على مدار السنين، كان للمرأة الريفية دور كبير فى تحقيق الأمن الغذائي، من خلال مشاركتها فى كل عمليات الإنتاج الزراعي، وكانت حجر الزاوية فى تنمية المجتمعات الريفية التى تعد أساس تقدم المجتمع ككل، وكان الدور الأهم للمرأة الريفية هو دورها الإنتاجى الذى يبرز فى الزراعة بشقيه النباتى والحيواني.
موضوعات مقترحة
وتولى الدولة المصرية اهتماما كبيرا بالمرأة الريفية، مع توجيهات مشددة من القيادة السياسية برفع مكانة المرأة وتنمية قدراتها وبناء معارفها، حيث وضعت ملف تعزيز وترسيخ حقوق المرأة فى المجتمع، على قائمة الأولويات والإستراتيجيات الوطنية.
أيضًا الدستور المصرى أعطى للمرأة المصرية كل الحقوق، ومكنها من المشاركة وتعزيز دورها فى كل مناحى الحياة، كما تضمن الجزء الخاص بالتنمية الزراعية فى «رؤية مصر 2030»، محاور كثيرة لتعزيز دور المرأة فى التنمية الريفية المستدامة والأمن الغذائي، وتعزيز دورها فى التنمية من خلال إقامة مشروعات صغيرة تحقق الأمن الغذائى وفق تنمية ريفية مستدامة.
وعن ذلك تقول الدكتورة ميرفت صدقى عبد الوهاب رئيس بحوث بقسم بحوث المرأة الريفية فى معهد الإرشاد بمركز البحوث الزراعية، إن المرأة هى الأم والأخت والزوجة والابنة فهى كل المجتمع من حيث التأثير ونصف المجتمع من حيث التكوين، كما أنها تمتلك قوة وقدرة على التغيير فى المجتمعات حيث أدوارها المتعددة والمحورية فى شتىء المجالات والتى تسهم فى تنمية ونهضة المجتمعات، فحضورها واثق الخطى فى مختلف جوانب الحياة وإصرارها على تحقيق مؤشرات توضح مدى نجاحها والحفاظ على ديمومة أسرتها دليل على كونها عنصرًا أساسيًا فى إحداث التنمية فى المجتمع.
وشددت على أن الدولة بشكل عام ووزارة الزراعة بشكل خاص حريصة على الإرتقاء بالأوضاع الإجتماعية والإقتصادية للريفيات، من خلال توفير آليات التمكين لها ولأسرتها إيماناً بدورها فى التنمية وتقديراً وإعتزازاً بمكانتها.
وأشارت إلى أن أدبيات التنمية تزخر بمبررات كافية للإهتمام بالمرأة الريفية، حيث تمثل عنصرًا بشريًا فعالا يترك بصماته على معظم جوانب الحياة، فهى العمود الفقرى للقطاع الزراعى، حيث تؤدى المرأة الريفية أدوارا هامة فى جميع سلاسل الإمداد الزراعية الغذائية، وتلعب دورا رئيسيًا فى ضمان الأمن الغذائى والتغذية على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي، وفى إدارة الموارد الطبيعية،مثل الأراضى والمياه وتنمية المجتمع.
وأكدت أنها تشارك فى غالبية الأنشطة الزراعية، كما تساهم فى كثير من الأنشطة الإنتاجية التى تتم داخل المنزل وخارجه، وتنفذ أنشطة ومشروعات إنتاجية صغيرة، بالإضافة لتسويق بعض المنتجات الزراعية ومشاركتها فى صناعة العديد من القرارات الزراعية التى لها إنعكاسات هامة على الزراعة وعلى الإنتاج.
أما فى المجال الأسرى فالمرأة الريفية تلعب دورًا رئيسيًا فى مجال التنشئة الاجتماعية لأبنائها، وتساهم بشكل أساسى فى تشكيل نظم القيم لأجيال المستقبل؛ حيث تغرس القيم المرتبطة بالعمل، والمساواة، والإنتاج، وبناء الأسرة، وبخدمة المجتمع، هذا بجانب دورها الأساسى فى رعاية، وتغذية الأسرة، وإدارة شئون المنزل، وتدبير اقتصادياته.
وللمرأة الريفية، وفقًا للدكتورة ميرفت صدقى عبد الوهاب، تأثير كبير على البيئة، وصيانة مواردها، والمحافظة عليها بحكم الصلة الوثيقة بين الأنشطة اليومية التى تقوم بها المرأة الريفية وإرتباطها المباشر بموارد البيئة الطبيعية، ولهذا فقد تكون من أهم العناصر المؤثرة التى تؤدى للتدهور البيئى حيث تعتمد المرأة الريفية مع مستويات المعيشة المنخفضة على الموارد التى تمثل ملكية مشتركة، ومن ثم فالإستخدام المفرط لتلك الموارد يشكل تهديداً خطيراً لسبل العيش فى الريف وإستنزافا للموارد الطبيعية.
وأضافت المسئولة فى قسم بحوث المرأة الريفية فى معهد الإرشاد بمركز البحوث الزراعية، أن المرأة من أهم العناصر التى تحافظ على البيئة وتحميها، وتقوم بتصحيح ما يطرأ عليها من أفعال حتى تستطيع البيئة إستعادة عافيتها جراء أفعال البشر بها، ومن ثم تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وهو ما يتوقف على مدى الوعى البيئى الذى يفسر كيفية التكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية وأثارها.
وعليه تؤكد الدكتورة ميرفت أن هناك أهمية للتركيز على توعية المرأة بدورها فى التنمية المستدامة، عبر حفظ وصيانة الموارد الطبيعية، حتى تتحقق المشاركة الواعية والفاعلة فى التنمية من خلال معرفة إحتياجاتهن، وأوجه ضعفهن ومعالجة الأبعاد النوعية لصيانة الموارد الطبيعية الزراعية ومن ثم إستخدامهن للموارد بشكل مستدام يخدم الأجيال الحالية والمستقبلية.
وأشارت إلى أن المرأة الريفية لها دور هام فى تحقيق الأمن الغذائى، حيث تزخر نتائج الأبحاث والتقارير بتكليل دور الريفيات فى تحقيق الأمن الغذائى حيث هناك عدة مستويات يتحقق من خلالها الأمن الغذائي. فهناك المستوى الفردى والأسرى والقروى والقطرى والإقليمى والعالمي. وعلى ضوء تسلسل المستويات هذا نجد أن النساء الريفيات تساهم فى توافر الغذاء عبر الانتاج فالغالبية العظمى من الريفيات تعمل بقطاع الزراعة وخير دليل على صدق هذا ظهور ما يسمى بتأنيث الزراعة أو أن الزراعة أصبح لها الوجه النسائى نظرا لكثرة الأيدى العاملة من النساء بها نظرا لهجرة الرجال للعمل بالخارج أو لعزوف الشباب المتعلم عن العمل بالزراعة وبذلك أصبح القطاع المشغل الرئيسى للنساء بالريف.
وأكدت أن التركيز على المرأة فى خطة التنمية المستدامة 2030 يعكس فهما عميقاً لجوهر خطة التنمية المستدامة، فبالتحليل لأهداف التنمية المستدامة 2030 وخاصة الهدف الثانى تحقيق الأمن الغذائى وتوضيح دور النساء الريفيات بتحقيقه تتجلى أهمية أدوارهن الإنتاجية.
الدكتورة ميرفت صدقى عبد الوهاب رئيس بحوث بقسم بحوث المرأة الريفية فى معهد الإرشاد بمركز البحوث الزرا