Close ad

من نقوش «الفراعنة» لأفلام السينما.. كيف انتهت القرود في مصر؟

26-5-2022 | 13:19
من نقوش ;الفراعنة; لأفلام السينما كيف انتهت القرود في مصر؟أثناء لعب القرد
محمود الدسوقي

ظهرت القردة ممثلة فى مشاهد عديدة فى النقوش الفرعونية، ليس كمعبود فقط، بل فى الحياة اليومية لمصر الفرعونية، ومن أشهرها القرد الذى يساعد الشرطة فى إلقاء القبض على مجرم فى العصر الفرعونى.

موضوعات مقترحة

ويوضح المؤرخ سليم حسن فى موسوعته التاريخية أن المصريين القدماء كانوا يألفون ويستأنسون نوعين من القردة، أولهما لونه أخضر كلبي الرأس، أطلقوا عليه اسم ميمون أو "قردوح"، والثاني رسم بلون أصفر، وقد لوحظ في مقبرة "تسن" من الأسرة الخامسة أن المصري القديم كان يصطحب القرد للصيد مع كلابه.

فى الزمن القديم لم يكن ظهر مرض جدري القرود الذى ظهر فى عالمنا الحديث فقط منذ 10 سنوات فقط، وهو سلالة غرب إفريقيا وسلالة الكونغو، ويرجعه البعض لتجارب علمية أجريت أدت لظهوره فى إفريقيا،  والبعض يرجعه للاحتكاك المباشر مع الحيوانات، وهو مرض جلدى وتبدأ أعراضه بارتفاع درجة الحرارة وصداع وتورم  فى الغدد الليمفاوية، وظهور طفح جلدى تتحول إلى فقائع مائية، ويبدأ الظهور للمرض مع الاحتكاك المباشر مع الشخص المصاب أو الاتصال الجنسي المثلي، أو اللعاب ورذاذ الحيوانات .

ويقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام " إن القرد البابون كان يمثل الإله جحوتى حيث كان يمثل فى هيئتين مختلفتين  إما بشكل الطائر أبومنجل (أيبس)، أو بهيئة قرد (البابون)، وكلاهما ارتبط بالقمر، وعادة ما كان يصور فى الهيئة الآدمية برأس أبو منجل وهى الهيئة الأكثر تصويراً له فى الفن المصرى القديم، أو يصور فى هيئة قرد (البابون) الجالس، مؤكدا أنه كان قرد البابون أو المعبود "جحوتى" على درجة من الأهمية خلال عصر الدولة القديمة .

وأضاف أمين أن البيئة المصرية قديما كانت مهيئة لتواجد القرود بها، حيث توضح النقوش مساعدة القرد للفلاح المصري فى جمع الفاكهة وغيرها من الأعمال، كما توجد العشرات من التماثيل والأشكال للمعبود "جحوتى" فى هيئة أبومنجل أو قرد البابون، تنتمى إلى عصور تاريخية مختلفة، والعديد من هذه التماثيل موجود بالمتحف المصرى، كما عُثر على الآلاف من المومياوات المحنطة للطائر أبومنجل، أو قرد البابون المقدس، وذلك فى جبانة "تونا  الجبل، مؤكدا أن القرود استمرت فى مصر فى كافة الحقب، إلا إنها سببت أزمة خطيرة فى المجتمع المصري، لذا كان من الواجب التخلص منها مضيفا أنه من الأرجح والأعم أن فى عصر محمد على باشا لم تكن البيئة المصرية ولا المجتمع له قابلية كبيرة فى تواجد القرود، ورغم ذلك لاتتواجد مرويات تاريخية  موثقة  تقول لنا كيف انتهت القرود فى مصر ؟

ظهرت مهنة القرداتي فى مصر، بل إن الرحالة المصريين فى إفريقيا دونوا حالات لبعض قبائل تقوم بآكل القرد والتهامه.

وقد كان القرداتى في مصر يعطى دائما للقرد اسم "ميمون"، ويؤكد فرنسيس أمين أنه كان للقرداتية  قواعد، فأغلبهم يعيشون في مساكن عشوائية سواء فى الإسكندرية أو القاهرة، وقد كانوا دائمى الترحال في كافة المحافظات، حيث توجد لهم صور فوتوغرافية في أسيوط وأمام دار الأوبرا وغيرها.، وانقرضت مهنة القرداتي في مصر في عصرنا، وتظهر الصور الفوتوغرافية النادرة في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تقاليد القرداتي الذي يحمل قردا يقوم بإرقاصه، وهي مهنة كانت أقرب للتسول

احتوى الأرشيف المصري، الكثير من القصص الغريبة لـ "القرداتية" منها القرد النشال الذى أدخل صاحبه السجن، كما مثلت السينما المصرية الكثير من الأفلام التى تحدثت عن عالم الأنسان مع القرد  منها فيلم اليوم السادس إخراج يوسف شاهين عام 1986م ولعب الفنان محسن محيي الدين دور "عوكة القرداتي" في حيث كان عوكة يتعامل قردة أنثي وأطلق عليها اسم روز، وظهرا في أحد المشاهد، داخل الكوخ الذي يسكنه، ليبدأ في محادثتها قائلًا: "انتي فين يا ولية.. حضرتي العشا؟"، وبعدها ببرهة تقفز روز عليه، متسببةً في سكب عبوة الصبغة، ليمسكها عوكة غاضبًا: "أنا حارمك من حاجة.. أرميكي من الشباك، كما مثل فيلم  4 فى مهمة رسمية للفنان الراحل أحمد زكي عام 1987 م  عالم القرد حيث لعب  الفنان الراحل الكبير دور أنور عبدالمولى، ورافقه طوال الأحداث أنثى القرد، اسمها دلال، وحمار وعنزة، أما في الفيلم الشهير "القرداتى" بطولة الفنان الراحل فاروق الفيشاوى وسُمية الألفي، يقوم فتوح بعد خروجه من السجن بالتدريب على مهنة القرداتى، وينجح في تدريب قرد فنون السرقة. وغيرها من الأفلام


القرودالقرود
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة