راديو الاهرام

وسام "عبلة".. على صدر الفن التشكيلي المصري

7-5-2022 | 13:06

حصول الفنان التشكيلي محمد عبلة على وسام "جوتة"؛ وهو أرفع وسام تمنحه ألمانيا للشخصيات المؤثرة في مجالها، تأكيد للدور المهم الذي يقوم به منذ سنوات في إثراء هذا الفن بأعماله، فهو لم يتوان عن الابتكار، والمشاركة في كل المجالات، ومحاولات التطوير في مجالات عدة، لم تكن اللوحة شاغله الأوحد، بل قدم وما زال تجارب إبداعية في النحت والتصوير، حتى أصبح مرسمه بالفيوم، متحفًا قائمًا بذاته زاخرًا بالأعمال البديعة والتي يستخدم فيها خامات كثيرة يطوعها لرؤيته وأفكاره بموهبته الفريدة.
 
عرفت محمد عبلة منذ سنوات طويلة، كنت محررًا للفن التشكيلي، وجمعتنا صداقة، لا زالت قائمة، أحب متابعة أعماله، كان آخرها معرضه بإحدى قاعات الفن التشكيلي بالزمالك، لوحات بها متعة موسم الحصاد، القمح، وحياة الفلاح المصري، ألوان تمنحك بهجة خاصة، ولمن يحبون قراءة اللوحات والبحث في مفرداتها، يعرفون جيدًا كم أن محمد عبلة له عالمه الخاص، الذي يتفرد به، هو محب للسينما، وجامع لأهم الأفيشات القديمة لأفلام انقرضت منذ سنوات، وقام بترميم عدد كبير من أفيشات أهم الأفلام، يبحث عنها ويقتنيها ويدفع ثمنها من جيبه؛ لتكون ضمن مقتنياته الخاصة حبًا في السينما المصرية.
 
أقام وشارك محمد عبلة في أكثر من 500 معرض فني داخل مصر وخارجها، ويعد من الفنانين المعروفين بالخارج، عزز موهبة وحب الرسم بدراسته لعلم النفس، حتى إنه مارس العلاج بالرسم، وله مغامرات فريدة في تقريب اللوحة للناس كأن يقيم معارض في أماكن شعبية، أو أن يذهب بلوحاته إلى مصر القديمة، تعرف على فنون العالم من خلال زياراته ومكوثه لسنوات خارج مصر في ألمانيا، والنمسا، وزيورخ، وبازل، وفي معظم محافظات مصر، وله إسهاماته في تصميم أفيشات مهرجانات السينما مثل مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية؛ حيث قدم له تجارب مهمة في رسم الأفيش، وهو من الفنانين القلائل ممن يسمون أعمالهم ومعارضهم، كأن يسمي أعماله تحت مسمى معرض "العائلة" "حكايات لمريم" أو "القصر حبي" "بره الكادر" "طريق الحرير"، ومن آخر معارضه معرض "بورتريه معاصر. نهار / داخلي" بجاليري "قرطبة" يناير الماضي.
 
تأتي جائزته -التي تعد الثالثة التي تمنح لمبدع عربي بعد الشاعر أدونيس، وأستاذ الفلسفة المصري عبدالغفار مكاوي- لتمنح الفن التشكيلي المصري تميزًا من خلال فنان له خصوصية في أعماله.
 
ومنح "عبلة" الجائزة -كما جاء في حيثيات منحها- "أنه يعد همزة وصل بين مصر وأوروبا، ولدوره المهم في الحياة الاجتماعية والتزامه الدائم بالتسامح والتنوع وخاصة في المشهد الثقافي المصري، وشارك بحملة لحرية التعبير، بوصفه فنانًا متعدد الوسائط فإن دافعه الرئيسي هو تعريف جمهور وطني ودولي بكل جوانب المجتمع المصري.
 
سواء كانت صورًا واقعية لمواضيع اجتماعية وسياسية معاصرة أو صورًا مجردة لمصر وشعبها، فإن أداء محمد عبلة لا يقدم رؤى شاملة عن جذور الفنان ومجتمع بلاده فحسب، بل أيضًا عن مصر وتراثها الغني.. طور عبلة على مر السنين لغة فنية فريدة تساعده على التعبير عن آرائه من خلال أعماله".
 
 هذه بعض حيثيات حصوله على الجائزة التي أسعدت كل عشاق فن محمد عبلة، في مصر والعالم.

 
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: