Close ad

دعم 10 مرشحين يضمن فوزه في 24 أبريل.. فرنسا «ماكرونية»

18-4-2022 | 20:39
دعم  مرشحين يضمن فوزه في  أبريل  فرنسا ;ماكرونية;الرئيس إيمانويل ماكرون
د.أيمن سمير
الأهرام العربي نقلاً عن

صعود مارين لوبان للجولة الثانية يمثل «السيناريو المثالى» للرئيس الفرنسى

موضوعات مقترحة

ماكرون أكثر حرصاً على الاتحاد الأوروبى والمؤسسات الأوروبية

بقاؤه يدعم أجندة التعاون بين الدول العربية وفرنسا فى ملفات ليبيا ولبنان والعراق

برغم أن استطلاعات الرأى الفرنسية اتفقت على اقتراب مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الفرنسى هذه المرة من الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، فإن نتائج الجولة الأولى جاءت بمثابة "السيناريو المثالي" للرئيس الشاب الذى لم يتجاوز 44 عاماً، فمارين لوبان جاءت خلف الرئيس ماكرون بـ4 نقاط كاملة، وليس نقطة أو اثنتين،كما قالت الاستطلاعات، كما أن مرافقة مارين لوبان لماكرون، تجعلنا أمام سيناريو مكرر لما حدث فى شهر مايو 2017 عندما هزم ماكرون لوبان بفارق كبير.


تتفق جميع التوقعات واستطلاعات الرأى، على أن الرئيس ماكرون هو الفائز فى جولة الإعادة التى ستجرى فى 24 إبريل المقبل، بعد أن دعم 10 مرشحين خاسرين حملة الرئيس ماكرون، وتأكيدهم على مؤيديهم، بضرورة منح أصواتهم للرئيس ماكرون فى جولة الإعادة حتى لا يفوز اليمين المتطرف، المتمثل فى حزب الجبهة ومارين لوبان التى غيرت خطابها السياسى بشكل كامل، فهى سحبت لأول مرة من برنامجها البند الذى يقول إنها سوف تنسحب من الاتحاد الأوروبى فور فوزها، وأكدت أنها كانت عضوا حتى عام 2017 فى البرلمان الأوروبي، وسوف تكون حريصة على أن يكون هناك عقد سياسى واجتماعى جديد، بين المواطن الأوروبى والمؤسسات الأوروبية، وجاء تربع الرئيس ماكرون فى الجولة الأولى ليجعل الجميع يتنفسون الصعداء، حيث هناك اتفاق على أن ماكرون هو الأفضل لفرنسا وأوروبا وللعالم العربى وإفريقيا والعالم، فكيف ذلك؟

أولاً: ينظر للرئيس ماكرون على أنه رمز الوسط والاعتدال فى الساحة السياسية الفرنسية، فتحليل برامج المرشحين الـ 11 الآخرين، تكتشف أن المجتمع الفرنسى يعانى انقساما حادا ما بين اليمين واليسار، فإذا كان اليمين به مارين لوبان وإريك زامورا، فإن اليسار أيضاً به جون لوك ميلنشون، لهذا جاء برنامج الرئيس ماكرون الوحيد كبرنامج وسطى معتدل يقف على مسافة واحدة من كل الفرنسيين، ويتبنى مقاربة معتدلة تجاه المهاجرين والإسلام والمسلمين المعتدلين، كما أن البرنامج الاقتصادى للرئيس ماكرون هو الأفضل للفرنسيين، لأن الرئيس ماكرون هو خريج مدرسة الإدارة العليا الفرنسية، وعمل وزير اقتصاد ناجح، واستطاع أن يخفض نسب البطالة من 10 % عندما تولى الحكم عام 2017 إلى 7 % فى الوقت الحالى، كما أن العجز فى الميزانية تراجع، وتراجع أيضا مستوى التضخم الذى زاد فقط بسبب الحرب الأوكرانية - الروسية، كما تعامل بصبر ومهنية كبيرة مع مظاهرات السترات الصفراء، وكذلك مع الأزمتين الصحية والأوكرانية التى أصابت العالم.

ثانياً: يعد الرئيس ماكرون الأفضل فى نظر الأوروبيين، لأنه أكثر المرشحين إيماناً بمؤسسات الاتحاد الأوربى، وهو صاحب الدعوة لتأسيس جيش أوروبى موحد، وتم بالفعل الموافقة على هذا المقترح فى شهر مارس الماضى، من خلال قيادة الرئيس ماكرون الذى تترأس بلاده الاتحاد الأوروبى، قيادة الدولة الأوروبية للموافقة على «البوصلة الإستراتيجية» والتى تدعو لتشكيل قوة أوروبية لأول مرة للتدخل السريع، سوف يكون قوامها 5 آلاف جندى فى البداية، كما شكلت تحركات واتصالات الرئيس ماكرون بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين قبل وبعد الحرب نموذجا فى «دبلوماسية الصبر» والإيمان الكامل بفرص السلام، وبرغم انتقاد الرئيس ماكرون من جانب البعض، لأنه يتصل بالرئيس بوتين ويعطيه شرعية دولية ومساحة على الساحة العالمية، فإن الثابت لغالبية الأوروبية ومنهم الشعب الفرنسى أن ماكرون بذل جهودا صادقة وأمينة من أجل إحلال السلام فى أوكرانيا، وما زال يواصل تلك الجهود، بل إنه تأخر فى حملته الانتخابية الرئاسية بسبب تركيزه الهائل على حل القضية الأوكرانية، كما أنه فى ذات الوقت لم يقصر فى دعم أوكرانيا ولم يخذل حلفاءه على جانبى الأطلسي، لذلك يعتبره كثير من الأوروبيين أنه رئيس متزن وفاعل وقادر على التأثير على جانبى الصراع فى أوكرانيا.

ثالثا: على المستوى العربي، لعب الرئيس ماكرون دورا كبيرا فى تعزيز العلاقات العربية - الفرنسية فى جميع الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، ولعل مبادرة الرئيس ماكرون حول لبنان لا يزال اللبنانيون يتحدثون عنها، كما أن زيارته للعراق والمشاركة فى قمة بغداد للشراكة والتعاون فى شهر أغسطس الماضى، والتجول فى المدن العراقية خير دليل على الدعم الفرنسى لعودة الدولة الوطنية العراقية، ناهيك عن دور فرنسا الفاعل فى الملف الليبى ومحاولة مساعدة الشعب الليبى على بدء مرحلة جديدة من الوحدة والسلام والاستقرار، كما تعد علاقات فرنسا الماكرونية مع مصر ودول الخليج العربى، نموذجا فى العلاقات العربية - الأوروبية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

رابعاً: يعد الرئيس ماكرون من أكثر الرؤساء الفرنسيين المتحمسين لمحاربة الإرهاب، وبرغم قرار سحب القوات الفرنسية من مالى، فإن الجيش الفرنسى سوف يظل فى منطقة الساحل والصحراء ولن ينسحب، وبرغم الانتقادات التى وجهها البعض للرئيس ماكرون بأنه يحارب الإرهاب بعيداً عن الأراضى الفرنسية، وبرغم التعرض لكثير من الانتقادات عندما يقتل الجنود الفرنسيون، فإن الرئيس ماكرون ظل مؤمناً بضرورة دعم الدول الإفريقية، سواء فى الساحل والصحراء أم فى دول غرب إفريقيا أم فى منطقة البحيرات العظمى ضد التنظيمات المتطرفة، ولا تزال فرنسا تعلب الدور الأكبر فى تنسيق الجهود الإفريقية والدولية لهزيمة الجماعات الإرهابية فى إفريقيا، عبر سعى ماكرون، لجعل قضية محاربة الإرهاب فى إفريقيا قضية عالمية، وليست مهمة فرنسية أو إفريقية فقط.

خامساً: مواصلة الرئيس ماكرون لجولة جديدة فى قصر الإليزيه، سوف يعنى استمرار "الصوت المعتدل" بعيداً عن التطرف، سواء كان من اليمين أم اليسار، وهو ما يبعث برسالة مهمة للسلام العالمى، لأن سيناريو بعض المرشحين الآخرين الذى يدعون للخروج من الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو ومعادة المهاجرين واللاجئين، كان سوف يرسل رسالة سلبية للشعوب الأخرى سواء فى أوروبا أم العالم.
لهذا يمكن القول إن فوز ماكرون سوف يجنب أوروبا "بريكست جديدة "، وسوف يسهم فى تعزيز العلاقات بين الشعب الفرنسي، سواء مع الشعوب الأوروبية أم مع الدول العربية، كما يضمن أن جبهة البحث عن سلام فى الحرب الروسية - الأوكرانية، سوف تواصل العمل بفاعلية كبيرة، بالإضافة إلى أن الحرب على الإرهاب، سوف تكون بذات العزيمة والقوة، التى عمل عليها الرئيس ماكرون فى السنوات الخمس الأولى فى قصر الإليزيه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: