في عالم يضج بالصخب والمشاكل والهموم وتندر فيه أوقات الاسترخاء وتصفية الذهن بات الأرق في وقتنا الراهن أمرًا معتادًا لدى البعض، خاصة إنه لا يوجد وقت للتأمل لتدريب عقلك على التركيز أو حتى إعادة توجيه أفكارك، كما أن الخوف من المستقبل أو التفكير الدائم بمشكلة ما قد يكون مؤلماً للغاية لدرجة أنه يؤثر سلبًا على الحالة المزاجية والعلاقات والعمل ونوعية الحياة بشكل عام، خاصة أن الأمهات أكثر عرضة للأرق من كثرة التوتر الذي يواجهونه بفضل الحياة الروتينية اليومية المملة والتى لا تخلو أبدا من المشاكل والصراخ خاصة مع أطفالهم.
موضوعات مقترحة
من جانبه، أكد الدكتور مراد فوزي إخصائي العلاج الطبيعى والتغذية العلاجية أن التوتر أصبح جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية والحقيقة أنه ارتبط بعدد من الآثار الصحية الضارة مثل الإجهاد، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالصداع وآلام العضلات أو التوتر والإرهاق والقلق.
وأشار إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم سيعانون الأرق في مرحلة ما، مؤكداً أن التأمل قد يكون علاجاً سحرياً فى بعض الحالات، خاصة أن هناك دراسات عن برامج التأمل القائم على اليقظة وجدت أن الأشخاص الذين يمارسون التأمل ظلوا نائمين لفترة أطول وتحسّنت حدة الأرق لديهم، بالإضافة إلى أن استرخاء جسمك، والتخلص من التوتر ووضعك في حالة سلمية من المرجح أن تساعدك أن تغفو بسرعة.
وأضاف أن اضطرابات النوم تمثل مشكلة صحية تستدعي استشارة لطبيب في حال حدوثها بمعدل لا يقل عن 3 مرات أسبوعيا على مدار فترة تمتد من شهر إلى ثلاثة أشهر لأن مستوى الإدرنالين قد يكون مرتفعًا وقد يتسبب فى بعض الحالات إلى الوفاة لا قدر الله، مؤكدًا أن ممارسة الرياضة قد تساعد بشكل كبير على التمتع بنوم هادئ ومريح بشرط أن يتم ممارستها قبل الذهاب إلى الفراش بمدة لا تقل عن ساعتين.
وأوضح أن الهواتف الذكية والتلفاز قد يكونا سببًا رئيسيًا وراء الأرق؛ لذا ينبغي الابتعاد عنها قبل الذهاب إلى الفراش بحوالى ساعة تقريبًا، نظرًا لأن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يتسبب في تثبيط هرمون "الميلاتونين" اللازم للنوم.
وأما عن علاج الأرق نصح بممارسة رياضة اليوجا كنوع من الرياضة التآملية التي تبعث الأمل والسعادة في الروح، والانتظام في ممارسة اليوغا يساعد على تحسين الشعر والعضلات وفقدان الوزن.
وقال إنه من أسهل حركات اليوجا التى يمكن تطبيقها دون اللجوء لمدرب حيث تعتبر وضعية الشجرة الأسرع لمنحك شعور الارتياح والاسترخاء (قفي على رجلك اليمنى أو اليسرى، كما تفضّلين، واجلبي كعب القدم الأخرى لتلامس أعلى ركبتك. اجمعي يديك فوق رأسك وقفي بهذه الوضعية لثلاثين أو أربعين ثانية، ثم كرّريها لبعض الدقائق وإنتقلي معنا للحركة الثانية).
وأضاف أنه يوجد أيضًا تمرين يوجا آخر وهو تمرين بسيط يستخدم النفس للشعور بالاسترخاء والارتياح (اجلسي مكتوفة الرجلين، وضعي يديك على ركبتيك. اغمضي عينيك وخذي شهيقًا وزفيرًا أنفاسًا عميقة. سيتسع صدرك في الشهيق ليأخذ شكله الطبيعي عندما تخرجين النفس إلى الخارج)، تمرين يحرك الدورة الدموية ويفسح الطريق واسعًا أمام الأوكسجين ليصل إلى الدماغ لتشعري براحة كبيرة، ثم كرري هذا التمرين لعشر دقائق.
وقال إن هناك بعض المشروبات الدافئة التى تساعد على الاسترخاء والحصول على نوم عميق منها الحليب؛ حيث إن تناول كوب من الحليب الدافئ أو حليب اللوز يساعدان على إنتاج كمية من (السيروتونين) التي تساعد على زيادة إنتاج هرمون السعادة مما يساعد على تعزيز النوم والتخلص من الأرق ليلا، فضلاً عن تمتعه بنسبة كبيرة من الماغنسيوم والذى يعتبر من المعادن المهمة للحصول على نوم هادئ ومتصل، بخلاف مشروب البابونج الذى يساعد أيضًا على تعزيز الاسترخاء؛ حيث يساعد على التخلص من التوتر باعتباره مهدئًا طبيعيًا وكذك النعناع والذي يقوم بتهدئة الجهاز الهضمى وإضراباته ومنها عسر الهضم ومتلازمة القولون العصبي الذى أثبتت أبحاث عديدة علاقته المباشرة بالقلق لدى العديد من مرضاه.