أثارت الكاتبة الكويتية دلع المفتي، عليّ المواجع، عندما طرحت سؤالا على حسابها الشخصي في تويتر.. عن البيت الرائع الذي يظهر في مسلسل "راجعين يا هوى" بطولة الفنان خالد النبوي.. وهل مفتوح للزيارة؟!
بالفعل قام أولاد الحلال بالرد عليها.. وتعريفها بأن المنزل الذي يظهر في المسلسل هو "بيت السحيمي" وأنه متاح للزيارة طول أيام الأسبوع.. فأكدت الكاتبة أنه سيكون على جدول زياراتها في أقرب فرصة عندما تأتي للقاهرة بالطبع.
المواجع داخلي جاءت نتيجة رؤيتنا للمشاهد العظيمة والتاريخية في أفلامنا وبرامجنا ومسلسلاتنا التي تأثرنا بها جميعًا ولم نحسن استغلالها سياحيا بعد.. والمعنى أن هناك بيوتًا كثيرة وأماكن رائعة تلفت أنظار المتابعين والمحبين في الأعمال الدرامية والسينمائية.. ولكننا لا نستغلها للترويج وجذب السياح.. وتنتهي أحيانًا بالهدم والفناء مع انتهاء العمل الدرامي.
خذ عندك مثلا ما زال القصر الذي ظهر في العمل الدرامي التركي "مهند ونور" يحقق دخلًا سياحيًا كبيرًا لتركيا.. وزاره ملايين المشاهدين العرب لكي يلتقطوا فيه وبجانبه الصور!
نفس الأمر حدث ويحدث مع دول كثيرة من بينها المجر وبلغاريا وسويسرا.. حيث يتوافد سياح كثر إليهم نتيجة ظهور البطل في مشاهد خلابة وفنادق أنيقة وبيوت هندستها مميزة، فجاء السياح ليجلسوا مكان النجم الفلاني ويلتقطون الصور ويحتسون القهوة والمأكولات والمشروبات.. ففي إنجلترا مثلا خصصوا جولات خاصة للذهاب إلى أماكن زارها "جيمس بوند" الشخصية المخابراتية الإنجليزية الشهيرة.
ولا أتكلم هنا عن استغلال أماكن مشهورة بداخل الأعمال الدرامية كالأهرامات مثلا.. أو أبوالهول أو برج الجزيرة.. وإن كانت لن تضر.
إنما أتحدث - كما قلت - عن البيوت داخل الأعمال الدرامية التي تتحول إلى مزارات سياحية.. مثلا من منا لا يرغب في الجلوس أمام المدفأة في فيلم "الشموع السوداء" للنجم صالح سليم.. ومن منا لا يرغب في زيارة بيت "المهندس وآمنة" في فيلم "دعاء الكراون" لأحمد مظهر وفاتن حمامة.. ومن منا لا يحب أن يجلس في فيلا "سليم البدري" في مسلسل "ليالى الحلمية" أو شقة "رأفت الهجان" أو مكتبه أو مكتبته.. أو دخول فيلا "إنجي" في فيلم رد قلبي، أو التقاط صورة أمام وداخل المنزل المكتظ بـ"عائلة زيزي" ومع ماكينة "فؤاد المهندس" المشهورة عندما "طلعت قماش".
عندنا عشرات الفيلات والقصور والمباني وحتى السلالم داخل أهم أفلامنا القديمة والجديدة ولم نحسن تسويقها ولا تقديمها بصورة رائعة حتى الآن.
وعندنا أيضا بيت "الكبير قوي" فى مسلسل "الكبير" للنجم أحمد مكي.. وتمثال "قاهر الفلاح" في مدخل بيت الكبير.. وشاهدت بعيني صورة لأحد الفنانين في المسلسل نشرها تحت هاشتاج #خمن_المكان.. جلبت عليه آلاف الليكات والتعليقات والمشاركات، وحسده كثير من المعجبين بالبيت والمكان.
والمعنى أننا قادرون على صناعة مناطق جذب سياحية جديدة من الفن الدرامي والسينمائي.
وإذا كان محمد سلامة مخرج مسلسل "راجعين يا هوى"، قد عكس ما أنادي به فأتى ببيت السحيمي، الشهير بعراقته وتاريخه والذي يقع في حارة الدرب الأصفر في منطقة الجمالية في شارع المعز.. واستغل سلامة البيت لتصوير مشاهد كثيرة من المسلسل فهذا يحسب له.. ويحسب أنه قد أعطى صورة جميلة مؤثرة للمشاهد المصري والعربي جعله يطرح تساؤلات عدة عن جمال هذا البيت.. ومتي بُني؟!.. وأين موقعه؟!.. وكيفية زيارته؟!
تساؤلات تًضيف للعمل الدرامي وتجعله قابلا للحياة سنوات وسنوات عديدة.. وليست عدة أيام مع وأثناء عرضه.
تويتر: @AhmedTantawi