ماذا يحدث في مصر؟
وما هذا المستقبل المشرق الذي يقودنا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
وماذا يحدث في متاحف مصر والمناطق المحيطة بها على وجه التحديد؟
وهل يجب أن تبقى متاحف مصر كما هي مجرد متاحف أثرية أم تتغير الرؤية والفكر الذي تدار به هذه المتاحف؟
الإجابات سأقدمها إليك عزيزي القارئ من منطقة "عين الصيرة" الشهيرة المواجهة لقلعة صلاح الدين بالقاهرة، فهذه نظرة عين فاحصة لكل ما يجري في عين الصيرة، البحيرة والمتحف والطرق والكباري والتنمية الشاملة وتسهيل وتجويد حياة الناس، والمتحف الذي أقصده هو بالطبع المتحف القومي للحضارة المصرية، نقطة الضوء التي أصبحت تشع نورًا وثقافة وسياحة في المنطقة ومصر كلها.
فقط سأدعوك إلى أن تذهب إلى هناك لتتأكد بنفسك أنني لا أبالغ في الكلام بل أتوقع أن يكون السؤال الأول الذي سيتردد على لسانك فعلا ماذا يحدث في مصر، كيف تحولت هذه البحيرة الآسنة، على مدى سنوات طويلة إلى بحيرة مملؤة بالمياه النظيفة وتملأ شواطئها المتنزهات والخضرة والمطاعم والكافيتريات وتحيط بها الكباري التي توصلك إليها من كل اتجاه، ومتى تم إنشاء هذه الكباري، كيف تحولت عين الصيرة إلى كل هذه الشوارع النظيفة الجميلة، إنها الإرادة السياسية والقدرة التنموية للدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه الإصرار على أن تتبوأ مصر مكانها اللائق في القرن الواحد والعشرين بعد سنوات من الإرهاق والحروب.
ولا شك أن البداية كانت مع افتتاح متحف الحضارة المصرية هناك العام الماضي في هذا الموقع العبقري الذي اختاره للحق الوزير الأسبق فاروق حسني، ثم جاءت رؤية الرئيس السيسي التي ينفذها باقتدار وزير السياحة والآثار النشيط د.خالد العناني مع باقي أجهزة الدولة، وعنوانها الأكبر أن متاحف مصر لا يجب أن تبقى مجرد متاحف تغلق أبوابها ظهرًا أمام الزائرين والسياح.
رؤية جديدة وفكر جديد، وكما قال خالد العناني المتاحف التي نعمل عليها الآن هي متاحف للزيارة وللناس يجب أن تظل مفتوحة نهارًا وليلًا، وأن تشع بالثقافة والندوات والمحاضرات والمؤتمرات، يجب أن يزورها الجميع وأن تلحق بها المطاعم والكافيتريات، وهذا ما يحدث فعلا الآن.
وهذا ما رأيناه فعلا في متحف الحضارة هذا الأسبوع في أمسية رمضانية دعا إليها وزير السياحة والآثار بمناسبة افتتاح قاعة النسيج الجديدة بالمتحف احتفالا بيوم التراث العالمي 18 أبريل، قصة النسيج المصري وملابس أسرة محمد علي شيء يدعو إلى الفخر، وبعد الزيارة تستطيع أن تجد مطعمًا وكافيتيريا وقاعة مسرح لتقضي وقتًا رائعًا داخل المتحف، أما خارجه على ضفاف بحيرة عين الصيرة التي كانت مقلبًا للقمامة ومكانًا لاستحمام الخيول والمياه الآسنة، فهي الآن في غاية من النظافة والجمال، الناس من أبناء مصر الطيبة يستطيعون الآن لقضاء أسعد الأوقات هناك، يزورون المتحف ويحضرون الندوات والحفلات ويخرجون للتنزه على شواطئ بحيرة عين الصيرة.
إنها رؤية جديدة وفكر جديد تدار به الآن متاحف مصر وإذا كانت البداية من متحف الحضارة، فإن هناك المتحف المصري الآن يقوم بنفس الدور ويحدث به نفس التطوير.
أما المتحف المصري الكبير بمنطقة الأهرامات الذي يجري الإعداد الآن لافتتاحه فحدث ولا حرج، فتوجيهات الرئيس السيسي التي يتابعها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد العناني بشكل دوري تشير إلى أننا أمام رؤية أوسع وأشمل لأن يكون هذا المتحف نموذجًا لما يجب أن تكون عليه المتاحف في مصر للزيارة والتعليم والتثقيف والترفيه نحو بناء الإنسان المصري وبما يضمن جذب أكبر عدد من السائحين من كل العالم إلى مصر ليشهدوا نموذجًا أو نماذج عدة من حضارة مصر وتاريخها المجيد الذي نفخر به جميعًا، والأهم أن تكون المتاحف ليست مجرد متاحف للعرض الأثري، بل متاحف تضيف إلى الاقتصاد القومي وتضيف إلى حياة الناس.