راديو الاهرام

أسامة سرايا يكتب: نبأ سعيد من سبأ

13-4-2022 | 04:32

حملت الأنباء بشرى سعيدة من «سبأ» تعز، ونقول سعيدة بتحفظ كبير جدًا، حتى تؤتي ثمارها، التي نرجوها من الله، إلى البلاد أو اليمن الذي كان سعيدًا، قبل أن يقع فريسة حرب طاحنة وصراعات على سلطة فارغة، وأصيب بآفة من الآفات الخطيرة كذلك، وهي الفتنة الطائفية الحادة، وصراعات القوى الخارجية، التي اندلعت في منطقتنا العربية، في أعقاب ما يسمى بدايات العقد الثاني من القرن الحالي، بأحداث ما يسمى «الربيع العربي» التي تحولت إلى رياح عاتية وعاصفة اقتلعت بلداننا من جذورها، وأضعفت الجميع وهزت الإقليم ككل.
 
وتدهورت الاقتصادات العربية، كافة، ونتضرع إلى الله في هذا الشهر الفضيل رمضان، أن نخرج منها بسلام لصالح الشعوب ومستقبلها ككل، حيث هناك أكثر من نصف العرب يعانون، وصارت بلادهم مرتعًا للهزات والاضطرابات والصراعات على السلطة، لا نريد أن نتكلم عن حال العرب ككل الآن، لكننا اخترنا اليمن الذي مزقته حرب أهلية مستعرة، أطلقها فصيل يمني، أقلية الأقلية، الحوثي واستولى على السلطة لأكثر من 7 سنوات حتى الآن.
 
ولم يوقف الحرب حتى وهو يرى حال اليمنيين، يعانون ويتساقطون وكل الأوضاع الصعبة والقاسية تشمل البلاد، نقص في كل شيء، وصل إلى حال المجاعة، توقفت المدارس والأطفال يحاربون بدلا من الدراسة، اليمن السعيد توقف عن الحياة، وهو أصل العرب.
 
كنت أشعر بالمرارة والأسى، لهذه الحال المخيفة، ونحن نرى الجميع يتكلمون عن المهاجرين الأوروبيين في أوكرانيا، الذين يعانون الحروب ونسوا المهاجرين اليمنيين الذين تمزقوا، كما نسوا المهاجرين السوريين، وهم بالملايين في كل أنحاء العالم، المهم الآن، أن الخبر القادم أن اليمنيين شكلوا مجلسًا رئاسيًا، للأقاليم الثمانية.
 
وأن الرئيس عبد ربه منصور هادي، تنحى عن السلطة، وسلمها إلى المجلس الرئاسي الجديد، معلنًا أن هناك سلطة جماعية للطيف اليمني، الذي نأمل أن يعود، في إشارة إلى توقف جزئي للصراع على السلطة بين اليمنيين، وفي البلد المنكوب منذ سنوات، من أجل سلطة «فارغة»، لم تحقق شيئًا لهم، أسقطت من حساباتها الشعب، ووقعت فريسة لحروب بالوكالة.
 
التحرك اليمني، جاء بمساعدة عربية، خصوصا السعودية والإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي، لإنقاذ اليمن وعودته للحياة من جديد، جاء مبشرًا، وفاعلا، وننتظر أن يأتي بمزيد من الإيجابيات، لأنه يعكس أن هناك وحدة يمنية اتحدت في سلطة واحدة بين الشمال والجنوب، بل بين كل الأقاليم، وكل القوى النافذة والقادرة داخل هذا المجلس الجديد، ستكون قادرة على التفاوض مع الحوثيين، بل مع من يمولهم ويسيطر على قرارهم.
 
الوحدة اليمنية تمنع الثغرات التي كان يتسلل منها الحوثي لتأخير الوصول إلى السلام، وعودة اليمن لأهله، ووقف الحرب المستعرة هناك، فلن ينقذ اليمن إلا اليمنيون أنفسهم، هذا المجلس الجديد بتشكيله الحالي، جاء معبرًا، 4 من الشمال، و4 من الجنوب، وهو كيان قوي، ذو صلاحيات على الأرض وفاعل، وقادر على جذب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، بل قادر على كشفهم إذا لجأوا إلى المماطلة والتسويف.
 
لأنهم يمنيون، يحاورون يمنيين، صحيح أنهم في حاجة إلى الدعم العربي والخليجي، لكنهم أصحاب قوة وإرادة يمنية خيرة، بل معبرون عن كل اليمنيين بمختلف أطيافهم تحت جناح المجلس الرئاسي الجديد.

ولم يبق إلا أن يتقدم الحوثي، إذا أراد أن يكون جزءًا من الحل، فهو ليس كل اليمن، ولن يقبل اليمينيون حكمًا حوثيًا منفردًا، كما أن الحوثي لا يستطيع -في ظل هذا التشكيل- أن يقاتل كل اليمنيين، وإلا ستكون مواجهة خاسرة، وسوف تنكشف القوة التي تتدخل في اليمن ضد صالح الشعب.
 
الموقف الآن أصبح مكشوفًا، والحوثي أصبح ظهره للحائط، ويجب أن يقبل التعايش، كما أن من وراءه أصبحوا في اختبار أمام المجتمع العربي والدولي، ماذا هم فاعلون في اليمن؛ لأنهم بذلك سيعطون إشارة إلى مستقبل الإقليم العربي ككل.
 
هل هم فى طريقهم إلى سلام إقليمي، أم يريدون المواجهة الشاملة، اليمن أمام اختبار كبير وصعب، نتطلع أن يجتازه بسلام، نحن نريد استقرار الإقليم، وسيكون اليمن مقدمة لذلك، فهل نرى مزيدًا من الأخبار السعيدة قادمة من اليمن، حتى يعود سعيدًا كما كان، وكما نتطلع وكما نأمل؟

دعونا ندعو الله، في هذا الشهر بهذا الأمل الكبير؛ ألا وهو السلام.

كلمات البحث
مصر السيسي التي نحلم بها

بعد 10 سنوات على ثورة 30 يونيو التى لم تشهد مصر مثيلا لها فى تاريخها كله، تمثلت فى خروج الشعب، دفاعا عن تاريخه وهويته، التى كادت تسلب منه، وتسقط تحت أقدام

أنس جابر وزيرة السعادة لكل العرب

فتاة تونسية من سوسة بنت الطبقة الوسطى، سحبت البساط من تحت أقدام كرة القدم، وشعبيتها الأسطورية وملايينها، أنس جابر أعادت لنا الأمل فى أن تنتعش كل اللعبات

الأكثر قراءة