إثره المستشفى.
علاقة المبيدات الرخيصة والإصابة بالإسهال
يقول الدكتور عبدالمنعم الجندي أستاذ الخضر والفاكهة بمركز بحوث البساتين إن الفلاحين لا يوجد لديهم وعي خاصة عندما يصاب الخوخ بإصابة حشرية؛ وهنا الفلاح والمزارعون يبدأوان في القلق على محصول الخوخ في الفترة الأخيرة، فيلجأون إلى رش مبيدات مرتفعة السميات؛ ولا يستخدمون بالمبيدات التي بها حد أمان بسبب ارتفاع أسعارها؛ ولذلك يلجئاون لشراء واستخدام المبيدات الرخيصة، ويقومون باستخدامها في رش الخوخ.
ولهذه المبيدات الرخيصة الأثر المتبقي الخاص بها مرتفع؛ وبعد ذلك يتم جني المحصول ويدخل في نسيج الثمرة ويتناوله الإنسان وبعدها يقوم بحصاده ثم بيعه مباشرة؛ وهذا خطأ ولكن من المفترض وجود حد أو فترة أمان وهي ضرورة؛ ولذلك لابد أن يترك من تاريخ رش المبيدات على الخوخ وغيره من الفاكهة والخضر حتى يصبح صالحًا لتناوله ففترة من 10 إلى 15 يومًا أي تركه بداية من يوم رش المبيدات ولكن هذا لا يحدث.
المزارع وتاجر التسويق في مسئولية أكبر
أكد الجندي أن من خطأ السوق والتجار أنها تحصل على الخوخ من المزرعة وبيعه للمستهلك مباشرة؛ بدون تركه فترة ليتخلص من السموم؛ مما يؤدي لتناول الخوخ الموجود عليه متبقيات وأثر باقي من السموم مباشرة مما يتسبب في حدوث الإسهال بشكل كبير.
تابع، أنه بسبب ذلك دائمًا نوصي أصحاب المحلات والشركات والمزارعين عند شراء الثمار المتبقي بها السميات نوصيه بعدم إضافة السموم للمحاصيل التي سيتم جمعها؛ لأن أسرهم تتناول هذه الثمار؛ لذلك عليهم أن يراعوا فترة السماح والأمان أو تحطم المبيد؛ لان كل مبيد له فترة أمان معينة؛ لذلك لابد من وجود فترة زمنية ما ببن رش المبيد ومابين الجمع والاستهلاك؛ وهذا لا يحدث وللأسف الشديد هذا لا يحكمه إلا ضمير المزارع ومن يقوم بالتسويق بحيث يراعي استخدام مبيدات أكثر أمانًا وأقل ضررًا.
والمشكلة ليست في استهلاكنا فقط، ولكن هذه المتبقيات من السميات تصبح عائقًا في حركة التصدير المصري للدول العربية والأوروبية؛ نظرًا لوضعهم شروط أن يكون المنتج خاليًا من المبيدات؛ ولذلك فإن التوجه لاستخدام المكافحة الحيوية أو الأشياء العضوية الخالية من السموم لاستخدامها في المكافحة لكي ينتج منتجًا أمنًا سليمًا خاليًا من السموم والمتبقيات، وبالتالي لا يضر الصحة ويحافظ على صحة الإنسان.
وأضاف أنه لا يمكن السيطرة على المزارعين من منعهم من استخدام هذه المبيدات، ولكن لابد من وجود توعية دينية وعقيدة لدى الفلاح؛ لكنه يخاف على محصوله ويرغب في التسويق فيضطر لأضافة المبيدات.
لذلك من المفروض وجود توعية إرشادية لإرشاده حول المبيدات والسميات؛ كيف يتم وضعها في فترة محددة من الحصاد وفقًا لكل مبيد والحد الأدنى للأمان الخاص به؛ وإرشاده بالمدة التي ينتظرها كفترة لانتظار للخوخ قبل أن يتم استهلاك هذا المحصول؛ سواء الخوخ أو غيره من المحاصيل كالخيار والقتة؛ حيث يظهر عليهما نفس العلامات، وتسبب نفس الأعراض مثل الإسهال في حاله استخدام الفلاح المبيدات.
عبد المنعم الجندي