تشكل الهواتف المحمولة خطرًا بالغًا على الأطفال خاصة أن العديد من الأمهات يعتبرنه حلاً سحرياً للتخلص من صراخ أطفالهن كمحاولة للهوهم عن عدم وجودهن الدائم إلى جوارهم حتى يتسنى لهن القيام بواجباتهن المنزلية، ولكن على جميع الأمهات أن ينتبهن إلى أن هذا الحل السحرى قد يكون مدمراً خفياً لعقول أبنائهن والتأثير على قدراتهم العقلية وأيضاً تأخر الكلام لديهم وقد يصيب البعض منهم بالتوحد.
موضوعات مقترحة
فى البداية أكد الدكتور محمد فتحى عجينة أستاذ التنمية البشرية إنه مما لا شك فيه أن حمل الهواتف خاصة الذكية له تأثير بالغ الخطورة على صحة الأطفال، جسدياً ونفسياً، وأصبحت رؤية الطفل دون الخامسة وهو يلهو بأحد هذه الهواتف أمراً مألوفا واعتدنا على مشاهدته فى كل منزل؛ بل إن بعض الأمهات يلجأ إلى إلهاء طفلها الرضيع من خلال هذا الجهاز السحري، كما يعتبر الهاتف أحد العوامل الاساسية فى إصابة الأطفال بالتوحد، وصعوبات التعلم، وقلة الحركة والنشاط، و يتسبب أيضا الجلوس على الموبايل لساعات طويلة في إصابة الاطفال بالسمنة المفرطة، وضعف الإبصار، وقلة التركيز، ومشكلات في الذاكرة، والعصبية الزائدة ، وربما يتفاقم الأمر بأن يُصاب الطفل بنوبات صرع خاصة إن كانت العوامل الوراثية في تاريخ عائلته تسمح بذلك، وتصل في بعض الأحيان إلى أعراض اكتئابية قد تصل فى بعض الأحيان إلى محاولات إنتحار.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من مخاطر الهواتف الذكية على السمع، مشيراً إلى أن نحو مليار شخص يواجهون مشاكل في السمع نتيجة التعرض بشكل مفرط ومطول لأصوات قوية.
وأوضح أن الكثير من الدراسات، التي أشارت إلى أن أنسجة وعظام الدماغ تكون أرق قبل البلوغ، وبسبب استقبال أشعة الهواتف النقالة، فإن هناك خطراً كبيراً للإصابة بأورام الدماغ، وربما زادت نسبة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الغدة اللعابية.
وقال أن هناك دراسة بريطانية حذرت من أن الإفراط في إستخدام الهاتف الذكي يؤدي إلى الحرمان من النوم؛ حيث وجد أن كل ساعة يقضيها الطفل يفقد مقابلها 16 دقيقة نوماً، كما أخضع القائمون على الدراسة 715 أسرة، كان 75% منها أطفال صغار أعمارهم بين 6 أشهر وحتى 3 سنوات، ووجد الباحثون أن متوسط استخدام الأطفال للأجهزة لمدة 25 دقيقة في اليوم يؤدي إلى فقد 8 دقائق من الوقت المخصص لفترة النوم.
وفى سياق متصل، قالت الدكتورة أمنه عبدالعظيم زغلول أخصائي تعديل السلوك والتخاطب وتنمية المهارات الهواتف المحمولة تلعب لدى بعض الأطفال دور المربي بصورة غير مباشرة، وبالتالي تؤثر في نموهم وعواطفهم على مدى بعيد،كما أن هناك خطأ كبير وهو السماح للأطفال بالجلوس أمام التلفزيون،كوسيلة أكثر أماناً ، غير أن أضرار الجلوس أمام التلفزيون لوقت طويل لا تقل عن أضرار الهاتف، فكلاهما يطلق أشعة كهرومغناطيسية تؤثر بشكل سلبى على المخ.
وتنصح زغلول بمنع إستعمال الهـاتف للأطفـال أقل من عـمر عامين لأنه يؤدي بشكل مباشر إلى تأخرهم في الكلام، وألا يزيد اسـتخدامهم له عن 30 دقيقة في المرحلة العمرية بين 2 وحتى 5 سنوات، مع وجود إشراف من أحد الوالدين بإستمرار، ولكن مع الحذر من تواجد الهاتف في غرفة نوم الطفل، كما لابد ألاّ يصطحب الهاتف عند ذهابه للمدرسة أو الحضانة ،مشيرة إلى زيادة الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الهاتف عن 30 دقيقة يؤدي إلى زيادة خطر إصابته بما يعرف بتأخر الكلام التعبيري.
وأضافت أنه لابد من وجود علاقة صداقه قوية بين الوالدين والطفل، والتى تجعل الطفل يخبرهما بما يقوم به عبر الهاتف، لكى نحميه من التعرض لمخاطر الإنترنت، كالإبتزاز، و التحرش أو مشاهدة فيديوهات غير لائقة أو تحمل ألفاظ وعبارات تؤثر سلباً على طباعه وأسلوب الحديث لديه خاصة وأن الأطفال فى هذا السن يقلدون كل مايشاهدونه .
وقالت أنه يمكن تحقيق أكبر إستفادة من الهاتف الذكي عبر التركيز على الألعاب التفاعلية المحفزة لذهن الطفل، للقيام بالتفكير والتحليل والتخيل، بدلاً من البقاء فترات طويلة أمام شاشة الهاتف في ألعاب تضر أكثر مما تنفع، كما أن الاشتراك في الأنشطة البدنية التي تساعد الطفل على تفريغ طاقته، وتحسين صحته العقلية والجسدية هو الحل الامثل لحماية الطفل من مخاطر الجلوس أمام الهواتف المحمولة وتخصيص ساعات معينة على مدار اليوم ليجلس فيها الطفل أمام الهاتف،كما يجب أن يكون الوالدين قدوة للطفل فيما يخص الاستخدام المعتدل للهواتف الذكية ، إستناداً لقول الشاعر : ” لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم.
الدكتور محمد فتحي عجينة أستاذ علم النفس التربوي وخبير التنمية البشرية