Close ad

3 روايات عن إنشائها وثلاث لحرقها مكتبة الإسكندرية .. "منارة" الثقافة والعلم فى الماضى والحاضر

19-5-2022 | 15:41
 روايات عن إنشائها وثلاث لحرقها                       مكتبة الإسكندرية  منارة الثقافة والعلم فى الماضى والحاضر3 روايات عن إنشائها وثلاث لحرقها مكتبة الإسكندرية .. " منارة " الثقافة والعلم

 

موضوعات مقترحة

 

الإسكندرية - محمد عبد الغنى: 

بمبناها الذى يشبه قرص الشمس المائل المواجه لساحل البحر الأبيض المتوسط .. تطل مكتبة الإسكندرية الجديدة فى مشهد ساحر الجمال لنشر المعرفة والثقافة والعلم ليس فى مصر فحسب ولكن فى جميع أنحاء العالم.

تحتفل مكتبة الإسكندرية هذه الأيام بالذكرى العشرين لإعادة إحيائها مجددًا عام 2002 بعد 20 قرنا على هدمها لتعود لتأخذ دورها الفكرى والثقافى المنوط بها، والتى ظلت تلعبه لقرون طويلة قبل أن يتم حرقها.

"المكتبة الملكية" أو "المكتبة العظمى"، هى أسماء اقترنت بالمكتبة قديمًا، حيث كانت تعد أكبر مكتبات عصرها، وأقدم مكتبة حكومية عامة فى العالم القديم "العصر اليونانى".

تاريخ إنشائها

تقول علا عبد المنعم الباحثة فى التاريخ السكندري، إن المؤرخين اختلفوا على تاريخ إنشاء المكتبة القديمة؛ حيث لا يوجد تاريخ يحدد متى بنيت تحديدا، ومع ذلك فهناك ثلاثة آراء حول إنشائها، الأول يقول إن الإسكندر الأكبر هو من أمر ببنائها، والثانى بقول إن بطليموس الأول هو من أمر ببنائها، والثالث يؤكد أن بطليموس الثانى "فلادفيوس" هو من بناها.

أضافت أنه بعد البحث والاستشهاد ببعض الأمور المنطقية استقر الرأى على أن أغلب الظن أن صاحب فكرة إنشاء المكتبة هو بطليموس الأول، لأن من حمل نواة الفكرة هو "ديمتريوس الفاليرى" الذى كان يعمل مستشارا له؛ حيث فكر فى إقامة مجمع علمى ومعبد "مسيون" تلحق بهم مكتبة، وبالفعل بدأ فى وضع التخطيط المعمارى للمكتبة فى الحى الملكى بالمدينة، والمطل على البحر فى منطقة القصور الملكية.

تابعت: "بالفعل أنشئت المكتبة القديمة من 3 مبانى هى : المبنى الأصلى فى الحى الملكى، والمبنى الإضافى وكان عبارة عن مخزن لتخزين الكتب ويقع بجوار الميناء، ومكتبة السرابيوم "عامود السوارى حاليا"؛ حيث ضمت المكتبة نحو 700 ألف كتاب فى جميع العلوم والمعارف جمعها من مختلف دول العالم وقتها.

وأشارت إلى أن المكتبة لم تكن مكانا لحفظ الكتب فقط بل كانت معهدا علميا ومركزا بحثيا للمشرق والمغرب كله، ومن أشهر علمائها "أرتيارخوس" صاحب نظرية دوران الأرض حول الشمس " إقليديس"، و"أرشميدس"، وغيرهم.

منارة للعلم فى العالم القديم

وأوضحت أن المكتبة ظلت منارة للعلم فى العالم القديم طوال عصر البطالمة كله إلى أن دخل يوليوس قيصر الإسكندرية فى عصر الملكة كليوباترا السابعة، وأشعل النيران فى المراكب، حتى وصلت نيرانها إلى المكتبة وأحرقتها، مشيرة إلى أن تلك هى الرواية الأرجح لهدم المكتبة .

وأشارت إلى وجود روايات أخرى حول حرق المكتبة؛ حيث إن هناك بعض المؤرخين قالوا إن الإمبراطور دقلديانوس حرق كتب الكيمياء فى الإسكندرية عام 268 ق.م، وهناك من يقول إن من حرقها هو الإمبراطور ثيوديوس والذى حرق المكتبات الوثنية 391 ق.م.

وعن فكرة إعادة إحياء المكتبة أشارت إلى أن صاحب الفكرة الدكتور مصطفى العبادى أستاذ الأثار والتاريخ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية؛ حيث عرض فكرته فى مؤتمر دولى، وطلب من اليونسكو تبنى الفكرة، وبالفعل سنة 1987 كان أول نداء دولى من اليونسكو لوضع حجر الأساس للمكتبة، وفى 1990 كان أول إعلان رسمى عن بنائها .

تصميم فريد

وأوضحت، أنه جرى اختيار المكان الحالى كأقرب مكان للمكتبة القديمة؛ حيث افتتحت فى أكتوبر 2002، بعد أن تكلف بنائها 225 مليون دولار , وصممها مهندس نرويجى تم اختيار تصميمه من بين 2000 تصميم تقدموا للجنة المكتبة.

وأشارت إلى أن المكتبة الجديدة صممت على هيئة قرص الشمس نصفه تحت الماء ونصفه الثانى فوق الأرض "رمزا لقرص الشمس عند قدماء المصريين"، وللدلالة على الحاضر والمستقبل، أما جسم المبنى مصمم من حجر جرانيت منقوش عليه بالحفر الغائر رموز وكتابات للغات القديمة الحديثة كرمز للبعد التاريخى والإنسانى.

مبنى المكتبة

وأضافت أن المكتبة الحالية تتكون من 11 طابقا، منها 4 طوابق تحت الأرض، وتتسع لأكثر من 8 ملايين كتاب , وتضم 1300 مقعد، و6 مكتبات متخصصة،  فضلا عن 3 متاحف، و7 مراكز بحثية , وقبة سماوية، ومركزا للمؤتمرات بخلاف طبعا مجموعة المخطوطات والكتب النادرة التى أهديت للمكتبة.

ولفتت "عبد المنعم"، إلى أنه وأثناء الحفر لوضع أساسات المكتبة تم اكتشاف قطعتين من الفسيفساء لفيلا من العصر الرومانى , ورأس رخامى لبطليموس الثانى، وبعض شواهد القبور، وكلها موجودة فى متحف الآثار بالمكتبة.

 

اقرأ أيضًا: