Close ad

مِصْرُ الْمَحْرُوسَة

17-5-2022 | 10:50
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

قَالُواْ سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُمُ

                                    إِنَّ الجَوَابَ لِبَابِ الشَرِّ مِفْتَاحُ

وَالصَّمْتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أَحْمَقٍ شَرَفٌ

                             وَفِيهِ أَيْضَاً لِصَونِ الْعِرْضِ إِصْلَاحُ

أَمَا تَرَى الْأُسْدَ تُخْشَى وَهِىَ صَامِتَةٌ

                                وَالْكَلْبُ يُخْشَى لَعَمْرِى وَهُوَ نَبَّاحُ                                                                      الإمام الشافعى

فى كثير من الأوقات يكون السكوتُ عن لغوِ الكلاِم فرضاً واجباً، ولكن ابْتُلِينَا فى هذا العصر بمنصات التواصل الاجتماعى، التى فتحت صفحاتها لكل ما لا يستحق أكثر مما يستحق، فمع عدوى التريند التى أصابت البعض، فمع مباراة كروية يصبح الجميع خبراء رياضة، وإذا تحول التريند إلى صراع روسيا وأوكرانيا، يتحول خبراء الرياضة على منصات التواصل الاجتماعى إلى خبراء سياسة ومعارك، ومع كل تريند تتحول الوجهة تارة رياضة إلى فن إلى اجتماع إلى سياسة واقتصاد.. كل يفتى بما هواه..

ومع هذه الفوضى العارمة على هذه المنصات، يتحول سكوت أهل الخبرة وأهل العلم إلى جريمة فى بعض الأحيان، إلا أن بعضهم يؤثر الصمت فى مواجهة الغوعائية، التى ما تلبث أن تهاجم أى صوت ذى عقل.

ومع تفجر الصراع الروسى الأوكرانى، وآثاره التى امتدت إلى العالم كله، والتى مازالت حتى كتابة هذه السطور لا يعلم كائن من كان، كيف سيتوقف هذا الصراع، أو كيف ستتم السيطرة على آثاره فى دول العالم كله، بل على النظام العالمى بأكمله..

وأبرز آثار هذا الصراع، والذى أعاد للعالم ذكريات  صراعات العالم ذى القطبين (الغربى – السوفييتى)، ومَنْ يتحالف مع مَن وضد مَنْ.. وعن الآثار الاقتصادية فهذا الصراع الذى يبدو بعيداً فى الموقع، إلا أن آثاره الاقتصادية امتدت إلى دول العالم كله، فهذا  الصراع أثر على سلاسل توريد السلع الاسترايتجية فى العالم، ومنها الغاز والقمح..

وكالعادة وعلى منصات التواصل الاجتماعى تحول الجميع إلى خبراء استراتيجيين وعسكريين واقتصاديين.. وكالعادة أيضاً استغل من استغل الموقف، وراحوا ينعقون كالبوم بالخراب وارتفاع الأسعار.. و.. و.. و.. وللأسف وقع فى فخ هؤلاء البعض ممن يطلق عليهم نخبة، وتحولوا فى واقع الأمر إلى نكبة على أنفسهم وعلى وطنهم.

ولكن الوضع فى مصر والحمد لله وبفضل الله آمن ومستقر.. وذلك بشهادة كبرى مؤسسات التقييم المالى الدولى، وبعيداً عن هذه المؤسسات، فالواقع الذى نعيشه  خير من أى تقييم..

فرغم أزمة وباء كورونا، الذى أسقط الكثير من اقتصاديات الدول، ورغم الأزمة الروسية الأوكرانية التى جعلت عدداً من الدول الكبرى تطلق تحذيراتها لمواطنيها بترشيد الاستهلاك أو تخزين السلع.. وبفضل الله والحمد لله.. لم نرَ أو نشاهد مثل هذه السلوكيات فى مصر المحروسة..

أيها السادة.. إن مصر فى خطتها للموازنة الجديدة القادمة، تستهدف زيادة مخصصات الدعم والحماية الاجتماعية إلى 356 مليار جنيه.. وتخصيص 400 مليار للأجور، و90 ملياراً للسلع التموينية، و191 ملياراً لصناديق المعاشات.. و22 ملياراً لزيادة المستفيدين من «تكافل وكرامة» و«الضمان الاجتماعى» لأربعة ملايين أسرة، لمساندة القطاعات والفئات الأكثر تضرراً من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة.. و5 مليارات لتعيين 60 ألفاً من المعلمين والأطباء والصيادلة.. والاحتياجات الأخرى بمختلف قطاعات الدولة، ومليار جنيه لإجراء حركة ترقيات العاملين بالدولة.. و7 مليارات لرفع حد الإعفاء الضريبى الشخصى من 9 آلاف إلى 15 ألف جنيه، والإجمالى من 24 ألفاً إلى 30 ألف جنيه بزيادة 25 %.. وتخصيص 376  مليار جنيه للاستثمارات العامة بنسبة نمو سنوى 9.6 %، لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وخلق المزيد من فرص العمل، خاصة للشباب وزيادة المشروعات الصديقة للبيئة إلى 50 %.. و3.5 مليار لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل، و7.8مليار لتمويل مبادرات الإسكان الاجتماعى.. و18.5 مليار للأدوية والمستلزمات الطبية، و10.9 مليار لعلاج غير القادرين على نفقة الدولة والتوسع فى التأمين الصحى الشامل.   

كفُّوا أيديكم عن هذا العبث المنتشر على صفحات التواصل الاجتماعى، فبلدنا بحاجة إلى كل يد تبنى وتعمر، وتعمل وتدافع عنها أمام التحديات الخارجية، وأمام هجمات الإرهاب..

إن الإدارة الواعية والحكيمة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى للدولة المصرية، قد جنبتها بالفعل العديد والعديد من الأزمات والكوارث، هذه الإدارة الواعية التى اتجهت إلى إنشاء العديد من المشروعات الكبرى، خاصة فى الإنتاج الزراعى، مثل: استزراع المليون ونصف المليون فدان، أو مشروع الصوب الزراعية العملاقة، أو مَزَارِع الإنتاج الإسمكى فى أكثر من موقع، أو إحياء مشروع توشكى من جديد ودخوله حيز الإنتاج، مع مشروع مستقبل مصر الزراعى والدلتا الجديدة.. ساهمت بما لا يدع مجالاً للشك فى مواجهة مصر لهذه الأزمات.. ومع الإخلاص فى العمل كان توفيق الله عزوجل كبيراً.. إنها أيها السادة مصر المحروسة..

وَللهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.

حَفِظَ اللهُ مِصْرَ وَحَفِظَ شَعْبَهَا وَجَيْشَهَا وَقَائِدَهَا.. .   

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة