وضعت الدولة المصرية قضية المياه على رأس أولويات أجندتها المائية، تخطط للوفاء بمتطلبات جميع القطاعات للمياه، وتنفذ مشروعات لمواجهة الندرة المائية، وتتبادل الرؤى وتستفيد من خبرات عالمية تساهم في تعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه.
موضوعات مقترحة
وزارة الري، المسئول الفني عن إدارة الموارد المائية، سنّت عادة سنوية، بعقد أسبوع القاهرة للمياه منذ عام 2018، حيث يلتقي خلال هذا الحدث العلمي العالمي؛ خبراء ووزراء وصناع القرار، من المعنيين بقضايا المياه، يجتمعون على أرض مصر، للاستفادة من خبرات مدرسة الري المصرية، ونقل خبراتهم إلى ذات المدرسة العريقة، في محاولة للحفاظ على مورد الحياة الرئيسي، وحسن استغلاله بالشكل الأمثل دون إهدار أو تقطير.
في أكتوبر المقبل، وخلال الفترة من 16 إلى 19 من الشهر، ستعقد وزارة الري النسخة الخامسة من أسبوع القاهرة للمياه، وتبرز أهمية هذه النسخة، كونها تسبق مباشرة قمة المناخ (COP27)، التي ستستضيفها مصر، في نوفمبر المقبل، في مدينة السلام، شرم الشيخ.
النسخة الخامسة من أسبوع القاهرة للمياه، ستعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعنوان "المياه في قلب العمل المناخي"، ومن المنتظر أن تشهد الفعاليات مشاركة واسعة من الوزراء والوفود الرسمية، وكبار المسئولين في قطاع المياه والقطاعات ذات الصلة من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى علماء وبرلمانيين ومنظمات، ومعاهد دولية ومنظمات المجتمع المدني، ومزارعين وقانونيين من مختلف دول العالم.
وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبدالعاطي، أكد -في تصريحات سابقة- أن الحرص على عقد هذا الحدث الهام بشكل سنوي منذ عام ٢٠١٨، نظرا لأن المياه تعد من أهم مقتضيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، ويعد عقد هذا الحدث تتويجا لدور مصر الإقليمي الرائد، سواء في المنطقة العربية أو الأفريقية.
"لغة الأرقام لا تكذب"، ومع مراجعة حجم المشاركات في فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، على مدار النسخ الأربع السابقة، ربما تكشف لنا الأرقام عن مدى الاهتمام بالمشاركة في فعاليات هذا الحدث الهام، الذي أصبح منصة دولية للحوار، حول قضايا المياه من قبل المعنيين.
وتكشف إحصاءات وزارة الري، عن تزايد أعداد المشاركات الفعلية في فعاليات أسبوع القاهرة للمياه من ٧٥٠ مشاركة خلال فعاليات النسخة الأولى فى عام ٢٠١٨، لتصل إلى ٩٥٠٠ مشاركة خلال فعاليات النسخة الرابعة التي عقدت في عام ٢٠٢١.
وزاد أعداد خبراء المياه المشاركين في أسابيع القاهرة من ٤٠ خبيرا في النسخة الأولى عام ٢٠١٨ إلى ٣٠٠ خبير في النسخة الرابعة عام ٢٠٢١، فضلا عن تزايد أعداد المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة، من ٣٠ منظمة في عام ٢٠١٨، إلى ٧٥ منظمة عام ٢٠٢١.
ومن أبرز المنظمات والهيئات الدولية التي شاركت في أسابيع القاهرة للمياه، كانت جامعة الدول العربية، المجلس العالمي للمياه، الاتحاد الأوروبي، البنك الدولي، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، بنك التنمية الألماني، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، معهد ستكهولم الدولي للمياه، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، معهد الإدارة المتكاملة للمياه.
واستضاف أسبوع القاهرة للمياه خلال نسخه الأربع، العديد من الأحداث والفعاليات الهامة، منها عقد ١٥ اجتماعًا رفيع المستوى، منها ٥ اجتماعات خلال الأسبوع الرابع، اجتماعين اثنين خلال الأسبوع الثالث، ٥ اجتماعات خلال الأسبوع الثاني، ٣ اجتماعات خلال الأسبوع الأول.
وكانت من أبرز الاجتماعات رفيعة المستوى، التي عقدت على مدار النسخ الأربعة السابقة لأسبوع القاهرة للمياه، "الدورة الرابعة للمؤتمر الإسلامي للوزراء المعنيين بالمياه"، "حوار الخبراء المصري الهولندي حول إداره المناطق الساحلية"، "اجتماع اللجنة الفنية المشتركة رفيعة المستوى للمياه والزراعة في المنطقة العربية"، "الإطار والنهج المتبع لدعم القرارات والإجراءات بين الشركاء المعنيين لضمان مرونة الأنظمة المائية على المدى القصير والبعيد".
كما تعقد خلال أسبوع القاهرة للمياه ٤٦ جلسة عامة وورشة عمل، منها ١٣ فعالية خلال أسبوع القاهرة الرابع، و١٠ فعاليات خلال أسبوع القاهرة الثالث، و١٥ فعالية خلال أسبوع القاهرة الثاني، و٨ فعاليات خلال الأسبوع الأول.
وكان من أبرز الجلسات التي عقدت، "تحقيق أهداف التنمية المستدامة تحت ظروف الإجهاد المائي"، "التعاون من أجل تحقيق الأمن المائي"، "الابتكار في العلوم المائية"، "المياه والتغيرات العالمية"، "منتدى الاستثمار فى مجال المياه"، "الزراعة المستدامة من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية"، "المياه والمجتمع"، "برنامج التعاون المشترك في البحوث التطبيقية بين مصر وهولندا في مجال المياه"، "تمويل مشروعات المياه.. التحديات والفرص"، "تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في مجال المياه.. الفرص والتحديات"، "نشر الوعي للحفاظ على المياه في المناطق الريفية باستخدام الأساليب الحديثة لإدارة الموارد المائية".
وتضمنت فعاليات أسابيع القاهرة للمياه، عقد ١٦٤ جلسة فنية متنوعة، منها "التكنولوجيا والأمن المائي والتنمية"، "تحديد قيم البخر ونتح النباتات باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد"، "تعزيز الترابط بين العلوم والسياسات من أجل تحسين الإدارة المتكاملة للمياه"، "إدارة وحماية السواحل"، "تطبيق نظم المحاسبة المائية".
وتتضمن الفعاليات أيضا تقديم عروض ومشاركات لمتحدثين دوليين بارزين، وتقديم أبحاث علمية من خبراء وأساتذة وطلبة وخريجي جامعات وطلاب مدارس.
ويقام على هامش الأسبوع معرضاً لتكنولوجيا الري الحديث، والري الذكي، وأساليب إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، وعقد عدد من المسابقات، مثل (أفضل مشروع تخرج، عرض أبحاث رسائل الماجستير والدكتوراة في 3 دقائق، المسابقة القومية لترشيد استخدام المياه بعنوان "حافظ عليها تلاقيها" للمزارعين، شباب المبتكرين في مجال المياه لطلاب مدارس المتفوقين).
ومن المقرر أن تُصاغ رسائل أسبوع القاهرة الخامس للمياه في أكتوبر المقبل، لتشكل جزءًا من "حوار السياسات للبلدان التي تعاني ندرة المياه.. من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، وتمثل هذه الجلسات والرسائل علامات على طريق الإعداد لمؤتمر الأمم المتحدة المعني "بمراجعة منتصف المدة الشاملة لعقد العمل في مجال المياه"، والذي سيعقد في نيويورك خلال شهر مارس ٢٠٢٣.