راديو الاهرام

ريادة بملف «الصحة الحيوانية».. ومصر مرجعية دولية في أمراض البروسيلا وأنفلونزا الطيور

11-5-2022 | 16:17
ريادة بملف ;الصحة الحيوانية; ومصر مرجعية دولية في أمراض البروسيلا وأنفلونزا الطيوراللحوم الحمراء فى مصر
تحقيق - محمود دسوقي
الأهرام التعاوني نقلاً عن

بشهادة OIE.. معهد بحوث "الصحة الحيوانية" حصن الأمان للتصدي لأمراض الثروة الحيوانية في مصر وإفريقيا

موضوعات مقترحة
«الأهرام التعاوني» تنفرد بنشر الموقف الحالي والتصور المستقبلي لإنتاج "اللحوم الحمراء"
حجم الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء 54.7%.. ونستهلك مليون طن سنويًا 
بدعم من الاتحاد الأوروبي.. تمويلات ضخمة وخدمات فنية ضمن برنامج "التنمية الزراعية" لخدمة مربي الماشية
تجارب ناجحة بمعهد "الإنتاج الحيواني" لأقلمة السلالات الأجنبية وزيادة معدلات إنتاج اللحوم والألبان
افتتاح معمل ومركز تدريب دولي للأشقاء الأفارقة بمجال "الصحة الحيوانية" بأسوان قريبًا 
د. ممتاز شاهين: 38 معملًا فرعيًا بالمحافظات والمناطق الحدودية والموانئ للتأكد من سلامة الأغذية ذات الأصل الحيواني
د. سماح عيد: نجاح منظومة "المنشآت المعزولة" مكّن مصر من تصدير اللحوم البيضاء للأسواق العالمية 
د. أحمد عبد الحفيظ: السلالات المتخصصة في إنتاج اللحم تحقق معدل تحويل يومي 2 كيلو في الماشية 
د. علي عبد المحسن: استقرار الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي نتيجة طبيعية لاهتمام القيادة السياسية بالقطاع الزراعي 

جهود مُضاعفة تبذلها الدولة بتكامل قطاعاتها، لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، فإلى جانب تلبية الاحتياجات ذات الأصل الزراعي، تتركز الجهود حاليًا لتوفير اللحوم الحمراء محليًا والتي تُستهلك في السوق المحلي بكميات تتخط مليون طن سنويًا، بنسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 55%.

ولعل الخطوة الأولى لزيادة معدلات الإنتاج الحيواني، وتقليص الفجوة فى إنتاج اللحوم، هى الحماية من الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية المنتشرة والتى تسبب خسائر فادحة للمربين، وهنا يبرز الدور المهم للمعاهد البحثية المتخصصة ومنها معهد بحوث الصحة الحيوانية ومعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابعان لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، حيث يعمل الأول كحائط صد أمام الأوبئة والأمراض التى تهدد الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، كما يعمل الثانى على انتخاب السلالات عالية في إنتاج اللحم والألبان، والحفاظ على السلالات المحلية التى تتميز بصفات تناسلية لا تتمتع بها السلالات المستوردة. 

ووفقًا لما أعلنته وزارة الزراعة مؤخرًا، فإن إنتاجنا المحلى من اللحوم الحمراء، بلغ 520 ألف طن، يساهم فيها مشروع البتلو بـ 50 ألف طن، وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتى مقارنة بحجم الاستهلاك 54.7 %، حيث تستهلك مصر سنويًا ما يقارب 950 ألف طن لحوم حمراء.

«الأهرام التعاوني» ترصد الوضع الحالى لإنتاج واستهلاك اللحوم الحمراء فى مصر، والدور المحورى للمعاهد البحثية المتخصصة فى زيادة معدلات الإنتاج والحماية من الأمراض المحلية والعابرة للحدود، خاصة بعد تحقيق معهد بحوث الصحة الحيوانية إنجازًا عالميًا غير مسبوق بعد اختيار معملين تابعين له، من قبل المنظمة العالمية للصحة العالمية OIE، تحت مُسمى المعمل المرجعى الدولى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمرض (انفلونزا الطيور)، والمعمل المرجعى الدولى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمرض (البروسيلا)، ضمن 6 معامل اختارتهم المنظمة على مستوى العالم فى إفريقيا وآسيا وأوروبا، لتصبح مصر ممثلة ومسئولة عن القارة الأفريقية فى هذين المرضين لتقديم الدعم الفنى والتقنى والتدريب وإجراء التشخيصات المرجعية.

أكد الدكتور ممتاز شاهين، مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، أن الدولة المصرية تشهد طفرات حقيقية فى مختلف المجالات وعلى رأسها القطاع الزراعي، الذى يُطبق منظومة متكاملة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة من خلال وزارة الزراعة، لتحقيق الأمن الغذائى كجزء رئيسى من الأمن القومى المصري، مضيفًا أن معهد بحوث الصحة الحيوانية تحت مظلة برامج التنمية الشاملة، يُشارك فى المشروعات القومية لتحقيق أهداف التنمية، لتقديم خدمات رئيسية منها، حماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية والفصيلة الخيلية والحيوانات المنزلية من الأمراض، سواء كانت أمراض متوطنة كالحمى القلاعية والبروسيلا، أو أمراض وافدة مثل كورونا، والأمراض المعاودة للظهور ومنها حمى الوادى المتصدع، وحتى الأمراض العابرة للحدود التى تتصف بالقدرة على الانتقال من دولة إلى دولة ومن قارة لأخرى فى فترة وجيزة.

وأوضح، أن الدور الرئيسى للمعهد فى حماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، يتم بالتنسيق الكامل والتعاون مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، للمتابعة الحثيثة والرصد لهذه الأمراض، فى القطاعات الحكومية والخاصة ولدى صغار المربين، حيث يتبع المعهد 38 معملا فرعيا مجهزا بأعلى الإمكانيات فى مختلف المحافظات والمناطق الحدودية والموانئ، وتتعاون تلك الفروع بشكل وثيق مع مديريات الطب البيطرى بالمحافظات، للمتابعات الميدانية بشكل عام، والزيارات الرقابية على القطاع الحكومى للتأكد من مستوى الخدمة الفنية المقدمة للمربين، ومعامل مجهزة فى الموانئ تعمل على مدار 24 ساعة بحيث لا يستغرق فحص العينة 72 ساعة، باستثناء عينات تحتاج استكمال بعض الاختبارات مما يجعلها تستغرق أسبوع، كما يقوم المعهد من خلال معامله المختلفة بتنفيذ خطط الطوارئ والتشخيص السريع والمبكر، لحماية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية من الأمراض.

غذاء صحى وآمن

وأشار الدكتور ممتاز شاهين، إلى أن الهدف الثانى الذى يعمل معهد بحوث الصحة الحيوانية على تحقيقه هو، توفير غذاء صحى وآمن من أصل حيوانى للمواطنين، من خلال المعمل المرجعى لفحص الأغذية ذات الأصل الحيواني، إضافة إلى مركز التميز بسلامة الغذاء على مستوى إفريقيا، (تم اختيار مصر فقط فى إفريقيا لتكون مركز تميز) منذ 2019، وهو ما يؤكد الريادة المصرية فى مختلف المجالات، كما يتضمن المعهد وحدة للوبائيات للفحص والمسح واتخاذ الإجراءات اللازمة، والتحليل العلمي، مضيفًا (عند توارد أنباء بوجود وباء لحمى الوادى المتصدع فى دولة ليبيا الشقيقة، توجه على فريق من وزارة الزراعة ممثل من معهد بحوث الصحة الحيوانية والهيئة العامة للخدمات البيطرية، لمباشرة الحدود الغربية ومسح الحيوانات الموجودة، لمنع دخول المرض، حيث يلتزم المعهد بالعمل تحت شعار «عالم واحد صحة واحدة».

وأوضح الدكتور ممتاز شاهين، أنه فى حالة وجود أعراض تنفسية فى أى مزرعة دواجن، يتلقى المعهد البلاغ بالتنسيق مع الإدارات البيطرية أو المقار الرئيسية، ويتم تنفيذ زيارة ميدانية بالتنسيق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، لعمل مناظرة للمزرعة ومسح للعينات، وخلال 24 ساعة يتم الرد على المُبلّغ بنوع المرض والعترة، كما يتم إبلاغ وزارة الصحة والهيئة العامة للخدمات البيطرية، وكذلك وزارة البيئة للتخلص الآمن من النافق، وهنا تتوزع الأدوار على الهيئة العامة للخدمات البيطرية التى تعرف بوجود بؤرة بالمرض وتحجر على المزرعة لمنع بيع الطيور للمواطنين، ومسئولى الصحة يوقعون الكشف على العمال والمواطنين المحيطين بالمزرعة، بينما يبقى دور مسئولى البيئة فى التخلص من النافق بشكل آمن، ومنع إلقاء الطيور النافقة أو الحيوانات فى الطرقات أو المصارف.

واستطرد قائلاً: يقوم المعهد أيضًا بفحص جميع الأغذية ذات الأصل الحيوانى التى ترد إلى الموانىء المصرية من خلال المعامل المجهزة فى الموانىء، فهناك كتائب من العلماء والباحثين بالمعهد يصل عددهم إلى 3 آلاف عالم وباحث، كما أن المعهد ومعامله وفروعه تضمن حوالى 98% من أحدث الأجهزة الموجودة على مستوى العالم، وهو ما يعنى وجود طاقة تشغيلية وقدرة تشخيصية عالية، واستعداد تام للتعامل مع أى طارىء، ومثال ذلك مرض إنفلونزا الطيور بالدواجن والذى يتضمن 2 جين H وN، فبجهود الباحثين تم توفير جميع الاحتياطات اللازمة للتعامل مع تحورات المرض. 

مركز لتدريب الأفارقة فى أسوان

وأضاف مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، أن هناك معملا مجهزا على الحدود المصرية السودانية، وتم تجهيز «المعمل المتنقل» بأحدث الإمكانيات العالمية، وهو غير موجود على مستوى إفريقيا أو الشرق الأوسط، ويتضمن مستوى أمان عال، وبالتوازى يتم تجهيز معمل فى محافظة أسوان سيتم افتتاحه قريبًا، كمعمل ومركز تدريب للأشقاء الأفارقة، وهو ما يساهم فى تنشيط حركة السياحة وتوفير فرص عمل.

الحماية من الأمراض المشتركة

وأكد الدكتور ممتاز شاهين، أن من الأدوار الرئيسية لمعهد بحوث الصحة الحيوانية، حماية الصحة العامة من الأمراض المشتركة، وذلك بالتنسيق بين وزارات الزراعة والصحة والبيئة، لمنع انتقال الأمراض من الحيوان للإنسان والعكس، خاصة وأن هناك أكثر من 300 مرض 80% منها ذات أصل حيواني، وبناءً عليه نعمل على تجفيف المنابع لمنع انتشار هذه الأمراض أو إصابة الإنسان بها، فضلا عن تدعيم صناعة اللقاحات البيطرية بالتنسيق مع معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية بالعباسية، والتنسيق مع مسئولى مدينة اللقاحات التى يتم تجهيزها بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وشركات القطاع الخاص، للعمل على زيادة إنتاج اللقاحات والأمصال محليًا وتخفيض فاتورة استيرادها، خاصة وأنه يتم استيراد حوالى 90% من اللقاحات اللازمة للقطاع الداجني، وكذلك لقاحات الحيوانات المزرعية، ويوفر المعهد من خلال بنك المعزولات التابع له المعزولات والعترات المحلية السليمة والنقية، التى تعتبر بمثابة النواة الرئيسية لتصنيع اللقاح الفعال الكفء.

تقنية الوراثة العكسية

وأشار الدكتور ممتاز شاهين، إلى تقنية «الوراثة العكسية» بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، والتى تتضمن التعامل مع الفيروس أو العترة للتقليل من خطورته وقوته، بحيث يكون آمن فى التعامل، مما يوفر فى تكاليف إنتاج اللقاحات، وهى تعتبر تقنية جديدة فى إنتاج اللقاحات البيطرية، كما يقدم المعهد نوع ثالث من أنواع الدعم لصناعة اللقاحات البيطرية من خلال «مركز حيوانات التجارب» وهو بمثابة مستوى أمان حيوى ثالث، وهو إنجاز غير موجود فى المنطقة العربية، ومن خلاله يقدم المعهد خدماته لجميع القطاعات المعنية بالدولة، ومثال على ذلك إجراء التجارب الخاصة بلقاحات إنفلونزا الطيور والجمبورو فى الدواجن، من خلال توفير بيئة آمنة لإجراء التجارب على الفيروسات والبكتيريا ذات الخطورة العالية على الحيوان والإنسان.

وأوضح الدكتور ممتاز شاهين، أن الدور الرئيسى أيضًا لمعهد بحوث الصحة الحيوانية، عمل مخرجات بحثية تطبيقية لجميع الأمراض لتحسين الثروة الحيوانية والداجنة والسميكة، والاهتمام بقطاع الخيول كثروة قومية مهمة، والحيوانات الأليفة نظرًا لزيادة الاهتمام بها، إلى جانب التوعية والإرشاد والتدريب فى مجال تنمية الثروة الحيوانية والتعامل مع الشركات من خلال مركز التدريب، وهو متفرع فى مختلف المحافظات، وهناك قوافل بيطرية شاملة فى المحافظات، بالتنسيق بين المعهد ومعهد بحوث تناسليات الهرم، والهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومعهد بحوث اللقاحات والأمصال بالعباسية، وصندوق التأمين على الماشية.

إنجاز عالمى غير مسبوق

ونوه الدكتور ممتاز شاهين، إلى إنجاز عملى وعالمى غير مسبوق حققه معهد بحوث الصحة الحيوانية مثّل طفرة حقيقة للدولة المصرية، ففى مايو 2021 عندما أجرت المنظمة العالمية للصحة العالمية OIE التى تضم 186 دولة عضو على مستوى العالم، منافسة بالملفات لاختيار معامل مرجعية للمنظمة على مستوى العالم، تم اختيار 6 معامل مرجعية منها 2 فى أوروبا (ألمانيا وفرنسا) و2 فى آسيا (الصين واليابان) و2 فى إفريقيا فى مصر بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، وهو إنجاز حقيقى يفخر به علماء وباحثين معهد بحوث الصحة الحيوانية وكل مصري، والمعمل المرجعى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية يكون لـ «مرض»، ومعهد بحوث الصحة الحيوانية ممثلاً لمصر مسئول الآن من خلال معملين مرجعيين تحت مسمى، المعمل المرجعى الدولى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمرض (انفلونزا الطيور)، والمعمل المرجعى الدولى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية لمرض (البروسيلا)، عن مرضين هما (إنفلونزا الطيور والبروسيلا)، بعد أن تم اختيار مصر لتكون ممثلة ومسئولة عن القارة الأفريقية فى هذين المرضين لتقديم الدعم الفنى والتقنى والتدريب والتشخيصات المرجعية.

وأضاف مدير معهد بحوث الصحة الحيوانية، أن هناك تعاون وثيق العديد من الدول الأفريقية فى مجال الصحة الحيوانية، لتقديم أشكال الدعم الفنى والتقنى اللازم، وهناك تعاون واستقبال لوفود من السودان وجنوب السودان ونيجيريا وبعض الدول الأفريقية والآسيوية، بمركز التدريب الدولى للتدريب بالعلاقات الخارجية الزراعية، إضافة إلى دورات تتم من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، من خلال وكالة الشراكة من أجل التنمية فى إفريقيا والتى نفذت دورات لوفود 22 دولة أفريقية.

أقسام بحثية متخصصة

وفى سياق متصل، أكدت الدكتورة سماح عيد، أستاذ البكتريولوجى ووكيل معهد بحوث الصحة الحيوانية لشئون التشخيص وصحة الأغذية، أن المعهد يضم 14 قسما ووحدة متخصصة فى المقر الرئيسي، إضافة إلى 38 معملا فرعيا فى المحافظات، وكل معمل له مجموعة مختلفة من الاختصاصات حسب الاحتياج للخدمة البيطرية وكثافات الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكي، لفحص الأمراض التى لها علاقة بالصحة العامة والصحة الحيوانية والثروة القومية فى القطاعات السمكية والداجنة واللحوم والحياة البرية، وهناك علماء متخصصون فى الحياة البرية، ويتم العمل بالتنسيق مع وزارات البيئة والصحة، والشريك الأساسى وهو الهيئة العامة للخدمات البيطرية، موضحة أن هناك تكاملا وتنسيقا تاما بين المعهد والهيئة العامة للخدمات البيطرية، التى يميل دورها أكثر إلى العمل الحقلي، وبينما يتركز دور المعهد بشكل أكبر فى الفحص المعملى والتشخيص والدراسات وبرامج التقصى والرصد المبكر للأمراض، حيث يتم تنفيذ برامج تقصى على قطاعات الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، على مستوى المحافظات والمناطق الحدودية، وفى حالة وجود حالات وبائية فى الدول المحيطة أو التى نستورد منها أو أمراض موسمية وطيور المهاجرة، يتم اتخاذ إجراءات وقائية وعمل ندوات توعية ومسوح وعينات للتأكد من سلامة الأوضاع لمنع دخول الأمراض، فالهدف الرئيسى هو السيطرة والحد من الانتشار والاحتواء الحيوى للأمراض، ومن أهم الإنجازات العظيمة التى تحققت فى مايو 2020، نجاح منظومة المنشآت المعزولة والخالية من إنفلونزا الطيور والتى سمحت لمصر بتصدير منتجاتها من الدواجن. 

ولفتت وكيلة معهد بحوث الصحة الحيوانية لشئون التشخيص وصحة الأغذية، إلى أنه من أهم الأدوار التى يقوم بها المعهد مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فتح مجالات التصدير والأسواق الجديدة للدواجن المصرية، ومن خلال نجاح برامج السيطرة فى مرض إنفلونزا الطيور، تمكن العاملون فى القطاع الداجنى من تصدير الدواجن المصرية، بعد اعتراف OIE ببرنامج السيطرة والذى كان المعهد شريك رئيسى فيه مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية والقطاع الخاص فى صناعة الدواجن، خاصة وأننا نتمتع باكتفاء ذاتى من بيض المائدة وشبه اكتفاء ذاتى من الدجاج اللاحم، لافتة إلى أن المعهد يهتم أيضًا بمتابعة مراكز تجميع الألبان، لضمان وصول ألبان صحية وآمنة ذو قيمة غذائية عالية للمواطنين، خاصة وأننا نتمتع باكتفاء ذاتى من الألبان السائلة، ويهتم المعهد من خلال الفرق الميدانية والفروع بالمحافظات بنشر الوعى فى كيفية التصرف الآمن فى المخلفات الحيوانية، وطرق معالجتها قبل استخدامها فى تغذية التربة كأسمدة عضوية، لمنع انتقال الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية للتربة الزراعية.

الأمراض العابرة للحدود

وفيما يتعلق بالتوعية ضد مخاطر التعامل المباشر مع الطيور المهاجرة، أشارت الدكتورة سماح عيد، إلى أن معهد بحوث الصحة الحيوانية يقوم بدور رئيسى فى توعية المواطنين فى المدن التى تمثل مسارات ومهابط للطيور المهاجرة، خاصة فى دمياط وبورسعيد والدقهلية وأسوان، للتحذير من التعامل المباشر مع تلك الطيور أو صيدها واختلاطها بالطيور المنزلية، كما نقدم نصائح حول كيفية التعامل معها للاستفادة منها دون ضرر، ويقوم المعهد أيضًا بتنفيذ حملات تقصى موسعة بالتعاون مع وزارة البيئة، فى مناطق هبوط الطيور المهاجرة، خاصة وأنها طيور شديدة المقاومة للأمراض لكنها ناقل جيد لها.

البروسيلا وعلاقتها بالعقم

وأشارت الدكتورة سماح عيد، إلى الأهمية التى يمثلها المعمل المرجعى لمرض البروسيلا، فهو مرض مشترك يسبب خسائر كبيرة جدًا للمواشى ويتسبب فى حالات الإجهاض والعقم للمواشي، كما ينتقل للإنسان عبر الألبان ويتسبب فى الإصابة بالعقم والإجهاض للرجال والنساء، مضيفة أن «المعمل المرجعي» يعنى الدخول فى بحوث دولية مع المعامل الدولية المرجعية على مستوى العالم للحصول على هذه الثقة، وتحمل مسئولية تقديم الدعم الفنى للدول المجاورة وتأكيد المعزولات واختبارات الكفاءة المعملية وهو إنجاز غير مسبوق تمكن معهد بحوث الصحة الحيوانية من تحقيقه، بجهود الباحثين والعلماء والعطاء الذى لا ينقطع أيضًا من الأساتذة المتفرغين بالمعهد. 

ومن ضمن الإنجازات المتحققة فى حماية الثروة الحيوانية، وفقًا للدكتورة سماح عيد، وجود المعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، وهو بمثابة مؤسسة داخل المؤسسة فى المعهد، والمعمل يأتى على رأس 6 معامل فرعية تغطى قطاعات الجمهورية للرقابة على الإنتاج الداجني، وبدأ المعمل مسيرة الاعتماد الدولى فى المواصفة القياسية الدولية 17025 (مواصفة معامل الاختبار والمعايرة) فى 2005، وهو ما يؤكد الرؤية الثاقبة من إدارة المعهد آنذاك، لتجهيز المنظومة قبل ظهور الأمراض، ومن هنا يكون دور المعهد ليس فقط فى التصدى للأمراض الحيوانية، ولكن أيضًا فى الرصد والمتابعة محليًا ودوليًا واتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة، والمعهد لديه 380 اختبارا معتمدا دوليًا، بمعنى أن تقرير النتيجة من المعامل فى معهد بحوث الصحة الحيوانية معترف به دوليًا؛ أى أنه فى أعلى درجات الدقة والمصداقية للنتائج.

خدمات قومية

وأوضحت وكيلة معهد بحوث الصحة الحيوانية لشئون التشخيص وصحة الأغذية، إلى أن المعهد يتضمن أيضًا وحدة رئيسية لتنسيب الخيول العربية الأصيلة، تعمل على استخراج أو تأكيد شهادة النسب للخيول والسلالات الأصيلة، إضافة إلى التنسيق والتعاون الكامل مع محطة الزهراء للخيول، لدعم جهودها واختباراتها كمشروع قومى أصيل وتاريخي، وفيما يتعلق بالإنتاج السمكى هناك تعاون كامل مع جهاز حماية وتنمية الثروة السمكية (الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية سابقًا)، لخدمة القطاع السمكي، حيث شارك المعهد فى حل مشكلة بحيرة قارون، من خلال فحص العينات وإبداء التوصيات اللازمة، كما يقدم المعهد خدمات التحليل للمشروعات السميكة سواء أحوض ومزارع وبحيرات أو حتى فى نهر النيل، وكذلك الكشف على الزريعة السمكية المستوردة والتأكد من سلامتها من خلال إجراء الاختبارات المحجرية، وشارك المعهد أيضًا فى المشروع القومى للاستزراع السمكى فى بركة غليون، فى تجهيز وتشغيل المعامل وحصولها على الاعتماد.

سلالات عالية إنتاج اللحم

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أستاذ رعاية حيوان، ورئيس قسم بحوث تربية الأبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن إنتاج اللحوم عملية اقتصادية بحتة للحصول على هامش ربح مناسب، ولن يتم تحقيق هذا الربح إلا من خلال الاهتمام بتربية سلالات عالية التحويل للحم أو الألبان أو السلالات ثنائية الغرض (اللحم والألبان).

وأضاف الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أن هناك سلالات متخصصة فى إنتاج اللحم تُعطى معدل تحويل حتى 2 كيلو و2 كيلو وربع يوميًا، ومن بعض السلالات عالية تحويل اللحم، أبردين أنجس، الأنجس الأحمر، والهرفورد، والشورتهورن اللحم، والشاروليه، وإلى جانب سلالات إنتاج اللحم أو الألبان، هناك سلالات ثنائية الغرض للحوم والألبان وسلالات أخرى للحوم والعمل فى الحقول لكن قل الإقبال عليها بسبب انتشار الميكنة الزراعية.

وأوضح رئيس قسم بحوث تربية الأبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن معدلات تحويل السلالات العادية غير اقتصادى بالنسبة للمربين، ويكون معدل تحويل اللحم فيها من 800 جرام حتى 1 كيلو فى اليوم، ويصل معدل التحويل فى سلالات الخليط 1.3 إلى 1.4 كيلو فى اليوم، مضيفًا أن هناك مزارع متخصصة فى تسمين المواشى لإنتاج اللحم سواء لصالح المزرعة أو للمزرعة والبيع للمربين الآخرين، حيث تلجأ بعض المزارع لاستيراد كميات تفوق طاقتها للحصول على سعر أقل. 

محطات الإنتاج الحيواني

وأشار الدكتور أحمد عبد الحفيظ، إلى أن هناك محطات تابعة لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، موجود بها سلالات الفريزيان لإنتاج اللبن والنوع الخليط وهو نوع غير متخصص فى إنتاج اللحم أو اللبن ويعطى (معدل تحويل اللحم 1.3 إلى 1.5 كيلو فى اليوم)، كما توجد فى بعض المحطات سلالات الأبردين أنجس وهى سلالة لحم مستوردة ومطروحة للمربين حاليًا فى محطة سخا بكفر الشيخ، وهذه السلالة تحقق معدل تحويل عالى يصل إلى 1.7 إلى 1.8 كيلو فى اليوم، وهذه النوعيات المتخصصة من السلالات تحتاج إلى برنامج غذائى سليم للمساعدة فى الوصول إلى أعلى معدل تحويل للحم، وهناك محطات أخرى تابعة للمعهد فى الغربية (محطة الجميزة)، وفى دمياط (محطة السرو)، موضحا أنه على الرغم من تسبب التهجين فى تقليل نسب التحويل للحم والألبان، إلا أنه يتم لتحقيق الأقلمة للسلالات الأجنبية مع المناخ المصري، وتعمل محطات البحوث للحفاظ على السلالات المحلية رغم ضعف إنتاجها فى اللحم واللبن، نظرًا لتحملها الظروف المناخية بشكل كبير كما أنها منتظمة فى التناسل والإنجاب سنويًا، وهى صفة غير موجودة فى السلالات المستوردة التى كلما زاد حجمها ووزنها قلت كفاءتها التناسلية. 

واستطرد رئيس قسم بحوث تربية الأبقار بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، قائلاً إن الأبقار لها النصيب الأكبر فى توفير اللحوم الحمراء نظرًا لكثرة أعدادها مقارنة بالجاموس والأغنام، كما أن ذوق المستهلك يتجه إلى لحوم الأبقار بسبب جودتها العالية وسهولتها فى الطهي، مقارنة بلحوم الجاموس الخشنة صعبة الطهي، حيث يعتمد الجاموس على المواد الغذائية الخشنة التى تجعل نسب الألياف فى اللحوم بمعدلات أكبر. 

الدور الإرشادي

وفيما يتعلق بالدور الإرشادى لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أضاف الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أن المعهد يقوم بتنظيم دورات توعية وإرشاد مجانية للفئات المستهدفة من مربين المواشى والدواجن والأسماك، للعمل على زيادة معدلات الإنتاج الكمى والكيفى والحفاظ على القطعان، وهناك دورات عملية فى المحطات تصل مدتها إلى 21 يومًا، ويتمكن خلالها المربى من ملامسة الواقع والقيام بالخطوات العملية فى التربية، للإلمام بكل المعلومات اللازمة حول نشاط تربية المواشى وتحقيق أعلى معدل تحويل سواء فى اللحوم أو الألبان. 

وأوضح الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أنه بالنسبة لحماية قطعان المواشى من الأمراض، فالوقاية أفضل من العلاج، وهو شعار لابد من إتباعه من قبل المربين لتجنب إصابة المواشى بالأمراض، وتتمثل أهم خطوات الوقاية فى تحصين المواشى ضد الأمراض قبل الإصابة، ففى حالة الإصابة فعليًا يكون العلاج مجرد معالجة أعراض وليس معالجة الأمراض، كما أن التحصين المُسبق يكوّن فى جسم الحيوان أجسام مناعية تقاوم الأمراض، وتجدر الإشارة إلى أن السلالات المحلية من الماشية أكثر مقاومة للأمراض والظروف المناخية، وتليها بعد ذلك السلالات الخليط، لكن هناك أمراض فيروسية شديدة الضراوة تنتشر سريعًا ويصعب علاجها بسبب سرعة تحور الفيروسات، وهنا تأتى أهمية التحصين المسبق ضد الأمراض، ومن أشهر أمراض الثروة الحيوانية، الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع والجلد العقدى والتهاب الضرع، وهى أمراض تسبب خسائر كبيرة فى الثروة الحيوانية.

برنامج التنمية الزراعية

وأشار الدكتور أحمد عبد الحفيظ، إلى الأهمية الكبيرة التى يمثلها مشروع «برنامج التنمية الزراعية»، لمنح القروض للإنتاج الحيوانى لإنتاج اللحم والألبان، فهو مشروع ممول من الإتحاد الأوروبى بدأ عام 1993، ويتم من خلاله منح مربين المواشى قروض ميسرة بفائدة 7.5% متناقصة على سنة و3 سنوات وخمس سنوات، وتم تسليم المشروع حاليًا إلى وزارة الزراعة، واستفاد منه الآلاف من المزارعين بمختلف المحافظات، ويحق للمزارع الملتزم بالسداد الاستفادة من المشروع أكثر من مرة، ويُقدم المشروع الدعم المادى والفني، حيث يتم إلى جانب منح القرض التواصل مع المستفيدين من البرنامج لحل المشكلات فى تربية الثروة الحيوانية ومكافحة الأمراض والتوعية والنصائح اللازمة فى التربية وكذلك تصويب الأخطاء التى يقع فيها بعض المربين فى التربية، لضمان سلامة إجراءات التربية وتحقيق المستهدف سواء فى إنتاج اللحوم أو الألبان.

معدلات الإنتاج

ونظرًا للأهمية القصوى التى يمثلها الإنتاج الحيواني، خرجت العديد من الدراسات التى اهتمت برصد الموقف الحالى لإنتاج اللحوم فى مصر ومعدلات الاستهلاك، ومنها دراسة «الموقف الحالى والتصور المستقبلى للحوم الحمراء» بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي.

وأكد الدكتور على عبد المحسن، مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، أنه الدولة تولى اهتمامًا كبيرًا بزيادة معدلات الإنتاج الحيواني، سواء كان فى اللحوم أو الدواجن أو الأسماك، لتوفير الكميات اللازمة من الغذاء البروتينى للمواطنين بأسعار مناسبة، من خلال التكامل والتنسيق المشترك بين مختلف القطاعات العاملة فى هذا المجال.

وأكدت دراسة بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى بعنوان «الموقف الحالى والتصور المستقبلى للحوم الحمراء»، باعتبارها من أهم مصادر البروتين وتزايد الطلب الاستهلاكى عليها بمصر، والصادرة فى مارس 2021، أن الحيوانات المنتجة للحوم الحمراء فى مصر تشمل الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل والتى قدرت بنحو 4387، 3432، 5305، 3974، 155 ألف رأس عام 2017، وتبين انخفاض أعدادها بنحو 1579، 2005، 3224، 2997، 64 ألف رأس عام 2019 تمثل نحو 36.0%، 58.4%، 60.8%، 75.4%، 41.3% عن مثيلتها فى عام 2019 على الترتيب، قد يرجع هذا الانخفاض لتلك الأعداد إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وأجور العمالة وقصور فى المشروعات الحكومية لزيادة الثروة الحيوانية، مع زيادة المعدلات السكانية، وزيادة الاستهلاك المحلى المتلاحق. 

ووفقًا للدراسة، تبين زيادة إجمالى أعداد المذبوحات بالمجازر الحكومية المصرية خلال متوسط الفترة (2019-2017) حيث ارتفع من حوالى 1.584 مليون رأس عام 2017 إلى حوالى 1.978 مليون رأس عام 2018 بزيادة قدرت بحوالى 394 ألف رأس تمثل نحو 24.9% من إجمالى أعداد الماشية عام 2017، وترجع هذه الزيادة لزيادة أعداد رؤوس الحيوانات الحية المحلية بوجه عام، وزيادة رؤوس الأبقار المحلية على وجه خاص حيث زادت من نحو 37.8 ألف رأس عام 2017 إلى نحو 93.4 ألف رأس عام 2019، بمعدل تغير بلغ نحو 147.1%.  ونوهت الدراسة، إلى أنه بالنسبة للإنتاج اللحوم الحمراء من المذبوحات بالمجازر الحكومية تبين أنها قد أخذت فى التزايد خلال الفترة (2017-2019) حيث زاد إنتاج هذه المذبوحات من حوالى 251 ألف طن عام 2017 إلى حوالى 306 ألف طن عام 2019 بزيادة قدرها 55 ألف طن تمثل نحو 21.9% عن مثيله فى عام 2017، وترجع هذه الزيادة لزيادة كميات اللحوم المحلية بوجه خاص، كما تبين أن هناك تناقصًا فى إجمالى المذبوحات المستوردة من الأبقار داخل المجازر الحكومية حيث نقصت من حوالى 52.7 ألف طن عام 2017 إلى حوالى 40 ألف طن.

الأسعار

وفيما يتعلق بالأسعار، بينت الدراسة أن أسعار اللحوم الحمراء الحية المتداولة فى السوق المصري، المتوقع فى (يونيو - 2021) أن تستمر الزيادة فى أسعار اللحوم الحمراء على مستوى سوق الجملة لكل من الأبقار، الجاموس، الماعز والجمال ليصل سعر الكيلوجرام من اللحوم إلى حوالى 53.2، 52.0، 62.2، 42.5 جنيه بنسبة تغير تبلغ نحو 3.9%، 5.7%، 10.7%، 4.7% عن مثيلتها المقدرة فى عام 2020 على الترتيب، وترجع الزيادة فى أسعار اللحوم الحية بسوق الجملة لزيادة الطلب الاستهلاكي، ومحاولة التجار تعويض ما فقدوه من أرباحهم عن فترة انخفاض الأسعار بعام 2020، وكذلك الارتفاعات فى أسعار الأعلاف خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ويرجع الانخفاض فى معدلات الزيادة فى أسعار التجزئة للأنواع المتداولة من اللحوم الحمراء لعام 2021 لحدوث استقرار ملحوظ فى الأسعار وزيادة كميات اللحوم المجمدة فى الأسواق. 

معدلات الاستيراد

وأشارت الدراسة، إلى بيانات منظمة الأمم المتحدة لبيانات التجارة الخارجية؛ والتى جاء فيها أن قيمة الواردات المصرية من اللحوم بلغت حوالى 14394 مليون جنيه (1412 مليون دولار) عام 2016، ثم ارتفعت إلى نحو 35359 مليون جنيه (2111 مليون دولار) فى عام 2019 بمقدار زيادة يبلغ 20965 مليون جنيه بنسبة تقدر بنحو 146% مقارنة بعام 2016، ويرجع هذا للصعود فى سعر الصرف فى عام 2019 مقارنة بعام 2016 حيث ازداد بمقدار 6.5 (جنيه / دولار) بنسبة تقدر بنحو 64.2% مقارنة بعام 2019، وهو ما يزيد من الأعباء على فاتورة واردات اللحوم بشكل كبير مما يستدعى معه ضرورة ضبط المعروض من الدولارات فى السوق، وبالنسبة للواردات المصرية من لحوم الأبقار المجمدة، فإن كمية الواردات المصرية من لحوم الأبقار المجمدة قد ارتفعت لتصل نحو 279 ألف طن عام 2019، وبنسبة تغير بلغت نحو 17.9% مقارنة بعام 2019 والبالغ 279 ألف طن، كما زادت قيمة واردات لحوم الأبقار المجمدة من حوالى 10.2 مليار جنيه (1.0مليار دولار) فى عام 2016 لتصل إلى حوالى 25.1 مليار جنيه (1.5مليار دولار) فى عام 2019 بمقدار زيادة حوالى 14.8 مليار جنيه (0.491 مليار دولار) يمثل نحو 49% عن مثيله فى عام 2016، كما يلاحظ ارتفاع قيمة الواردات من اللحوم المستوردة لعام 2019 مقارنة بعام 2018 بمقدار 4.5 مليار جنيه (0.345 مليار دولار) بنسبة تغير بلغت نحو 22%، 30% لكل من القيمة بالجنيه والقيمة بالدولار مقارنة بعام 2018 على الترتيب، مما يشير إلى انخفاض معدلات الزيادة مقارنة بعامى 2016، 2019 الأمر الذى يمكن القول معه بأن ثمة تحسنا فى المعروض السوقى من الدولار والاتجاه نحو الاستقرار خلال الأعوام 2018، 2019، بينما قدر متوسط سعر طن اللحم البقرى المستورد بحوالى 8981 جنيه/طن (5024 دولار) فى عام 20109 بزيادة بلغت نحو 0.16% عن مثيله بالجنيه فى عام 2018، وبنقص بلغ نحو 6.7% عن مثيله بالدولار فى عام 2019.

وبالنسبة للواردات المصرية من لحوم الأبقار الطازجة/المبردة، فإن كمية الواردات المصرية من لحوم الأبقار الطازجة بلغت حوالى 0.597 مليون طن فى عام 2016 وتزايدت لتبلغ حوالى 5.247 مليون طن فى عام 2019 بمقدار 4.650 مليون طن، وبنسبة زيادة بلغت نحو 779% عن مثيلتها فى عام 2016، وترجع هذه الزيادة الكبيرة فى حجم الواردات بين عام 2016، وعام 2019 إلى التوسع الكبير فى الاستيراد التى انتهجته الحكومة خلال تلك الفترة لمواجهة الطلب الاستهلاكى المتزايد وتراجع الإنتاج المحلى عن الوفاء بمتطلبات السكان من اللحوم، كما زادت قيمة واردات لحوم الأبقار من حوالى 37مليون جنيه (3.6مليون دولار) فى عام 2016 لتصل إلى حوالى 461 مليون جنيه (27.5مليون دولار) فى عام 2019 بمقدار زيادة حوالى 424 مليون جنيه (23.9 مليون دولار) يمثل نحو 1146% عن مثيله بالجنيه فى عام 2016، بينما قدر متوسط سعر طن اللحم البقرى المستورد بحوالى 87860 جنيه/طن (5241 دولار) فى عام 2019 بزيادة بلغت نحو 41.7% عن مثيله بالجنيه فى عام 2016، وبنقص بلغ نحو 11.1% عن مثيله بالدولار فى عام 2016، وترجع اختلاف معدلات التغير بين عامى 2016، 2019 لكل من الجنيه والدولار على لاختلاف فى المعروض السوقى للدولار وعدم استقرار السياسة النقدية فى تلك الفترة.

وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافى القيمى للواردات اللحوم الصالحة للأكل ومشتقاتها للفترة (2019-2017)، فإن إجمالى نسبة مساهمة واردات اللحوم من كل من البرازيل، والهند وأمريكا بلغت نحو 93.6% من إجمالى قيمة الواردات المصرية من اللحوم فى متوسط الفترة (2019-2017)، والتوزيع الجغرافى للواردات المصرية من اللحوم البقرية المجمدة للفترة (2019-2017)، بلغت قيمة إجمالى الواردات المصرية من اللحوم البقرية المجمدة لمتوسط الفترة (2017 – 2019) حوالى 1226مليون دولار، كما بلغت كمية الواردات المصرية من اللحوم البقرية المجمدة حوالى 588.3 ألف طن لمتوسط الفترة (2017-2019)، وبلغت كمية الواردات المصرية من اللحوم البقرية المجمدة من البرازيل، والهند 456.6، 114.1 ألف طن تمثل نحو 77.6%، 19.4% من إجمالى قيمة الواردات على الترتيب أى أن إجمالى نسبة مساهمة واردات اللحوم البقرية المجمدة من الدولتين بلغت نحو 98% من إجمالى الواردات المصرية من اللحوم البقرية المجمدة، وتوزعت باقى النسبة على كل من استراليا، أمريكا، نيوزلاندا، وجنوب إفريقيا، ألمانيا بنسبة لا تتعدى 1.4% من إجمالى كمية الواردات للفترة (2017-2019).

الاستهلاك والاكتفاء الذاتي

وفيما يتعلق بالاستهلاك الكلى ومتوسط نصيب الفرد من اللحوم الحمراء، بينت الدراسة، أنه قدر المتاح من الاستهلاك الكلى من اللحوم بنحو 1.530 مليون طن فى عام 2018 بزيادة بلغت نحو 2.5% عن مثيله فى عام 2015 والبالغ حوالى 1.492 مليون طن، كما بلغ متوسط نصيب الفرد السنوى من اللحوم الحمراء نحو 10.1 كجم فى عام 2015 ولم ينحرف عن مثيله عام 2018 خلال الفترة (2017-2019) حيث بلغ نحو 10.7 كجم/سنة، ويرجع ذلك إلى عدد عوامل لعل من أهمها زيادة معدل النمو السنوى للسكان وارتفاع القياسى فى أسعار اللحوم الحمراء، على الرغم من زيادة معدلات المتاح للاستهلاك فى تلك الفترة، وبالنسبة لمعدل الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء، شهدت الفترة الفترة (2019-2017) عدم استقرار فى نسبة الاكتفاء الذاتى للحوم الحمراء حيث تراوحت هذه النسبة بين حد أدنى بلغ نحو 52% فى عام 2016 وحد أقصى بلغ نحو 64.8% فى عام 2018، بانخفاض طفيف يقدر بنحو 0.7% بين عامى 2017، 2018، وبمعدل تغير بلغ حوالى 1.1%. 

توصيات النهوض بالإنتاج اللحوم

وطرحت الدراسة، بعض التوصيات للمهتمين ومتخذى القرار بشأن مستقبل اللحوم الحمراء فى الفترة القادمة، منها: توحيد جهة إصدار بيانات إحصاءات الثروة الحيوانية لما لوحظ تعدد الجهات التى تقوم بتحديد وحصر الأعداد من الرؤوس الحيوانية والتى تعتبر المحدد الأساسى الذى يترتب عليه تحديد حجم الإنتاج المحلي، مما يساعد فى رسم الخطط الإنتاجية والاستيرادية للدولة، وفى سبيل ذلك على سبيل المثال يمكن استخدام تقنية GPS فى حصر المزارع المنتجة. كذلك دعم المربين ولاسيما صغارهم مما قد تعرضوا له فى العامين الآخيرين من تداعيات كورونا التى أوقفت حركة أسواق الماشية بشكل كبير، مما اضطروا معه للبيع ما لديهم بأسعار منخفضة مع ما يواجهونه بالأساس من ارتفاع كبير فى أسعار الأعلاف والخدمات البيطرية هذا فى جانب، مع تراجع إنتاجهم من رؤوس الحيوانات الحية والذى أظهرته إحصاءات الثروة الحيوانية من الانخفاض الكبير فى كمية الإنتاج المحلى خلال الفترة الأخيرة.

مع التوصية بالعمل على ضبط حركة الاستيراد للحوم البقرية المجمدة، والحية المذبوحة محليًا، والتى تم إغراق السوق المصرى بها فى مواجهة الطلب الاستهلاكى المتزايد، وبأسعار أقل من الأسعار المحلية مما أثر ذلك على سوق اللحوم الحمراء المتداولة بالسوق المصرى مع عدم تنازل محلات بيع المستهلك عن مستوى الأسعار، مما أثر على متوسط نصيب الفرد وانخفاضه مقارنة بالفترة الزمنية السابقة، وتطوير منظومة المبردات ومخازن اللحوم بثلاجات حديثة، والحفاظ على ثبات أسعار اللحوم وزيادة المعروض منها ويمكننا التشديد على المضى قدما نحو إحياء مشروع البتلو بدرجة أكثر كفاءة مما يحسن من دخول المستفيدين.

كلمات البحث