بعد وفاة مارينا صلاح بسبب إجراء فحص بأشعة الصبغة على العين؛ كان من الضروري على أي مريض ألا يتهاون بعد ذلك في حق نفسه، رغم أن من مسئولية الطبيب وفريق التمريض المشرفين على الأشعة إجراء اختبار حساسية قبل الحقن بجرعة الصبغة، لكي يتم إعطاء المريض الأدوية للمريض لإبعاد أي خطر عنه، ومعرفة التاريخ المرضي للمريض.
موضوعات مقترحة
ولكن في حالة الإهمال ليس أمامنا إلا أن نوجه وعي المريض، أن من حقه أن يعرف قبل إجراء أي فحص مدى خطورة الأشعة على جسده، وتحديدا أشعة الصبغة، ومن الضروري أن يعرف المريض أنه يجب أن يجرى له اختبار حساسية؛ قبل الحصول على جرعة الصبغة التي توجه في الجسم قبل إجراء الأشعة.
أشعة الصبغة تصبح آمنه ولكن بمحاذير
وقال الدكتور محمد فاروق استشاري القلب والأوعية الدموية، تأتي كثير من الحالات المرضية في جميع التخصصات يعجز عن تشخيصها الفحص العادي، مما يتطلب إجراء فحص الأشعة بالصبغة، والتي يقلق منها المرضى، لذلك لزم التوضيح، إن الأشعة بالصبغة عبارة عن فحص طبي يتم من خلاله إدخال مادة سائلة إلى جسم الإنسان تدعى "الصبغة".
هذه الصبغة تساعد على رسم العضو المراد تصويره بدقة في الجزء المراد تشخيصه من الجسم، كالشرايين والمخ في حالة الاشتباه في الإصابة بالسرطان، للكشف عن وجود الورم من عدمه.
وأكد فاروق أن الأشعة بالصبغة آمنة على الصحة، ولكن مع مراعاة كافة المحاذير عند إعطائها للمريض، لأنها قد تصيب البعض بالحساسية في مكان إدخال المادة السائلة، ويتم التغلب على تلك المشكلة، بتناول مضادات الهيستامين قبل إجراء الأشعة.
طرق إدخال الصبغة للجسم
تابع فاروق، أن الصبغة المستخدمة في هذه الأشعة يتم إدخالها إلى جسم بأكثر من طريقة عن طريق الفم، لفحص المريء والمعدة، أو عن طريق الحقن الوريدي، لفحص القلب، والأوعية الدموية، والشرايين، والكلى، والحالب، أما عن طريق المهبل وبالتحديد من فتحة البول لفحص الرحم، وعن طريق فتحة الشرج، لفحص القولون والمستقيم.
وتعتبر الصبغة ليس لها آثار جانبية على الصحة إذا تم الحصول عليها عن طريق الفم أو فتحة الشرج، ولكن قد يعاني المريض بالضعف والإرهاق إذا تم إدخال المادة السائلة عن طريق الحقن الوريدي، ولكن سرعان ما يسترد نشاطه بعد مرور بضع ساعات من الخضوع لهذا الفحص.
كما أشار، إلى أهمية فحص الكلى قبل الخضوع للأشعة بالصبغة، للاطمئنان على وظائفها الحيوية، فإذا كانت مرتفعة، يفضل ألا يخضع المريض لمثل هذا الفحص، حتى يقوم بإجراء غسيل الكلى، لأن الصبغة في هذه الحالة قد تزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
ولكن يجب مراعاة أنه توجد خطورة عند خضوع السيدات الحوامل لهذه الأشعة، لأن الصبغة المستخدمة قد تزيد من خطر التعرض للإجهاض أو ولادة أطفال يعانون من تشوهات خلقية.
حساسية الصبغة
قالت الدكتورة آيات حافظ أستاذ مساعد الأشعة، أن حساسية الصبغة تحدث نتيجة رد فعل لمادة تعطى عن طريق الوريد للحصول على رؤية أفضل للأجزاء المريضة والمصابة في الجسم أثناء التصوير الطبي والمسح الضوئي.
ويمكن أن تنتج حساسية الصبغة أعراضًا خطيرة مثل تفاعلات الجلد أو صعوبة التنفس، وتحدث معظم هذه التفاعلات في غضون ساعة من تلقي الصبغة في الوريد، ولكن تزداد خطورتها خلال الدقائق الخمس الأولى، ولكن من الكوارث أنه يمكن أن تحدث أحيانا ردود أفعال متأخرة لمدة تصل إلى أسبوع.
أنواع الأشعة بالصبغة
تابعت أستاذ مساعد الأشعة، أن هناك نوعين من الأشعة بالصبغة، الأولى منها صبغة التباين المعالجة باليود؛ والثانية هي صبغة التباين القائمة على الجادولينيوم.
بالنسبة للصبغة المتباينة باليود وهي تحتوي على اليود وتستخدم في معظم فحوصات التصوير المقطعي وأنواع أخرى من التصوير بالأشعة السينية، ويساعد اليود في الحصول على صور داخل الفراغات المجوفة، مثل الأوعية الدموية والأعضاء.
أما صبغة تباين أساسها الجادولينيوم، فهي تكون على معدن أرضي نادر يعزز عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وبذلك فإن نوعي أشعة الصبغة السابق ذكرهما مختلفان تماما؛ وهذا لايعني أن المريض يعتبر في خطر من النوعين معا، لذلك على المريض دائما أن يسأل أو إذا كان لديه حساسية أو أي مرض عليه أن يخبر الفريق الطبي بهدف مناقشة جميع ردود الفعل مع الفريق الطبي والتمريض المشرف على الفحص.
حساسية الأشعة بالصبغة
وأضافت، يتعرض بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية الصبغة للاستجابة التحسسية مع إنتاج الأجسام المضادة، أو بروتينات المناعة المتخصصة المصممة لمهاجمة مسببات الحساسية، وهذا لا يحدث مع تفاعلات الصبغة المتناقضة، وبدلاً من ذلك، يعتقد أن صبغة التباين هي التي تعمل على إطلاق مواد كيميائية مباشرة، مثل الهيستامين من الخلايا المناعية، مما يؤدي هذا إلى ظهور أعراض تشبه الحساسية.
ويمكن أن تتراوح شدة تفاعل صبغة التباين من خفيفة إلى شديدة التي تهدد الحياة، فالإصابة بحساسية الصبغة الخفيفة تشمل هذه الأعراض، وهي الشعور بالدفء، والغثيان، والتقيؤ، وتحدث الأعراض لفترة قصيرة ولا تتطلب العلاج.
أما في حالة الإصابة بحساسية الصبغة المعتدلة إلى شديدة ردود الفعل، تكون أعراضها القيء الشديد، وتفاعلات الجلد، والتورم، وهذا النوع يحتاج للعلاج.
أما ردود الفعل الشديدة الحساسية المفرطة، وهي حالة طارئة تهدد الحياة ويمكن أن تؤدي إلى صعوبة في التنفس والوفاة، وتكون الأعراض التالي القيء الشديد، القشعريرة، صعوبة في التنفس، تورم في الحلق، صوت عالي النبرة عند التنفس، التشنجات، سرعة دقات القلب، السكتة القلبية، وهي فقدان مفاجئ للوعي، والتنفس، والنبض.
تشخيص حساسية الصبغة
وأشارت انه يتم تشخيص حساسية الصبغة، من خلال حقن المريض بكمية قليلة من الصبغة للتعرف إذا كان الشخص يعاني بالفعل من حساسية الصبغة أم لا.
علاج حساسية الصبغة
من خلال حقن الإبينفرين، الذي يعمل على ارتخاء أنابيب الرئتين أي الشعب الهوائية، مما يسمح بالتنفس بسهولة، وكذلك مضادات الهيستامين، الأدوية التي تمنع عمل الهيستامين، مع إعطاء المريض السوائل الوريدية لانخفاض ضغط الدم والصدمة.