الصناعة صديقة للبيئة.. ومليون و250 ألف طرد إنتاجا سنويا
موضوعات مقترحة
تظل عملية الإنتاج والتصدير تمثل أكبر دافع لعجلة التقدم الاقتصادى المصرى والتى ساهمت بشكل كبير فى إحداث حالة من التوازن والاستقرار شهدتها البلاد خلال جائحة كورونا التى تأثرت بها معظم اقتصاديات العالم. ومن السلع التى تصدرها مصر وتحتل مكانة عالمية فيها طرود النحل والتى تتغذى على الرحيق والزهور وتعتبر صديقة للبيئة إذ تعتمد على المناخ وتحتل مصر المركز الأول فى العالم فى تصدير طرود النحل.
«الأهرام التعاونى» تواصلت مع مسئولين وخبراء عن سبب إقبال الدول على استيراد النحل المصرى.
وقال الدكتور محمد فتح الله عبدالرحمن رئيس قسم بحوث النحل بمعهد وقاية النباتات تتميز طرود النحل المصرى التى يتم تصديرها للخارج بانخفاض سعرها مقارنة بالأسعار فى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى قرب مصر من أسواق طرود النحل فى الخليج العربى مما يقلل من الإجهاد على النحل والخسائر التى قد تنجم عن بعد المسافة ويقلل تكاليف الشحن.
وتابع: يمتاز النحل المصرى بمواءمته لظروف الخليج القريبة من الظروف المصرية وتحتل مصر المرتبة الأولى على العالم فى تصدير طرود النحل حيث تصدر أكثر من 125000 طرد وهو ما يمثل حوالى ربع صادرات العالم. وأهم الدول المستوردة، هى السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق والبحرين ويتم تصدير طرود النحل من مصر بواسطة القطاع الخاص وبالفعل يعتبر النحل من مصادر الدخل القومى المصرى لمساهمته فى زيادة جودة الإنتاج الزراعى بتلقيح المحاصيل وكذلك للقيمة المضافة من منتجاته المختلفة التى تستخدم كغذاء ودواء، بالإضافة إلى الصادرات من النحل ومنتجاته ومستلزمات الإنتاج التى يتم تصنيعها فى مصر.
وأضاف أنه يوجد فى مصر كميات كبيرة من أشجار السدر والتى ينتج عنها عسل السدر المميز والمشهور عالميا خاصة فى دول الخليج العربي، وتقع معظم مناطق أشجار السدر فى صعيد مصر وبصفة خاصة محافظات سوهاج وقنا والأقصر.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور عبد الحكيم محمود رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أن مصر تصدر حوالى 1.230.00 طرد نحل حي للدول العربيه وبعض الدول الإفريقية لأن مصر تربى الآن سلالات مثل النحل الإيطالى والنحل الكرنيولى وتتميز مصر بوجود تنوع مناخى طوال العام يؤهلها ان تكون مركزا عالميا للنحالة حيث يستغل النحال المصرى تنوع المناخ شمالا وجنوبا ويجوب بخلاياه أماكن الدفء ليستقر فيها شتاءا مع الزهور ويترعرع النحل فيها لينتج الطرود مبكرا.
وقال: نحن الآن لابد لنا من الحفاظ على السلالة الأصلية لمصر من النحل البلدى وتحسين الهجن الموجودة حاليا لزيادة الانتاج وتحسين قطاع تربية النحل فى مصر، وتقبل الدول المستورده للنحل المصرى لوجود بعض الميزات، أهمها موقع مصر الجغرافى للشرق الاوسط؛ إذ يقلل عدد ساعات الطيران فيحافظ على سلامة النحل الحى المصدر وكذلك التبكير فى إنتاج الطرود نظرا لدفء الجو فى مصر شتاء فى بعض الاماكن يجعلنا قادرين على تلبية الطلب مبكرا فضلا عن سعر طرد النحل فى مصر تنافسى بالنسبة لاسعار الطرود العالمية الى جانب أن سعر الشحن تنافسي.
مميزات نحل مصر
وحول المميزات التى يكتسبها النحل المصرى والتى جعلته مطلبا للدول المستوردة أوضح الدكتور عبد الحكيم محمود أن النحل المصرى يتميز بسرعة بناء الخلايا وانتاج العسل، وأهم الدول المستوردة لطرود النخل المصرى السعودية والامارات والكويت الى جانب قطر والسودان، لافتا أن قسم بحوث النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات بالتعاون مع الادارة المركزية للحجر البيطرى والفحوص بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بالمرور الدورى على المناحل لاخذ عينات عشوائية لمعرفة حالة المناحل على مستوى الجمهورية وينظم اتحاد النحالين العرب ندوات ومؤتمرات ومهرجانات للنحال المصرى لتعليمه التكنولوجيا الحديثة فى فن تربيه النحل كما تقوم وزارة الزراعة بإصدار التراخيص اللازمه لتشغيل المناحل لأننا بحاجة الى البدء فى تطوير قطاع النحل فى مصر لاستغلال الميزات التنافسية لهذا القطاع الحيوى وتدريب النحال على الممارسات الجيدة فى ظل التغيرات المناخية الموجودة فى العالم اليوم.
فيما يتحدث المهندس عبدالله السبيعى مدير إدارة المناحل وإنتاج العسل بوزارة البيئة والمياه والزراعة فى المملكة العربية السعودية واحد المسؤولين عن استيراد النحل المصرى، قائلا: إن هناك إجراءات هامة يتم اتخاذها للاستيراد من مصر من بينها تقدمنا بطلب الى قسم بحوث النحل بمعهد وقاية النباتات بعد التأكد من عدم وجود إصابات من المنطقة التى سوف نستورد منها، وذلك من خلال المرور الدورى ويتم الحصول على موافقة مبدئية متضمنة كمية ونوع طرود النحل المطلوبة سواء كانت مرزوم أو أقراص ويتم سحب عينات عشوائية بواسطة قسم النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات وإجراء التحاليل عليها لضمان خلوها من الآفات والطفيليات ومطابقتها للمواصفات المطلوب.
ونوه بأنه بعد إصدار الشهادة الصحية من قسم بحوث النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات، يقوم المصدر تحت إشراف مندوب من قسم بحوث النحل بتجهيز الإرسالية ونقلها إلى مطار القاهرة لاستكمال باقى إجراءات التصدير. كما يقوم الطبيب البيطرى المسئول بالمنفذ فى مطار القاهرة بإستيفاء المستندات والفحص الظاهرى لطرود النحل وتحرير شهادة صحية بيطرية حكومية مختومة ترافق الارسالية.
وحول الشروط الواجب توافرها لاتمام عملية استيراد النحل من مصر قال السبيعى يجب أن يكون الراغب فى الاستيراد له سجل تجارى مضاف اليه نشاط زراعى باستيراد وتصدير النحل الحى وأن يكون لدى المستورد موقع أو أكثر لا تقل مساحته عن 5 دونم لاستخدامه بتسكين طرود النحل أو لبيع النحل المرزوم ضمن الشروط الآمنة.
وكذلك توفير طاقم فنى متخصص فى تسكين وتقوية النحل ويشرف عليه مهندس أو فنى متخصص بتربية النحل مع توفير عمالة تربية نحل وأن يكون للمستورد عقد مبرم مع محطة واحدة لتربية الملكات وإنتاج الطرود أو أكثر فى بلد المنشأ واستكمال إجراءات اعتمادها كجهة مصدرة لملكات وطرود النحل لدى الإدارة العامة للمحاجر فى وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية كما يتم إتلاف الرزم أو مخلفات النحل النافق والمصاب بالمنفذ بالطرق الصحية (محارق صديقة للبيئة) ويقوم المستورد بتوفير وسيلة آمنة للتخلص من المخلفات والنحل التالف والمصاب فى أماكن تسكين النحل.
تقييم الطرود المستوردة دورياً والالتزام بتزويد الوزارة بالمعلومات أولاً بأول وإلزام المستورد بإتباع تعليمات الوزارة فى عملية أخذ عينات عشوائية وفحصها ومن نقلها بشكل فورى لمواقع التسكين والالتزام بالشروط والضمانات بين مربى النحل والمورد بحيث تضمن حقوق الطرفين.
وحول ضوابط استيراد النحل قال السبيعى يسمح باستيراد النحل على هيئة طرود نحل مرزوم فقط (شغالات النحل مع الملكة دون أقراص) فى أقفاص مصنوعة من الخشب والسلك أو أى هيئة أخرى تقرها الوزارة وفق المواصفات القياسية للتعبئة والتغليف ويسمح باستيراد ملكات النحل منفردة فى أقفاص ارسال ملكات مع شغالات مصاحبة لها كما يشترط إرفاق شهادة منشأ وشهادة صحية بخلو النحل أو الملكات المستوردة من أى أمراض أو آفات، على أن يكون إصدار الشهادة الصحية لا يزيد عن أسبوعين من تاريخ الوصول ويتم كذلك فحص عينات نحل بالغ تؤخذ من طرود النحل أو الشغالات المصاحبة للملكات فى المنفذ للتأكد من خلوها من الأمراض أو الآفات خصوصاً الخطيرة منها، مثل الفاروا أو خنفساء الخلية الصغيرة أو مرض النوزيما سيرانا أو أى أمراض أخرى تحددها الوزارة وخلو بلد المنشأ من نحل العسل الآسيوى المهجن، والأفريقى المهجن، والأوروبى المهجن بالإفريقى مع المتابعة المستمرة للوضع الصحى العالمى للنحل من خلال البلاغات الصادرة من المنظمات الدولية مثل (OIE) وذلك لاتخاذ الإجراء المناسب على الدولة المسجل بها المرض لمنع دخول المرض إلى المملكة.
وأشاد رئيس الوفد السعودى أثناء زيارة معهد بحوث وقاية النباتات بمتحف الحشرات والذي يضم أكثر من 100 ألف عينة بجميع مراحل تطور كل حشرة وتم تقديم موجز عن أهم الحشرات التى تسبب خسائر فى المحاصيل الزراعية وكيفية مكافحتها بيولوجياً من خلال وحدة مكافحة الحشرات البيولوجية الموجودة بالمعهد.
من جانبها قالت الدكتورة مروة بسيونى جمعة استاذ مساعد بحوث نحل العسل بسخا معهد وقاية النباتات تعد مهنه تربيه النحل من اهم المهن الزراعيه الاساسيه فى بلاد عديدة وترجع اهميه قطاع تربيه النحل فى الاقتصاد العالمى إلى أنه يشارك فى تلقيح مايزيد عن 85%من النباتات وهذه تمثل 35 % من الغذاء العالمي، بمعنى مثلما قال ايناشتين: لو النحل اختفى بعدها بأربع سنوات سينتهى العالم وتحتل مصر المرتبه الأولى عالميا فى تصدير طرود النحل الحيه حيث تصدر سنويا أكثر من 1.1مليون طرد.
وهذا يمثل 27% من إجمالى الطرود التى يتم تصديرها سنويا من شتى بلاد العالم وقطاع النحل فى مصر يعمل به أكثر من 25000اسرة.كما تملك مصر حوالى 2مليون خليه وهناك العديد من التحديات التى تواجه صناعة تربية النحل وعلى رأسها الاستخدام العشوائى للمبيدات والتغيرات المناخيه وعدم وجود رقابه من الدولة على منتجات النحل حتى يكون هناك اجود منتج وعدم وجود دورة زراعيه وقله زراعه القطن الى جانب قلة الفونه النباتيه بوجه العموم فهناك ظاهره اختفاء أو انهيار طوائف النحل فى معظم بلدان العالم وخاصة فى الاعوام الماضيه والتى أدت إلى فقد فى طوائف النحل تجاوز 50 % فى بعض المناطق وقد أرجع بعض العلماء هذه الظاهره الى بعض الأسباب ومنها الاستخدام العشوائى للمبيدات سواء داخل او خارج الخليه.
ومن أشد واخطر أعداء النحل النحال الجاهل وهذا الإفراط يؤدى إلى قصر عمر الذكور فى الطوائف وقصر عمر الشغالات وهى تعتبر دينامو الطائفة وانخفاض مقاومه النحل بالإضافة إلى التلوث الناشئ من استخدام الكيماويات على طوائف نحل العسل ومضاره على الإنسان والبيئة والتغيرات المناخية ولابد من اتباع بعض التعليمات لتلافى فقد النحل منها ان يعود النحال الى سابق عهده وعدم اللجوء إلى الكيماويات الا فى أضيق الحدود واتباع الممارسات التحلية السليمة من خلال تثقيف النحال الى جانب اعاده وجود دورة زراعيه وزراعة المحاصيل التى تكون مصدر الرحيق وكذلك اصدار تشريعات وقوانين منظمه لاستخدام الكيماويات.
فضلا عن تكاتف الجهود الرسميه ومنظمات المجتمع المدنى فى سبيل الحفاظ على سلامه النحل والنهوض بصناعة تربية النحل والدولة مشكورة تهتم بهذا القطاع ومن الجدير بالذكر وزارة الزراعه أكدت على تقنين استخدام مجموعة النيو نيكونبتد وقصر استخدامها فى داخل الصوب فى غير فترات التزهير، والتنسيق والتواصل بين جمعيات مربى النحل والنحالين من جهه ومن جهه أخرى مع الباحثين لتقليل المشاكل ومعوقات تربيه النحل وتعديل المواصفات القياسية لمنتجات عسل النحل.
من جانبه يرى الدكتور عبد العزيز الطويل وكيل معهد بحوث البساتين السابق بمركز البحوث الزراعية أن هناك اتجاها عالميا لتعظيم الاستفادة من النحل كثروة قومية وانه لنجاح ذلك ابد من زراعة النباتات الطبية والعطرية بمساحات واسعة لجذب النحل إليها وان هناك تجربة قد شاهدتها قديما تتمثل فى والتى قام فيه المشروع تحت إشراف منظمة الايكاردا من خلال فريق تشرف عليه باحثة ألمانية الجنسية.
وقد طبق المشروع من خلال هذه الباحثة فى عدة دول آسيوية ونجح نجاح مبهر، وقد حضرت دورتين من خلال منظمة الايكاردا فى المغرب يتم تطبيق المشروع فى مصر وهو استخدام النحل فى التلقيح وخاصة النباتات الطبية وزراعة خضروات ونباتات طبية جاذبة للنحل ويتم تقدير الإنتاجية. وفعلا يطبق المشروع الان من خلال باحثين من معهد بحوث الوقاية تحت إشراف منظمة الايكاردا، ومن الدول التى شملها هذا المشروع مصر والأردن والجزائر وفلسطين وتركيا.