راديو الاهرام

9 نصائح لنجاح استخدام مصائد ذبابة الفاكهة والخوخ في المكافحة الحيوية

16-5-2022 | 13:33
 نصائح لنجاح استخدام مصائد ذبابة الفاكهة والخوخ في المكافحة الحيويةذبابة الفاكهة والخوخ
محمد حامد
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

تعتبر المحاصيل البستانية التى تضم – أشجار الفاكهة والظل والأشجار الخشبية ونباتات الزينة - ذات أهمية اقتصادية كبيرة، وتبلغ مساحات بساتين الفاكهة بمختلف أنواعها فى مصر نحو مليون فدان، تنتشر فى جميع محافظات الجمهورية، لذا يجب زيادة إنتاجية هذه المحاصيل ووقايتها من الآفات الحشرية، التى تسبب خسارة كبيرة فى المحصول تعوق الاستفادة منها محلياً أو دولياً، وتعتبر ذبابة الفاكهة من أهم وأخطر الآفات الحشرية التى تصيب ثمار الكثير من أشجار الفاكهة، وتسبب خسائر اقتصادية فادحة.

لذا يقدم لنا الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة البيولوجية، بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، النصائح اللازمة لتفادى الإصابة ونجاح المقاومة، وذلك من خلال الحوار التالى....

- ماهى القيمة الاقتصادية لذباب الفاكهة وماهى أهم عوائلها؟

يعد ذباب الفاكهة من أهم وأخطر الآفات الحشرية التى تصيب ثمار الكثير من أشجار الفاكهة، مثل: الموالح والجوافة والخوخ والمشمش والمانجو والكمثرى والتين وغيرها، ويعيش ذباب الفاكهة متنقلاً بين العوائل المختلفة طوال العام، حيث تصيب ثمار الموالح الصيفى فى الفترة من "مارس- مايو" تنتقل بعدها إلى الخوخ المبكر، ثم المشمش فالخوخ المتأخر ثم المانجو والجوافة والكمثرى، وبعدها تنتقل إلى الموالح الشتوى، وجميع أنواع وأصناف الموالح (الجريب فروت- الشادوك- البرتقال أبو صرة والبلدى والسكرى- اليوسفى- البرتقال الصيفى) تصاب بذباب الفاكهة عدا الليمون البلدى، وذلك لانتشار غدد زيتية كثيرة فى قشرة الليمون البلدى وغالبية أنواع الفاكهة الأخرى، هذا بخلاف العوائل الثانوية من محاصيل الخضر مثل بعض أنواع القرعيات والباذنجان والفلفل بأنواعه. 

- ماهى أهم أنواع ذباب الفاكهة الموجودة فى مصر؟

ذباب الفاكهة عبارة عن ذباب صغير الحجم لا يزيد طوله على 0,5 سم، وفى مصر ولحسن الحظ لايوجد سوى نوعان من ذباب الفاكهة هما ذبابة فاكهة البحر المتوسط، وذبابة ثمار الخوخ وتتبع الحشرتان عائلة  Tephritidae ورتبة  Diptera.

 وهى ذبابة صغيرة الحجم ولها رأس كبير، ويتميز الذكر بوجود زوج من الشعيرات تشبه إلى حد كبير مضرب التنس على جانبى الرأس، وتتميز الأنثى عن الذكر بوجود زائدة  مدببة فى نهاية البطن وتسمى (آلة وضع البيض)، تستخدمها لوخز الثمار وعمل غرفة لوضع البيض بداخلها، حيث تضع إناث تلك الأنواع بيضها داخل الثمار تحت القشرة فى غرفة (حفرة) صغيرة تصنعها بواسطة آلة وضع البيض التلسكوبية، فتتلون مساحة مستديرة باللون الأصفر المخضر أو الأصفر الباهت مكان وضع البيض، ويفقس البيض عن يرقات صغيرة لونها سمنى (أبيض مصفر) تتغذى على النسيج اللحمى للثمرة، وتتعمق داخل الثمرة فى الحلويات أو تتغذى على فص أو فصين فقط فى ثمرة الموالح، مما يؤدى إلى إتلافها وسقوطها على الأرض، بالإضافة إلى أن الثمار المصابة تتعرض لمهاجمة بعض الكائنات الأخرى، مثل فطريات وبكتيريا الأعفان وخنافس الثمار وغيرها، ومعنى ذلك أن ذباب الفاكهة يحدث ضرراً مباشراً للثمار نتيجة الإصابة وتغذية اليرقات على محتوياتها، وضرراً غير مباشر بسهولة إصابتها بالأعفان، مما يؤدى لخفض إنتاجية أشجار الفاكهة كماً ونوعاً، حيث تقل كمية وجودة الثمار نتيجة الإصابة، ووجود يرقات الذبابة داخل الثمار يساعد على تخمرها وتسبب سقوطها على الأرض، وعند تمام نمو اليرقات تخرج من الثمار لتتعذر فى التربة على عمق 1- 3 سم حسب نوع التربة ونسبة الرطوبة بها، وأوضح أن لذباب الفاكهة " 8 – 10" أجيال فى السنة تحت الظروف المصرية على عوائلها المختلفة، ويتميز مظهر الإصابة بذباب الفاكهة بوجود ثقوب دقيقة على الثمار يخرج منها سائل لزج عند الضغط عليها، وقد يظهر إفراز صمغى من هذه الثقوب، وبتقدم نمو اليرقات داخل الثمار نتيجة التغذية يميل الجزء المصاب إلى اللون الأسمر، ويصبح طرياً متخمراً بسبب تلف النسيج اللحمى للثمرة مكان الإصابة، هذا وتؤدى الإصابة فى معظم الأحيان إلى سقوط الثمار.

ويوضح أن الإصابة فى الموالح الشتوية تبدأ من سبتمبر إلى ديسمبر، ويقل نشاط الحشرة فى أول يناير نظراً لانخفاض درجات الحرارة، ثم تنشط من منتصف فبراير حتى مايو، أما الموالح الصيفية فتبدأ من منتصف فبراير إلى أن يتم التقطيع، (ملحوظة: غالباً ما يحدث فى ديسمبر حتى يناير بعض الوخزات على ثمار البرتقال الصيفى)، وتعتبرجميع أصناف الموالح عرضة للإصابة، ويصاب بشدة اليوسفى والبرتقال أبو سرة والصيفى والجريب فروت، أما الليمون فإنه لا يصاب على الإطلاق، وتعتبر ذبابة الخوخ أشد فى إصابة الموالح عن ذبابة الفاكهة.

- كما هو معروف عند مكافحة الآفات توجد عدة طرق ميكانيكية وكيماوية.. إلخ، فماذا عن المكافحة الميكانيكية لذبابة الفاكهة؟

تتميز الطرق الميكانيكية بسهولة إجرائها وقلة تكاليفها وعدم احتياجها إلى خبرة أو تقنية متقدمة، وعدم استخدام الكيماويات التى تؤثرعلى البيئة أو على الثمار، وهى تعتمد على:

- جمع الثمار المصابة والمتساقطة ودفنها فى حفرة، بحيث لا يقل سمك التربة فوق تلك الثمار عن 40 - 50 سم، حيث يعيق ذلك خروج الذباب، وضع تلك الثمار فى أكياس أو شكائر من البلاستيك المصمت السميك وغلقها جيداً ووضعها على المشايات فى الشمس. 

- الاهتمام بعمليات العزيق والحرث السطحى للتربة تحت الأشجار وإزالة الحشائش لإهلاك كثير من العذارى الموجودة بالتربة.

- تركيز زراعة أشجار الفاكهة من النوع الواحد فى البستان، وعدم زراعة أكثر من نوع من عوائل ذباب الفاكهة فى بستان واحد، أى اتباع طريقة الزراعة الموحدة ومنع زراعة البساتين المختلطة أو المتداخلة.

- يمكن رى بساتين الموالح (فى الأراضى الطينية) رية غزيرة وتغريق الأرض بعد الانتهاء من جمع المحصول، حيث يؤدى ذلك إلى اختناق وموت كثير من العذارى فى التربة.

- ماهى أهم ملامح خطة المكافحة بالمبيدات لتلك الحشرة الضارة ؟

هى تعتمد أساساً على استخدام المبيدات الكيماوية، سواء منفردة أو مخلوطة بمواد جاذبة غذائية لقتل أعداد كبيرة من الذباب، ومن ثم حماية الثمار من الإصابة، إلا أن استخدام المبيدات الحشرية غير مستحب لتلوث الثمار والبيئة، ولكن يمكن استخدامها فى التوقيت الملائم وبالتركيز المناسب، وعادة تستخدم المبيدات الحشرية لمكافحة ذباب الفاكهة بطريقة الرش الجزئى والأكياس القاتلة، حيث يتم خلط مبيد الملاثيون 57 %  بمعدل 500 سم بأحد الجاذبات الغذائية (مركب البروتين هيدروليزات) بمعدل 1 لتر فى 20 لتر ماء (تتم إضافة 18,5 لتر ماء إلى المخلوط)، وترش جذوع الأشجارعند منطقة التفريع، أو أحد الأفرع الخالية من الثمار بالرشاشة الظهرية بهذا المحلول بمعدل 150- 200 سم من محلول الرش/ شجرة على أن يكرر ذلك كل 10 أيام طوال فترة الإثمار، ويتم رش جميع الصفوف، أو صف وصف أو صف وصفين، حسب تعداد الذباب فى المنطقة، والأكياس القاتلة هى عبارة عن أكياس من الخيش المحشو بالخيش تغمر لفترة طويلة لاتقل عن 5 ساعات فى نفس محلول الرش الجزئى، ويتم تعليقها فى الأشجار بمعدل 40 - 60 واحدة بالفدان على الأقل مع مراعاة تشبيعها كل 5 أيام.

وتفيد طريقة الرش الجزئى فى مكافحة ذبابتى الخوخ وفاكهة البحرالمتوسط، إلا أن ذبابة الخوخ يمكن أن تستخدم لها طريقة إفناء الذكور، وهى تعتمد على تشبيع مكعبات من اللباد أو الألياف النباتية بمخلوط من الجاذب الغذائى لذبابة الخوخ (مادة الميثيل إيجينول)، ومبيد الملاثيون الخام 98 % بمعدل 4 : 1، حيث يتم تعليق تلك المكعبات بواقع مكعب للفدان.

وطريقة الرش الجزئى (رش جذوع الأشجار): يطلق عليها طريقة تطبيق الطعوم السامة، حيث يتم خلط المبيد (ملاثيون 57%) مع جاذب غذائى (بومينال)، ويتم رشه على جذوع الأشجار عند منطقة التفريع، وتبدأ عمليات الرش قبل بداية تحولات النضج بأسبوعين وحتى قبل الحصاد بأسبوع، والجرعة المستخدمة للرشاشة سعة 20 لتراً، والتى تكفى لمساحة 2 فدان (60 - 150سم3 للشجرة الواحدة) عبارة عن :  17.5 لتر ماء + 2 لتر بومينال + 0.5 لتر ملاثيون 57%، ومعدل الرش (2 - 3) رشة لكل محصول بفارق زمنى 10أيام.

وهناك طريقة "إفناء الذكور" لذبابة الخوخ وذباب الفاكهة، وتعتمد على غمس مكعبات خشبية فى مخلوط الميثيل إيجينول مع مبيد الملاثيون الخام (بمعدل 1 ملاثيون خام + 4 ميثيل ايجينول) لمدة لاتقل عن ثلاث ساعات، وتعلق هذه المكعبات فى الأشجار والمسافة بين هذه المكعبات وبعضها نحو 65 متراً من كل الجهات، ويتم تكرار هذه الطريقة كل 4 أسابيع.

وقد لاقت هذه الطريقة نجاحاً فى القضاء على ذبابة ثمارالخوخ فى العديد من البلاد، ويتم تطبيق تلك الطريقة فى مصر منذ شهر مايو 2008 حتى الآن .

- وماذا عن المكافحة البيولوجية لذباب الفاكهة؟

هذه الطريقة تعتمد على استخدام مركبات حيوية مثل البيوكلر والبيوبور المكون من فطريات ممرضة للحشرة، خاصة طور العذراء بالتربة، والذى يوضع فى مياه الرى بمعدل 2 جرام للتر، وقد أعطى نتايج ممتازة فى مكافحة طور العذراء، يوجد أيضاً أنواع كثيرة من الطفيليات والمفترسات الحشرية لمكافحة الذبابة، لكن على نطاق ضيق حيث سجل العديد من العناكب المفترسة تفترس الحشرات الكاملة من الذباب داخل المزارع.

ولقد وجد أن الممارسة العملية لعمل البلوكات الجنسية فى مزارع الموالح تخفض أعداد الذكور فعلياً وتنخفض الإصابة، ولكن لا تعتبر وسيلة فعالة فى إنهاء الإصابة من المزرعة، نظراً لدخول الإناث الملقحة من خارج المزرعة، ولا توجد وسيلة مكافحة داخل المزرعة لها فتضع البيض داخل الثمرة، ولذلك بعد دراسات وجد أن وضع الجاذبات الغذائية المتخصصة للإناث فقط قد عمل على تخفيض الإصابة بنسبة كبيرة جداً، فتمت التوصية على وضع المكعبات الجنسية مع الجاذبات الغذائية المتخصصة للإناث، فكانت النتيجة هى 90% نجاحاً فى السيطرة على الإصابة، وتلاحظ أن وقت وضع المصائد هو عامل مؤثر جداً فى نجاح المكافحة، حيث وجد أن السيطرة على ذبابة الفاكهة والخوخ بواسطة المصائد عندما تكون الأعداد عالية فى المزرعة تكون ضعيفة، وتكون جيدة فى حالة الأعداد البسيطة، ولذلك ننصح بوضع المصائد قبل بداية نضج الثمرة بشهر، حتى يتم التحكم فى الأعداد وتكون المكافحة ذات جدوى.

- كيف يتم استخدام تلك المصائد وهل كلفتها عالية؟

توجد ثلاثة أنواع من المصائد الجاذبة هىك مصائد جنسية لذكور الفاكهة، وأخرى لذكورالخوخ، ومصائد غذائية لإناث ذبابة الفاكهة.. ولضمان نجاح استخدام المصائد فى مكافحة ذباب الفاكهة لابد من مراعاة النقاط التالية:

أولاً: تحديد ميعاد وضع المصيدة بدقة، والذى يؤدى لنجاح المكافحة بصورة كبيرة، وهو وضعها قبل تلوين الثمرة بنحو 20 يوماً على الأقل.

 ثانياً: يجب أن توضع المصائد الغذائية الجافة على حدود المزرعة بمسافة 5 أمتار من حد الجار، على أن تكون بين المصيدة والأخرى مسافة 20 متراً طولاً وعرضاً على شكل رجل غراب.

ثالثاً: يجب الحذر جيداً بميعاد صلاحية الجاذب أو الفرمون، وهو  40 يوماً شتاءً و 30 يوماً صيفاً، وتغيير الجاذب أو الفرمون فى الوقت المناسب جداً هوعامل هام فى نجاح المكافحة.

رابعاً: يجب وضع للفدان عدد (1) مصيدة فرمونية جنسية لذكور ذبابة الخوخ وعدد (1) مصيدة فرمونية جنسية لذكور ذبابة الفاكهة فى منتصف الفدان تماماً.

خامساً: عند تغيير الجاذب أو الفرمون فى المصيدة يجب تنظيف المصيدة من الذباب الذى بها تماماً.

سادساً: توضع المصيدة فى منتصف الشجرة فى الناحية الشرقية البحرية فى الظل على ارتفاع 1.5 متر من الأرض، بحيث لا تصل إليها الشمس إطلاقاً.

سابعاً: يجب متابعة حالة الثمار على الأشجار، والتأكد من عدم وجود وخزات من ذبابة الفاكهة أو الخوخ على الثمار.

ثامناً: يمتنع رش أى مبيد حشرى كيماوى، وعند الضرورة يتم رش المبيد الحشرى الحيوى بيو كيلر، ويصبح منتجك خالياً من المبيدات.

تاسعاً: يحتاج الفدان عدد (12) مصيدة جاذب غذائى لذبابة الفاكهة وعدد (1)  مصيدة فرمونية لذكور ذبابة الفاكهة وعدد (1)  مصيدة فرمونية لذكور ذبابة الخوخ.    

أما عن التكلفة فيقول د. محمد يوسف: إن تكلفة مصائد ذبابة الفاكهة والخوخ كاملة بالجاذب سواء الغذائى أو الجنسى 30ج جاذب غذائى فقط لذبابة الفاكهة، 25 ج فرمون جنسى فقط لذكور ذبابة الخوخ، 25ج فرمون جنسى فقط لذكور ذبابة الفاكهة، 25ج جسم المصيدة فقط باللون الأصفر الفسفورى، 5ج والنتيجة ممتازة، حيث يتم الاستخدام فى البرتقال واليوسفى والمانجو والبرقوق والكمثرى والمشمش والرمان والعنب، وجميع أنواع الفاكهة التى تصاب بذبابة الفاكهة والخوخ، وتعلق المصيدة فى الأشجار فوق تفريعة الشجرة من الناحية البحرية الشرقية على بعد أكثر من 1 متر من سطح التربة، وميعاد تعليق المصائد قبل نضج الثمرة بـ 30 يوماً، وتعلق المصيدة على بعد 5 أمتار من حد الجار، وبين المصيدة والأخرى 20 م طول×عرض، ويوضع فى الفدان 12 مصيدة جاذب غذائى للإناث ذبابة الفاكهة، كما يوضع للفدان 1 مصيدة فرمونية لذكور ذبابة الفاكهة فى منتصفه على بعد 30 - 40 م من حد الجار، كما يوضع أيضاً للفدان 1 مصيدة فرمونية لذكور ذبابة الخوخ فى منتصفه على بعد 40 - 50 م من حد الجار، ويتم تغيير الجاذب الغذائى أو الهرمون الجنسى بعد 30 - 40 يوماً حسب درجة الحرارة (يجب فى المقاومة وضع مصائد ذكور ذبابة الفاكهة والخوخ معاً).

- هناك البعض الذى ينادى باستخدام سوائل البومينال فى مكافحة ذباب الفاكهة ما رأيكم فى ذلك؟

إن استخدام زجاجة الماء الشفافة وسوائل البومينال الجاذب فى مكافحة ذبابة الفاكهة يعد خطأ، وذلك للأسباب الآتية:

 أولاً: أن البومينال مادة غذائية لجميع أنواع الذبابة سواء ذبابة الفاكهة، أو ذبابة الخوخ، أو الذبابة المنزلية، أو بعض الفراشات والحشرات الطائرة الصغيرة، فعند دخول تلك الحشرات وذبابة الفاكهة والخوخ داخل الزجاجة الشفافة وغرقها فى الماء تتغير صفة المحلول فى خلال عدد، وتتغير رائحته، ويصبح المحلول مادة بلا فائدة فى المكافحة مما يستدعى التدخل بالرش الكيماوى، ولايمكن أن نعتمد عليه منفرداً فى مكافحة ذبابة الفاكهة والخوخ .

السبب الثانى: أن البومينال فى بداية وضعه فى الزجاجة على الأشجار يجذب جميع أنواع الذباب، سواء ذبابة الفاكهة أو الخوخ أو الذبابة المنزلية والحشرات الطائرة، سواء الذكور أو الإناث حول الأشجار، وتكون فرصة تلقيح الإناث مرتفعة جداً مع إمكانية عدم دخول جميع الذباب للزجاجة، فيتم التلقيح فيزداد تكاثرها داخل المزرعة بنسبة أعداد أكبر من أعدد الذبابة التى دخلت الزجاجة الشفافة، خاصة بعد ضعف رائحة المحلول نتيجة غرق الحشرات داخل المحلول فى الزجاجة وتغير رائحته، ولذلك نلاحظ على الطبيعة ازدياد الإصابة فى الثمار بعد وضع تلك المصايد بنحو 15 يوماً، ويزداد القول السائد فى المزارع أن المصائد تجذب الذبابة من الخارج، ولكن الحقيقة أن تلك المصايد تعمل على زيادة فرصة التلقيح بين الذكر والأنثى، بدرجة أكبر عما قبل وضع المصايد، فيزيد التكاثر وتزيد الإصابة فى الثمار.

السبب الثالث: مما لاشك فيه أن زيادة نفاذية رائحة الجاذب الغذائى تعمل على سرعة جذب الذبابة داخل المصيدة، وقلة النفاذية تعمل على ضعف قوة الجذب، مما يجعل فرصة تلاقى الذكر والأنثى حول الزجاجة ممتازة، ويحدث التلقيح ولا تنجذب الذبابة داخل المصيدة نتيجة تغير رائحة الجاذب السائل، فتبتعد الذبابة عن المصيدة وتقوم بوضع البيض داخل الثمرة وتزداد الإصابة، لذلك فإنه يجب عندما نستخدم جاذباً غذائياً داخل المصائد أن يكون جاذباً جافاً وليس سائلاً، وأن يكون قوياً نفاذاً حتى يكون جذب الذبابة سريعاً داخل المصيدة، كما يجب استخدام الجاذبات الغذائية الجافة المتخصصة فى جذب الإناث فقط وليس الذكور، حتى لا تكون هناك فرصة لزيادة التلقيح، وأعطت نتائج ممتازة جداً، وتمت التوصية باستخدامها فى المزارع العضوية.

- وماذا عن التعفير بالكبريت؟

يعتبر التعفير بالكبريت الزراعى وقائياً وليس علاجياً، ومن المعروف أن الكبريت الزراعى مادة نافرة وطاردة للحشرات، ومنها فصيلة الذباب، وبتجارب قمنا بها على أرض الواقع تم التأكد من ذلك، بواسطة مصائد التعداد الهرمية وتعدادها بعد التعفير بالكبريت الزراعى على أشجار الموالح، ومن المؤكد علمياً أن انخفاض درجة الحرارة تحت 16 درجة مئوية يحد من نشاط الذبابة ولا ينهى عليها، ولكنها توجد فى حالة سكون، وعندما يتحسن المناخ تعاود النشاط فى داخل المزرعة، وتظهر الوخزات على الثمار بداية من النصف الثانى من فبراير، ووجد عملياً عند التعفير بالكبريت لاتظهر تلك الوخزات على الثمار، بخلاف الأشجار غير المعاملة، ومعنى ذلك علمياً وعملياً أنه قد حدث طرد وهجرة لها من داخل المزرعة بعد التعفير بالكبريت الزراعى، كما أن التعفير بالكبريت قد ساعد فى جودة تلوين البرتقال الصيفى عن مثيله الذى لم يعامل (هذا من تجارب عملية فى مزارع برتقال بالأرض السمراء)، بالإضافة إلى أن تلك الأشجار لم تصاب بالأمراض الفطرية أو الأكاروسية فى بداية الربيع - هذا من الواقع العملى الفعلى (مزارع الجمعية المصرية للزراعة المستدامة).

وفى نهاية الحوار يشير الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة البيولوجية، بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إلى أن المكافحة المتكاملة هى عبارة عن استخدام كل الطرق السابقة لمكافحة الحشرة، وذلك للحد من وجودها وخفض تعدادها دون الحد الحرج للإصابة أو القضاء الكامل وإبادتها، ولكن لابد أن تتم فى صورة متكاملة بمعنى ألا تتعارض الوسائل مع بعضها البعض، ويجب أن يراعى قبل التطبيق وخلاله وبعده إجراء اختبارات الكفاءة النوعية لكل طريقة منفردة، وعندما تستخدم مع الطرق الأخرى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة