- بـ 47 طناً مصر الأولى عالمياً فى متوسط إنتاجية فدان القصب والسلالات الجديدة تقفز بالإنتاجية إلى 70 طناً/ فدان
موضوعات مقترحة
- الفجوة فى إنتاج السكر تقترب من المليون طن وترشيد الاستهلاك أحد المحاور لتقليل الفجوة
- جيزة 3 وجيزة 4 أحدث الأصناف المسجلة وهناك 10 أصناف أخرى فى الطريق
- استنباط صنف جديد يستلزم برامج تربية تمتد لعشر سنوات والتعامل مع أكثر من 120 ألف بذرة كل منها تعطى نباتاً مختلفاً تماماً عن الآخر
تنفيذاً لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بالنهوض بمحصول قصب السكر، وفى إطار توجيهات السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، تسعى وزارة الزراعة حالياً إلى التوسع فى زراعة قصب السكر بالتقاوى المعتمدة عالية الإنتاجية، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتى من السكر، حيث من المعروف أن مصر تزرع 230 ألف فدان من محصول قصب السكر، تنتج نحو 850 ألف طن سكر، كما أنها تزرع 600 ألف فدان من بنجر السكر، تنتج نحو 1.4 مليون طن سكر، وأن حجم استهلاكها يقدر بنحو 3.2 مليون طن سكر، وأن هناك فجوة فى إنتاج السكر تقترب من المليون طن، وحول هذا الموضوع قامت مجلة "الأهرام الزراعى" بإجراء هذا الحوار مع الدكتور أيمن حسنى، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، بمركز البحوث الزراعية، للوقوف على الوضع الحالى وإلقاء الضوء على الجهود التى تبذل للنهوض بمحصول قصب السكر الآن...
- ماذا عن تطور إنتاجية قصب السكر فى مصر؟
يبلغ متوسط إنتاجية قصب السكر فى مصر 47 طناً/ فدان ويعتبر أعلى إنتاجية فى العالم، ويعد الوصول إلى هذا المتوسط تطوراً كبيراً فى إنتاجية محصول قصب السكر فى مصر، حيث كان متوسط إنتاجية الفدان من قصب السكر خلال فترة السبعينيات يتراوح مابين 20 - 30 طناً فقط، موضحاً أن المتحكم فى زيادة الإنتاجية ليس الصنف فقط.. وإنما المعاملات الزراعية، ولذلك تم إطلاق مشروع قومى يهدف لتغيير نمط الزراعة التقليدية لقصب السكر، إلى الزراعة بأسلوب الشتلات مسبقة الإنبات، مضيفاً: وهذه الطريقة سوف تصل بإنتاجية الفدان مابين 55 – 60 طناً، وهذا ما يعد طفرة فى إنتاجية محصول قصب السكر على مستوى العالم.
- ماهى أهم الأصناف التى تم استنباطها حديثاً؟
المعهد لديه برنامج تربية خاص بتربية أصناف القصب، وهناك أكثر من صنف تم تسجيلها مثل جيزة 4 ، جيزة 3 وهما تحت مرحلة الإكثار، وتتم حالياً زيادة إكثارهما فى حقول المزارعين ليتم نشرهما، مضيفاً: وهناك أصناف تحت التسجيل منها جيزة 5 ، حيث يتم حالياً إجراء عدة تجارب عليه فى أكثر من معهد بحثى آخر، وذلك تمهيداً لتسجيله وحصوله على الملكية الفكرية؛ للبدء فى مرحلة إكثاره، متابعاً ذلك بالإضافة إلى وجود أكثر من 10 أصناف أخرى فى مراحل الاختبارات، والتى تحتاج لنحو عاميْن لاتخاذ قرارات بشأنها، مشيراً ولدينا حالياً مساحات قليلة من أصناف أخرى جديدة، حيث إنها مازالت تحت مرحلة الإكثار.
- حدثنا عن أحدث الأصناف التى تم تسجيلها مؤخراً؟
هما الصنفان جيزة 3 وجيزة 4 ، واللذان رغم أنهما يعتبران متكافئان إلا أن هناك فرقاً بينهما، حيث إن الصنف جيزة 4 يعطى وزناً أعلى ونسبة سكر أقل، بينما الصنف جيزة 3 يعطى نسبة سكر أعلى ووزناً أقل، مفسراً ويعنى بالوزن مثلاً أن الفدان يعطى 40 طناً من جيزة 4 ، بينما يعطى 36 طناً من جيزة 3 ، وهذا يفيد المزارع حيث تتعامل مصانع السكر فى مصر بالوزن، وليس بنسبة السكر التى تختلف بنسب ضئيلة جداً، لافتاً إلى أن الإنتاجية فى محصول القصب تختلف عن باقى المحاصيل الأخرى؛ لأن له تقييمات خاصة، فمثلاً نسبة السكر فى القصب تختلف من صنف لآخر بنسبة لاتتعدى 1%، وأن مواصفات الأصناف الجيدة تكمن فى تحملها للجفاف والملوحة والتبكير فى النضج.
- هل هناك أهداف لاستنباط الأصناف الجديدة بخلاف رفع نسبة السكر وزيادة المحصول؟
بداية استنباط صنف جديد من قصب السكر، يُعد من أصعب مايكون، لأنه يحتاج لوقت وجهد، موضحاً حيث أنه يحتاج لبرامج تربية تستغرق من 7 – 10 سنوات، وعمليات الانتخاب تتم على 120 ألف بذرة، وكل بذرة تخرج نباتاً بمواصفات مختلفة خلال هذه المدة، وذلك للحصول على صنف واحد، مشيراً ولكن عند إنتاج صنف جديد ليس بالضرورة أن يكون أحسن من الصنف القديم فى مواصفاته، ولكن إنتاج صنف جديد ضرورى حتى لو تساوى مع الصنف القديم فى صفاته، والسبب فى ذلك هو إيجاد مادة وراثية جديدة لتقليل الضغط الحيوى، ومقاومة النباتات للإصابة بالأمراض والآفات والحشرات.
- حدثنا عن أهم الأصناف المزروعة حالياً؟
من أهم الأصناف المزروعة حالياً، والأوسع انتشاراً بمحافظات الإنتاج بصعيد مصر، هو الصنف C9، الذى تتم زراعته بنسبة 98.9 % فى جميع المحافظات التى تقوم بزراعة القصب، وهو صنف تجارى ويتميز بمواصفاته الممتازة من ناحية النمو، والثبات الوراثى العالى، والدليل على ذلك هو زراعته منذ فترة طويلة دون حدوث أى تدهور فى صفاته الوراثية، كما أنه يتميز بطراوة أوراقه وعيدانه، مما يجعل المزارع يستحسنه فى تغذية الحيوانات، ويستخدم فى إنتاج السكر، ويصلح للعصير أيضاً، مشيراً ونظراً للمواصفات العديدة الجيدة لهذا الصنف يقبل عليه المزارع، مما أدى لانتشاره وتثبيته فى الخريطة الزراعية.
- وماذا عن تقنية زراعة القصب بالشتل وانعكاساتها على الإنتاجية؟
فى البداية أوضح أن هذه التقنية ستؤدى إلى رفع إنتاجية الفدان من قصب السكر إلى 55 – 60 طناً/ فدان، مما سيؤدى إلى زيادة فى الإنتاجية من قصب السكر تصل إلى 1.4 مليون طن، من نفس وحدة المساحة بتكلفة إنتاج واستهلاك مياه أقل، مشيراً بدأنا منذ العام الماضى فى إنشاء محطتيْن كبيرتيْن حالياً بأسوان، إحداهما بمركز كوم امبو، والأخرى بوادى الصعايدة، تحت مسمى مصانع حيوية لإنتاج الشتلات، والتى تستخدم فيها أحدث التكنولوجيات الموجودة فى العالم، والتى تعد الأولى من نوعها فى مصر فى المجال الزراعى بأكمله، مضيفاً: وسيتم استلام محطة كوم امبو للبدء فى التشغيل التجريبى لها خلال شهر نوفمبر القادم، بطاقة إنتاجية تبلغ 15 مليون شتلة فى الموسم، كما سيتم البدء فى التشغيل التجريبى لمحطة وادى الصعايدة فى شهر فبراير من العام المقبل 2023، بطاقة إنتاجية تبلغ 80 مليون شتلة فى الموسم، وهذه الكمية ستغطى ربع المساحة المزروعة من قصب السكر، كاشفاً أن التوسع فى تطبيق هذه التقنية سيؤدى زراعة القصب بالتقاوى المعتمدة لأول مرة فى مصر.
وتابع: سيتم توفير هذه التقاوى المعتمدة لبيعها للمزارعين، موضحاً حيث تحتاج زراعة الفدان إلى 7000 شتلة، علماً بأن الشتلة تعطى 10 عيدان، ومتوسط وزن العود واحد كيلو جرام، مشيراً: وهذا يعنى أن الفدان يمكن أن يعطى 70 طن قصب، إذا ماطبق المزارع المعاملات الزراعية كما ينبغى، لافتاً: وقد كان الفلاح فى الماضى يحصل على التقاوى من أرضه أو أى أرض أخرى، دون أن يعلم مابها من أمراض أو آفات ودون أى رقابة، كاشفاً: أما الآن فسيتم استخدام التقاوى المعتمدة، والتى يتم إنتاجها وتقييمها تحت ظروف خاصة بتحليلات معقدة، للتأكد من خلوها من أى آفات أو أمراض أو فيروسات، واستصدار شهادة أيزو بذلك.
- وماهى أهم الإنجازات التى قام بها المعهد مؤخراً للنهوض بمحصول قصب السكر؟
تم الانتهاء من أعمال لجنة تقييم وانتخاب أصناف وسلالات قصب السكر، نتاج برنامج تربية قصب السكر بالمعهد، وذلك بمحطات بحوث شندويل والمطاعنة وكوم امبو، حيث تضم باحثين من أقسام: التربية والوراثة والأمراض والآفات والمعاملات، مشيراً إلى أن اللجنة تستهدف تقييم المراحل المختلفة من سلسلة عمليات الانتخاب، تحت ظروف الإنتاج الطبيعية فى صعيد مصر، وفى محافظات الإنتاج الرئيسية، وذلك لاستبعاد سلالات القصب التى لا تظهر كفاءة فى الإنتاجية، أو غير المقاومة للأمراض والحشرات، فضلاً عن ترقية السلالات الجيدة للمرحلة التالية من الانتخاب.
وتابع أن اللجنة عملت على مقارنة سلوك السلالات فى مراحل الانتخاب المختلفة فى محطات: شندويل، المطاعنة، كوم امبو، كذلك تم استبعاد السلالات ضعيفة الإنتاج أو المصابة بأمراض خطيرة مثل التفحم، كما تم اختيار بعض السلالات التى تم إلغاؤها، التى تحمل بعض الصفات الجيدة، لإدخالها مرة أخرى فى برنامج التهجينات، وذلك لنقل هذه الصفات إلى سلالات جديدة متفوقة فى باقى الصفات الإنتاجية والتكنولوجية، لافتاً: وقد قامت لجنة من معهد المحاصيل السكرية، بزيارة وتفقد موقع إنشاء أول محطة لشتل القصب بكوم امبو بمحافظة أسوان.