د. أحمد سعيد حسين: المياه الغازية تحتوي على سعرات حرارية هائلة دون أي إضافات غذائية مفيدة
موضوعات مقترحة
يعتقد الكثيرون على سبيل الخطأ، أنهم بحاجة إلى المشروبات الغازية لتسهيل هضم الطعام في رمضان، معتقدين أنها تقلل من الشعور بالتخمة وعسر الهضم، وتجنب الشعور بالعطش.
فيما أكدت دراسات علمية، خطورة تناول المشروبات الغازية بشكل عام لأضرارها الجسيمة والتي تتضاعف إذا تم تناولها على «معدة فارغة»، وأنها تمثل الخيار الأقل من الناحية الصحية، حيث تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية بدون أي إضافات غذائية مفيدة من فيتامينات أو أملاح معدنية، وأن تناولها بعد الصيام يؤدي لإلغاء دور الإنزيمات التي تساعد على الهضم ما يؤدي لسوء في هضم الطعام، وتناولها وقت السحور يزيد من حاجة الجسم إلى السوائل ما يسبب الشعور بالعطش نهارًا.
الأستاذ الدكتور أحمد سعيد حسين أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية وعميد معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية السابق بالمركز القومي للبحوث، يقول إن المشروبات الغازية من أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، ولا يتخلى عنها الصائم في رمضان، ما قد يضر بصحته. وتنافس المشروبات الغازية المشروبات الرمضانية في شعبيتها، حيث إنها لا تغيب عن مائدة الإفطار، وقد يفرط الصائم في تناولها ظناً أنها تساعد على الهضم، وهذا الاعتقاد خاطئ. لأن المشروبات الغازية لا تساعد على الهضم وتسبب الغازات، كما أن تناول المشروبات الغازية على معدة فارغة، يسبب انقباض الأوعية الدموية وعدم تدفق الدم للمعدة، وبالتالي صعوبة في الهضم وتقلصات وآلام المعدة، بالإضافة إلى الشعور بالحموضة في وقت لاحق، حيث إن تلك المشروبات تتكون من مواد حامضية.
وأكد أن كوب واحد من المشروبات الغازية على 140 سعر حراري، و"الدايت" منه يحتوي على سعر واحد، وذلك من خلال استبدال السكر بالمحليات الصناعية، مضيفًا أنه من المعروف أن المشروبات الغازية تفتقد إلى الفوائد الغذائية، بل هي مضرة. فإضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من السكر والمحليات، تحتوي المشروبات الغازية على مواد كيميائية ومواد حافظة تضر الصحة.
وشدد على ضرورة تجنب هذه المشروبات وقت الإفطار وتناول المشروبات الرمضانية كالتمر الهندي وعصائر الفواكه الطازجة، ونصح بأن يكون الإفطار على المشروبات الباردة، بما فيها الماء البارد، من أكثر الأمور الشائعة والخاطئة، مضيفًا أن الأشخاص الذين يبدءون إفطارهم بتناول المياه الغازية، يشعرون بالحموضة في وقت لاحق، حيث أن تلك المشروبات تتكون من مواد حامضية، لذلك لا ينصح تماما بتناولها وقت الإفطار.
وقال إنه من الأفضل بدء الإفطار بتناول شوربة دافئة أو كوب ماء دافئ، لأن ذلك يساعد على توسع الشرايين الدموية وبالتالي تدفق الدم بشكل أسرع للمعدة وهضم أفضل، مشيرًا إلى أن الصائمون خلال شهر رمضان يجب أن يتناولوا الأطعمة الغنية بالمياه، والإكثار من شرب المياه بين وجبتي الإفطار والسحور، مع زيادة معدلات تعرق الجسم مع ارتفاع درجات الحرارة المرتفعة، ولذا فمن الضروري شرب السوائل لتعويض ما يفقده الجسم أثناء ساعات النهار (ما لا يقل عن 10 أكواب).
وأكد أنه يمكن زيادة الماء من خلال تناول الأطعمة الغنية بالماء، فعلى سبيل المثال، يمكنك تناول البطيخ في وجبة السحور أو تناوله على سبيل التحلية بعد الإفطار. كما تحتوي السلطة الخضراء على كثير من الخضروات الغنية بالماء مثل الخيار والطماطم. وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا لأن الكافيين قد يسبب كثرة التبول، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف. وتذكر أن المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر ستضيف مزيداً من السعرات الحرارية إلى نظامك الغذائي. وبدلاً من ذلك، تستطيع تناول الطعام الغني بالماء، مثل الحساء أو سلطة الخضروات الطازجة.
أضرار قلة شرب الماء
وأكد عميد معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية السابق، أن قلة المياه لا تؤثر فقط على شعور الصائم بالجفاف، ولكن أيضًا لها تأثيرات خطيرة على الصحة، فالماء مهم لصحة الإنسان، حيث أن حوالى 60٪ من جسم الإنسان هو في الواقع ماء، لذا يحتاج الجسم إلى الحفاظ على مستويات الماء لتغذية الخلايا والحفاظ على عمل المخ والجسم، وتؤثر علي انخفاض النشاط والطاقة عند الجفاف، فقد يلاحظ الصائم انخفاض مستويات الطاقة، حيث يساعد الماء على إبقاء العقل في حالة تأهب وتوازن الجسم، وقال إن الصائم إذا كان لا يشرب الكثير من الماء خلال النهار، سوف يشعر بالركود والتعب الشديد وقلة الطاقة.
وأشار إلى أن الضباب العقلي وعدم التركيز يجعل المخ يحتاج إلى الماء (دماغنا حوالي 80 ٪ من الماء)، وشرب ما يكفي يبقيك تشعر بصفاء الذهن والتركيز، حتى على المدى الطويل، كما تؤثر علي ارتفاع خطر السكتة الدماغية وفقًا لدراسة في اضطرابات القلب والأوعية الدموية ، فإن عدم شرب كمية كافية من الماء والجفاف يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية ويطيل وقت التعافي، إذا كنت تعاني من سكتة دماغية، وأيضًا سوء المزاج الجفاف يمكن أن يجعلك سريع الانفعال والغضب أيضًا ويؤثر على مزاجك، فضلا عن الإفراط في تناول الطعام.
ولفت الدكتور أحمد سعيد حسين، إلى أنه في بعض الأحيان نخلط بين العطش والجوع، لذلك من الذكاء شرب الماء عندما تشعر برغبة في تناول الطعام، يمكنك شرب الماء قبل تناول وجبة ، حيث قد تستهلك سعرات حرارية أقل ويمكن أن يمنعك الماء من الجوع الشديد أثناء الجلوس لتناول الطعام.
أما بالنسبة للصداع، فقال إن الدماغ بما أنه يحتاج للمياه، لذلك عندما يفتقر إليه يمكن أن يؤدي إلى الصداع والتعب، لذا ، قبل تناول الدواء، يجب تناول بعض الماء أولاً واسترح، قد يختفي ألم الرأس هذا دون الحاجة إلى اتخاذ أي تدابير أخرى.
وقال إن البشرة تحتاج إلى أن تبقى رطبة من الماء لتبدو رطبة وشابة، يمكن أن يؤدي عدم الشرب الكافي إلى زيادة تأثيرات الشيخوخة ويجعل البشرة تبدو أكثر جفافًا وتقشرًا وتجعدًا، مع عدم كفاية الماء يمكن أن يتشقق الكولاجين ، مما يؤدي إلى الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
وحذر من تناول الكثير من البروتين يمكن أن يكون له آثار ضارة على صحتك، فإذا كنت تتبع نظاماً غذائياً عالى البروتين يجب الحذر من أعراض فرط تناول البروتين، والبروتين هو واحد من ثلاثة مغذيات دقيقة، إلى جانب الدهون والكربوهيدرات، وهذا يعني أن البروتين ضروري ولكن مع جميع العناصر الغذائية الأخرى في نظامك الغذائي، في حين أن كل منها مهم، فإن معظم الناس يتبعون نظامًا غذائيًا عالي البروتين، لأنه ضروري للحفاظ على كتلة العضلات وزيادتها، ولكن للقيام بذلك يرتكبون خطأ تجنب العناصر الغذائية الأخرى، مما يزيد من خطر الإفراط في استهلاك البروتين. حيث يوصى باستهلاك 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم.
وختم الدكتور أحمد سعيد حسين، حديثه بأنه يجب علينا جميعًا الالتزام بهذا المقدار فقط لأن استهلاك الكثير من البروتين يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك.