صلة الأرحام من أعظم القربات عند الله تعالى؛ ولذلك قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)، صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم".
والأرحام هم أقارب الإنسان، وكل من يربطهم رابط نسب، سواء أكان وارثا لهم أو غير وارث، وتتأكد الصلة به كلما كان أقرب إليه نسبا.
الواصل والمكافئ
وصلة الرحم من أفضل الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد أمر الله تعالى بها، وبين أن وصلها موجب للمثوبة.
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس الواصل بالمكافئ، أي: ليس الإنسان الكامل في صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب، هو الشخص الذي يقابل الإحسان بالإحسان والزيارة بالزيارة والسؤال بالسؤال، ولكن الإنسان الكامل في صلة الرحم هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها، أي: إذا أساء إليه أقاربه أحسن إليهم ووصلهم.
ويحثنا الحديث الشريف على عدم المعاملة بالمثل، بل بالإحسان إلى المسيء والمقصر.
فضل صلة الرحم عند الله تعالى
أما عن قيمة صلة الرحم عند الله تعالى، فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: "قال الله عز وجل (أنا الرحمن وهي الرحم، شققت لها اسما من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها بتته).
صلة الرحم أجرها كبير، وشأنها عظيم عند الله، وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: "قال الله عز وجل: أنا الرحمن"، أي: متصف بكثرة الرحمة وسعتها، "وهي الرحم"، أي: التي آمركم بوصلها، والرحم هي الصلة التي تكون بين الشخص وغيره، والمراد هنا الأقربون، "شققت لها اسما من اسمي"، أي: أخذت لها من اسمي "الرحمن" اسما، "من وصلها وصلته"، أي: من أحسن إلى أهله، ورفق بهم، وداوم على الاتصال بهم، أحسنت إليه ورفقت به وأنعمت عليه، "ومن قطعها"، أي: هجر أهله ولم يحسن إليهم ويتصل بهم، "بتته"، أي: قطعته من رحمتي وإحساني.