راديو الاهرام

رئيس معمل الرقابة على الإنتاج الداجني: اللقاحات بمصر آمنة ومعظم المشكلات بسبب سوء التداول | حوار

25-5-2022 | 16:26
رئيس معمل الرقابة على الإنتاج الداجني اللقاحات بمصر آمنة ومعظم المشكلات بسبب سوء التداول | حوارتحصين المواشي باللقاحات البيطرية في مصر
حوار - تامر دياب
الأهرام التعاوني نقلاً عن

د. عبد الستار عرفة: الدولة حريصة على سلامة المواطنين ولدينا خريطة وبائية للأمراض يتم تحديثها باستمرار

موضوعات مقترحة

تمثل المراكز البحثية رأس الحربة فى الكشف عن الأمراض والتقصى حول تواجدها ومدى ضراوتها وسبل مواجهتها ومنع عودتها والقضاء عليها. ويأتى المعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجنى بمعهد بحوث صحة الحيوان، على رأس هذه المراكز البحثية خاصة بعد الجهود المضنية والنجاحات التى تحققت خلال السنوات الأخيرة.

التقت «الأهرام التعاوني» برئيس المعهد الدكتور عبد الستار عرفة محمد للإجابة عن العديد من المشكلات التى تؤرق العاملين بهذا القطاع الإستراتيجى الضخم الذى تتعدى استثماراته الـ100 مليار جنيه ويعمل ويستفيد منه كل الشعب المصرى فكان هذا الحوار...

ما دور المعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجنى؟
المعمل المرجعى له دور هام يقوم به لحماية الإنتاج الداجنى والحيوانى عموماً من خطر الأمراض المتوطنة والوافدة وجميع الأمراض التى تتعرض لها الحيوانات. وهناك قبل ذلك دور وقائي، فالمعمل مختص بالدواجن وهناك دور تشخيصى لفحص العينات ومعرفه المُسببات المرضيَّة وتتبع الحالات والتقصى والكشف عن الأمراض فى أسرع وقت.

وهل للتقصى والكشف المبكر عن الأمراض دور فى تقليل مخاطرها؟
بالتأكيد فالكشف عن الأمراض مبكراً يحقق الاستجابة والتدخل السريع بمواجهة بعض الأمراض سريعة الانتشار إلى جانب دورنا فى الدعم وبقوة للدور الإرشادى وتوعيه المربين. وبالطبع هناك دور بحثى لأن العاملين بالمعمل كلهم باحثين وأساتذة يعلمون بهذه المجالات المختلفة. 

وما الذى حققه المعمل المرجعى لحماية الإنتاج الداجنى؟
من خلال التجارب والبحوث العلمية نستطيع أن نطور نظم التشخيص ونستطيع أن نجد حلولا لمشكلات تواجه المربين فى الحقل.

وماذا عن اللقاحات مثلاً؟
فى مجال الدواجن هناك حديث دائم عن فاعلية اللقاحات والمسببات المرضية وخاصة الفيروسات التى تكون سريعة التحور حيث يأتينا فيروسات وافدة بين الحين والآخر من بلاد مختلفة.

وبالتالى فتحديث الحالة الوبائية يتطلب عمل دءوب للتقصى بالتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية والجهات الأخرى كوزارة الزراعة والوزارات المعنيَّة.

وما أهمية هذا التقصي؟
الدور هنا يكون تقصى للحالة الوبائية ومن خلالها نعرف أهم العترات السائدة والفيروسات المستمرة بالنسبة للأمراض المختلفة ومن خلال هذا نرشح العترات التى تدخل فى تركيب اللقاحات بالتعاون مع المعاهد البحثية الأخرى مثل معهد الرقابة على المستحضرات ونكمل السلسلة فى شكل شركات الدواجن أو شركات تصنيع اللقاحات.

وهل يؤثر ذلك بتحديد جهات التعامل الدولى؟
بالتأكيد ففى نفس الوقت تدلنا تلك الجهود على جهات ومناطق الإستيراد وهل اللقاحات المستوردة ستتماشى مع العترات وسلالاتها لدينا أم لا وخلال ذلك يتطلب الأمر الكثير من الأبحاث ومعامل وتجارب خاصة بحيوانات التجارب وهذا المخرج البحثى يترجم الى حلول فى قضية اللقاحات.

هناك شكاوى مستمرة من عدم فاعلية اللقاحات الموجودة فما رأيكم؟ 
يتساءل الكثيرون هل التقييم للقاح يتم قبل أم بعد استيراده، والإجابة طبعاً فى البداية قبل الإستيراد ففور تسجيل اللقاح والموافقة عليه يدخل لجان متخصصة قبل استيراده ويتم عمل عينات فى معهد المستحضرات بالعباسية وعمل إختبارات تحدى وكل الاختبارات اللازمة كى نتأكد أن هذا اللقاح يصلح للحقل المصرى وأن فعاليته تتماشى معنا. وهناك حرص من الدولة وكل أجهزتها المعنية على ضمان أن اللقاحات التى ستدخل مصر فعالة.

لكن شكاوى المربين مستمرة؟!
هنا تكون المسئولية على قضية تخزينها ونقلها وتداولها وطريقة التحصين نفسها فى الحقل فتلك أمور يجب مراعاتها.

فيمكن أن يكون اللقاح جيد لكن أثناء هذه المراحل حدثت به مشكلة وهذا سبب قول المربين أننا لقحنا قطعاننا بالأمصال المعتمدة ضد الأنفلونزا مثلاً ثم جاءت إصابة لذات القطعان بالمرض والخسائر الفادحة. فبعد الإجراءات التى نتخذها يجب أن يكون الاتهام بعدم فاعلية اللقاح ذاته أخر أمر يمكن التحدث بشأنه.

وما الذى يمكن أن يتسبب بفساد اللقاح؟
هناك سلسلة من الإجراءات فى التعامل مع التحصينات يجب مراجعتها والتأكد من عدم وجود مشكلات بها. وإذا تأكدنا أن كل هذه المراحل سليمة نعود مرة أخرى للبحث فى اللقاح.

وما أهم الإجراءات الخاطئة التى تتسبب بهذه المشكلة؟
أهم الأخطاء التى يقع بها المربون فى تداول اللقاحات وتسبب المشكلات هى عملية التخزين التى تعد أكبر مشكلة لأن أغلب اللقاحات تحتاج درجة حرارة منخفضة فتوضع فى ثلاجات وتحتاج تبريد عند 4 درجة مئوية سواء اللقاحات الحية أو الميتة.

وهناك أنواع من اللقاحات تحفظها الشركات لديها وتخرجها وقت التحصين مباشرة فى بعض الأمراض للتأكد من حفظها السليم أو يتم تخزينها عند مكاتب وموزعين.

وللأسف فإذا حدثت مشكلة أثناء التخزين فى الكهرباء بأن قطعت لمدة طويلة وفسدت اللقاحات يحدث أن يبيعها بعض الموزعين حتى يتجنبوا الخسائر ولذا أنصح المربين بتجنب الأخطاء كإعتقادهم أن اللقاح هو الحل الوحيد للقضاء على الأمراض.

إن لم تكن اللقاحات هى وسيلة القضاء على الأمراض فما الوسيلة إذن؟
الصحيح أن اللقاحات أحد الحلول وربما يكون الحل الأخير ولذا على المربى أن يحرص على عدم دخول المرض نفسه إلى مزرعته من خلال تطبيق إجراءات الأمان الحيوى سواء بالنسبة للمزرعة نفسها فى بداية تشخصيها أو عند إدخال الكتاكيت والتطهير والتعقيم وباقى إجراءات الأمان الحيوى.

لأنه بدون ذلك وقام بالتحصين الجيد يمكن أن يتعرض لجرعة كبيرة من الإصابة حتى التحصين لا يستطيع الصد فى مواجهتها. فالوقاية أساساً تأتى فى إتباع إجراءات الأمان الحيوى فى المزارع.

وما الإجراءات المتبعة عند اكتشاف بؤر إصابات؟
عندما تحدث إصابات أنفلونزا الطيور تخرج لجان من الهيئة للمزارع لدراسة الحالة وأخذ عينات لكن أعراض أنفلونزا الطيور تتشابه مع أمراض أخرى كالنيوكاسيل وأمراض أخرى تنفسية أو بكتيريه ويمكن أن يكون المسبب المرضى ليس بالأنفلونزا.

وهل هذا التشابه يمكن أن يسبب لبساً فى التشخيص لدى المربى؟
هناك نوع من الأنفلونزا قليل الضراوة وهو H9N2 الذى يمكن أن يأتى مع فيروسات أخرى وبكتيريا ويسبب أعراض تتشابه مع أنواع الإنفلونزا شديدة الضراوة ويسبب حالات نفوق كبيرة والتعويض المادى بسبب إصابات يكون بحالات الأنفلونزا عالية الضراوة الموجودة بمصر H5 .

وما شروط التعويضات؟
شروط الحصول على تعويضات الإصابة بأنفلونزا الطيور أن تفحص اللجان المعنية القطيع المصاب فإذا استحق التعويض يلجأ المربى للإجراءات اللازمة.

وماذا عن التشكيك بفاعلية اللقاحات المستوردة؟
اللقاحات المستوردة يتم إجراء اختبارات عليها فى معهد العباسية للتأكد من خلوها من أى ميكروب أخر تماماً، لذا فعمليات الأمان للقاح المستورد تدرس بعناية واللقاح الذى ينجح بهذه الإختبارات فقط هى التى يتم السماح بتداولها.

والقول بأن بعض اللقاحات المستوردة يتم إنتاجها من عترات غريبة وبلاد بعيدة فتكون غير متماثلة أو متوافقة مع العترات المصرية فقد حدث ذلك فى مرحلة سابقة وتم التنبه لهذا الموضوع وثبت مع الوقت أن هذه اللقاحات عديمة الكفاءة أمام العترات فى مصر.

وقد تأكد هذا الوضع آنذاك من خلال التجارب المعملية وتبين من خلال إختبارات التحدى للعترات الموجودة فى مصر أنه يحدث عندما تكون الإصابة كبيرة أن يظهر ضعف كفاءة التحصين عن 60 – 70 % عندما نقوم بالإختبارات الأولية القياسية له.

وهناك اختبار آخر وهو التماثل ويهدف لمعرفة قدر تماثل هذه العترة مع العترة الموجودة بمصر ونسبة كم % وهل تسمح هذه النسبة بتداول اللقاح لدينا.

وهل هذه الاختبارات تضع الثقة بتلك المستوردة؟
كل هذه الاختبارات تتم لعترة اللقاحات المستوردة من البداية قبل دخولها حتى نضمن فعالية كل اللقاحات التى تدخل مصر ولذا أطالب للتصدى للأمراض المتوطنة فى مصر أن نتعاون كمعمل مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية وأساتذتنا فى الكليات والجامعات المصرية مثل مركز بحوث الأمراض الوافدة والمتوطنة بجامعة القاهرة الذى أسسه ويرأسه الدكتور محمد شكل والجهات المعنية المختلفة الأخرى والمنظمات الدولية فكلها منظومة تتشارك لدراسة الوضع جيداً ومنها نرى الأسباب الحقيقة للمشكلة ومدى توغلها فى الحقل المصرى.

يقول البعض بعدم وجود خريطة وبائية لتواجد الأمراض خاصة الأنفلونزا بمصر فما رأيك؟
بالنسبة للخرائط الوبائية فلدينا خريطة وبائية لأهم الأمراض فى القطاع الداجنى وأخطرها أنفلونزا الطيور وبعضها يصيب الإنسان لكنها لا تؤثر على الصحة العامة والعترة التى تصيب البشر هى H5N1 وظهرت فى 2006 كانت تنتقل للبشر وتسبب مشكلة تنفسيه كبيرة ووفيات إذا لم يتم علاجها بالشكل الصحيح.

وظلت هذه العترة بمصر فترة وبحمد لله لم تظهر منذ مدة ومن الوارد عودة ظهورها ولذلك فالتقصى مهم جداً وبحث الوضع الوبائى كل فترة أمر ضرورى نعمل وغيرنا عليه باستمرار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: