- * مصر الأولى عالمياً في إنتاجية فدان الأرز وأصناف جديدة للأراضي المستصلحة
*الأصناف الجديدة مبكرة النضج وتوفر 30 % من المقنن المائي
يعتبر الأرز أحد محاصيل الحبوب الرئيسية فى مصر، والذى يأتى فى المرتبة الثانية بعد القمح، حيث إنه أصبح أهم المحاصيل الصيفية على الإطلاق بسبب أهميته الغذائية، كما أنه من المحاصيل ذات العائد الاقتصادى المجزى للمزارع.
وقد حققت إنتاجية الفدان من محصول الأرز فى مصر أعلى إنتاجية على مستوى العالم، وذلك بفضل البحوث التى أجريت فى هذا المجال من قبل وزارة الزراعة والمعاهد البحثية المتخصصة التابعة لمركز البحوث الزراعية، حيث تم استنباط العديد من الأصناف ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض وقصيرة العمر.. وتستعرض "الأهرام الزراعى" تفاصيل تلك الجهود عبر هذه السطور..
وكان معهد بحوث المحاصيل الحقلية قد قام بتنظيم ورشة عمل بمركز بحوث الأرز بسخا – كفرالشيخ، لبحث نتائج "البرنامج القومى لبحوث الأرز لموسم 2021م"، حيث تمت مناقشة أهم النتائج التى تم التوصل إليها؛ للنهوض بمحصول الأرز فى ظل التحديات الموجودة حالياً، مثل ندرة المياه، وارتفاع الملوحة فى الأرضى حديثة الاستصلاح، والتغيرات المناخية، وانخفاض أعداد المرشدين الزراعيين.
الأصناف الحديثة
وقد كشف الدكتور محمود أبو يوسف رئيس قسم بحوث الأرز، عن أن هذه النتائج تتمثل فى إنتاج أصناف جديدة عالية الإنتاجية، مبكرة النضج الحصاد، ومقاومة للأمراض والحشرات، مضيفاً ومن أحدث الأصناف التى تم تسجيلها سخا 108، سخا سوبر 300، سخا 109 منذ عام 2018 وحتى الآن، لتصبح عدد الأصناف المزروعة 14 صنف أرز، وجارٍ إحلال وتسجيل سلالاتيْن إحداهما ذات طراز يابانى تحت اسم سخا 110، وسلالة أخرى ذات طراز يابانى فلبينى تحت اسم جيزه 183، وهما سلالتان تصلحان للأرض حديثة الاستصلاح والمتأثرة بالملوحة، وكلاهما يتحمل طول فترات الرى من (8 – 10) أيام.
وتابع يتم إنتاج سلالات أبوية لإنتاج تقاوى الأرز الهجين، وتقييم مجموعة من هُجن الأرز الجديدة مع صنف هجين مصرى لعمل التوصيات الفنية اللازمة لزراعتها فى المناطق حديثة الاستصلاح، ومنها هجين مصرى 2 وهجين مصرى 3 ، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة فى برامج التربية.
وأوضح أنه تم تقييم الأصناف المزروعة فى مناطق مختلفة بمحافظة الوادى الجديد تحت ظروف درجات الحرارة العالية، وأعطت الأصناف جيزة 178 ، جيزة 179 ، سخا 104 ، سخا 108 ، سخا 109 ، سخا سوبر 300 أفضل النتائج، مضيفاً وتراوحت الإنتاجية من 2.5 – 3 أطنان للفدان، وفى بعض المناطق الزراعية مثل غرب الموهوب أعطت 4 أطنان/ فدان.
برامج المعاملات
وأشار إلى أن نتائج برنامج المعاملات قد أظهرت أن الرى بالتناوب (الرى بالتجفيف) أعطى أفضل نتائج المحصول، وأن استخدام البوتاسيوم وسليكات البوتاسيوم بالرش مرتين يؤدى إلى تقليل الأسمدة بمعدل 25 %، مع المحافظة على الإنتاجية العالية، وخصوصاً تحت ظروف الأراضى المحلية، وأن استخدام الأسمدة العضوية والكمبوست يؤدى إلى زيادة تحمل النباتات لطول فترات الرى ويقلل الأسمدة المعدنية مع زياده الناتج للمحصول.
وأضاف كما أظهرت أن استخدام محلول ملحى ( 5 %) لنقع التقاوى قبل الزراعة يؤدى إلى مقاومة أمراض البكانا والنيماتودا والتفحم بدلاً من استخدام المبيدات الكيماوية، وأن الزراعة فى المواعيد الموصى بها يؤدى إلى زيادة المقاومة للحشرات، وأن نجاح الزراعة المباشرة للأرز (بذرة جافة فى أرض جافة) يحتاج إلى مقاومة الحشائش بعد الزراعة مباشراً، وقد أدى ذلك إلى زيادة المساحة المزروعة بالطرق المباشرة من 20 إلى 35 %، مما أدى إلى تقليل العدوى بالأرز الأحمر والاحتياجات المائية لمحصول الأرز، كما أن الحصاد لمحصول الأرز بعد 100 يوم من إضافة مبيدات الحشائش يؤدى إلى التخلص من الآثار المتبقية لمبيدات الحشائش فى حبوب الأرز.
حقول إرشادية
ولفت إلى أنه قد تمت إقامة 3144 حقلاً إرشادياً لأصناف الأرز المختلفة فى محافظات كفرالشيخ، الدقهلية، الشرقية، البحيرة، الغربية، دمياط.. بالإضافة إلى المحافظات الجديدة مثل: الإسكندرية، بورسعيد "سهل الطينة"، الإسماعيلية، الوادى الجديد، وذلك بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى ومشروع استخدام المياه فى الأنشطة الزراعية، مشيراً وقد أظهرت النتائج وجود زيادة فى محصول الحقول الإرشادية والحقول المجاورة، والتى تراوحت من ( 4200 إلى 5200 كجم)، وكذلك الناتج القومى لمحصول الأرز والذى ارتفع من 3076 طناً للفدان عام 2020 م إلى 3086 طناً للفدان 2021م، مع انخفاض إجمالى المساحة المزروعة من 1186000 فدان عام 2020م إلى 1104000 فدان فى عام 2021م، وانخفض معدل استهلاك المياه، وأصبح من 4800 إلى 5200 م3 للفدان فى الحقول الإرشادية، مقارنة بالحقول المقارنة والتى تقدر من 5500 إلى 6500م3 للفدان.
إنجازات متعددة
وكشف "أبو يوسف" عن أهم الإنجازات بقسم بحوث الأرز، وهى تدعيم المعامل والصوب بأحدث الأجهزة العلمية، والورش بالمعدات والآلات التى ترفع كفاءة خدمة البرامج البحثية، وإقامة مضرب أرز بكفاءة 3 طن / ساعة، والذى تم نقله من مركز تكنولوجيا الأرز بالإسكندرية إلى مبنى قسم بحوث الأرز بسخا؛ لتعظيم الاستفادة من منتجات حبوب الأرز، مضيفاً: كما تم إعداد وتجهير ألف طن من التقاوى درجتى المربى والأساس لأصناف الأرز المختلفة، والتى تغطى احتياجات الإدارة المركزية لإنتاج التقاوى وشركات القطاع الخاص، لإنتاج تقاوى عالية الجودة للمزارعين، لافتاً حيث قام قسم بحوث الأرز باستنباط وتطور مجموعة متميزة من الأصناف، قصيرة العمر عالية الإنتاجية ومتحملة لنقص مياه الرى، مما أدى إلى تغيير مناوبات الرى فى حزام الأرز وخفض الاحتياجات المائية للمحصول.
برامج التربية
وقال الدكتور مجاهد حلمى عمار الأستاذ بقسم بحوث الأرز، أن محصول الأرز كان ولا يزال متهماً بالشراهة فى استخدام المياه، مشيراً: وكان ذلك مقبولاً فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حيث إن الأصناف القديمة التى كانت تزرع كانت تمكث نحو 6 شهور بالأرض، وتستهلك كميات كبيرة من المياه خلال موسم النمو، بما يقارب 8500 م3 من المياه للفدان الواحد، وكانت إنتاجيتها 2.4 طن للفدان، لافتاً ومنذ نشأة مركز البحوث والتدريب فى الأرز عام 1987، عكف مربو الأرز على التعامل مع ندرة المياه من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهى: تقصير فترات النمو للمحصول، حيث تم استنباط جميع أصناف وهجن الأرز التجارية الحالية قصيرة العمر، مما وفر نحو 30 % من الاحتياجات المائية للمحصول، كما زاد متوسط إنتاجية الفدان إلى ما يقارب 4 أطنان، كاشفاً وقد أحدثت تلك الأصناف ثورة فى زراعة الأرز، والذى أصبح من أشد المحاصيل منافسة فى الموسم الصيفى، حيث يمكث المحصول 3 شهور بخلاف شهر المشتل، ويعطى محصولاً اقتصادياً للمزارع.
جينات الإجهاد
وتابع: كما تم استنباط أصناف تتحمل نقص المياه، حيث تحتوى على جينات وراثية لتحمل الإجهاد المائى، مثل سخا 107 وغيرها من الأصناف التى تتحمل فترات نقص المياه، وتعطى محصولاً اقتصادياً تحت تلك الظروف، مضيفاً: وتم تخصيص برنامج مستقل للتربية للإجهاد المائى والحرارة، إلى جانب برامج أخرى للتربية لتحمل الملوحة والظروف الطبيعية، مضيفاً: وتم تحديد 5 أصناف على الأقل تتحمل تلك الظروف من نقص المياه وهى: جيزة 178 وجيزة 179، وهجين مصر 1، وهى أصناف هندية يابانية رفيعة الحبة، تتحمل أيضاً الملوحة والحرارة العالية، وأكثر مرونة للتغيرات المناخية، وسخا سوبر 300 وسخا 107، وهى أصناف يابانية عريضة الحبة، ويمكن أن يتم ريها كباقى المحاصيل الصيفية الأخرى، لافتاً: وبالفعل أدى استخدام تلك الأصناف لتغيير مناوبات الأرز فى الحزام الشمالى للدلتا.
وتابع: هناك العديد من السلالات المبشرة الموفرة للمياه والجارى تسجيلها GZ10848 وهى سلالة هندية يابانية ذات محصول عالٍ مثل السلالة، وهى مقاومة للظروب البيئية المعاكسة كنقص المياه والملوحة، وتعطى من 4.5 – 5 أطنان/ فدان.
سلالات وهجن
وقال إن الأصناف الموفرة للمياه تزرع فى مساحة تقارب 350 ألف فدان على مستوى الجمهورية، وأن المعهد ممثلاً فى البرنامج القومى لبحوث الأرز بسخا، مستمر فى تطوير سلالات وهجن من الأرز، تتحمل التغيرات المناخية و توفر جزءاً من مياه الرى، والتى يمكن توجيهها للمشروعات الزراعية القومية مثل: الدلتا الجديدة، ومشروع 1.5 مليون فدان، ومشروعات تنمية سيناء.. وغيرها، لتحقيق الأمن الغذائى المصرى فى ظل التوترات العالمية والحرب الروسية الأوكرانية والتضخم العالمى، والتى أدت إلى ارتفاع غير مسبوق فى الأسعار، ونقص إمدادات الغذاء العالمية، مما يعطى المحصول زخماً كبيراً، خاصة كونه محصولاً صيفياً لا ينافس فى مساحته محصول القمح، ويمكن أن يساهم فى سد جزء من الفجوة الغذائية.