Close ad

حسبة لا يصدقها عقل في ليلة القدر

25-4-2022 | 21:29
حسبة لا يصدقها عقل في ليلة القدرليلة القدر
غادة بهنسي

منذ بداية شهر رمضان ونحن ندعو الله أن نكون ممن وفق لقيام ليلة القدر، فننال ثوابها العظيم وبركاتها في الدنيا بالسعادة والراحة وفي الآخرة بالفوز بالجنة والعتق من النار.

موضوعات مقترحة

فما سر عظمة هذه الليلة؟ وما سر قول الله عنها إنها "خير من ألف شهر"؟
 
قدر الليلة عند الله ورسوله

اختص الله هذه الليلة المباركة بسورة في القرآن تبين عظمتها وفضلها على عباده وهي سورة القدر: "إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر * وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر * سلامٌ هي حتى مطلع الفجر".
 
وتأكيدا على فضل الليلة علينا قال نبينا صلى الله عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".

وقال أيضًا عنها:"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
 
بالأرقام هي "خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"

حين ذكر الله عظيم فضل ليلة القدر في قوله سبحانه "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، فاننا نستنتج من هذا أن الأجر الذي سنناله بإذن الله لو قمنا بأي عبادة أو طاعة أو عمل صالح في هذه الليلة الكريمة يساوي الأجر الذي سنناله على نفس العمل طوال ألف شهر آخر، وهذا وعد رباني وهدية لعباده المحبين الصادقين.

ولكي نقرب فكرة كون أجر الليلة الواحدة هذه يساوي أجر ألف ليلة، ونحاول أن نتصور معًا ضخامة هذا الأجر لحدود لا يكاد يصدقها عقل، نلجأ إلى لغة الأرقام، ففي مضاعفة الأجر في تلك الليلة معادلة واضحة؛ وهي أن هذه الليلة تساوي ألف شهر؛ بل هي خير من ذلك؛ فإذا سألنا: كم ليلة توجد في ألف شهر؟

فلو اعتبرنا أن الشهر ثلاثون ليلة؛ فيكون لدينا في ألف شهر هنالك ثلاثون ألف ليلة

وبالأرقام تكون المعادلة:
ليلة القدر= 1000 شهر= 1000 شهر× 30 ليلة = 30000 ليلة (بل وربما أكثر).

ونحن هنا نستخدم الأعداد التقريبية؛ لأن أي عدد للثواب سنصادفه يجب أن نعلم بأن الأجر الحقيقي قد يكون أكبر منه، لأن الله تعالى لم يقل (تعدل ألف شهر)؛ بل قال: (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) فأي عدد تتصوره هو أقل من الثواب الفعلي الذي ستجده يوم القيامة من الرحمن الرحيم.
 
حرف من القرآن بـ 300000 حرف
 
ومن الأعمال المباركة التي نحصل منها على ثواب لاحصر له في هذه الليلة، قراءة القرآن، لأن شهر رمضان هو شهر القرآن؛ فلنحسب معًا كم من الأجر يناله المؤمن في هذه الليلة إذا قرأ حرفًا واحدًا من القرآن الكريم .

فمن المعادلة السابقة؛ فلكل حسنة أو طاعة أو خير تقوم به في هذه الليلة يساوي ثلاثين ألفًا في غيرها من الليالي, إذن فقراءة حرف واحد من القرآن = 30000 حرف؛ (بل ربما أكثر) في غيرها من الأيام, وبما أن الله تعالي يقول: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 161]، فهذا يعني كأنك قد قرأت ثلاث مئة ألف حرف حسنة بـ 30000 × 10 أمثال = 300000 حسنة (بل ربما أكثر).
 
وحينما يقول الله تعالى عن ليلة القدر أنها (خيرٌ من) فهذا يعني أن كل حرف تقرأه في هذه الليلة تنال بسببه أجرًا أكبر من ثلاث مئة ألف حرف، وإذا علمنا أن عدد حروف القرآن الكريم هو أكثر من ثلاث مئة ألف حرف بقليل، فهذا يعني أنك قد قرأت القرآن كله .

وأما كلمات القرآن فهي: سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.

وأما آياته فهي: ستة آلاف آية واختلف فيما زاد على ذلك على عدة أقوال فمنهم من قال: مائتا آية وأربع آيات، وقيل: أربع عشر آية، وقيل مائتان وتسع عشرة آية، وقيل مائتان وخمس وعشرون آية أو ست وعشرون، وقيل مائتان وست وثلاثون آية، وأما سور القرآن فهي: مائة وأربع عشرة سورة .
 
فلنتخيل معًا كم الخير الذي ستناله إذا قرأت سورة (قل هو الله أحد) في هذه الليلة؟ إن هذه السورة مع البسملة التي في أولها تتألف من 66 حرفًا، فإذا ما قرأتها فكأنك قد قرأت القرآن 66 مرة.

وقد لا تصدق أن الله تعالى ترك باب الأجر مفتوحًا أمامنا، فأي رقم نتصوره هو أقل مما سنناله فعلًا من الأجر فيما لو أدركنا هذه الليلة العظيمة وقدمنا فيها شيئًا لله تعالى؛ سواء من عبادات أو خيرات.
 
ماذا نفعل لإدراك ليلة القدر؟

من محبّة النبي الكريم لأمته وحرصه عليهم لم يحدد لهم هذه الليلة، بل تركها ليجتهدوا في طلبها ولا يهملوا بقية ليالي رمضان، ولكنه اختصها على الأغلب في الليالي العشر الأخيرة من رمضان , ولكي ننال أجر هذه الليلة العظيمة فلنقرأ في كل ليلة شيء من القرآن الكريم مهما كان قليلًا، ولا نترك أي ليلة تمر دون أن نقرأ القرآن، ونحن نأمل ونطلب من الله تعالي أن يعطينا أجر ليلة القدر؛ وسوف ننال الأجر برحمة ومشيئة الله.

وكذلك فلو دعوت الله في هذه الليلة أن يرزقكبما تشاء ؛ فكأنما دعوت الله ثلاثين ألف مرة, فلنجتهد في الدعاء بصدق وإخلاص.

وأيضا فكل ركعة تصليها في هذه الليلة؛ فكأنك صليت أكثر من ثلاثين ألف ركعة.

وإذا تصدقت بجنيه واحد في هذه الليلة؛ فكأنما تصدقت بثلاثين ألف جنيه، والحسنة بعشرة أمثالها، أي كأنك تصدقت بثلاث مائة ألف دفعة واحدة.

وحين تصل رحمك لدقائق معدودة، كأن تذهب لتطمئن على أمك أو أختك أو خالتك أو من خلال الهاتف اطمأننت على أحد منهم، أو على أخ لك في الله.. فكأنما وصلت الرحم ثلاثين ألف مرة بل وأكثر.
 
فما كل هذا الخير والثواب العظيم في هذه الليلة الرائعة المباركة، فاللهم بلغنا جميعا ليلة القدر ووفقنا فيها لما تحب وترضى يا ذا الجلال والإكرام.

أدعية عامة في ليلة القدر 

 اللهم إني اسألك باسمك الأعظم الذي إذ سُئلت به أجبت إذا دُعيت به أعطيت أن تقضي لي حاجتي إنَّك على كل شيء قدير. 

اللهم إني اسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، اللهم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرًّجته ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. 

اللهم إني اسألك رضًا لا يعقبه سخط، وفرحًا لا يعقبه حزن، اللهم املأ قلبي بكل ما هو خير لي، واقضِ لي حاجتي بقدرتك يا أرحم الراحمين. 

اللهم إنك تعلم كل خفية، فاكشف عني كل بلوى تصيبني وأغثني وكن معي، اللهم ارحمني والطف بي وتداركني يا لطيف. 

اللهم إني اسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي لي حاجتي يا رحمن.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة