انتشرت مهنة الـ Life coach بشكل كبير، حيث يساعد المدرب الأشخاص في التعرف على مصادر القوة لديهم، وكيفية استغلالها في التخطيط الجيد واختيار أهدافهم المستقبلية بشكل صحيح، والتخلص من أي عوائق قد تواجههم في تنفيذ هذا المخطط، ووضع رؤية جيدة لأنفسهم، وهناك من يرى أن تلك المهنة أصبحت بديلة عن الطبيب النفسي، مع إقبال الكثيرين على هؤلاء المدربين، ولكن من يعمل في تلك المهنة والأطباء النفسيين لديهم آراء أخرى نتعرف عليها في السطور التالية..
موضوعات مقترحة
البحث عن العلاج
أحمد منصور- 31 سنة- يعالج منذ أكثر من 7 سنوات عند طبيب نفسي بدون علم أحد، ويقول: والديّ انفصلا منذ أن كان عمري 4 سنوات، بسبب كثرة المشاكل بينهما، وكنت أعيش مع والدتي، وعندما بلغت ثماني سنوات أرسلتني إلى والدي لأعيش معه، لأنه لم يرسل لي أي أموال طوال فترة وجودي مع والدتي، مع أنه ليس لديه أي مشاكل مادية نهائياً، ولكنه نوع من أنواع العناد، وبعد مرور 6 سنوات انفصال عادا مرة أخرى إلي بعضهما، ولكن كانت هناك مشاكل بينهما كثيرة، ولم يتفرغ لي أحد منهم، إلى أن دخلت الجامعة، وفيها تعرفت على زوجتي، وكان هناك مشاكل في بداية ارتباطنا، ولكن بعد ذلك انشغلت في البيت وتربية الأبناء، وبالصدفة وأنا أتصفح الفيسبوك وجدت إعلانا لطبيب نفسي، فقررت على الفور الذهاب إليه، بالرغم من اعتراض أسرتي، بحجة أن الناس ستقول عني إني مجنون أو مريض نفسي، وقررت الذهاب بدون علم أحد، وأصبحت أستطيع السيطرة على حياتي، وبدون أي مهدئات أو أدوية أو أي شيء.
أما هالة محمد- ٤١ سنة- فلجأت إلى طبيب نفسي بسبب تأخرها عن الزواج وضغوط أهلها، وتقول: أعالج نفسيا منذ 3 سنوات، ففي أول عام ذهبت لطبيب مشهور، ولكن كان يكتب لي مهدئات للنوم، وعندما أبلغته بأنني لا أريد أن أعالج بهذه الطريقة قال لي إن تلك الطريقة أنسب شيء لحالتي، وبالفعل بدأ في تقليل الجرعات تدريجيا إلي أن توقفت عنها نهائيا، واقترحت صديقتي الذهاب إلى Life Coach، وكان هو السبب في تغيير حياتي، وأصبحت أتقبلها جدا، ولم يعد يفرق معي الناس وكلامهم.
الفرق بين الـ Life Coach والطبيب النفسي
وتتحدث الـ Life Coach إيمان الحسيني عن الفرق بين الـ Life Coaching والطب النفسي، وتقول: هناك فرق كبير بين المهنتين، فالطبيب النفسي يدخل كلية الطب 6 سنوات ثم امتياز ثم الماجستير والدكتوراه، أما نحن فنحصل على كورسات معتمدة مدتها 3 أشهر، وليس كل يوم ولكن مرتين أو ثلاثا كل أسبوع، والكورس في المستوي الأول 60 ساعة، وفي الكورس الثاني المحترف 130 ساعة، كما أن الطبيب النفسي لديه القدرة على كتابة روشتة علاجية، ومجموعة من الأدوية، أما اللايف كوتش فليس لديه هذه الأحقية، والطبيب النفسي يقوم بتشخيص الحالة، أما اللايف كوتش فليس له أي سلطة لتشخيص الحالة، والطبيب النفسي يتابع الحالة باستمرار أما اللايف كوتش فليس لديه تشخيص، فاللايف كوتش شخص يسمع وينير الضوء في أماكن مظلمة لدى الشخص، ولا يعطي أي نصائح أو أي توجيهات، ولكن نوجه مجموعة من الأسئلة ننير بها الطريق للشخص، و نساعده على معرفة أشياء جديدة، فدور اللايف كوتش هو مجرد مرآة يرى فيها الفرد نفسه، أو لمبة مضيئة كما أننا ليس لدينا نقابة داخل مصر عكس بالخارج.
أما اللايف كوتش عبير سلام فتقول: الشخص الذي يأتي إلينا ليس شرطا أن يكون مضطربا نفسياً، وإنما قد يكون هناك مشكلة في عدم تحقيق أهدافه، أو بعض التفاصيل غير المنظمة مع أبنائه مثلاً أو بين المدير وموظفيه، فعملنا بعيد تماما عن وصف الأدوية، فعلاجنا في مناقشة العميل ومعرفة مشكلته، ومن خلال التحفيز واختيار بدائل يتم حل مشكلته، بناء على نماذج معينة وأدوات نقوم باستخدامها، فعملنا بعيدا عن الاضطرابات النفسية، فذلك مجال الطب النفسي.
وترى الأخصائية النفسية جنى العامري أن اللايف كوتش دوره يكون في تطوير الذات فقط، أما المشاكل النفسية فهي خاصة بالأخصائيين النفسيين، وتقول: اللايف كوتش يقتصر دوره على تطوير الذات فقط أو المستقبل، أما المشاكل النفسية فهناك أمراض مزمنة مثل الاكتئاب لا يعرفها إلا الأخصائيين، فنحن ندرس التحليل النفسي والاضطرابات النفسية، ولابد أن نكون مرخصين، كما أنه ليس لدى اللايف كوتشينج أي صلاحية لإعطاء أي روشتة أو أدوية، وكذلك نحن، فالذي يقوم بذلك هو الطبيب النفسي فقط، فالاخصائي يطبق الاختبارات والمقاييس وتشخيص الحالات، ثم نقوم بالتحويل على الطبيب، فاللايف كوتش غير مختص إنما يقوم بتطوير الفرد فقط.