راديو الاهرام

داعية بالأوقاف: التزاور والتراحم بين الأهل والأقارب روحانيات رمضانية تعمر بيوت الصائمين

28-4-2022 | 11:29
داعية بالأوقاف التزاور والتراحم بين الأهل والأقارب روحانيات رمضانية تعمر بيوت الصائمينالداعية الدكتور بوزارة الأوقاف عزام أبوزيد
حوار - هناء عبد المنعم
الأهرام التعاوني نقلاً عن

د. عزام أبو زيد: نفحات الشهر الكريم تعين الإنسان على أداء العبادات فى أوقاتها بسهولة ويُسر

موضوعات مقترحة
من باع إنتاج أرضه ومعه أموال يُعطى من لم يبع على سبيل السلف.. والمسكين الذى لا يزرع على سبيل الصدقة

الداعية الدكتور عزام أبوزيد واحد من كبار علمائنا بوزارة الأوقاف.. يحمل فى خزانة ذكرياته الرمضانية الكثير من الذكريات الجميلة التى تكشف عن طيب طينة أرضنا الطيبة.. وطيب أبنائها.. شأن كل منا جموع المصريين..

صفحة «رمضانيات» بجريدة «الأهرام التعاوني» تجولت فى هذه الذكريات لديه.. فماذا قال؟ التفاصيل فى السطور التالية.

بداية نريد نبذة عن فضيلتكم لتعريف القارئ بكم؟
حصلت على ليسانس أصول الدين تخصص الحديث وعلومه، ثم ماجستير ودكتوراه الحديث وعلومه جامعة الأزهر بالقاهرة، وأعمل إماما وخطيبا ومدرسا بمديرية الأوقاف بالمنوفية، وتم انتدابى لمدة عامين تقريباً للعمل بالإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة بديوان عام وزارة الأوقاف.

ما ذكرياتكم عن صيام أول يوم صمته؟ ومن شجعك على ذلك الوالد أم الوالدة؟
أعيش فى بيئة ريفية تعمل فى مجال الزراعة، فالأب والأم والأولاد كلهم يعملون بأيديهم فى زراعة الأرض، وأبى وأمى أميان لا يعرفون القراءة والكتابة ومعلوماتهم الدينية قليلة، لكنهم يملكون إرادة قوية فى أن يكون أبناؤهم أحسن الناس، فكان أبى وأمى يَحثوننى على الصلاة والصيام منذ صِغري، ولكى يُحببوننى فى الصيام وأنا صغير كانوا يقولون لي: الصغير مثلك يصوم صوم الفأر كلما جاع ذهب للدار ليأكل، فصمت اليوم الأول وعندما جُعت ذهبت للدار فأكلت، ثم صمت اليوم الثانى وعندما جُعت ذهبت إلى الدار فأكلت إلى أن قويت عزيمتى وإرادتى وصمت حتى نهاية اليوم دون أن أجوع، وكانت طريقتهم فى التدرج بى فى الصوم صحيحة، وتدل على الذكاء الفطرى عند الفلاح المصرى البسيط.

‏ولو وصفت لى روحانيات الشهر الكريم والتجمع الأسرى قديما.. ماذا تقول؟
كنت أسعد بقدوم شهر رمضان حيث تقل حِدة العمل بالحقول، ويكون هناك وقت لأداء العبادات فى أوقاتها بسهولة ويُسر، ويكون هناك وقت للاسترخاء وراحة البدن المرهق، ونسعد أشد السعادة برمضان حيث العيد فى نهاية الشهر والملابس الجديدة التى ننتظرها من العام للعام، كما كنت أسعد برمضان حيث التزاور بين الأهل والأقارب كل ليلة من ليالى رمضان، فكل ليلة إما زائر وإما مَزور، وكنت أسعد بصلاة التراويح كل ليلة من ليالى رمضان حيث الاستفادة من العلوم الشرعية التى تُلقى والقرآن الذى يُتلي. 

وما مواقفكم الطريفة التى تتذكرها عند صيامك صغيرا مع الأسرة والأصدقاء؟
من المواقف الطريفة التى أتذكرها من الصيام، أن الطفل منا قد يضعف فى بعض الأيام ويفكر فى الإفطار، وكنا نمر على طلمبات المياه الجوفية المنتشرة بين الحقول فنجد المياه الخارجة منها باردة جداً، فيذهب الطفل منا لأبيه وأمه ويحكى لهم عن برودة المياه التى تقول للصائم افطر، فكان الآباء والأمهات البسطاء يقولون لنا: إن الشيطان يمر فى رمضان على طلمبات المياه الجوفية ويضع فيها ألواح ثلج حتى تكون باردة لإغراء الصائمين بالإفطار فإياكم أن يضحك عليكم الشيطان.

وماذا عن أهم المواقف والذكريات الرمضانية  في مرحلة الشباب ثم الآن بعد أن أصبحت شخصية علمية كبيرة؟
هى مواقف وذكرى لن أنساها ما حَييت، ألا وهو صورة التراحم والتواد بين الناس فى رمضان، فنجد من زرع حبوب وحصدها يُعطى من لم يزرع حبوب، ومن زرع خُضراوات يُعطى من لم يزرع خضراوات، ومن باع إنتاج أرضه ومعه أموال يُعطى من لم يبع مبلغا من المال على سبيل السلف حتى يبيع، ويعطى المسكين الذى لا يزرع على سبيل الصدقة، حتى رأيت بعينى من يَغرف من طعامه وشرابه لجيرانه والفقراء والمحتاجين والأغنياء على سبيل الهدية حتى تشعر بأن أهل الحى فرد واحد، أما عن الذكريات الجميلة فى شهر رمضان، أذكر أننى حفظت نصف القرآن الكريم فى شهر رمضان مما كان له الأثر فى تغيير اتجاه حياتي.

وما أهم ذكرياتكم العلمية والبحثية التى لا تنساها فى شهر رمضان؟
لشهر رمضان أثر كبير فى مسيرتى العلمية والبحثية، حيث الإعداد والتحضير اليومى لإمامة المصلين فى التراويح يستلزم مراجعة دقيقة لعدة أرباع من القرآن الكريم، مع الإعداد الجيد لدرس التراويح والإجابة عن أسئلة المصلين، وهذا يستلزم المطالعة اليومية ليلاً ونهاراً لكتاب الله عزّ وجل وكتب التُراث الشرعية، مما يزيد بلا شك فى تراكم المعارف والمهارات.

وهل اختلفت روحانيات رمضان عما كنت عليه قديما والآن؟
بالطبع اختلفت روحانيات الشهر الكريم الآن عن أيام الطفولة والصبا على المستوى الشخصى ثم الأسرى ثم المجتمعي، فقد تغير الزمن، وصار الوقت غير الوقت والأحوال غير الأحوال، فقد تيسرت سُبل المعيشة بفضل الله ورحمته وبركاته، وانتشر العلم والمعرفة بين الكثير من الناس حتى لقلما تجد جاهلاً ببعض الأحكام الشرعية، فالحس الروحى برمضان صار أفضل وأقوى من ذي قبل على كل المستويات، إلا أنه مع هذا التغير والتطور فى حياة الناس للأفضل، فقد أنست الحياة اليسيرة بعض الناس فى التفكير فيما دونهم فى الفضل أو الإساءة إليهم بسوء فهم، وهذه قِلة فى طريقها للزوال باذن الله تعالى، غير أننى أؤكد أن روحانيات الشهر الكريم الآن أفضل من ذى قبل على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع حيث التطور فى وسائل الحياة التى يسرت معيشة الناس ويسرت سائر أمورهم.

ختاما.. ما الذى تتمناه الآن فى شهر رمضان المبارك؟
أتمنى لى ولأسرتى ووطنى وأمتى العربية والإسلامية دوام الأمن والأمان والاستقرار، ومزيداً من التوافق والتقارب والتراحم والتواد حتى نصير كالجسد الواحد.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: