Close ad

الحلقة "13" من "الاختيار 3": الكتائب الإلكترونية للإخوان ذراع الجماعة للتصفية لمن يشقون عصا الطاعة

15-4-2022 | 11:58
الحلقة    من  الاختيار   الكتائب الإلكترونية للإخوان ذراع الجماعة للتصفية لمن يشقون عصا الطاعةالاختيار٣
أحمد عبد العظيم عامر

تناولت الحلقة "13" من مسلسل الاختيار الجزء الثالث عمليات التشويه التي نظمتها الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية ضد القوات المسلحة والمجلس العسكري ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.

موضوعات مقترحة

عمليات التشويه الممنهجة التي قامت بها الكتائب الإلكترونية ضد القوات المسلحة لم تكن جديدة على تنظيم الإخوان، وإنما هو منهج تستخدمه الجماعة ضد معارضيها وضد المنشقين عنها، وكذلك ضد بعض أبنائها حيال اتخاذ مكتب الإرشاد قرارا اعترضوا عليه ورفضوا الطاعة العمياء لقاعدة "يد الله مع الجماعة".

وبدأ تشكيل الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان مع إدراك عدد من معاوني خيرت الشاطر، وفي مقدمتهم أسامة ياسين وزوج ابنة الشاطر أيمن عبد الغني لدور وسائل التواصل الاجتماعي مع استخدام شباب الحركات الاحتجاجية تلك الوسائل للدعوة للتظاهر ضد نظام مبارك وعدد من قراراته.

إلا أن وجود الشاطر في السجن أحال دون تكوين تلك الكتائب بشكل فاعل وقوي نتيجة لانعدام الرؤية التي كانت قائمة داخل مكتب الإرشاد وعدم إلمام الشاطر بجوهر ما تتحدث عنه تلك المجموعة من معاونيه.

هذا بالإضافة إلى أن الجماعة كانت ترى أن دور ما تسميه بـ"كتائب الحق"، كافي ويؤدي الغرض ولاسيما أن  تلك الكتائب كانت تخاطب جمهور الإخوان عبر المساجد وغيرها من أماكن تجمع المواطنين.

شكلت "كتائب الحق"، ذراع الإخوان لحملات التشويه ونشر الأكاذيب، وكان يتم تفعيلها وقت الأزمات والاضطرابات، وكان أهم أهدافها نشر الشائعات حول أمر بعينه أو شخص بعينه.

إلا أن عام 2010 وما حمله من حراك سياسي في الشارع المصري واعتماد شباب الحركات الاحتجاجية وسائل التواصل الاجتماعي أداة للحشد والانتشار بأفكارهم بين المواطنين بشكل عام ونظرائهم بشكل خاص، دفع الجماعة لأن تقرر تشكيل لجنة إلكترونية هدفها نشر آراء الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

تلك المجموعة التي عملت تحت إشراف محمد أسامة سكرتير المرشد العام للإخوان تم اختيارها وفقا لقاعدة الثقة وليست الكفاءة وهو ما انعكس على ضعف أدائها وضعف خطاب الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي.

ملامح ضعف وفشل الكتائب الإلكترونية للإخوان في بدايتها كان جليا حتى أن تلك المجموعة ابتدعت ما أسمته بـ"إخوان فيسبوك"، وـ"إخوان ويب" لحشد شباب الإخوان على شبكة واحدة لتطعيمهم بوجهات نظر وآراء الجماعة دون جدوى من شباب الإخوان أنفسهم.

حالة الفشل والعجز لمجموعة محمد أسامة في استقطاب شباب الإخوان أو شباب غير منتمين للجماعة لغرف دردشة خاصة بشبكات الإخوان للتأثير على قناعاتهم، أنتج قناعة لدى خيرت الشاطر بأنه لابد من تشكيل كتائب إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي يكون دورها مثل "كتائب الحق"، والتي تلعب دورا حيويا وهاما بالنسبة للجماعة.

الشاطر شرع وبعد خروجه فورا من السجن في إعادة تشكيل الكتائب الإلكترونية، حيث قام باستدعاء مجموعة من شباب الإخوان، ولاسيما في مجال تكنولوجيا المعلومات وهندسة الاتصالات والإعلام لبلورة رؤية خاصة بالكتائب الإلكترونية للإخوان ودورها في مرحلة ما بعد ثورة "25 يناير".

النائب الأول للمرشد العام للجماعة أوكل تلك المهمة بعد إعادة تشكيل فريق العمل لكل من أيمن عبد الغني زوج ابنته، بالإضافة ليحيى حامد الذي شغل في الطبعة الأخيرة من حكومة هشام قنديل منصب وزير الاستثمار.

بدأت الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان في استهداف شباب الثورة وتشويه سمعتهم ثم تحول في مرحلة لاحقة لتشويه سمعة قيادات العمل السياسي ومن بعدهم اعتمدت الجماعة على تلك المجموعة لتشويه المجلس العسكري.

عمليات التشويه كانت تقوم على التصفية المعنوية للمستهدف عبر تلفيق مجموعة من الأكاذيب تتعلق بعلاقات الشخص الإنسانية وذمته المالية وعقيدته الدينية وقيمه الأخلاقية.

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في العديد من المناسبات أنه لم يخن الإخوان ولم يكذب عليهم وأنه كان ناصحا أمينا لشخص رئيس الجمهورية الذي تم انتخابه بإرادة شعبية؛ حرصا منه على استقرار البلاد والبعد بها عن أية صراعات قد تؤدي إلى انهيار الدولة المصرية بشكل كامل.

كما أكد الرئيس السيسي أنه وصل لقناعة في مطلع عام 2013 بأن الإخوان يسيرون في طريق صدامهم بالشارع المصري، وأن ما يحدث من الإخوان سيترتب عليه موجة ثورية ثانية ستطيح بالإخوان ونظام حكمهم.

تجلي ووضوح قناعات الرئيس السيسي بالإضافة لوقوفه أمام الإخوان في العديد من القضايا ولاسيما ما يتعلق منها بقضايا الأمن القومي أسفر عن وجود قناعة لدى خيرت الشاطر تتمثل في أنه لابد من الإطاحة بالسيسي من موقعه كوزير للدفاع لما يشكله من خطر على مستقبل حكم الإخوان.

الشاطر شرع في شن سلسلة من حملات التشويه ضد القوات المسلحة بشكل عام والمجلس العسكري ووزير الدفاع بشكل خاص استعدادا للتخلص من قيادات القوات المسلحة وتعيين قيادات أكثر ولاء للإخوان ومشروعهم.

حملات التشويه التي شنتها جماعة الإخوان على القوات المسلحة بشكل عام والسيسي بشكل خاص كانت على محورين، الأول عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير في النخبة المثقفة والثاني عبر "كتائب الحق"، ومجموعة "حازمون"، بقيادة حازم صلاح أبو إسماعيل والذي كان يحمل ضغينة شخصية تجاه القوات المسلحة للتأثير في المواطنين البسطاء.

تورط قيادات الإخوان في الرد على تساؤلات وسائل الإعلام حول آرائهم فيما يتطاول به حازم صلاح أبو إسماعيل بحق المؤسسة العسكرية بصفة عامة والقائد العام بصفة خاصة واضطرارهم لانتهاج منهج "التقية" للحيلولة دون إظهار ضغينتهم تجاه المؤسسة العسكرية أسفر عن تقويد مصداقية تلك الحملات الممنهجة التي كانوا يقومون بها في الخفاء.

هذا بالإضافة إلى أن عناصر "كتائب الحق"، وعناصر اللجان الإلكترونية للإخوان والتي تقوم بإعداد محتوى حملات التشويه وتسويقه هي نفسها التي كانت تروج وتؤكد أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي إخواني وخلية نائمة للجماعة بالجيش المصري وتستخدمه كفزاعة لترهيب معارضيهم.

وما ساعد أيضا على فشل تلك الحملات التعامل الذكي من القوات المسلحة مع القضايا السياسية بالبعد عنها والتأكيد أنها تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ودعوة القائد العام باستمرار إلى تغليب مصلحة الشعب المصري على المصالح السياسية والحزبية الضيقة.

وبعد  نجاح ثورة "30 يونيو"، واجهت قيادات الإخوان معضلة تتمثل في عجزهم في الرد على قواعدهم الذين تم تضليلهم بالأكاذيب حول الهيمنة والسيطرة على القوات المسلحة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: