Close ad

فاطمة شعراوي تكتب: فن "صناعة الإعلان"

19-4-2022 | 06:53

لم تعد الصورة الذهنية عن "الإعلان" كما كانت من قبل باعتباره عملًا "تجاريًا" يتم تنفيذه بشكل أو بآخر بغرض الترويج لهذه السلعة أو تلك، فما شاهدناه من إعلانات "غاية فى الروعة والجمال" منذ بدء شهر رمضان هذا العام يضع "الإعلان" فى منطقة مختلفة تمامًا، فقد أصبحت "الإعلانات" وبحق تنافس الأعمال الدرامية من حيث مدى الإقبال على مشاهدتها والاستمتاع بروعتها وجمالها، بل لن أكون مبالغة حينما أقول إن هناك إعلانات "احترافية" حققت نسب مشاهدة تفوق كثيرًا أعمالًا درامية تشارك فى سباق الدراما الرمضانية دون أن يسمع عنها أحد.
 
وهو ما يضع أيدينا على مسألة فى منتهى الأهمية وهي أن هذا التفوق لفنون الإعلان لم تأت من فراغ، بل هناك وبكل تأكيد جهد كبير يتم بذله حتى يخرج هذا الإعلان أو ذاك على هذا النحو من الروعة والجودة والإبهار أيضًا حيث توجد فكرة يقوم عليها الإعلان، وبالتالى فهناك فريق عمل يضم التصوير بشكل احترافى بمعاونة مونتاج وإخراج وإضاءة وموسيقى تصويرية وجميعها عناصر مهمة تنصهر كلها فى بوتقة واحدة يرسم ملامحها باقتدار شخص يحدد الإستراتيجية العامة التي تجعل من هذا الإعلان "ماركة مسجلة" ويلتصق بذاكرة المشاهدين.
 
من بين هؤلاء الذين يقودون مجال صناعة الإعلان بنجاح المخرج محمد السعدي عضو الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الذى لفت انتباهنا جميعًا لما يقوم به من أنشطة متعددة منذ قيامه بالتنفيذ المبهر لموكب المومياوات الملكية ضمن احتفالية افتتاح المتحف القومي للحضارة بحضور الرئيس السيسي، فقد استطاع محمد السعدي أن يجعل اسمه ملء السمع والأبصار بلوحات جمالية أقل ما يمكن أن توصف به أنها تمثل "نقلة نوعية" فى مجال صناعة الإعلان.
 
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننى وبينما اعتبر الإعلانات التى قدمها محمد السعدي تمثل نقلة نوعية في مجال الإعلان فإنني أتوقف طويلًا أمام هذا الإعلان الأكثر من رائع عن النسخة الجديدة من حملة "أنت أقوى من المخدرات" الذي تمت الاستعانة فيه بالنجم العالمي محمد صلاح، وهو في تقديري اختيار موفق وجاء فى محله؛ حيث لا يمكن لأحد أن ينكر قيمة محمد صلاح ومكانته بين الشباب، وبالتالي فإن ذلك سيكون له دور كبير فى "توصيل" الرسالة من وراء الحملة التي أعلنت وزيرة التضامن أنها حققت بالفعل منذ بداية إطلاقها نتائج مبهرة؛ حيث تمت ترجمتها إلى 5 لغات أجنبية.. وبلغت نسبة مشاهدتها 165 مليون مشاهد على مدار السنوات الخمس الماضية، هذا بالإضافة لمجموعة بديعة من الإعلانات التى تحترم عقلية المشاهد وتبعث البهجة فى النفوس بفكر مبتكر، فما إن نرى اللوحة التليفزيونية سعدي جوهر إلا ونتنبه وننتظر فكرة وصورة ومضمون يتميزون بالإبداع.
 
تحية إلى كل من يساهم ولو بقدر ضئيل فى الارتقاء بصناعة فن الإعلان ليصبح على هذا النحو من الرقي، وعلى رأسهم محمد السعدي الذي يبهرنا يومًا بعد الآخر بما يقدمه من إعلانات مبتكرة ومتميزة بديعة الشكل والمضمون.
 
أيضًا تتميز الدراما التى تحمل بصمة محمد السعدي بالنجاح والتميز ففي رمضان الماضي قدم مسلسل "لعبة نيوتين" الذي ترك أثرًا كبيرًا لدى متابعي الدراما، وفي هذا الموسم الرمضاني يقدم عملين جديدين يلتف حولهما الجمهور وهما (العائدون) و(مشوار)، 
لذا فإنه يمكنني القول إنه شخص متعدد المواهب؛ حيث لم يكن مهمومًا بصناعة الإعلان فحسب؛ بل لديه رؤية ثاقبة لصناعة الدراما أيضًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة