راديو الاهرام

د. أمل عبدالستار تكتب: الخيانة الزوجية

25-4-2022 | 13:43
الخيانة الزوجية فيروس خطير يهدد المجتمعات العربية، في ظل غياب الأخلاقيات والقيم الدينية، وأصبح منظور الخطأ نسبيًا من فرد إلى آخر؛ فهناك من يعتبر أن التواصل عبر السوشيال ميديا من مكالمات تليفونية، أو تداول الصور الإباحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا تمثل أي خطأ، ويعتبرها مجرد تنفيس عن النفس؛  لأنه يظن -خطأ- أن الخطأ لا يعد خطأ إلا إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين الرجل والمرأة، وهنا معيار الحكم على الخيانة يختلف من شخص إلى آخر وفقًا لقيمه ومعتقداته ومفاهيمه الدينية.


وهنا يجب أن نتطرق إلى السؤال الرئيسي الذي يثير الجدل في الحوار ألا هو: من المسئول عن الخيانة الزوجية الرجل أم المرأة؟!


وتتعدد الإجابات.. ولكن يظل السؤال واحدًا.. هل الخيانة الزوجية لها مرحلة وظروف معينة من مراحل العمر، أم هي عبر مراحله المختلفة


وهنا لابد أن تكون لنا وقفة مع النفس لكل من الرجل والمرأة، فعندما يفكر أحد الزوجين في الخيانة فهو غالبًا لا يفهم المعنى الصحيح للخيانة، ويقوم بتبرير خيانته ليحمي صورته الذاتية أمام نفسه بإيجاد بعض التبريرات التي يخفي وراءها خطأه، ولا نستطيع القول إن الخيانة تقتصر على الرجل فقط دون المرأة، ولا على المرأة فقط دون الرجل؛ ولكنهما شريكان معًا في الخيانة.


بعض الرجال عندما يلجأ إلى خيانة زوجته يكون منطقه أن امرأة واحدة لا تكفي، وبعضهم لإشباع إحساسه الذاتي بأنه مرغوب من الجنس الآخر، وبعضهم يقع في الخيانة لوجود خلل في العلاقة بينه وبين زوجته، وبعضهم لوقوعه تحت ضغوط نفسية، ولا يجد من يحتويه؛ فيبحث عن امرأة تحتويه عاطفيًا ونفسيًا، وهنا يلعب أصدقاء السوء من -خلف الجدران- الدور الأكبر لاستمالة هذا الرجل للخيانة.


فعندما يغيب الضمير الذي لم يتشكل منذ الطفولة في السنوات الأولى؛ نتيجة التنشئة الاجتماعية الخاطئة، فلم يعلم الآباء أن الضمير يتم تشكيله في سنوات العمر الأولى، فيشكل الآباء ضمير أبنائهم عن طريق الثواب والعقاب، ولكن عندما يدخل في التنشئة المعيار المجتمعي، يصبح المجتمع هو معيار الحلال والحرام، فيصبح الشخص معياره المجتمع، وليس الحلال والحرام، ويبيح لنفسه كل شيء ما دام بعيدًا عن مجتمعه.


وأرى أن الأسباب الرئيسية لخيانة الرجل زوجته هي: الاحتياج النفسي، وافتقار العاطفة، وعدم التقدير، والإهمال ونقص الاهتمام، والفضول الجنسي، والتقليل من شأنه.


وقد لا تعلم المرأة أن مدخل الرجل هو مدح أفعاله، ومفتاح السعادة هو احتواؤه بكلمات الحب والرومانسية.


وأنت أيها الزوج لابد أن تحتوي امرأتك بمدحها بكلمات الغزل العفيف التي تستهويها، فمدخل المرأة هو الأذن، ولابد أن تعلم أن قلب الزوجة هو وحده من يحركها، والحب هو غريزتها الأولى، فعندما تبتعد عنها تشعر بالوحدة النفسية التي تدمرها داخليًا، فتبحث عن الاحتواء النفسي نتيجة العطش العاطفي، وعدم الاستقرار النفسي، فتبحث عن الشخص الذي يحتويها.


وهنا لابد من وقفة مع النفس لكل من الرجل والمرأة حتى تستعيد الأسرة العربية قوتها وصلابتها، فلابد من التواصل الفعال بين الزوجين واختيار لغة الحوار الناجحة، والبحث عن التغيير الذي يتفق مع إمكاناتك، وتداول الهدايا بدون مناسبات، قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "تهادوا تحابوا"، بالإضافة إلى تعزيز لغة الحوار، وهذا ليس من أجلكم فحسب؛ ولكن من أجل أبنائكم أيضًا.


وإلى لقاء آخر إن شاء الله.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


* استشاري علم النفس والإرشاد الأسري والتربية الخاصة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: