راديو الاهرام

عٌثمان فكري يكتٌب: ترامب وتويتر وإيلون ماسك وحبة السم

26-4-2022 | 16:38

الخبر الأول والحدث الاقتصادي الأبرز أمريكيًا وعالميًا اليوم وطوال الأيام الماضية هو خبر استحواذ الملياردير "إيلون ماسك" على منصة تويتر بالكامل في صفقة ضخمة تجاوزت الــ 44 مليار دولار أمريكي عدًا ونقدًا.. 
 
صفقة أثارت مليارات الأسئلة والتساؤلات حول ماذا يعني امتلاك إيلون ماسك لشركة بحجم تويتر مقابل 44 مليار دولار؟ وهل سيقوم إيلون ماسك بإجراء أي تعديلات فيما يخص الإشراف على المحتوى وسياسات التحرير والتدوين، بالإضافة الى سحب الشركة من التداول العام ومستقبل تويتر بشكل عام؟!
 
جاء ذلك في أعقاب ما أعلنته شركة تويتر عن شرائها من قبل رجل الأعمال الشهير صاحب شركتي "تِسلا" و"سبيس إكس" إيلون ماسك مٌقابل 44 مليار دولار في صفقة تخصيص، وصفها الخٌبراء بأنها الصفقة الأضخم خلال عٌقود فيما طرحت الصفقة تساؤلات حول ما قد يفعله أثرى رجل في العالم بموقع تويتر منصة التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم أيضًا؟! 
 
ومع اندلاع معركة الاستحواذ على مدار الأسبوعين الماضيين، وعبر العديد من مدراء الشركة عن توترهم وقلقهم وشعورهم بالإحباط؛ لأنهم لا يعلمون شيئًا حول ما يعنيه الاستحواذ من قبل إيلون ماسك على الشركة بالنسبة لأوضاعهم.. 
 
ووجهوا العديد من الأسئلة للرئيس التنفيذي لشركة (باراج أجراوال) وإيلون ماسك نفسه عن تأثير بيع الشركة على أوضاعهم وأسهمهم الخاصة.. وحتى بعد الإعلان عن إتمام الصفقة لم يحصل أي منهم على إجابات قاطعة.. وبعد ظٌهر أمس (الإثنين) بتوقيت الولايات المتحدة أخبر الرئيس التنفيذي للشركة الموظفين أنه سيتحدث معهم وكتب في تغريدة له على الموقع رسالة لهم قال فيها: (أعلم أن هذا تغيير مٌهم ومن المٌحتمل أنكم تحاولون فهم ما يعنيه هذا بالنسبة لكم وبالنسبة لمٌستقل تويتر).
 
والحقيقة أن الإبقاء على سرية الاتصالات فيما يتعلق بصفقات الاستحواذ الضخمة مثل هذه الصفقة ليس بالأمر الجديد؛ لكن موظفي تويتر شعروا بـالمرارة؛ لأنهم اكتشفوا ما يحدٌث لشركتهم من خلال التغريدات عبر المنصة التي يٌقومون بإدارتها والإشراف عليها، ورغم أن موظفي الشركة البالغ عددهم الـ 7 آلاف موظف تعودوا على تحمل الأزمات وتخطيها وسط انتقادات عنيفة حول إدارة المحتوى والإعلانات والخصوصية من قبل المٌشرعين والمٌستخدمين، بالإضافة طبعًا إلى تغريدات الرئيس السابق ترامب التي كانت أقوى اختبار لقدرتهم على التعامل مع سياسات النشر.. 
 
حتى ظهر إيلون ماسك، ووضع سنوات من جهودهم وعملهم في مهب الريح.. على الرغم من أن بعض الموظفين عبروا عن سعادتهم بشأن إعلان الصفقة.. وكان إيلون ماسك قد انتقد أكثر من مرة السياسات المٌتعلقة بالمحتوى، رغم أن تويتر عملت على تعديلها أكثر من مرة منذ عام 2008، وقامت بتعيين فريق مٌكون من 25 موظفًا مهمتهم منع إساءة الاستخدام.. وعبر العشرات من الموظفين في تويتر عن انزعاجهم من انتقادات إيلون ماسك لإدارة المحتوى ورغبته في العودة إلى نهج تويتر في مراحلها الأولى، وهو ما اعتبروه إهانة كبيرة لهم.. 
 
وأوضحت دراسة استقصائية شملت حوالي 200 موظف من تويتر أن حوالي 44% قالوا إنهم يشعرون بالحيادية تجاه إيلون ماسك، في حين أن 27% قالوا إنهم يحبونه وسٌعداء بالصفقة وامتلاكه لتويتر، في حين عبر 27% عن كرههم له.. 
 
وقد تكون المخاوف المالية هي أكبر هموم الموظفين لدى الشركة بعد إتمام صفقة الاستحواذ بسبب أن العديد من موظفي تويتر يحصلون على 50% أو أكثر من إجمالي مستحقاتهم من أسهم الشركة ويخشون فقدان القيمة طويلة الأجل لأسهمهم بسعر إيلون ماسك، والذي يبلغ سعره في حدود 54 دولارًا للسهم الواحد..
 
وأعرب الموظفون عن قلقهم من أن الأسهم يمكن أن تنخفض قيمتها بسرعة إذا سحب إيلون ماسك الشركة من الاكتتاب العام.. 
 
وقبل إتمام الصفقة بساعات اتبعت إدارة تويتر الإستراتيجية المعروفة باسم (حبة السم) لحماية الشركة والمٌساهمين وهي إستراتيجية معروفة في عالم الشركات الكبيرة، وسبق أن استخدمتها شركات كبيرة لمنع الاستحواذ عليها.. وللحديث بقية

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: