مطالب بإنشاء اتحاد مصدري التمور.. ووضع برنامج مكافحة متكامل للآفات والأمراض
«نور التونسي والمجدول المغربي والسكري السعودي» أهم الأصناف المطلوبة للتصدير
تكييس السوباطة بعد التلقيح يضمن الحصول على نسبة عقد جيدة والحماية من الأجواء المتقلبة
بعدما اكتسبت سمعة عالمية مؤخرًا، تهافتت دول العالم على استيراد التمور المصرية، والفضل في ذلك يعود للجهود التي بذلتها الدولة المصرية للارتقاء بإنتاجية التمور من حيث الجودة والكميات، ما جعل مصر تتربع على عرش الدول الأعلى إنتاجًا للتمور، بعدما بلغ عدد النخيل في مصر حوالي 15 مليون نخلة تقريبا تنتج حوالي 1,7 مليون طنًا سنويًا وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، علاوة علي تشجيع الابتكار والإبداع في مجال الأبحاث التطبيقية لإيجاد كافة الحلول للمشكلات والأمراض ووضع التوصيات الهامة للمزارعين والمستثمرين في زراعات النخيل .
يقول خبير زراعات النخيل الدكتور محمود عبد العزيز أحمد أستاذ الفاكهة ونخيل البلح بالمركز القومى للبحوث، إن هناك عددا من التوصيات الهامة نتاج لأبحاث تطبيقية حديثة على ارض الوقع، سواء ما يتعلق منها بالجانب الإرشادى والتوعوى أو ما يخص الممارسات الزراعية الجيدة للأصناف العربية المزروعة فى مصر والتى يجب الالتزام بها واتباعها لتحقيق الاستفادة المرجوة من زراعتها.
وأوضح أنه يأتى فى مقدمتها ضرورة تشكيل حملة قومية للنهوض بمحصول نخيل البلح، على مستوى الجمهورية بمشاركة المتخصصين من المراكز البحثية والجامعات المصرية لتطبيق الممارسات الزراعية السليمة لرفع وتحسين الإنتاجية، كما يلزم عقد الدورات التدريبية وورش العمل لتوعية المزارعين والمنتجين بخدمة بساتين نخيل البلح، والعمل على التوسع فى إدخال الأصناف الجديدة المرغوبة بالأسواق العربية والأوربية والأسيوية فى المناطق المناسبة لزراعتها مثل صنف دجلة نور التونسى والمجدول المغربى والصقعى والسكرى السعودي.
ولفت إلى ضرورة تقييم الأشجار البذرية المنزرعة على مستوى مصر وإكثار ونشر السلالات الجيدة منها، مطالبًا بضرورة إنشاء حقول مجمعات وراثية (حفظ الأصول الوراثية) فى مناطق انتشارها مثل الأصناف الجافة بأسوان والرطبة بالمحافظات الشمالية والنصف جافة بسيوة والوادى الجديد والواحات، وكذلك التوسع فى إنشاء معامل زراعة أنسجة نخيل البلح وإكثار الأصناف والسلالات النادرة مع الحفاظ عليها وخلوها من الأمراض، والتوسع فى فتح منافذ تصديرية جديدة لتشجيع المنتجين على تحسين جودة المنتج.
وطالب عبد العزيز بضرورة إنشاء مجلس اتحاد لمصدرى التمور المصرية تحت إشراف وزارة الزراعة، وأيضا تطبيق نظم الزراعة النظيفة (الجلوبال جاب) فى معظم بساتين النخيل خاصة مشاريع النخيل الكبيرة لتسهيل عملية التصدير، وضرورة متابعة تطبيق الممارسات الزراعية السليمة من قبل الإرشاد الزراعي، مثل إنشاء المزارع العضوية لنخيل البلح لرغبة المستهلكين إليها (تسميد عضوى فقط)، وكذلك الاهتمام بالتسميد العضوى والكيميائي، مع عدم إهمال رش العناصر الغذائية الصغري، علاوة على إتباع الطرق الحديثة للرى التى توفر الاحتياجات المائية للأشجار وعدم الإسراف فى ماء الري.
كما شملت التوصيات التى يسوقها خبير زراعات النخيل الدكتور محمود عبد العزيز أحمد، على اختيار الذكور الجيدة كمصدر حبوب اللقاح لتلقيح الإناث، والتى لها دور فى تحسين المحصول وجودة الثمار (ظاهرة الزينيا والميتازينيا)، وكذلك اتباع طرق التلقيح الحديثة لزيادة كفاءة التلقيح مثل رش وتعفير حبوب اللقاح، والاهتمام بتلقيح الأشجار فى الموعد المناسب للتلقيح للحصول على نسبة عقد عالية وخصائص ثمرية جيدة، وكذلك العمل على تخزين حبوب اللقاح بالطرق السليمة للاستفادة منها فى الموسم القادم خاصة فى ظل التغيرات المناخية.
وشدد على أهمية تكييس السوباطات بعد التلقيح مباشرة لضمان الحصول على نسبة عقد جيدة والحماية من الأمطار والرياح المحملة بالرمال، وكذلك إجراء عملية الخف بالمستويات المختلفة (خف عدد السوباطات- تقصير الشماريخ - خف قلب السوباطات ) لتحسين جودة الثمار، مشيرا إلى ضرورة وضع برنامج مكافحة متكامل (زراعى - حيوى - كيميائي)، للقضاء على الآفات والأمراض خاصة وقاية ومكافحة سوسة النخيل الحمراء، وكذلك اتباع وسائل جمع المحصول السليمة وتطوير عبوات الجمع فى الحقل والتسويق، وأيضا اتباع الأساليب الحديثة لتخزين الثمار بعد الجمع وعدم تعرضها لعوامل التلف، وأخيرا الاهتمام بالدعاية والإعلان لزيادة الرغبة فى الاستهلاك، حيث إن استهلاك التمور فى مصر مرتبط بالعادات والتقاليد (الاستهلاك خلال شهر رمضان فقط).
وشدد على ضرورة اتباع بعض التوصيات الفنية عند إنشاء البستان، كاختيار الصنف المناسب للزراعة بالمنطقة حيث أن بعض الأصناف تجود زراعتها فى مناطق معينة من دون الأصناف الأخرى، وعليه يقع كثير من المزارعين بزراعة صنف قى منطقة غير مناسبة له كزراعة صنف المجدول بالمناطق الشمالية من مصر، كما يجب ايضا عمل دراسة كاملة لموقع البستان مثل تحليل التربة وماء الرى ونسبة الملوحة والجير وجود الطبقات الصماء وكذلك دراسة العوامل المناخية السائدة بالمنطقة.
كما اشتملت التوصيات على أهمية تجهيز الأرض للزراعة قبل إحضار الفسائل بمدة كافية على الأقل شهرين قبل وضعها، كما يجب أن تكون الفسائل من مصدر موثوق فيه ومطابق للصنف، علاوة على ترك المسافات الموصى بها بين الأشجار والصفوف وألا تقل عن 7*7 م : 10*10 م، وضرورة تغطيس الفسائل فى مبيد حشرى ومبيد فطرى قبل الزراعة للوقاية من الأفات والأمراض خاصة سوسة النخيل الحمراء، بالإضافة لضرورة إزالة الحشائش فى البستان بكل الطرق (عزيق- ميكانيكى - كيمياوي) ويفضل خلال الأربع سنوات الأولى من الزراعة إجراء العزيق اليدوي، وكذلك حماية الفسائل سواء بأكياب البوص أوسعف النخيل بعد الزراعة مباشرة.
وقال خبير زراعات النخيل: تعد عملية التقليم فى النخيل من عمليات الخدمة الهامة ويقصد بها قطع السعف الجاف والمصاب والسعف الزائد عن حاجة النخلة وإزالة الأشواك والرواكب والليف، ويجب أن يقتصر التقليم فى السنوات الأولى من عمر النخلة على إزالة السعف الجاف فقط والذى توقف عن أداء وظيفته، فإذا بدأت النخلة فى الإثمار اتبع نظام معين فى التقليم لكل نخلة حسب صنفها وقوة نموها، منوها بأهمية التقليـم فى قدرته على التخلص من السعف الجاف، وخاصةً إذا كان مصابًا بالحشرات القشرية يتم جمعه وحرقه، وكذلك انتزاع الأشواك من السعف يسهل على النخال الوصول لإغريض النخلة أثناء التلقيح أو جمع الثمار، كما يمنع تجريح الثمار عند احتكاكها بالأشواك، كما يسمح التقليم أيضًا لأشعة الشمس أن تصل إلى العذوق مما يساعد فى تحسين نوعية الثمار والإسراع فى نضجها، كذلك المساعدة فى تقليل الإصابة بالأمراض، وأخيرا الإستفادة من مخلفات التقليم من سعف وليف فى بعض الصناعات الريفية.
ولفت أستاذ الفاكهة ونخيل البلح بالمركز القومى للبحوث، إلى اختلاف مواعيد التقليم من منطقة إلى أخرى والتى تنحصر فى الخريف بعد جمع الثمار مباشرة، وأوائل الربيع وقت التلقيح، وأثناء إجراء عملية التقويس فى الصيف، وأن أفضل موعد وفقا للمخرجات البحثية والتوصيات هو موعد تمام خروج الأغاريض المؤنثة الجديدة حيث تكون النخلة قد امتصت كل ما بالجريد من غذاء أثناء تكوين وخروج الأغاريض (العذوق)، كما ينصح فى بعض المناطق المنتشر بها سوسة النخيل الحمراء إجراء التقليم خلال شهر يناير حيث يكون نشاط الحشرة ضعيفاً أثناء فترة الشتاء. كما يجب عقب الانتهاء من عملية التقليم رش الأشجار بأى مطهر فطرى مثل أوكسى كلورور النحاس بمعدل 5 فى الألف بالإضافة للرش بأى مبيد حشرى بمعدل 3 فى الألف أو التعفير ببودرة السيفين مع الكبريت بنسبة 2-8 على الرواكب والليف للوقاية من الإصابة بسوسة النخيل الحمراء.
ينتشر فى بساتين نخيل التمر العديد من الحشائش الحولية والمعمرة والتى يختلف تصنيفها باختلاف المنطقة ومصدر الرى ومصدر السماد العضوى، وهذه الحشائش ينتج عنها العديد من المشكلات نذكر منها المنافسة على الماء والغذاء، أو إعاقة عملية الرى، وتعتبر هذه الحشائش عائل مهم جداً للعديد من الآفات، ولذلك فإنه يجب مقاومة الحشائش لتجنب أضرارها والتغلب على المشكلات الناتجة عنها، وتنحصر وسائل مقاومة الحشائش فى بساتين نخيل التمر: المقاومة بالطرق الزراعية، المقاومة الميكانيكية، المقاومة الكيماوية.
ووفقًا لخبير زراعات النخيل، فإذا الرغم تعرضت أشجار النخيل للجفاف للعطش مدة طويلة فإن معدل النمو الخضرى للأوراق يقل بوضوح وتقل جودة الثمار وينخفض محصولها بدرجة كبيرة، وعلى العكس من ذلك حيث تستطيع جذور النخيل أن تتحمل غمر التربة بالماء لمدة طويلة أيضاً ولكنها لاتفضل الحالتين إذا أردنا لها النمو والإثمار بدرجة جيدة وبالرغم من تحمل الشجرة للجفاف إلا أن احتياجاتها المائية مرتفعة وتختلف الاحتياجات المائية للنخيل باختلاف نوعية التربة والماء المضاف وطريقة الإضافة والظروف الجوية المحيطة وحالة النشاط الفسيولوچى للنخلة ومراحل نموها.
كما شدد عبد العزيز على مراعاة عدم إهمال الري، فى فترة ما بعد جمع المحصول، وذلك للمساعدة فى تكوين الطلع الجديد ويكون الرى على فترات متباعدة شتاءًا، موصيًا بأن يكون الرى على فترات متقاربة عند بداية مرحلة النمو الخضرى والنشاط قبل فترة التلقيح، حيث أن عدم الرى يقلل من نشاط النمو الخضرى والزهرى مما يؤثر على المحصول وصفات الثمار الناتجة. أما فى فترة التزهير والعقد يكون الرى خفيف مع تجنب العطش أو الإسراف حيث أن انخفاض أو زيادة الرى فى هذه الفترة تسبب تساقط جزء كبير من الأزهار والعقد الصغير، وأن يكون الرى على فترات متقاربة حتى فترة اكتمال نمو الثمار, حيث أن نقص الماء بعد العقد يسبب انخفاض فى سرعة نمو الثمار ويؤدى إلى سقوط الكثير منها وصغر حجمها.
وأكد وجوب أن يكون الرى فى فترة نضج الثمار على فترات متباعدة وخفيف، للعمل على سرعة نضج الثمار وتلوينها وزيادة حلاوة سكرياتها ويحافظ على صلابتها فتكون أكثر تحملاً للنقل والتسويق وعلى العكس من ذلك فالرى الغزير خلال هذه الفترة يؤدى إلى تأخر نضج الثمار وزيادة رطوبتها وقلة صلابتها مما يؤدى إلى سرعة تلفها, وكذلك زيادة كمية الرى تودى إلى حدوث ظاهرة التقشير( انفصال القشرة عن لحم الثمرة ) وظاهرة اسوداد الثمار مثل ما يحدث فى بعض الأصناف ( الخلاص - السكرى - الصقعي)، لافتا إلى أن نخيل التمر يتحمل ارتفاع ملوحة ماء الري، إلا أن تركيز الأملاح يقلل من النمو الخضرى وبالتالى المحصول، ووفقا للأبحاث العلمية فأن النخيل ينتج محصول كامل إذا كانت نسبة الأملاح فى ماء الرى أقل من 2000 جزء فى المليون، وينخفض المحصول بمعدل 50 ٪ إذا وصل التركيز إلى 8000 جزء فى المليون، معنى ذلك أن النخيل يتحمل زيادة الملوحة فى ماء الرى ولكن ذلك يكون على حساب المحصول.
وتتمثل القيمة الطبية للتمور، وفقًا لمحدثنا، فى كونها تخفض نسبة الكولسترول بالدم والوقاية من تصلب الشرايين لاحتوائه على البكتين، منع الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة والوقاية من مرض البواسير وتقليل تشكل الحصيات بالمرارة ولتسهيل مراحل الحمل والولادة والنفاس لاحتوائه على الألياف الجيدة والسكريات السريعة الهضم، وكذلك منع تسوس الأسنان لاحتوائه على الفلور، والوقاية من السموم لاحتوائه على الصوديوم والبوتاسيوم وفيتامين ج، وعلاج لفقر الدم ( الأنيميا) لاحتوائه على الحديد والنحاس وفيتامين ب2، وعلاج للكساح ولين العظام لاحتوائه على الكالسيوم والفسفور وفيتامين أ، كما تشمل الفوائد البيئية للتمور على علاج لفقدان الشهية وضعف التركيز لاحتوائه على البوتاسيوم، وعلاج للضعف العام وخفقان القلب لاحتوائه على الماغنيسيوم والنحاس.
ويستخدم كذلك فى علاج الروماتيزم وسرطان المخ لاحتوائه على البورون، كما أنه مضاد للسرطان لاحتوائه على السلينيوم، وكذلك فى علاج للضعف الجنسى لاحتوائه على البورون وفيتامين أ، وكذلك فى جفاف الجلد وجفاف قرنية العين ومرض العشى الليلى لاحتوائه على فيتامين أ، كما يستخدم فى علاج أمراض الجهاز الهضمى العصبى لاحتوائه على فيتامين ب1، وعلاج لسقوط الشعر وإجهاد العينين والتهاب الأغشية المخاطية لتجويف الفم والتهاب الشفتين لاحتوائه على فيتامين ب2 والإلتهابات الجلدية لاحتوائه على فيتامين النياسين، كما يستخدم فى علاج مرض الإسقربوط وهو الضعف العام للجسم وخفقان القلب وضيق التنفس، وتقلص الأوعية الدموية وظهور بقع حمراء على الجلد وضعف فى العظام والأسنان وذلك لاحتوائه على فيتامين ج(2) أو حامض الاسكوربيك، كما يمكن استخلاص عدد كبير من الأدوية والمضادات الحيوية والفيتامين واستخدامها كعقاقير للوصفات الطبية لعلاج الأمراض المختلفة المشار اليها.