راديو الاهرام

"خاطبة" في الفضاء الإلكتروني.. تجارة سيئة السمعة على صفحات الزواج.. وتجارب الضحايا تكشف مفاجآت مثيرة

25-5-2022 | 13:43
 خاطبة  في الفضاء الإلكتروني تجارة سيئة السمعة على صفحات الزواج وتجارب الضحايا تكشف مفاجآت مثيرة الزواج عبر صفحات السوشيال ميديا
إيمان البدري

قديما كانت تنتشر ما يسمى "بالخاطبة" التي تزور كل البيوت؛ لتتعرف على البنات والأولاد الموجودين داخل كل أسرة؛ بهدف توفيقهم معا، راسين في الحلال؛ وكانت شخصية الخاطبة وثيقة ومضمونة لأنها معروفة لهم والعائلات أيضا تعرف بعضها البعض؛ ولكن مع تغيرات العصر والتوجه للعالم الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي؛ والتي معها زادت الفجوة في التواصل المباشر داخل المجتمعات؛ وربما حدثت العزلة وأصبح كل فرد يكتفي بالجلوس أمام أجهزة الموبايل؛ وانقطعت العلاقات الاجتماعية؛ مما وجدها البعض فرصة وحرفة بحجة توفيق راسين في الحلال.

موضوعات مقترحة

بعض صفحات " توفيق راسين في الحلال " قد تبدأ بخير ؛ ولكنها تفشل نظرا لعدم جديه المشتركين فيها ؛ فأما يدخلها حبا للاستطلاع أو للتسلية .

 وبعض هذه الصفحات تطور الآن عن طريق إنشاء صفحات يشترط فيها دخول عضو الصفحة الراغب في الزواج الى الاشتراك في ابلكيشين مخصوص للزواج ؛ والخطوة التي تليها هو الاتصال بأدمن صفحة الزواج ودفع مبلغ مالي مقابل المكالمة ؛ وبعض هذه المكالمات تبدأ قيمتها من  10 إلى 23 جنيها وتزيد في بعض الصفحات الأخرى .

 

  ومع السعي وراء المكسب ؛  اتجهت كل الحرف للصفحات الالكترونية لمواكبة الموضة واستقطاب شريحة أكبر من الزبائن، وبذلك أصبحت مهنة" الخاطبة "  وتوفيق " راسين في الحلال" نوع من هذه الحرف  .

 

غياب الرقابة على صفحات الزواج في السوشيال ميديا

ويحلل الدكتور الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري  الطب النفسي ، أن هذه الصفحات التي تظهر على وسائل السوشيال ميديا ؛ بقصد الزواج ؛ ما هي  إلا نوع من المتاجرة بقصد تحقيق مكاسب مادية ؛ عن طريق تحريك مشاعر هؤلاء الناس الذي تعثروا في الحصول على شريك الحياة  كنوع من استقطابهم ؛ أو عمل  هذه الصفحات  بقصد الزواج كمصدر الرزق ؛ ويعتمدوا في ذلك على عدم وجود أي  رقابه عليهم  ؛ ولا أحد  يحاسبهم على مايفعلونه وهل توجد نتائج من عدمه ؛ مما يؤثر على نفسيه المتابعين لمثل هذه الصفحات ؛ مما يتطلب رقابه صارمة على هذه الصفحات وما يحدث فيها  .

 

تسريب المعلومات والبيانات

وأشار , أن إقبال الشباب على مثل هذه الوسائل ؛ سواء  الشباب المقبل على مكاتب الزواج أو صفحات السوشيال ميديا يكون نفسيا  خائف من عدم اكتمال حياته بشكل طبيعى، وإيجاد الطرف الثانى، فيقنع نفسه بمحاولة تجربه الارتباط  عبر هذه الصفحات ؛ ربما يجد أيضا من يناسب إمكانيات الشاب خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية والتي تتسبب في تأخر سن الزواج، خاصة مع انقطاع العلاقات الاجتماعية ؛ واختفاء ظاهرة الخاطبة .

وأضاف أن وسائل السوشيال ميديا  وأيضا مكاتب الزواج  الموجودة في كل دول العالم وأن اختلفت درجة الانتشار ولو أخذنا بها فى مصر فهى تجربة ينقصها الكثير ، ينقصها الرقابة لتأمين المقبلين عليها ؛  لتضمن بشكل حقيقى وجاد سرية بيانات المتعاملين معها، لآن تسريبها هو هاجس نفسى أيضا يؤرق كل من يفكر في التعامل معهم، وبالنسبة  إلى المكاتب من الضروري  أن يلتحق بهذه المكاتب أطباء نفسيين وأطباء بشريين لإجراء فحوصات ما قبل الزواج أيضا، وبذلك يكون لها صبغة قانونية وشرعية أكثر؛ وكذلك الحال بالنسبة  لصفحات الفيسبوك التي تتخذ من صفحاتها وسيلة للرزق  .

 

زواج عبر العالم الافتراضي

قالت  الدكتورة هند فؤاد  أستاذ علم الاجتماع  المساعد بمركز البحوث الاجتماعية , العالم  يمر بمرحلة تغير سريع نتيجة تكنولوجيا الاتصال ؛ والانتشار السريع لوسائل السوشيال ميديا  التي أصبحت جزء أساسي في استخدامها في قضاء الاحتياجات، باعتبارها أصبحت المجتمع الافتراضي ؛ ولكنه مجتمع مرفوض تنتج عنه خسائر نفسية واجتماعية  وتبعات تدمر الأسر والمجتمع على المدى البعيد .

تابعت، تكنولوجيا الاتصال سهلت التواصل ولكنه تواصل غير مضمون ؛ خاصة أن الإنسان أصبح يأخذ جملة أفكاره من خلال صاحب الفكرة نفسها وليس عن طريق وسيط، وحتى الأجيال القديمة التي كانت تتحكم فى طريقة الزواج وأنواعه لا تستطيع الآن التحكم فى الفكرة أو منعها لآن التطور التكنولجى سريع.

أضافت , المجتمع الآن في تغير سريع فى القيم ؛ ورغم ذلك يوجد  خوف من بعض رواسب الأفكار القديمة،  وفي نفس الوقت خوف من الشباب لأنهم  الفئة الأكثر إقبالا على كل ما هو جديد دون معرفه  أو الاكتراث بأضراره ، خاصة في  التأني في إختيار الأمور المستقبلية ومنها الزواج ؛ حيث كان  من قيم الزواج السابقة أن يتم التعارف عبر البيوت والمعارف والسؤال عن العائلة والأصل والسلوك بالشكل التقليدى والاتصال.

 أما الآن وفى ظل النماذج الجديدة من وسائل السوشيال ميديا ؛ وأيضا مكاتب الزواج ؛  أصبح هناك طرق قد يقبلها الشباب.

 

مساوئ السوشيال ميديا في الزواج

أشرت أستاذ علم الاجتماع المساعد, سواء أدمن صفحات السوشيال ميديا أو  بعض المستخدمين يصارحون الطرف الأخر بجزء فقط من المعلومات ويخفى الجانب الآخر، وهذا خطر إضافة إلى أن المجتمع مازال لا يتقبل فكرة الارتباط من خلال تلك العوالم الافتراضية ويحتاج لمزيد من الوقت للاعتراف بها، خاصة وأن المجتمع ينظر لمن يستخدمها على اعتبار أنه خارج عن سلوك التعارف القديمة التى كانت تعتبرها العائلات جزء أصيل لبناء الأسرة السليمة .

 

وفي نفس السياق أضافت أستاذ علم الإجتماع , إن  طبيعة الحياة السريعة، فتحت سوقا لمثل هذه الصفحات ، ويبقى السؤال ، هل تلتزم هذه الصفحات بما تسجله من مبادئ، وتنطلق في تقديم خدماتها وفق قيم حقيقية تحفظ للناس أسرارها توازي ما تمارسه من اغراء كبير للباحثين عن شريك الحياة.

 قالت,  أن الزواج عبر وسائل السوشيال ميديا أصبح مصدر للرزق واستغلال حاجات الشباب أو غيرهم ؛ واتباع كافه طرق الجذب واستقطابهم لدفع اموال  من خلال المكالمات التليفونية للتواصل مع ادمن الصفحات عبر تطبيقات  الكترونية ؛ وهكذا أصبحت كل خطبة  تنافس الأخرى بشكل الصفحة وكيفية جذب الشباب والشابات للانضمام لصفحتها بجمل تجذبهم ومعلومات تقنعهم بأنها أفضل من غيرها دون مراعاة للحقيقة .

 

تجارب وأراء أعضاء صفحات زواج على الفيسبوك

شباب وفتيات أكدوا عدم ثقتهم فيما يقدم من معلومات في هذه الصفحات؛ وتخوفوا من الوقوع فريسة النصب والاحتيال.

قال أحمد حسين، أحد مشاركي صفحات الزواج على السوشيال ميديا، إنه تابع هذه الصفحات وكان حظة انه دخل احد الصفحات التي لا يتواصل فيها أحد معه ؛ وفوجئ بعدها أنه لكي يتواصل معهم عليه أن  يشارك في أحد التطبيقات ويدفع قرابه ال23 جنيها من اجل التواصل مع أدمن الصفحة لكتابه بياناته  ؛ وهكذا في كل مرة ؛يدفع المال في المكالمات التليفونية عند متابعته للرد عليه .

قالت منى جابر، إحدى أعضاء صفحات الزواج، إن هذه الصفحات توجد بهدف استنزاف المال فقط يعتبرونها كمصدر رزق لهم فضلا عن أن أعضاءها يقدمون معلومات غير دقيقة؛ وأغلبهم يشاركون بهدف التسلية؛ لذلك لابد من وجود رقابة على هذه لصفحات لحماية الجميع من الوقوع فريسة للمحتالين سواء من الأدمن أو من الأعضاء في الصفحة.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة