راديو الاهرام

في يوم إفريقيا.. القارة البكر تتطلع لاستغلال مواردها بالشكل الأمثل

25-5-2022 | 13:17
في يوم إفريقيا القارة البكر تتطلع لاستغلال مواردها بالشكل الأمثليوم إفريقيا - أرشيفية
محمود سعد دياب

يوافق اليوم الأربعاء، ذكرى الاحتفال بـ"يوم إفريقيا"، الذي يكون في 25 مايو من كل عام، وهو احتفال سنوى، تحتفل به الدول الإفريقية بوصفه يوم الحرية الإفريقى، في قارتنا التى نقع عند بوابتها فى أقصى شمالها الشرقى، والتى ينبع من قلبها شريان الحياة والحضارة فى مصرنا نهر النيل. إنه احتفال سنوى بتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، والتى تعرف الآن باسم الاتحاد الإفريقى.

موضوعات مقترحة

تهنئة الرئيس السيسي

وبهذه المناسبة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "إنني أهنئ جميع الشعوب الإفريقية الشقيقة، بمناسبة الاحتفال بيوم إفريقيا. هذا اليوم الذي يمثِّل ذكرى تاريخية عظيمة أسست لعهدٍ جديد في تعزيز الوحدة والتعاون المشترَك بين دول قارتنا". وأضاف الرئيس السيسي، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، اليوم الأربعاء: "في هذه المناسبة، أؤكد أن مصر ستظل تسعى جنباً إلى جنب مع أشقائها الأفارقة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الجهود المشتركة في إيجاد حلول للمشكلات والنزاعات التي عانتها القارة لعقود حالت دون تحقيق أحلام أبنائها". واستطرد الرئيس السيسي: "ها نحن اليوم نخطو خطواتنا الثابتة نحو إيجاد قارة مستقرة تكفل العيش الكريم لشعوبها، وتبث ثقافة الحضارة والتسامح والمحبة لكل العالم؛ فكل عام وشعوب إفريقيا في تقدم واستقرار وازدهار".

ذكريات الكفاح

ويتذكر أبناء القارة من أبناء الخمسينيات والستينيات، في هذا اليوم ذكريات كفاح بلدان إفريقيا من أجل استقلالها، والذى لعبت فيه مصر الناصرية دورًا رائعًا ومشرفًا علينا دائما أن نتذكره، تلك التحركات التي تبلورت في ميلاد فكرة المؤتمر الأول للدول الإفريقية المستقلة بالعاصمة الغانية أكرا، يوم 15 أبريل عام 1958، وعقده رئيس وزراء غانا الدكتور كوامى نكروما، وكان يضم ممثلين من مصر، والتى كانت آنذاك جزء من الجمهورية العربية المتحدة "مصر وسوريا"، وإثيوبيا، وليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس واتحاد شعوب الكاميرون والبلد المضيف غانا.

وعرض المؤتمر التقدم الذى أحرزته حركات التحرير فى القارة الإفريقية، التي ترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على التحرر من الهيمنة، ودعا المؤتمر إلى تأسيس يوم حرية إفريقى. ويأتى "يوم إفريقيا" كيوم للتقدم فى كل عام للتقدم المستمر لحركة التحرير، ولترمز إلى تصميم شعب إفريقيا على تحرير نفسه من السيطرة والاستغلال الأجانب.

وتم اختيار يوم الـ 25 من مايو للاحتفال بيوم إفريقيا لأنه يمثل الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية فى 25 مايو 1963، حيث وقعت 32 دولة إفريقية مستقلة فى ذلك اليوم الميثاق التأسيسى فى أديس أبابا بإثيوبيا، وفى عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الإفريقية تعرف باسم الاتحاد الإفريقى.

قارة بكر

رغم دخول العالم عصر الثورة الصناعية الرابعة، إلا أن القارة السمراء الساعية لاستغلال مواردها بشكل أكبر، تظل الأرض البكر الوحيدة التي لم تستغل مواردها بالشكل الأمثل، ولعل ذلك جعلها مطمعا للقوى العظمى في آخر 500 سنة التي تكالبت عليها لنهب ثرواتها ومعادنها واستعباد شعوبها، لكي تتحول تلك الموارد الضخمة إلى وبال على الأفارقة، وبدأت تلك التحركات مع الاستكشافات البرتغالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، والتي تحولت إلى احتلال قائم بموجب تقسيم دول أوروبا للقارة إلى مناطق نفوذ فيما بينها.

وظلت القارة رغم حالة العبودية والاحتلال التي كان أبناءها يرزخون تحته، القارة الأكبر تأثيرًا عالميا بفضل امتلاكها لاحتياطات ضخمة من الكثير من المعادن الأساسية. فوفقا لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي, تمتلك إفريقيا 30% من إجمالي احتياطات المعادن عالميا بالإضافة إلى 8% من احتياطي الغاز الطبيعي و12% من احتياطي البترول. هذا بالإضافة إلى 65% من الأراضي الزراعية الموجودة في العالم.

وتحتوي القارة علي 90% من احتياطي كل من البلاتين والكروميوم. يدخل البلاتين في صناعة الإلكترونيات, الأدوات الكهربية, بعض أدوية مرض السرطان, وصناعة الحلي. بينما يدخل الكروميوم في صناعة المنتجات الحديدية حيث يمنع الصدأ.

تمتلك جنوب إفريقيا وحدها نصف الاحتياطي العالمي من البلاتين, وفقا لموسوعة بريتانيكا، وبالنسبة إلى الكروميوم, فهو يتواجد بشكل أساسي في زيمبابوي بينما تحتوي جنوب إفريقيا علي أكبر مخزون من رمل الكرومايت وهو المكون الأساسي للكروميوم.

وبالنسبة للمعدن الأهم في العالم, تملك جنوب إفريقيا وحدها حوالي نصف الاحتياطي من الذهب. كما يتواجد بنسب أقل في كل من زيمبابوي, كونغو, غانا, بوروندي, ساحل العاج والجابون.

تضم القارة أيضا نصف احتياطي الكوبالت ويتواجد بكميات كبيرة في الكونغو وزامبيا والمغرب. ويستخدم الكوبالت في صناعة البطاريات، بعض الصناعات البتروكيماوية، بالإضافة إلى توربينات الغاز ومواتير الطائرات حيث يمنع الصدأ والتآكل.

ربع الاحتياطي العالمي من البوكسايت, وهو أنقي أنواع الألومنيوم, متواجد بإفريقيا، وبصفة أساسية في غينيا, ثم توجو والمنطقة التي تتوسطهما. وبالنسبة للمعادن الأخري التي يتواجد نسبة كبيرة من احتياطاتها عالميا علي الأراضي الإفريقية, فالحديد موجود بوفرة في ليبريا, نيجريا, موريتانيا, الجابون, جنوب إفريقيا, وزيمبابوي. وموجود بنسب أقل في كل من مصر والمغرب وتونس.

وبالنسبة للمنجنيز فهو موجود بكثرة في جنوب إفريقيا, الجابون, غانا, بوركينا فاسو, ساحل العاج, الكونغو, الكاميرون, الجزائر والمغرب. ويدخل المنجنيز في صناعة الحديد, حيث يمنع الأكسدة, وكذلك البطاريات والدهانات. كما تمتلك إفريقيا ايضا نصيبا كبيرا من التنتالوم وهو معدن نادر مضاد للتآكل ويدخل في صناعة الالكترونيات وخاصة تغليف بعض الأجزاء الداخلية. ومعظم مخزون القارة موجود في الكونغو.

تمتلك الكونغو أيضا نصيبا كبيرا من الليثيوم والذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات. كما أن لديها نصيب الأسد في القارة بجانب ناميبيا من الجيرمانيوم والذي يدخل في صناعة الالكترونيات, المصابيح, وصناعة المعدات التي تكشف عن الأشعة تحت الحمراء. وأيضًا الزيركونييوم, الذي يتميز بمقاومته الشديدة للحرارة, يدخل في صناعة السيراميك, الزجاج المقاوم للحرارة, الطوب, معدات الكشط  وكتغليف لافران المصانع. وهو موجود بشكل كبير في إفريقيا في كل من جنوب إفريقيا, نيجريا, السنغال, مدغشقر, سيراليون, ومصر.

وأخيرا, تحتوي القارة الإفريقية علي مخزون ضخم من كل من الألماس واليورانيوم. أكبر الدول الإفريقية إنتاجا للألماس, وفقا لموقع ان اس انرجي, هي بوتسوانا, انجولا, الكونغو, جنوب إفريقيا, ناميبيا. وأما بالنسبة لليورانيوم, فـ18% من اليورانيوم الذي يورد عالميا يأتي من 3 دول إفريقية هي جنوب إفريقيا, النيجر وناميبيا, وفقا لوقع ماينينج أفريكا.

وأمام تلك الموارد المهولة، يسعى أبناء القارة إلى استغلالها بالشكل الأمثل الذي يعود عليهم بالفائدة ويحقق لهم الحياة الكريمة، وذلك من خلال مبادرات وشراكات مع دول إقليمية وعظمى مثل الصين والهند وغيرها، فضلا عن توسع الاستثمارات المصرية بالقارة السمراء.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة