ذهبت لأحد المستشفيات المتخصصة في العيون لتجري أشعة بالصبغة على العين ولم تكن تعلم أنها تخطو إلى نهاية الحياة فبعد أن تناولت الصبغة الخاصة بالأشعة المطلوبة أصابها الإعياء الشديد لدرجة تطلبت وضعها على أجهزة التنفس الصناعي بعد أن تدهورت حالتها الصحية وتوقف القلب والمخ والكلى وتوفت الطفلة مارينا صلاح في الحال بحسب ما أكده تقرير النيابة العامة الذي أفاد بأن مارينا دخلت في هذه المضاعفات بسبب عدم قيام المركز بعمل اختبار الحساسية قبل تناولها الصبغة.
موضوعات مقترحة
وبحسب أطباء متخصصين تحدثوا لـ"بوابة الأهرام" فإن كثيرًا ينتظرهم مصير مارينا القاسي لأن غالبية معامل ومراكز التحاليل لا يطبقون اختبار الحساسية للأشخاص قبل بدأ عمل أشعة الصبغة ونظرًا لخطورة المضاعفات التي قد تحدث وتصل إلى الوفاة فإن الأمر يتطلب تدخلًا عاجلًا ومسئولًا بتنظيم هذا النوع من الأشعة داخل معامل ومراكز التحاليل وكذا المستشفيات فضلًا عن استعدادات طوارئ للتعامل مع أي مضاعفات تحدث للمريض.
ما هي أشعة الصبغة ؟
أشعة الصبغة أو الأشعة الملونة هي التي يستخدم فيها طبيب الأشعة مادة محددة تمتص الأشعة بصورة أعلى من باقي أنسجة الجسم وتسمى بالمواد المتباينة وهي أشعة تشخيصية توضح أدق التفاصيل لتفيد الطبيب في تشخيص الحالة .
الحساسية الدوائية
يقول الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح إن الحساسية الدوائية تحدث للشخص نتيجة فرط استجابة جهازه المناعي للمؤثرات الدوائية الخارجية ويحدث ذلك غالبا بصورة قوية عند أخذ أي أدوية أو مادة كيميائية (الصبغات) عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي .
رد فعل الحساسية الدوائية
وهذا الشخص الذي تحدث لديه حساسية دوائية يتعرض لرد فعل عنيف من جهازه المناعي ضد هذا الدواء أو المادة الكيميائية أو ما تسمى صدمة الحساسية ويختلف رد فعل الجهاز المناعي من شخص لآخر .
مخاطر أشعة الصبغة
وقد تكون هذه الأعراض بسيطة في صورة حكه بسيطة أو طفح جلدي أو تكون شديدة جدا في صورة حساسية مفرطة ويحدث فيها ما يسمى بالوزمة الوعائية ويحدث فيها تورم في الحنجرة والقصبة الهوائية وطفح جلدي وصعوبة شديدة في التنفس وهبوط حاد في الدورة الدموية وهبوط في القلب وقد يؤدي هذا النوع من الحساسية المفرطة الشديدة إلي الوفاة وهذه تفاعلات نادرة الحدوث وليست شائعة .
تجنب مخاطر أشعة الصبغة
وعن الاحتياطات الواجب توافرها عند أخذ الصبغة أو أي دواء يقول الدكتور أمجد الحداد يجب عمل اختبارات حساسية لأي دواء عن طريق الحقن سواء كان مضاد حيوي أو مسكن أو صبغة.
ويوضح رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح أن اختبار الحساسية يتم عمله عن طريق وخز الجلد أو حقنه بالمادة المسببة للحساسية وانتظار لمدة دقائق ورؤية رد فعل الجهاز المناعي على الجلد والذي يظهر في صورة تورم أو احمرار .
وتتساءل "بوابة الأهرام" .. هل هذا الاختبار كافٍ لتحديد ما إذا كان الشخص مصاب بالحساسية الدوائية أو لا ؟
يقول استشاري الحساسية والمناعة يرجي الحيطة والحذر حتى لو كان هذا الاختبار سلبي - بمعنى أن الشخص ليس لديه حساسية - الأمر الذي يستوجب أن يكون المعمل أو المركز لديه الاستعدادات الكافية للحظات الطوارئ خاصة وأن الحساسية تظهر في الاختبار إذا كانت موجودة لدى الشخص بنسبة قوية أما إذا كانت موجودة ولكن نسبتها ضعيفة فقد لا تظهر في الاختبار للأسف ولذلك يجب على معامل ومراكز التحاليل الاستعداد بخطة طوارئ لمواجهة أي رد فعل مفاجئ .
ولكن السؤال هُنا .. هل تجري المعامل والمراكز اختبار الحساسية هذا قبل إقبال الشخص على تناول حقنة الصبغة ؟
للأسف غالبية المعامل والمراكز لا تجري هذا الاختبار مسبقًا وتعطي الشخص حقنة الصبغة دون اختبار مدى تقبل الجسم لها أم لا وهو ما يجعل أشخاص كثيرون معرضون لنفس المصير القاسي الذي واجهته مارينا صلاح فضلًا عن أخريات وآخرون ربما قد احتضنهم نفس المصير في الماضي لنفس السبب ولم يسمع أحد بقصتهم فهل .