بعث الله عز وجل جبريل - عليه السلام – لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ليبين له كيفية الصلاة وأوقاتها وعدد ركعاتها فعلمنا من خلاله صلى الله عليه وسلم أنها 5 صلوات في اليوم و اليلة بعدد سبع عشرة ركعة إلا أن هناك صلوات أخرى يؤديها المسلم حسب حاجته، فعندما يحتار في أمره يصلي صلاة الاستخارة ليفوض الأمر لله وحده ويطلب منه سبحانه وتعالى أن يختار له ما فيه الصالح والخير وعندما تكون له حاجة عند ربه يصلي صلاة الحاجة ليطلب من الله عز وجل ما تمنى وعندما يغفل ويسهو ويفعل ذنبًا يصلي صلاة التوبة ليتوب الله عليه ويغفر له ما اقترفه من ذنوب وصلوات أخرى كثيرة مرتبطة بمواقف وظواهر في الحياة سنتعرف عليها جميعًا خلال السطور التالية :
موضوعات مقترحة
صلاة الفرض
عندما فرض الله -عزّ وجلّ- الصلاة، بعث جبريل -عليه السّلام- ليُبيّن للرسول محمد -صلى الله عليه وسلّم- كيفيَّة الصلاة وأوقاتها وعدد ركعاتها، فحدّدها له، وهي: سبع عشرة ركعةً مفروضةً في اليومِ والليلة وهي خمس صلوات .
صلاة الفجر
عبارة عن ركعتين، بتشهّد واحدٍ في نهاية الصلاة ويقرأ المسلم في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن .
صلاة الظهر
عبارة عن أربع ركعات بتشهّدين، الأوّل في نهاية الركعة الثانية، والثاني في نهاية الصلاة ويقرأ المسلم في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن.
صلاة العصر
عبارة عن أربع ركعات بتشهّد أوّل في نهاية الركعة الثانية، وآخر في نهاية الصلاة ويقرأ المسلم في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن.
صلاة المغرب
عبارة عن ثلاث ركعات بتشهدٍ أوّل في آخر الركعة الثانية، وتشهّد أخير في نهاية الصلاة ويقرأ المسلم في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن.
صلاة العشاء
عبارة عن أربع ركعات بتشهّدين كما في صلاتي الظهر والعصر ويقرأ المسلم في كل ركعة سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن.
صلاة السنة
هي صلاة من غير الفريضة لكنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤديها مع كل فريضة ، وهي ركعتان قبل صلاة الفجر وأربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب وركعتان بعد صلاة العشاء.
صلاة الجمعة
وهي صلاةٌ واجبةٌ على كلِّ ذكرٍ، عاقلٍ، بالغ، مقيم -فهي لا تجب على المسافر-، وقد ذُكرت في القرآن الكريم، قال -تعالى-: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع".
وهي ركعتان بعد سماع خُطبة الجُمعة، وتكفي صلاة الجمعة عن صلاة الظهر، ويجب أن تُقام في وقت صلاة الظهر، وألا يقل عدد المُصلين عن ثلاثة، وأن يسبقها خُطْبتان، وأن تكون في الحضر.
صلاة الجنازة
هي صلاة فرض كفاية؛ أي أنه لو قام بها عددٌ من المسلمين سقط وجوبها عن البقيّة، وقال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن رجُلٍ مُسلِمٍ يموتُ فيقومُ على جِنازتِهِ أربعونَ رجُلًا لا يُشرِكونَ باللهِ شيئًا إلَّا شفَّعهمُ اللهُ فيه)، وأجرها لمن صلّاها عظيم، قال الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام-: (من شهد الصلاة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى يدفن فله قيراطان. قيل وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين).
ويُشترط لها كما يُشترط لباقي الصلوات المفروضة من استقبال القبلة، وستر العورة، والطُّهر من الحدثين الأكبر والأصغر.
صلاة الشفع
الرّكعتان اللّتان تُصلّيان بعد العشاء وتكونان قبل ركعة الوتر، ورد عن بعض العلماء تسميتهما بمصطلح الشّفع، ويقرأ المصلّي بالرّكعة الأولى سورة الأعلى بعد الفاتحة، وبالثانية سورة الكافرون بعد الفاتحة.
صلاة الوتر
قال عنها الرّسول –صلى الله عليه وسلم - : (إنَّ اللهَ تعالى زادكم صلاةً وهي الوترُ، فصلّوها فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ).
وهي سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله: (الوتر حق على كل مسلم) وهي كغيرها من الصلوات يقرأ فيها المسلم الفاتحة ثم ما تيسر له من القرآن لكنها تختلف عن باقي الصلوات بكونها فردية فتُصلَّى بركعة واحدة أو ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة ركعة.
صلاة العيدين
وهي كذلك سنّة مؤكدة وتؤدّى ركعتين بعدِ طلوع الشمس، وتسنُّ جماعة مع خُطبة للإمام، أو فُرادى من غير خطبة.
صلاة الاستسقاء
سُنّة مؤكدة يُصلّيها المسلم في وقتِ الجدب والجفاف طلباً من الله -تعالى- أن ينزل المطر، وهي تُشبه صلاة العيد في وقتها وكيفيتها.
صلاة الخسوف
الخسوف هو ذهاب ضوء القمر كلياً أو جزئياً ومن السنة عند حدوث ذلك أن يفزع المسلم إلى الله -تعالى- ويلجأ إليه، ولذلك شُرعت صلاة الكسوف والخسوف ولها ثلاث هيئات .
الهيئة الأولى .. تؤدّى ركعتان على هيئة الصلوات المكتوبة الثنائية؛ كصلاة الجمعة وصلاة الفجر.
الهيئة الثانية .. ركعتان دون تطويلٍ مع زيادة ركوعٍ في كلّ ركعةٍ، فيقرأ المصلّي الفاتحة وما تيسّر من القرآن ثمّ يركع وينهض منه، ثمّ يقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن ويركع مرةً أخرى وينهض من الركوع الثاني، ثم يهوي ساجداً، وبعد إتمام السجدتين والقيام يفعل في الركعة الثانية ما فعل في الأولى دون إطالةٍ.
الهيئة الثالثة .. تُشبه الهيئة الثانية في الأفعال، إلّا أنّها تختلف عنها في تطويل القراءات وتطويل الركوع والسجود .
صلاة الكسوف
صلاة الكسوف صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم- مرةً واحدةً في المدينة عندما كسفت الشمس صباحاً يوم وفاة ابنه إبراهيم في السنة العاشرة للهجرة، وتكون الصلاة على النحو التالي:
يكبر تكبيرة الإحرام ويقرأ دعاء الاستفتاح ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة جهراً ثم يكبر ويركع ركوعاً طويلاً، يكرر فيه دعاء الركوع ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة غير الركعة الأولى؛ ليتميز الركوع الأول عن الثاني ثم يكبر ويركع ركوعًا طويلًا غير الركوع الأول؛ ليتميز الركوع الأول عن الثاني ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد، ويفضل إطالة الاعتدال ثم يكبر ويسجد سجودًا طويلا بقدر الركوع ثم يكبر ويرفع فيجلس بين السجدتين، ويطيل الجلوس بقدر السجود ثم يكبر ويسجد سجودا طويلا غير السجود الأول؛ ليتميز السجود الأول عن الثاني ثم يكبر ويقوم للركعة الثانية؛ فيصليها مثل الأولى، ويطيل فيها زيادةً على الأولى ثم يجلس للتشهد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ينصرف بالتسليمتين.
كسوف الشمس
وكسوف الشمس هي ظاهرةٌ كونيَّةٌ تحدث عندما يكون القمر بين الأرض والشمس؛ فيتسبّب في حجب الشمس بشكلٍ جزئيٍّ أو كليٍّ عن الأرض، وهو من آيات الله -عز وجل- وتدل على كماله وحكمته وتصرفه في هذا الكون، وليخوّف به عباده، لذلك يجب اللجوء إلى الله -تعالى- بالصلاة والدعاء والذكر.
صلاةُ التراويحِ
بعد صلاة العشاء في رمضان، وهي سُنّة مؤكدة عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ويمكن صلاتها فرادى والأفضل فيها الجماعة وتُصلّى كل اثنتين معاً مع استراحة بسيطة بين كل أربع ركعات .
والأفضل في صلاة التراويح أن تُصلّى إحدى عشرة ركعة؛ لفعل النبيّ؛ فقد ورد عنه أنّه كان لا يزيد في رمضان، ولا في غيره عن ذلك، إذ وصفت السيّدة عائشة صلاة النبيّ في رمضان فقالت: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً)، ومن زاد على ذلك فهو جائز، وتُراعى في ذلك أحوال الناس، واستطاعتهم.
وقد أجمع العلماء على عدم حصر صلاة التراويح في عدد مُعيَّن، إلّا أنّهم اختلفوا في أفضليّة الزيادة، وعدمها، وذهب الشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وسفيان الثوري، وابن المبارك إلى أنّها عشرون ركعة؛ لفعل عمر وعليّ -رضي الله عنهما-، وله أن يُصلّيها ستّاً وثلاثين ركعة كما هو مشهور في مذهب الإمام مالك.
ويقرأ المصلّي ما تيسّر من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، سواء أكانت سورة قصيرة أم طويلة أم آيات من القرآن الكريم .
صلاة الضّحى
أقلُّها ركعتين وأكثرها ثمان ركعاتٍ وتؤدّى في أول النهار، وذهب جمهور الفقهاء إلى أنّها تؤدى مثنى مثنى؛ والمقصود؛ أي أن يسلّم المصلي بعد كل ركعتين، واستدلوا بذلك لما جاء في حديث أم هانئ -رضي الله عنها- حيث قالت: (يسلّمُ من كل ركعتينِ).
ويقرأ المصلّي ما تيسّر من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، سواء أكانت سورة قصيرة أم طويلة أم آيات من القرآن الكريم، فلا يلزم تخصيص سور بعينها، فقراءة ما بعد الفاتحة سنة من السنن، أما الفاتحة فواجبة .
صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة ركعتان اثنتان من غير صلاة الفريضة، يصليهما المسلم إذا كان مشتتًا في أمر فيطلب من الله عالم الغيوب أن يكشف له الخير من أمره ويسوقه إليه .
ويستحب قراءة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وقراءة (قل هو الله أحد) في الركعة الثانية بعد الفاتحة، وهذا قول الحنفية، والشافعية، والمالكية.
وبعد الانتهاء من الصلاة يدعو المسلم ربه بالدعاء الوارد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ).
صلاة تحية المسجد
تحيّة المسجد هي صلاة ركعتين أو أكثر، يصلّيهم المسلم مثلما يُصلّي الصّلاة العاديّة وذلك إذا دخل مسجداً وأراد الجلوس فيه غير المسجد الحرام وروى أبو قتادة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (فإذا دخل أحدُكم المسجدَ، فلا يجلِسْ حتى يركعَ ركعتَينِ).
وتُعدّ هذه الصّلاة صلاةً سريّةً لا يرفع فيها المسلم صوته بالقراءة؛ فيسمع نفسه فقط سواءً كان دخوله إلى المسجد وصلاته فيه ليلاً أو نهاراً، وله أن يُصليّها في أيّ مكان يريده في المسجد .
ويقرأ المصلّي ما تيسّر من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، سواء أكانت سورة قصيرة أم طويلة أم آيات من القرآن الكريم .
صلاة الإحرام
يُستحَبّ للمُحرِم أن يُحرِم بعد الصلاة المفروضة، وليست للإحرام صلاةٌ خاصّةٌ به، فلا حرج عليه أن يُحرِم بعد ركعتَي سُنّة الوضوء، أو ركعتَي تحيّة المسجد، أو بعد صلاة الضحى، وعليه أن يستحضر النيّة في قلبه للدخول في النُّسك؛ سواء كان حجّاً، أو عمرةً، ويُستحَبّ إحرامه وإهلاله بعد الصلاة في المسجد.
ويدلّ لفظ الإحرام في اللغة على عِدّة معانٍ تختلف باختلاف صورها، إلّا أنّ المعنى الجامع لها من الجذر (حَرَمَ)؛ أي مَنَعَ منعاً شديداً، والإحرام في صورة الحجّ أو العُمرة هو: أن يدخل المسلم المُحرِم في حُرُماتٍ ينبغي عليه ألّا يهتكها، وهذه الحُرُمات هي الأعمال التي تَحرُم عليه؛ فلا يجترئ عليها وهو حاجٌّ، أو مُعتمِرٌ.
صلاة التسابيح
تكفر صلاة التسابيح الذنوب لأنّها تجمع بين أجر الصلاة، وأجر الذكر والتسبيح الوارد فيها، واللذان ذُكِرا في كثير من الأحاديث النبويّة الشريفة وعدد ركعات صلاة التسابيح أربع ركعات، إلّا أنّ هناك روايتَين في طريقة أدائها، وذلك على النحو الآتي :
الرواية الأولى .. ما رُواه ابن عبّاس في حديث الرسول -صّلى الله عليه وسلّم- لأبيه العبّاس -وقد تمّ ذِكره سابقاً-؛ وبيانه أن تُصلّى أربع ركعات مُتتالية لا يُفصَل بينها بتسليم؛ فيُصلّي المسلم أربع ركعات، يقرأ في كلٍّ منها الفاتحة، وسورة من القرآن. وعندما ينتهي من القراءة يُسبّح خمس عشرة تسبيحة، هي: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، وعند الركوع يُسبّح عشر تسبيحات، وعند الرفع منه يُسبّح عشر تسبيحات، وعند كلّ سجدة يُسبّح عشر تسبيحات، وعند الرفع منها يُسبِّح عشرَ تسبيحات، فيكون مجموع ذلك خمساً وسبعين تسبيحة في كلّ ركعة، ويفعل ذلك في الركعات الأربعة.
الرواية الثانية .. يُصلّي المسلم أربع ركعات يبدأ فيها بالتسبيح قبل القراءة؛ فيُسبّح خمسَ عشرة تسبيحة، هي:" سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، ثمّ يقرأ في كلّ ركعة الفاتحة، وسورة، وعند الركوع يُسبّح عشر تسبيحات، وعند الرفع منه يُسبّح عشر تسبيحات. وعند كلّ سجدة يُسبّح عشر تسبيحات، وعند الرفع منها يُسبّح عشر تسبيحات، فيكون مجموع ذلك خمساً وسبعين تسبيحة في كلّ ركعة، ويفعل ذلك في الركعات الأربعة.
وجاء في معظم الطرق أنّ السورة التي تُقرأ في صلاة التسابيح بعد الفاتحة مُطلَقة؛ أي يقرأ المُصلّي ما يشاء، وقال أبو محمد الحلبي: "يُستحَبّ أن يقرأ المُصلّي بعد الفاتحة في الركعة الأولى (سورة الأعلى)، وفي الركعة الثانية (سورة الزلزلة)، وفي الركعة الثالثة (سورة الكافرون)، وفي الركعة الرابعة (سورة الإخلاص).
وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للعبّاس في صلاة التسابيح: (يا عمِّ ألا أصلُكَ، ألا أحبوكَ، ألا أنفعُكَ، قالَ: بلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: يا عمِّ، صلِّ أربعَ رَكعاتٍ تقرأُ في كلِّ رَكعةٍ بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ، فإذا انقَضتِ القراءةُ، فقلِ: اللَّهُ أَكبرُ، والحمدُ للَّهِ، وسبحانَ اللهِ، خمسَ عشرةَ مرَّةً قبلَ أن ترْكعَ، ثمَّ ارْكع ...)، وذكر كيفية أدائها.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لمن صلى صلاة التسابيح: (غفرَ اللَّهُ لَكَ ذنبَكَ أوَّلَهُ وآخرَهُ قديمَهُ وحديثَهُ خطأهُ وعمدَهُ صغيرَهُ وَكَبيرَهُ سرَّهُ وعلانيتَهُ).
وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا لمن يصلي صلاة التسابيح: (فإنَّكَ لَو كنتَ أعظمَ أهْلِ الأرضِ ذنبًا غُفِرَ لَكَ بذلِكَ).
كما قال صلى الله عليه وسلم لمَن يُصلّي صلاة التسابيح: (فلو كانت ذنوبُكَ مثلَ رملِ عالجٍ غفرَها اللَّهُ لَكَ)، والعالج: هو اسم لمكان الرملُ فيه كثير، أو اسم للرمل المُتراكم بعضه فوق بعض.
صلاة الحاجة
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ لْيُصَل رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَل عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
وتصلّى صلاة الحاجة بأداء ركعتين بتسليمةٍ واحدةٍ، ويقرأ المصلّي ما تيسّر من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، سواء أكانت سورة قصيرة أم طويلة أم آيات من القرآن الكريم .
وبعد الانتهاء من الركعتين والتسليم، يتم التوجّه إلى الله -تعالى- بالثناء عليه، والصلاة على النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ يسأل العبد حاجته من الله عز وجل ولها دعاء مخصوص.
دعاء الحاجة
(اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ).
(لا إلهَ إلَّا اللهُ الحَليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ ربِّ العَرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ موجِباتِ رَحمتِك، وعزائمَ مَغفرتِكَ، والغَنيمةَ مِن كلِّ بِرٍّ، والسَّلامةَ مِن كلِّ إثمٍ لا تدَعْ لِي ذَنبًا إلَّا غفرتَه ولا همًّا إلَّا فَرجتَه، ولا حاجةً هيَ لكَ رضًا إلَّا قضيتَها يا أَرحمَ الرَّاحِمينَ)
صلاة الاستسقاء
هي صلاة اتفق أهل العلم غير أبي حنيفة على أنّها تؤدّى ركعتين بجماعة، ومن غير أذانٍ ولا إقامة، وتكون في مصلى البلد، وتؤدّى خارج أوقات الكراهة.
وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (خرج نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبَنا، ودعا الله عز وجل، وحوَّل وجهه نحو القبلة رافعًا يديه، ثم قلَب رداءَه، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن).
دعاء الاستسقاء
(اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا).
(اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والآجام والظراب، والأودية ومنابت الشجر).
(اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار، عاجلاً، غير آجل).
(اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً، مريئاً مريعاً، غدقاً مجللاً، عاماً طبقاً، سحاً دائماً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللأواء والجهد والفتك ما لا يشكو إلا إليك).
(اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا).
صلاة التوبة
صلاة التوبة ركعتان ينوي بهما سنّة التوبة، ويصليها المسلم عند التوبة من الكبائر والصغائر على حدٍّ سواءٍ، ويؤدي التائب هذه الصلاة منفرداً، فلا تشرع لها صلاة الجماعة؛ لأنّها من النوافل، ويقرأ فيهما التائب ما شاء أن يقرأ من القرآن بعد قراءة سورة الفاتحة .
ويستحبّ الاستغفار بعد صلاة التوبة والإتيان بشروط التوبة المعروفة من الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرةً أخرى .