Close ad

معارك ومشاغبات عبده مباشر

11-5-2022 | 10:39

الصحفي المخضرم عبده مباشر، له باع كبير ورصيد وافر في مجالين، في المجال الصحفي، فهو مهني من طراز فريد متماسك، وهو المراسل العسكري، الذي حمل لنا تاريخنا، فهو الصحفي الذي نقل لنا وقائع الحرب وانتصارها، التي عاشها جيلنا، وجعلنا نعيش وقائعها وتفاصيلها، كأننا كنا في الميدان معه، وجسد لنا في 1973 انتصاراتنا العسكرية المبهرة، وعودة مجد العسكرية المصرية وغسل عار الهزيمة في 1967.
 
وكان له موقع متميز، فهو المدني الوحيد الذي حمل بقرار جمهوري رتبة عسكرية وانغمس كمقاتل منذ الخمسينيات في كتائب الفدائيين، وانضم للحرس الوطني والمقاومة الشعبية بعد نكسة 1967.
 
وكان عضوًا ومشاركًا في المجموعة 39 قتال التي تخصصت في ضرب خطوط العدو بقيادة البطل إبراهيم الرفاعي، وبتكليف من قوات الكوماندوز المصرية، التي شاركت في العمليات خلف خطوط العدو بسيناء في عام 1972، إبان حرب الاستنزاف التي أثبتت أن الجندي المصري لا يبيت على الهزيمة أو يقبلها.
 
ونجح باقتدار في إجادة اللغتين الإنجليزية والعبرية، وتخصص في معرفة إسرائيل من الداخل، وأنجز دراسة متخصصة للماجستير عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. 
الصحفي عبده مباشر، قصة مذهلة يجب أن تحكى للأجيال المقبلة من الصحفيين، لأن معاركها تحمل عبقرية الوطنية المصرية وقدرة الصحفي عندما يتخصص ويصبح ملمًا بالتفاصيل وبالخطوط الإستراتيجية بالكامل، ليصبح مرجعية خطيرة لصحيفته، وفي نفس الوقت ثقة متناهية من قارئه. بهرني عبده مباشر في رمضان عبر كتابين صدرا له، حمل الأول عنوانًا مهمًا، رصد فيه وقائع تحليله للصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، وعنوانه: معارك للأستاذ هيكل، الذي سطع نجمه وأثبت تميزه وقوة علاقاته وقدرته على التأثير، والجميع يعترفون برشاقة الأسلوب والنجاح عبر مشواره الصحفي.
 
ولكن كل هذا الاعتراف لم يمنع آخرين من الهجوم عليه على امتداد مسيرته، وفي مواجهة هذه الحملات الهجومية، كانت هناك قوى من المريدين والتلاميذ والأنصار، تدافع عنه بشراسة.
 
يرصد كتاب مباشر عبر 11 فصلا، وقائع معارك دخلها “الأستاذ”، لكن مباشر، يرى أنه خسرها، وهذا رأي يحتمل الصواب والخطأ والمناقشة، ولعل أهم هذه المعارك عندما تحدث عن سيارة خربة في تيه الصحراء، أو معارك مع محمد نجيب، أو معارك مع السادات ومبارك، ويرصد لنا وقائع مهمة في عالم الصحافة من داخل كواليس عاصرها وسطر معلومات جديدة، وكان قريبا منها داخل الأهرام، وداخل مؤسسة السياسة المصرية.
 
تختلف أو تتفق مع الكاتب، لكنه يرصد وقائع تاريخية مهمة ويحفظها للأجيال، والكتاب الثاني له يرصد فيه بعض صراعات القمة إبان الثلاثين عامًا الماضية في فترة حكم مبارك، وهي السنوات الطويلة في حكم مصر والصعبة في تاريخ الجمهورية المصرية، فهي أطول من فترات حكم نجيب وناصر والسادات مجتمعين.
 
وعلى الرغم من أهمية الكتابين كرصد تاريخي لمصر، يكشفان وقائع مهمة، فإن عبده مباشر يظل في ذهننا الكاتب العسكري الفذ، الذي رصد حرب رمضان 1973، وحول البيانات العسكرية من مجرد معلومات إلى قصة فريدة تشبع فضول القارئ، روي ما حدث على الجبهة بشكل حيوى، يشبع معرفة وفضول القارئ.
 
وسطر على صفحات الأهرام العريقة، وفي كتب أخرى انتصارات المصري العسكرية، لتظل باقية في ضمير الوطن وخالدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
إجبار إسرائيل على التوقف

الحرب يجب أن تنتهى الآن فى غزة، خصوصا عندما تصل إلى المربع الأخير، أصبح كل فريق على أرض المعركة فى غزة، وخان يونس، وأخيرا رفح، عليه أن يعيد حساباته، والنظر

في ظلال الذكرى والطوفان

رحلة الإسراء والمعراج فى وجدان كل مسلم. وفى ظلال الأزمة الطاحنة التي تعيشها منطقتنا، جددت حرب طوفان الأقصى ولهيبها على أبناء غزة وأطفالها ذكرى هذا الحدث