سخر الأثريون المصريون، من الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن العيون المغمضة لتمثال أبو الهول.
موضوعات مقترحة
قال الخبير الأثري أحمد بدران أستاذ الآثار بحامعة القاهرة ، فى تصريحات خاصة لبوابة الأهرام: : أبو الهول لا بيغمض ولا بيفتّح ولا بيتكلم، ولكن استخدام زوايا معينة لإلتقاط صور لتمثال أبو الهول وأيضاً إلتقاط الصور في ضوء الشمس المباشر أو في الغروب يُظهر التمثال بملامح مختلفة بالإضافة إلى إستخدام تقنيات التصوير الرقمي وبرامج الفوتوشوب والتطبيقات الحديثة الموجودة على الهواتف الذكية يجعل من السهل إظهار مثل هذه الصور ، وهي حدثت من قبل مع تماثيل أخرى لإعادة تخيل الملامح الأصلية وإعادة تكوين ملامح الوجه مثلما حدث مع تمثال الملكة تي صاحبة التكشيرة الشهيرة وقناع توت عنخ آمون ، ومومياء الملكة تي أيضآ والتمثال النصفي للملكة الشهيرة نفرتيتي وغيرها الكثير".
أضاف بدران أنه يري بحكم تخصصي الدقيق أن الصور لم تكن أيضاً دقيقة ولم تلقى قبول من المتخصصين ، مؤكًدا أن تمثال أبو الهول يوجد به أربعة أنفاق، حيث يوجد السرداب الأول أعلى ظهر التمثال، وكان قد قام بحفرة المهندس الفرنسي «بيرنج» عام 1937 خلف رأس أبو الهول، واستخدم بريمة للحفر وصل بها لعمق ثمانية أمتار داخل التمثال، ثم توقف عندما تعثرت البريمة، وحاول علاجها بوضع كمية من «البارود» داخل السرداب لتفجيره، ولكنه تراجع حتى لا يدمر هذا الأثر الفريد، وكان ذلك بحثًا عن كنوز داخل جسم التمثال".
وقام الدكتور "زاهي حواس" بإعادة تنظيف هذا السرداب، مبينا أنه كان من أهم ما تم العثور عليه بداخله جزء من غطاء الرأس الخاص بتمثال أبو الهول، منوها إلى أن السرداب الثاني يوجد بالجانب الشمالي من التمثال، ولا يمكن رؤيته الآن، حيث تم إغلاقه بواسطة الأثري الفرنسي "بارثر"، فيما يقع السرداب الثالث خلف «لوحة الحلم»، حيث قام المغامر الإيطالي كافيليا في أوائل القرن التاسع عشر، بالحفر أسفل صدر أبو الهول حيث عثر على لوحة الحُلم تغطي فجوة عمقها ثلاثة أمتار.
وأكد أحمد بدران ، أنه يوجد سرداب رابع عند مؤخرة أبو الهول ويدخل إلى جسم التمثال، ويفتح على مستوى الأرض بالجهة الشمالية للمؤخرة، ويلتف عند بداية الذيل، ويصل عمقه إلى 15 مترا، وهناك تحذيرات أن لعنة الفراعنة تحرس هذا السرداب، وتعود لوحة الحلم الموجوده في مقدمه التمثال لعصر الملك تحتمس الرابع، وتحكي قصة الحلم المسجلة على هذه اللوحة منقوشة بالخط الهيروغليفي تفاصيل زيارة الأمير تحتمس إلى منطقة وادي الغزلان ، قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النعاس في ظل تمثال أبو الهول، الذي زاره في منامه وبشره بأنه سيصبح ملكًا لمصر، وفي مقابل هذه البشرى طلب أبو الهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التي تغطي تمثاله وهي نوع من الدعاية السياسية من أجل اعتلاء العرش بإرادة المعبود تكررت نفس الفكرة مع ملوك الأسرة الخامسة المعروفين بإسم ملوك الشمس في بردية وستكار وأيضا مع الملكة الشهيرة حتشبسوت وقصة الولادة المقدسة على جدران معبدها في الدير البحري وكذلك حجرة الولادة المقدسة في معبد الأقصر من عهد الملك أمنحتب الثالث.
واختلف الأثريون فى الآراء فيما يمثله هذا التمثال، فالرأى القديم أنه يمثل الملك خفرع جامعا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان، وبعض علماء الآثار يعتقدون أن الملك خوفو هو الذى بناه حيث وجه أبو الهول يشبه تمثالا لخوفو، حيث تظل مسألة من هو بانى أبو الهول لا زالت مفتوحة للبحث، ويقال أن أبوالهول يمثل إله الشمس "حور-إم-آخت"، والدليل على ذلك المعبد الذى يواجه التمثال حيث كانت تجرى فيه الطقوس الدينية، وظل ذلك راسخا فى عقول المصريين طوال تاريخهم حيث اعتبروه تمثالا للإله "حور-إم-آخت"، وتعنى (حورس فى الأفق) وهو صورة من الإله أتوم أكبر الآلهة المصرية وهو الشمس وقت الغروب.
وقال "د.زاهي حواس"، أن أبو الهول صخرة صماء، وأن تمثال أبو الهول يرجع للملك خفرع مؤسس الهرم الثاني، واكتشاف مقابر العمال بناة الهرم، مشيرًا إلى أن تلك الادعاءات التى تقول إن هناك مدينة مفقودة تحت أبو الهول لا تمت للواقع بأية صلة، وليس لها أى دليل علمى على الإطلاق، مضيفا أن لدينا صور للحفر الذى تم أسفل أبو الهول تبين أن أبو الهول صخرة صماء لا يوجد أسفلها أى ممرات.
وأكد أن لوحة الحلم ترجع إلى عصر الملك "تحتمس الرابع"، وتحكى قصة الحلم المسجلة على هذه اللوحة بالخط الهيروغليفى تفاصيل زيارة الأمير تحتمس إلى منطقة الأهرامات، قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النعاس فى ظل تمثال أبو الهول، الذى زاره فى منامه وبشرى بأنه سيصبح ملكاً لمصر، وفى مقابل هذه البشرة طلب أبو الهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التى حاصرته ودفنت معظم جسمه، وتؤكد النقوش استخدام أبو الهول من قبل ملوك مصر فى الدعاية السياسية، وتدعيم حكمهم بربط أنفسهم بأبو الهول، ويشير المنظر المصور أعلى اللوحة إلى تكريس تحتمس الرابع لعباده أبو الهول.
وزار أبو الهول أكثر من ملك من الفراعنة منهم رمسيس الثاني، والملك توت عنخ آمون الذى أقام استراحة بجوار أبى الهول.
تمثال أبو الهول