راديو الاهرام

فاطمة شعراوي تكتب: حبوا تصحوا

26-4-2022 | 14:31

لا أدرى من أين أتى إلينا كل هذا الكم الهائل من الحقد والكره الذي نصطدم به وهو يعلو بعض الوجوه التي نلتقي بها صباح مساء، والذى يقتحم حياتنا من خلال هذا النوع الغريب من التنمر الذي تفوح رائحته الكريهة من بين ثنايا ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعى متمثلاً فى "بوستات" أقل ما توصف به أنها خطابات الكراهية ينطبق عليها تماماً المثل القائل "كل إناء ينضح بما فيه".
 
أتعجب من تلك التصرفات الغريبة التي تصدر عن البعض بقصد أو حتى بدون قصد فتتسبب وبقدرة قادر فى تغيير "مودنا" وإفساد حالتنا المعنوية فتقلب حياتنا رأساً على عقب، فى حين أن الحياة سهلة وبسيطة ولا تستحق كل هذا الغل الذى نراه حولنا فى تعاملاتنا اليومية، سواء فى الشارع أو فى العمل أو حتى فى النادى.
 
فهل نتخذها فرصة ونحن نعيش الآن روحانيات هذه الأيام الطيبة فى العشر الأواخر من رمضان بأن نعيد النظر فى علاقاتنا الإنسانية، وأن نفتش بداخلنا عن تلك المعاني النبيلة التى تاهت وسط حسابات المصالح ونمنح قبلة الحياة للمشاعر الجميلة التي تم اغتيالها عن عمد فحل محلها للأسف الشديد كل هذا "السواد" الذى أصاب بعض القلوب فى مقتل فعميت كما تعمى الأبصار.
 
المسألة ليست صعبة ولا تحتاج إلى مجهود كبير، تحتاج فقط لإدارة قوية ورغبة صادقة، فالقلوب كانت ولا تزال هى الملاذ الآمن للحب والتسامح والإخلاص؛ لذا فإنها لا تحتاج منا إلا أن نهيئ لها مناخاً صحياً حتى يسود فيها الحب بين الناس، فالكره والحقد لم ولن يحل محل الحب فى حياتنا طالما بين ضلوعنا قلوب عامرة، ولن أكون مبالغة حينما أقول "حبوا تصحوا" فبالحب نحيا وللحب نعيش طالما نمتلك قلوباً تعرف أن الله سبحانه وتعالى خلقها لإسعادنا ولأن تستمر الحياة بلا منغصات بين البشر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: