- مصر الأولى عالمياً فى تصدير البرتقال الطازج للعام الثالث على التوالى
- نصدر البرتقال الصيفى لأكثر من 111 دولة
- شجرة الموالح تنتج سنوياً أكثر من 300 ألف زهرة لا يعقد منها سوى 2% فقط
- 4 خطوات هامة لتجنب تساقط الأزهار والثمار وضمان ار تفاع نسبة العقد
الموالح أحد اهم المحاصيل الاستراتيجية التى تحتل مكانة منقدمة فى قائمة الصادرات المصرية ورقماً مؤثراً فى الاقتصاد القومى. مما يتطلب حل أى مشاكل قد تؤثر على الإنتاجية، أوعلى سمعة المنتج المصرى الأفضل عالمياً، ومن أهم هذه المشاكل التساقط غير الطبيعى للأزهار والثمار فى الموالح.
ورغم أن التساقط فى الموالح ظاهرة طبيعية، إلا أن هناك أيضاً تساقط يحدث نتيجة للتقلبات المناخية، أو الممارسات الزراعية غير الجيدة، مما يتطلب سرد قصة التساقط، لمعرفة حجم المشكلة وطرق التغلب عليها.
بداية تشير الدكتورة فاطمة قطب أحمد باحث أول- قسم بحوث الموالح، إلى أهمية الموالح المصرية وموقعها من التصدير، حيث تشغل 28.15 % من إجمالى مساحة الفاكهة فى مصر، وتنتج هذه المساحة نحو 4.3 مليون طن ثمار موالح، بنسبة 36.37 % من جملة إنتاج الفاكهة طبقاً لإحصائيات وزارة الزراعة عام 2019.
وتأتى مصر فى المركز الأول عالمياً فى تصدير البرتقال الطازج للعام الثالث على التوالى، متفوقة فى ذلك على إسبانيا، وجنوب إفريقيا، وتركيا، بالرغم من أنها ليست أكبر منتج فى العالم، سواء للبرتقال أو للموالح عموماً،
وبلغت صادرات مصر نحو (مليون و871 ألف و150 طن ثمار موالح) فى موسم 2021، ويتصدر البرتقال الصيفى قائمة أصناف الموالح التى تصدرها مصرلأكثر من 111 دولة من دول العالم، يليه البرتقال أبو سرة، ثم اليوسفى والليمون المالح.
قصة التساقط
وتضيف د. فاطمة أن فترة التزهير وعقد الثمار فى الموالح، تبدأ من بدء خروج البراعم الزهرية والأوراق الحديثة فى الربيع، حيث تخرج الأزهار فى موجات متتابعة، تليها مباشرة موجات متتابعة من عقد الثمار، وتنتهى فترة التزهير وعقد الثمار بتمام العقد( مسح الزهرة)، وهناك ثلاثة أنواع من التساقط فى الموالح، هى التساقط الزهرى، والتساقط الثمرى، وتساقط ما قبل الجمع.
ويبدأ التزهير فى مصرغالباً منتصف شهر فبراير، ويكتمل العقد فى أواخر شهر إبريل.
وتنتج شجرة الموالح نحو من 100 إلى 300 ألف زهرة سنوياً، ويتكون المحصول الأساسى من نسبة تتراوح من 0.2% إلى 3 % فقط، من هذا العدد الضخم من الأزهار، وهنا يتبادر للأذهان سؤال منطقى هو: أين العدد الباقى من الأزهار؟ والإجابة ستتطلب سرد قصة التساقط فى الأزهار والثمار فى الموالح، حيث تحدث عدة موجات من التساقط فى الأزهار والعقد و الثمار فى الموالح.
فعندما يحدث التزهير وتحمل شجرة الموالح هذا العدد الضخم من الأزهار، فمن الطبيعى أن يحدث تنافس بين هذه الأزهارعلى المواد الغذائية المتاحة بالشجرة، لينتج عنه حدوث عدة موجات من التساقط، منها تساقط طبيعى، حيث تسقط الأزهار التى لم تتفتح بعد، أو التى تفتحت بالفعل، وتصل نسبته إلى نحو 65 % من جملة الأزهار، وتشمل الأزهار الناقصة التكوين والأزهار المشوهة، والتى لم يحدث بها تلقيح أو إخصاب، ويُعد هذا تساقطاً طبيعياً، و يحدث خلاله انتخاب طبيعى أيضاً، حيث تتخلى الشجرة عن الأزهار الضعيفة والمشوهة، وبذلك تحتفظ بالأزهار القوية، التى تحفظ النوع والمواصفات المميزة للصنف، وقد يحدث أيضاً تساقط غير طبيعى فى هذه المرحلة المبكرة من عمر ثمرة الموالح، ويرجع التساقط غير الطبيعى للأزهار لتعرض الأشجار لبعض المؤثرات، مثل: العطش، أو زيادة الرى، أو حدوث تذبذب مفاجئ فى درجات الحرارة بالارتفاع والانخفاض، مع هبوب للرياح والتى تزيد من معدل التساقط، أو الإصابة ببعض المسببات المرضية مثل: دودة أزهار الموالح أو المن، وغيرها مما يسبب زيادة التساقط للأزهار والعقد الحديث.
تساقط يونيه
ثم تحدث موجة التساقط الثمرى، حيث يحدث تساقط للعقد الحديث (الثمار النامية) خلال العشرين يوماً الأولى من العقد، وتصل نسبة التساقط عند هذه المرحلة إلى نحو 95 – 98 % من جملة الأزهار المتكونة على شجرة الموالح، ويمكن أن نقول أن التساقط طبيعى حتى تصل الثمار للنقطة، أو ما يطلق عليه (تساقط يونيه).
والذى يحدث فى مصر خلال شهرىْ مايو ويونيه، والذى يتزامن فيهما تعرض الأشجار لرياح الخماسين، وهى رياح ساخنة قد تكون محملة بالرمال والأتربة، مما يجعلها تسبب تعرض العقد الصغير لاختلال التوازن المائئ، مسببة لتساقط الثمار، ويكون التساقط فى هذه المرحلة نسبة ضئيلة أقل من سابقتها، إلا أنه أكثر وضوحاً للعين، نظرا لكبر حجم الثمار قليلاً.
وحتى بعد حدوث تساقط يونيه، نستطيع أن نقول أن شجرة الموالح مازالت تحمل محصولاً جيداً جداً، إذا سارت الأمور بشكل جيد، من حيث اتباع حزمة الممارسات الزراعية الجيدة، من رى وتسميد ومكافحة آفات وحشرات، أما فى حالة الإهمال فى أى عنصر من عناصر الممارسات الزراعية، التى تتطلبها شجرة الموالح، فإنها تتعرض لحدوث التساقط غير الطبيعى للثمار، والذى يؤثر سلبياً على المحصول، والذى يطلق عليه تساقط ما قبل الجمع، وعموماً أى تساقط للثمار يحدث بعد تساقط يونيه يعد تساقطاً غير طبيعى، ويسبب نقصاً فى المحصول، ويكون هذا التساقط نتيجة مباشرة لسوء إدارة البستان.
تساقط غير طبيعى
وتوضح د. فاطمة قطب، أن الظروف الجوية والزراعية غير الملائمة، قد تسبب رفع نسبة التساقط عن المعدلات السابقة، مما يؤدى إلى قلة المحصول النهائى، ويعتبر أى تساقط للثمار بعد أن تصل إلى ثلث حجمها الطبيعى وتصلب أعناقها تساقطاً غير طبيعى.. ولتثبيت العقد وتقليل تساقط الثمار وزيادة الإنتاج، بجانب تطبيق حزمة العمليات الزراعية الجيدة، من رى وتسميد متوازن يوفر احتياجات الأشجار من العناصر الغذائية اللازمة للنمو ومكافحة للآفات والحشرات.
ويوصى لزيادة نسبة عقد الثمار وتقليل التساقط: رش الأشجار خلال مرحلة قمة التزهير عند(75% من تفتح الأزهار أوعند بداية مسح العقد) بالجبرلين بمعدل 9 - 18 قرص+3 كيلو جرامات يوريا / 600 لتر ماء، وذلك لزيادة نسبة عقد الثمار وتقليل معدلات التساقط، وهنا يراعى أن يكون الرش تحت ضغط منخفض، وعلى شكل شمسية، مع مراعات ضبط حموضة محلول الرش، لتصبح فى حدود 6 -7 pH، وذلك بإضافة 200 سم حمض فسفوريك / 600 لتر ماء، ويمكن إجراء رشة أخرى بعد تمام العقد.
وفى حالة البرتقال الصيفى، يتم إجراء نفس المعاملة، ولكن بمعدل 9 أقراص جبرلين / 600 لتر ماء، هذا بالإضافة إلى ضرورة رش مركب يحتوى على الكالسيوم والبورون 1%؛ لأهمية عنصر الكالسيوم فى هذه المرحلة.
احتياطات عامة
وهناك احتياطات عامة يجب مراعتها خلال مرحلة التزهير والعقد، من شأنها تقليل التساقط وزيادة المحصول.
- يجب تجنب الرى الغزير أو تعطيش الأشجار خلال فترة التزهير وعقد الثمار، حتى لا تتساقط الأزهار والثمار العاقدة، مما يؤدى لنقص المحصول.
- كذلك ينصح بإعطاء الأشجار ريات خفيفة وسريعة ومتقاربة أثناء التزهير والعقد، حتى يصل حجم الثمرة إلى حجم حبة الحمص.
- يجب الاهتمام بشكل كبير بعمليات التسميد، لتوفير احتياجات الأشجار الغذائية خلال فترة التزهير والعقد.
- الالتزام بالمعدلات السمادية الموصى بها، وخاصة التسميد النيتروجينى، حيث تؤدى المبالغة فى التسميد الأزوتى إلى: كبر حجم الثمار، وتأخر النضج والتلوين، وزيادة سمك القشرة، وحموضة العصير عند القطف.