بالأمس وفي أول أيام عيد الفطر المبارك، وجدنا أطفالا في سن الزهور يؤدون صلاة العيد بجوار فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبعد الصلاة، أقيمت احتفالية بمركز المنارة لأسر وأبناء الشهداء ومصابي العمليات من أبطال القوات المسلحة والشرطة والأطقم الفنية، كانت بمثابة ترياقًا شافيًا لأوجاع الأرامل والأيتام والثكلى ممن فقدوا عائلهم، فكان تضميد جراحهم، أنموذجًا ناضحًا بالحب والعرفان لهؤلاء الشهداء والأبطال ، تتذاكره الأسر جيلا بعد جيل.
فقد حرص الرئيس، ومنذ توليه مقاليد الحكم عام 2014 (أي قبل قرابة ثماني سنوات مضت).. مشاركة المصريين أعيادهم الدينية والوطنية والاجتماعية.. ولم تقتصر تلك المشاركة على مجرد التهنئة الرمزية، أو إلقاء كلمة بروتوكولية، بل حملت تلك المشاركة فعاليات لم يسبقه إليها أحد من رؤساء مصر السابقين، ولا أجاوز الحقيقة والواقع في شيء إن قلتُ حتى في عصور الملكية قبل إعلان الجمهورية في عام 1953، واستن الرئيس السيسي مناسبات مبتكرة تدعم تلك الأعياد وتحفر في الذاكرة الجمعية امتنانًا وفرحة في قلوب المصريين وأسرهم.
وكم كانت كلمات الرئيس الصادحة في احتفالية عيد الفطر المبارك، صادقةًً معبرةً عن قناعاته الراسخة بوعي المصريين بتضحيات هؤلاء الشهداء، فقد أكد الرئيس على اعتزاز الوطن بأبنائه من شهداء القوات المسلحة والشرطة والأطقم الطبية، لافتًا إلى أن الدولة والوطن تقف جانب أبناء الشهداء الذين قدموا حياتهم فداءً للوطن والواجب، وكانوا جزءًا من الاستقرار والأمن الذي يعيشه المصريون، وهذا اعترافا بفضلهم المستمر وأن الدولة لن تنساهم ابدًا..
كما كرم الرئيس أبناء أسر شهداء الجيش المصري وقوات الشرطة والأطباء، واصطحب الرئيس أبناء الشهداء والمصابين وذوى الهمم في جولة داخل مقر الاحتفالَ، ووزع الأطعمة والحلوى والأيس كريم على الأطفال، ليس هذا فقط بل أرسل الرئيس هدايا إلى تلك الأسر، إلى الحد الذي يجعلها تفاخر ببطولات الشهداء أمام العالم بأسره.
وبمتابعة ردود أفعال أسر الشهداء بتلك المشاركة الإنسانية الرفيعة من الرئيس، تقول زوجة الشهيد البطل اللواء عاصم الخولي، عقب تلقيها هدية الرئيس: «دايما الرئيس بيفاجئنا بالتكريم والشكر وكل حاجة حلوة تسعدنا وتسعد أولادنا، والهدية من سيادة الرئيس قيّمة جدا وعظيمة جدا، والهدية لا تكمن في قيمتها المادية، لكن في التكريم المعنوي الذي أهداه لنا الرئيس، إنّه لم ينس شهيدنا الذي ضحى بدمه ونفسه من أجل البلد، والهدية من الرئيس عظيمة جدا لأنها تؤكد أنه مقدر الدم الذي سال على الأرض»، بينما قالت ابنة الشهيد: «مبسوطة جدا بوجودكم معانا وبهدية الرئيس وإنه افتكرنا وما نسيناش»..
أما ابنة الشهيد البطل العقيد محمد مصطفى الجوهري، فقالت: «الشهداء هما اللي بيضحوا في سبيل الوطن وربنا، عشان إحنا نعيش مطمئنين ومتأكدين إنّ محدش هيتعدى علينا»، فيما قالت والدتها وزوجة الشهيد: «كل مؤسسات الدولة بتهتم بينا وبتدينا المرتبة اللي تليق بينا، بناء على الاهتمام اللي شايفينه من الرئيس بينا» ..
ولم يقتصر التكريم على القيادات بل شمل كذلك الجنود وصف الضباط، فتقول زوجة البطل رقيب أول عبدالاه عبدالنبي: «الدولة دايما معانا ومش ناسيانا وبتهتم بينا ودايما مش ناسيانا، والرئيس على تواصل دائم مع أبناء الشهداء وفاكرهم، رغم إن عدى وقت كبير جدا من وقت الاستشهاد، لكنهم دايما على تواصل معانا ومنسيوناش أبدا».
والحقيقة أن مثل تلك المشاركات الدؤوبة من رأس الدولة، تؤكد وتدعم الولاء والانتماء لمصرنا الغالية، من مختلف فئات وأعمار الشعب المصري العظيم، وتحفز كافة الجهود الوطنية المخلصة، نحو الاستمرار في الفداء والتضحية بكل غال ونفيس (بالأرواح ذاتها).. كي نستمر في معركة البناء والتحدي، وتنتج لنا أجيالاً متكررة من البطولات، غير عابئين سوى بالمصلحة الوطنية الكبرى، وهي أن تظل مصرنا الغالية، حرة أبية، تذود عن عزها وكرامتها وكبريائها، بالدم والفداء والإباء.
وأذكر في هذا المقام زملاء وأصدقاء كُثْر.. طالتهم يد الغدر والخيانة بغتة، بالقتل تارة ( فحفروا أسماءهم في سجل الخالدين).. وبالإصابة تارة أخرى (فما وهنوا ولا استكانوا، بل، زادت عزائمهم، وقويت إراداتهم).. وسواء كانوا من هؤلاء الشهداء أو أولئك المصابين فإنهم في رباط إلى يوم الدين.. يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
تحية تقدير واحترام أقدمها لأبطال مصر من الشهداء والمصابين.. وأطالب وزارة التعليم بإفراد مناهج دراسية متدرجة حسب سن التلاميذ والطلاب، تخليدًا لبطولاتهم في مادة مستحدثة يمكن تسميتها (هؤلاء ضحوا لأجلنا)، كما أدعو وزارة الثقافة سيما في قصور الثقافة المنتشرة في طول البلاد وعرضها إلى نشر قصصهم البطولية الخالدة من خلال فعاليات ثقافية متنوعة.. وكذلك وزارة الشباب والرياضة في مراكز الشباب لتنظيم مسابقات شبابية ورياضية طوال العام لأبناء الشهداء والمصابين وتكريمهم المستحق لهم.
وبوصفي مواطنًا مصريًا يعشق تراب هذا الوطن الأبي.. أشكر من سويداء فؤادي وخلجات نفسي فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. رائدًا لتلك المشاركة السباقة لأعياد المصريين.. فيحظى بحبهم واحترامهم ودعائهم له بالتوفيق والسؤدد.
[email protected]