يحمل الوطن فى قلبه وعقله، ويأخذ على عاتقه مسئولية مستقبل شعبه وحاضره، فلا يترك صغيرة ولا كبيرة تهدد أمنه إلا وجهز لها العدة والعتاد، وكأنه يستشرف ما يحدث فى العالم من أزمات كوفيد وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة المناخ، فوضع خطة حكيمة فى كل اتجاه، وحلم لمصر واقعا يفوق الخيال، حتى ظننا أنها مجرد أمنيات قد يتحقق بعضها والآخر مستحيل، ولكن المعجزات تتحقق على أرض مصر منذ توليه الحكم، فمع صعوبة الظروف وضعف الموارد والحرب النفسية والإرهاب استطاع أن يخرج بمصر من عنق الزجاجة وينقذها فى أحلك الظروف.
وبينما العالم يئن من وطأة المشكلات الاقتصادية وشبح المجاعة وأزمة المناخ تشرق شمس الاكتفاء والخير من الضبعة؛ حيث قام فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاح المشـــروع العمــلاق «مستقبل مصر»، والذي تم فيه استصلاح وزراعة ٣٥٠ ألف فدان فى المراحل الثلاث الأولى للمشروع منذ ٢٠١٧، بل طالب الرئيس بسرعة إنجاز المرحلة الأولى للمشروع خلال العام المقبل؛ لتكتمل سريعًا كل خطوات المشروع باستصلاح مليون و٥٠ ألف فدان تم ريُّها من الآبار الجوفية بعد توفير الكهرباء، وذلك من أجل الاستخدام الأمثل لكل نقطة مياه، بالإضافة إلى ترع يتم شقها فى قلب الصحراء؛ لتنقل المياه من محطات التدوير العملاقة فى الحمام وغيرها، وتكرير مياه الصرف الزراعى وإعادة استخدامها بعد عودتها لحالتها الأولى لري المساحات الشاسعة من الأراضى المثمرة بالخير والبركة، والتي تحمل الخضراوات والفاكهة والقمح والصويا وعباد الشمس والبنجر وكل المحاصيل الإستراتيچية التى تسد احتياجات المصريين وتأخذهم نحو الاكتفاء الذاتي والتصدير إن شاء الله؛ لأن من لا يملك قوته لا يملك قراره.
وأهم ما يميز مشروع مستقبل مصر أنه مع استكمال استصلاح مليون و٥٠ ألف فدان سيوفر ٢٥ ألف فرصة عمل مباشرة، ومليون فرصة عمل غير مباشرة، وهي فرص عمل مستمرة ودائمة، ولولا المشروعات القومية العملاقة الزراعية ما كان لدينا احتياطي قمح لـ4 أشهر، وليس لدينا فيه مشكلة حتى نهاية العام بعد امتلاكنا صوامع التخزين العملاقة، وأيضا الزيوت والسلع الزراعية الرئيسية فلو تأخرنا عامًا واحدًا لعشنا أزمة طاحنة، ولكنها رحمة ربنا الذي رزقنا القيادة السياسية الحكيمة الذي يعمل ليل نهار من أجل رفعة شعبه ووطنه، وتلك المشروعات العملاقة التى أنجزت كانت سفينة النجاة التى لم تشعرنا بالمعاناة مع تراجع التوريدات العالمية ونقصها بالمقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، وأتاحت للمصريين كل السلع الأساسية كالزيوت والدقيق، فلا خوف ولا جزع من المستقبل، فمصر فى أيدٍ أمينة ورب العالمين حافظها؛ بشرط أن يكد ويعمل أبناؤها ويقدروا النعمة والرزق اللذين مُنحا لهم، وتحيا مصر بزعيمها العاشق لوطنه وشعبه، وجيشها الباسل وصقورها الحامية وشرطتها الساهرة على أمنها وشعبها الواعي.