قد يكون من الصعب الكتابة عن شخص عزيز بعد رحيله، ولكن الأصعب أن يكون هذا الشخص متعدد الوجوه الجميلة المشعة بهجة على كل من حوله، فالحديث عن العظيم فنا وخلقا الإعلامى والفنان سمير صبرى أمر فى غاية الصعوبة مهما كنت قريبا منه.
لا أبالغ حينما أقول إن سمير صبرى كان "وش الخير" على كل من يحيط به من بشر، فكان صاحب أفكار جديدة ومتجددة دائما يعمل حتى آخر لحظة فى حياته ولديه من الطاقة ما لا يمكن وصفه.
فقد كان فنانا عظيما وإعلاميا واعيا وإنسانا راقيا بمعنى الكلمة، وأتذكر أن ذات يوم وهو يستعد للسفر إلى شرم الشيخ لتقديم برنامج يخرجه - زوجى «حمدى متولي» رئيس الإدارة المركزية للإعداد والتنفيذ بالتليفزيون- وتقرر السفر فى اليوم التالى فأخبره المصدر الذي سيقومون بالتصوير معه هناك بتفاصيل الرحلة وموعد الطيران والإقامة، وعندما وجد موعد سفر ومكان إقامة مخرجه تختلف عنه رفض سمير وقتها وأصر على ألا يكون هناك اختلاف بين مكان إقامته وإقامة المخرج الذي سيصور معه البرنامج، وأكد أنه لن يسافر إلا ويتم التغيير ليصبح مخرج برنامجه معه فى نفس المكان، وربما لو كان مذيعًا آخر غير سمير صبرى لوافق على أي شيء بدون الحفاظ على مكانة فريقه ومخرجه، ولكن هذا هو سمير صبرى القيمة والقامة الفنية والإعلامية الذى لم ولن يتكرر ولن يعوض.
مسيرة العطاء التي توجت حياة سمير صبرى لن تنسى لأن أعماله في الفن والإعلام كتب لها الخلود وستظل محفورة في أذهان وقلوب الأجيال.
ظل سمير صبرى حاضر الذهن صاحب حضور قوي حتى آخر لحظات فى حياته، فلم يختلف كثيرًا في السنوات الأخيرة عن سمير الذى أثرى الشاشتين الصغيرة والكبيرة عبر رحلة عطاء طويلة فنية وإعلامية لم يسبقه إليها غيره، حيث جمع بين المجالين بمهارة ونجاح وتفوق على كثيرين ممن اختاروا أحد المجالين.
وداعا العملاق سمير صبرى المثقف الودود حلو الكلام فاعل الخير المتواضع الذى رحل عن دنيانا بالجسد فقط وسيبقى بيننا بذكرياته الجميلة وأعماله الخالدة.